العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

مؤتمر باكو وجدوى اجتماعات التغير المناخي الأممية

بقلم: د. إسماعيل محمد المدني

الجمعة ١٥ نوفمبر ٢٠٢٤ - 02:00

هذه‭ ‬المرة‭ ‬لستُ‭ ‬من‭ ‬يدَّعي‭ ‬ويصف‭ ‬اجتماعات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬حول‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬التي‭ ‬بلغ‭ ‬عددها‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬29‭ ‬اجتماعاً،‭ ‬وتُعقد‭ ‬منذ‭ ‬32‭ ‬عاماً،‭ ‬وطافت‭ ‬وساحت‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬بأنها‭ ‬عبثية،‭ ‬ولا‭ ‬فائدة‭ ‬منها،‭ ‬وتُعتبر‭ ‬مضيعة‭ ‬للوقت‭ ‬الثمين،‭ ‬والمال‭ ‬الغالي‭ ‬للشعوب‭. ‬

فقد‭ ‬صرح‭ ‬وزير‭ ‬خارجية‭ ‬‮«‬بابو‭ ‬غينيا‭ ‬الجديدة‮»‬‭ (‬Papua‭ ‬New‭ ‬Guinea‭) ‬‮«‬جستن‭ ‬تاشينكو‮»‬‭ ‬(Justin Tckatchenko)، وهي‭ ‬من‭ ‬الجزر‭ ‬المنخفضة‭ ‬الواقعة‭ ‬مباشرة‭ ‬على‭ ‬المحيط‭ ‬الهادئ‭ ‬والواقعة‭ ‬شمال‭ ‬أستراليا،‭ ‬في‭ ‬الثامن‭ ‬من‭ ‬نوفمبر‭ ‬2024،‭ ‬أي‭ ‬قبيل‭ ‬أيام‭ ‬من‭ ‬انعقاد‭ ‬الاجتماع‭ ‬رقم‭ (‬29‭) ‬للدول‭ ‬الأطراف‭ ‬في‭ ‬اتفاقية‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الإطارية‭ ‬حول‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬في‭ ‬11‭ ‬نوفمبر‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬باكو‭ ‬عاصمة‭ ‬أذربيجان،‭ ‬حيث‭ ‬قال‭ ‬ان‭ ‬‮«‬هذه‭ ‬الاجتماعات‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬وعود‭ ‬فارغة‭ ‬ولم‭ ‬تتمخض‭ ‬عنها‭ ‬أي‭ ‬نتائج،‭ ‬ولذلك‭ ‬فهي‭ ‬اجتماعات‭ ‬مضيعة‭ ‬للوقت‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬أضاف‭ ‬وزير‭ ‬خارجية‭ ‬‮«‬بابوا‭ ‬غينيا‭ ‬الجديدة‮»‬‭ ‬قائلاً‭: ‬‮«‬نحن‭ ‬لن‭ ‬نتسامح‭ ‬بعد‭ ‬الآن‭ ‬مع‭ ‬الوعود‭ ‬الفارغة‭ ‬والتقاعس‭ ‬عن‭ ‬تنفيذ‭ ‬الوعود،‭ ‬بينما‭ ‬يعاني‭ ‬شعبنا‭ ‬من‭ ‬العواقب‭ ‬المدمرة‭ ‬لتغير‭ ‬المناخ،‭ ‬فلم‭ ‬يخرج‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬ملموس‭ ‬من‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الاجتماعات‭ ‬الكبرى‭ ‬متعددة‭ ‬الأطراف‮»‬‭.‬

كما‭ ‬قال‭ ‬الوزير‭: ‬‮«‬وقد‭ ‬دارتْ‭ ‬اجتماعات‭ ‬مؤتمر‭ ‬الأطراف‭ ‬الثلاثة‭ ‬الأخيرة‭ ‬في‭ ‬دوائر،‭ ‬ولم‭ ‬تسفر‭ ‬عن‭ ‬نتائج‭ ‬ملموسة‭ ‬للدول‭ ‬الجزرية‭ ‬الصغيرة،‭ ‬ولن‭ ‬يكون‭ ‬الاجتماع‭ (‬29‭) ‬مختلفاً،‭ ‬لذلك‭ ‬لن‭ ‬تشارك‭ ‬‮«‬بابوا‭ ‬غينيا‭ ‬الجديدة‮»‬‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬السياسي،‭ ‬فقد‭ ‬أظهر‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬عدم‭ ‬احترام‭ ‬تام‭ ‬لبلدان‭ ‬مثل‭ ‬بلدنا‭ ‬التي‭ ‬تؤدي‭ ‬دوراً‭ ‬حاسماً‭ ‬في‭ ‬التخفيف‭ ‬من‭ ‬تغير‭ ‬المناخ‭. ‬لقد‭ ‬سئمنا‭ ‬من‭ ‬التهميش‮»‬‭.‬

وهذه‭ ‬التصريحات‭ ‬القوية‭ ‬والشديدة‭ ‬اللهجة‭ ‬لم‭ ‬تأت‭ ‬من‭ ‬فراغ،‭ ‬وإنما‭ ‬بسبب‭ ‬عقودٍ‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬الاجتماعات‭ ‬المناخية‭ ‬التي‭ ‬أَطلقتُ‭ ‬عليها‭ ‬سابقاً‭ ‬‮«‬اجتماعات‭ ‬السياحة‭ ‬المناخية‮»‬،‭ ‬والتي‭ ‬لم‭ ‬تسفر‭ ‬عنها‭ ‬أي‭ ‬نتائج‭ ‬ملموسة‭ ‬وفاعلة‭ ‬ومؤثرة‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬إحداث‭ ‬تغيير‭ ‬وبطءٍ‭ ‬في‭ ‬سخونة‭ ‬الأرض‭ ‬وارتفاع‭ ‬حرارتها،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬توفير‭ ‬الدعم‭ ‬المالي‭ ‬اللازم‭ ‬للدول‭ ‬التي‭ ‬تضررت‭ ‬بسبب‭ ‬عبث‭ ‬وفساد‭ ‬أيدي‭ ‬الدول‭ ‬الصناعية‭ ‬المتقدمة‭ ‬في‭ ‬البيئة‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬قرنين‭.‬

فهذه‭ ‬الاجتماعات‭ ‬العبثية‭ ‬أصبحت‭ ‬عديمة‭ ‬الجدوى‭ ‬والفائدة،‭ ‬فالفساد‭ ‬البيئي‭ ‬للكرة‭ ‬الأرضية‭ ‬يسير‭ ‬في‭ ‬خطوات‭ ‬سريعة‭ ‬جداً‭ ‬وواسعة‭ ‬النطاق‭ ‬ولا‭ ‬توازيها‭ ‬ولا‭ ‬تواكبها‭ ‬أي‭ ‬قرارات‭ ‬دولية‭ ‬مناخية‭ ‬يتم‭ ‬تنفيذها‭ ‬لحماية‭ ‬استدامة‭ ‬الكرة‭ ‬الأرضية‭ ‬وخفض‭ ‬حرارتها‭ ‬ووقف‭ ‬التدهور‭ ‬الحاصل‭ ‬لها‭.‬

ومن‭ ‬أكثر‭ ‬الدول‭ ‬تضرراً‭ ‬لسخونة‭ ‬الأرض‭ ‬وارتفاع‭ ‬مستوى‭ ‬سطح‭ ‬البحر‭ ‬والفيضانات‭ ‬والأعاصير‭ ‬الناجمة‭ ‬عنها‭ ‬هي‭ ‬الدول‭ ‬الجزرية‭ ‬الصغيرة‭ ‬الواقعة‭ ‬مباشرة‭ ‬على‭ ‬سطح‭ ‬البحر،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬المحيط‭ ‬الهادئ،‭ ‬فأصاب‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تَلْحقُ‭ ‬بها‭ ‬سنوياً‭ ‬الخسائر‭ ‬في‭ ‬الأرواح،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬الخسائر‭ ‬المادية‭ ‬في‭ ‬تدمير‭ ‬المرافق‭ ‬الساحلية،‭ ‬فهذه‭ ‬الدول‭ ‬أصابها‭ ‬الإحباط‭ ‬الشديد،‭ ‬واليأس‭ ‬المدقع،‭ ‬وعدم‭ ‬الوثوق‭ ‬بالمجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬ممثلاً‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الاجتماعات‭ ‬المناخية‭ ‬السنوية،‭ ‬وعدم‭ ‬الاقتناع‭ ‬كليا‭ ‬بمصداقيتها‭ ‬وجديتها‭ ‬في‭ ‬محاربة‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬ودعم‭ ‬ومساعدة‭ ‬الدول‭ ‬الصغيرة‭ ‬الضعيفة‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬تداعيات‭ ‬هذا‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭.‬

ومثل‭ ‬هذه‭ ‬التصريحات‭ ‬التي‭ ‬وردت‭ ‬عن‭ ‬وزير‭ ‬خارجية‭ ‬‮«‬بابو‭ ‬غينيا‭ ‬الجديدة‮»‬،‭ ‬جاءت‭ ‬أولاً‭ ‬في‭ ‬22‭ ‬أغسطس‭ ‬2024‭ ‬من‭ ‬رئيس‭ ‬وزراء‭ ‬هذه‭ ‬الدولة‭ ‬‮«‬جيمس‭ ‬مارابي‮»‬‭ (‬James Marape)،‭ ‬الذي‭ ‬أصدر‭ ‬بياناً‭ ‬من‭ ‬مكتب‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬والمجلس‭ ‬التنفيذي‭ ‬الوطني‭ ‬حول‭ ‬موقف‭ ‬دولته‭ ‬من‭ ‬اجتماعات‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬الدورية،‭ ‬وخاصة‭ ‬الاجتماع‭ ‬رقم‭ (‬29‭). ‬فقد‭ ‬برَّر‭ ‬البيان‭ ‬عدم‭ ‬مشاركة‭ ‬حكومته‭ ‬في‭ ‬الاجتماع‭ ‬المناخي‭ ‬‮«‬احتجاجاً‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬أصحاب‭ ‬البصمة‭ ‬الكربونية‭ ‬الكبيرة‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬لإثبات‭ ‬بأن‭ ‬دول‭ ‬الغابات‭ ‬الكثيفة‭ ‬تطالب‭ ‬جدياً‭ ‬في‭ ‬معالجة‭ ‬قضايا‭ ‬التغير‭ ‬المناخي،‭ ‬وخاصة‭ ‬المواجهة‭ ‬العملية‭ ‬لقضية‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الغابات‭ ‬كاستراتيجية‭ ‬للتخفيف‭ ‬من‭ ‬آثار‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‮»‬‭.‬

كما‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬البيان‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬لتلك‭ ‬الدولة‭: ‬‮«‬إن‭ ‬عدم‭ ‬حضورنا‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬للاجتماع‭ ‬سيشير‭ ‬إلى‭ ‬احتجاجنا‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى،‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬الصناعية‭ ‬التي‭ ‬تمتلك‭ ‬بصمة‭ ‬كربونية‭ ‬كبيرة،‭ ‬لافتقارها‭ ‬إلى‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬لضحايا‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬من‭ ‬أمم‭ ‬الغابات‭ ‬والمحيطات،‭ ‬فنحن‭ ‬نحتج‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تشارك‭ ‬في‭ ‬الاجتماعات‭ ‬وتعلن‭ ‬الوعود‭ ‬والالتزامات‭ ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬تفي‭ ‬بها‮»‬‭. ‬كما‭ ‬أضاف‭ ‬أن‭: ‬‮«‬اقتصادنا‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬المال‭ ‬فنحن‭ ‬نحمي‭ ‬الأشجار‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬رئة‭ ‬الأرض،‭ ‬بينما‭ ‬تواصل‭ ‬الدول‭ ‬الصناعية‭ ‬انبعاثاتها،‭ ‬فهي‭ ‬لم‭ ‬تدفع‭ ‬لوسائل‭ ‬الحماية‮»‬‭.‬

فهذا‭ ‬الإحباط‭ ‬المشهود‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الدولة‭ ‬الصغيرة‭ ‬الواقعة‭ ‬على‭ ‬المحيط‭ ‬والمعروفة‭ ‬بكتلة‭ ‬‮«‬أوسيس‮»‬‭ ‬(AOSIS Bloc)،‭ ‬أو‭ ‬ائتلاف‭ ‬دول‭ ‬الجزر‭ ‬الصغيرة،‭ ‬وهذا‭ ‬اليأس‭ ‬من‭ ‬مصداقية‭ ‬الدول‭ ‬الصناعية‭ ‬والغنية‭ ‬الكبرى‭ ‬من‭ ‬تنفيذ‭ ‬وعودها‭ ‬التي‭ ‬تقطعها‭ ‬على‭ ‬نفسها‭ ‬أثناء‭ ‬اجتماعات‭ ‬التغير‭ ‬المناخي،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬نابعا‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬المجموعة‭ ‬من‭ ‬الجزر‭ ‬وحدها،‭ ‬وإنما‭ ‬هو‭ ‬رأي‭ ‬سائد‭ ‬وعام،‭ ‬واقتناع‭ ‬كامل‭ ‬عند‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الضعيفة‭ ‬الفقيرة‭ ‬النامية‭ ‬والشديدة‭ ‬التضرر‭ ‬من‭ ‬تداعيات‭ ‬التغير‭ ‬المناخي،‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تمتلك‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬الموارد‭ ‬المالية‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬كما‭ ‬لا‭ ‬تمتلك‭ ‬الموارد‭ ‬والخبرات‭ ‬التقنية‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭ ‬للتصدي‭ ‬لهذه‭ ‬التداعيات‭ ‬ومواجهتها‭ ‬وتخفيف‭ ‬قوتها‭ ‬وشدتها‭ ‬على‭ ‬مرافق‭ ‬دولها‭.‬

وفي‭ ‬تقديري،‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬اليأس‭ ‬من‭ ‬اجتماعات‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬وضعف‭ ‬قراراتها‭ ‬وعدم‭ ‬تنفيذها‭ ‬سيتفاقم‭ ‬وسيزيد‭ ‬بعد‭ ‬انتخاب‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬الأسبق‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬مرة‭ ‬ثانية‭ ‬للبيت‭ ‬الأبيض‭. ‬فهذا‭ ‬الرئيس‭ ‬أثبت‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬بأن‭ ‬عقيدته‭ ‬ضد‭ ‬التغير‭ ‬المناخي،‭ ‬وأنه‭ ‬لا‭ ‬يؤمن‭ ‬بواقعتيه،‭ ‬أو‭ ‬بدور‭ ‬ومساهمة‭ ‬أنشطة‭ ‬الإنسان‭ ‬التنموية‭ ‬في‭ ‬وقوع‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬المناخية،‭ ‬بل‭ ‬ويعتبرها‭ ‬‮«‬خدعة‭ ‬واحتيال‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬إنه‭ ‬يتعالى‭ ‬على‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬ولا‭ ‬يقدرها‭ ‬ولا‭ ‬يعترف‭ ‬بها،‭ ‬فلا‭ ‬يوجد‭ ‬عنده‭ ‬أي‭ ‬استعداد‭ ‬شخصي‭ ‬وحزبي‭ ‬للالتزام‭ ‬بأي‭ ‬قرارات‭ ‬تتمخض‭ ‬عن‭ ‬منظمات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬عامة،‭ ‬فهو‭ ‬نفسه‭ ‬الذي‭ ‬انسحب‭ ‬رسمياً‭ ‬من‭ ‬منظمة‭ ‬‮«‬اليونسكو‮»‬‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2018،‭ ‬وأوقف‭ ‬الدعم‭ ‬المالي‭ ‬السنوي‭ ‬الذي‭ ‬يقدر‭ ‬بنحو‭ ‬75‭ ‬مليون‭ ‬دولار،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬يستصغر‭ ‬اجتماعات‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬خاصة،‭ ‬ولذلك‭ ‬انسحب‭ ‬في‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬يونيو‭ ‬2017‭ ‬بعد‭ ‬توليه‭ ‬مقاليد‭ ‬الحكم‭ ‬من‭ ‬تفاهمات‭ ‬باريس‭ ‬التي‭ ‬وقع‭ ‬عليها‭ ‬الرئيس‭ ‬الأسبق‭ ‬باراك‭ ‬أوباما‭.‬

ولذلك‭ ‬فالاجتماع‭ ‬رقم‭ (‬29‭) ‬في‭ ‬باكو‭ ‬عاصمة‭ ‬أذربيجان‭ ‬سيكون‭ ‬أيضاً‭ ‬صدمة‭ ‬قوية‭ ‬أخرى‭ ‬للدول‭ ‬الفقيرة‭ ‬والنامية،‭ ‬فمن‭ ‬أهم‭ ‬بنود‭ ‬الاجتماع‭ ‬هو‭ ‬الجانب‭ ‬المالي‭ ‬وصندوق‭ ‬التغير‭ ‬المناخي،‭ ‬الذي‭ ‬من‭ ‬المفروض‭ ‬أن‭ ‬يمتلئ‭ ‬منذ‭ ‬عقود‭ ‬ومازال‭ ‬فارغاً‭ ‬بمبلغ‭ ‬قدره‭ ‬قرابة‭ ‬2‭.‬4‭ ‬تريليون‭ ‬دولار‭ ‬سنوياً‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2035‭ ‬لدعم‭ ‬ومساعدة‭ ‬الدول‭ ‬الفقيرة‭ ‬والمتضررة‭ ‬من‭ ‬تداعيات‭ ‬وكوارث‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭.‬

وطبعاً‭ ‬هذا‭ ‬المبلغ‭ ‬لن‭ ‬تتبرع‭ ‬به‭ ‬الدول‭ ‬الصناعية‭ ‬الكبرى،‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬المسؤول‭ ‬الأول‭ ‬تاريخيا‭ ‬عن‭ ‬وقوع‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬وهو‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬التي‭ ‬على‭ ‬رأسها‭ ‬الآن‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب،‭ ‬مما‭ ‬يعني‭ ‬فشل‭ ‬آخر‭ ‬لمثل‭ ‬هذه‭ ‬الاجتماعات‭ ‬التي‭ ‬عبَّرت‭ ‬عنها‭ ‬الدول‭ ‬بأنها‭ ‬عبثية‭ ‬ومضيعة‭ ‬للوقت‭ ‬والجهد‭ ‬والمال‭.‬‮ ‬

 

‭ ‬ismail‭.‬almadany@gmail‭.‬com

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا