العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

الانتخابات الأمريكية وتأثير حملات التضليل في الولايات المتأرجحة

بقلم: د. جيمس زغبي {

الأربعاء ٣٠ أكتوبر ٢٠٢٤ - 02:00

خلال‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬التي‭ ‬تسبق‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬المزمع‭ ‬إجراؤها‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬شهر‭ ‬نوفمبر‭ ‬2024،‭ ‬نشهد‭ ‬ازديادا‭ ‬هائلا‭ ‬في‭ ‬إنفاق‭ ‬‮«‬المال‭ ‬المظلم‮»‬‭ ‬في‭ ‬حملة‭ ‬تضليل‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬إضعاف‭ ‬أصوات‭ ‬الناخبين‭ ‬الأمريكيين‭ ‬العرب‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬ميشيغان‭ ‬وأصوات‭ ‬اليهود‭ ‬الأمريكيين‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬بنسلفانيا،‭ ‬وهما‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتأرجحة‭ ‬التي‭ ‬ينتظر‭ ‬أن‭ ‬تحسم‭ ‬السباق‭ ‬إلى‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭.‬

خلال‭ ‬الدورات‭ ‬الانتخابية‭ ‬الثلاث‭ ‬الماضية،‭ ‬رأينا‭ ‬‮«‬المال‭ ‬المظلم‮»‬‭ ‬يلعب‭ ‬دورًا‭ ‬متزايد‭ ‬الأهمية‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬الأمريكية،‭ ‬يُقصد‭ ‬بالأموال‭ ‬المظلمة‭ ‬تلك‭ ‬المبالغ‭ ‬الضخمة‭ ‬التي‭ ‬تنفقها‭ ‬المجموعات‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬ظاهريا‭ ‬بشكل‭ ‬مستقل‭ ‬عن‭ ‬الحملات‭ ‬الرسمية‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬غير‭ ‬ملزمة‭ ‬بالإبلاغ‭ ‬عن‭ ‬أموالها‭.‬

لقد‭ ‬شهدنا‭ ‬أيضًا‭ ‬حملات‭ ‬تضليل‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬في‭ ‬سباق‭ ‬الانتخابات‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬أي‭ ‬تلك‭ ‬الجهود‭ ‬المنظمة‭ ‬لاستخدام‭ ‬ادعاءات‭ ‬خادعة‭ ‬أو‭ ‬مضللة‭ ‬أو‭ ‬مبالغ‭ ‬فيها‭ ‬لتحقيق‭ ‬مكاسب‭ ‬سياسية‭.‬

بذلت‭ ‬مجموعة‭ ‬المال‭ ‬المظلم‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الجهد‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2020،‭ ‬عندما‭ ‬سعت‭ ‬إلى‭ ‬عرقلة‭ ‬الحملة‭ ‬الرئاسية‭ ‬للسناتور‭ ‬بيرني‭ ‬ساندرز،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬شراء‭ ‬إعلان‭ ‬تلفزيوني‭ ‬كبير‭ ‬يدعي‭ ‬أنه‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬السن،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬حقيقة‭ ‬أن‭ ‬المرشح‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يتنافس‭ ‬معه،‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬عمره‭ ‬تقريبا،‭ ‬أو‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬متطرفًا‭ ‬للغاية‭ ‬بحيث‭ ‬لم‭ ‬يتمكن‭ ‬من‭ ‬الفوز‭ (‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬حقيقة‭ ‬أن‭ ‬ساندرز‭ ‬قد‭ ‬فاز‭ ‬بالفعل‭ ‬بمعظم‭ ‬الانتخابات‭ ‬التمهيدية‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬العام‭ ‬وأظهرت‭ ‬استطلاعات‭ ‬الرأي‭ ‬أنه‭ ‬يتفوق‭ ‬على‭ ‬المرشح‭ ‬الجمهوري‭ ‬المتوقع‭ ‬بهامش‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬الديمقراطيين‭ ‬الآخرين‭). ‬

ولعل‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬هذا‭ ‬الجهد‭ ‬غير‭ ‬صادق‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬آخر‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬المجموعة‭ ‬الراعية‭ ‬للإعلانات‭ ‬كانت‭ ‬من‭ ‬الأغلبية‭ ‬الديمقراطية‭ ‬المؤيدة‭ ‬لإسرائيل‭. ‬لقد‭ ‬أرادوا‭ ‬إلحاق‭ ‬الهزيمة‭ ‬بساندرز‭ ‬لأنهم‭ ‬لم‭ ‬يثقوا‭ ‬في‭ ‬نهجه‭ ‬الأكثر‭ ‬توازنا‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬قضايا‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭.‬

وبما‭ ‬أنهم‭ ‬كانوا‭ ‬يعلمون‭ ‬أن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الذريعة‭ ‬لن‭ ‬تكون‭ ‬كافية‭ ‬للفوز‭ ‬بتأييد‭ ‬الناخبين‭ ‬الديمقراطيين،‭ ‬فإنهم‭ ‬لم‭ ‬يذكروا‭ ‬إسرائيل‭ ‬مطلقًا‭ ‬في‭ ‬إعلاناتهم،‭ ‬وهي‭ ‬حالة‭ ‬واضحة‭ ‬لاستخدام‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬المعلومات‭ ‬المضللة‭ ‬والمعلومات‭ ‬الخاطئة‭ ‬لتحقيق‭ ‬غاية‭ ‬سياسية‭.‬

وقد‭ ‬شجع‭ ‬نجاح‭ ‬هذا‭ ‬الجهد‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬مجموعات‭ ‬المال‭ ‬المظلم‭ ‬المؤيدة‭ ‬لإسرائيل‭ ‬على‭ ‬الانضمام‭ ‬إلى‭ ‬المعركة‭ ‬في‭ ‬عامي‭ ‬2022‭ ‬و2024،‭ ‬وإنفاق‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬100‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عشرة‭ ‬سباقات‭ ‬للكونغرس‭. ‬

لقد‭ ‬روجت‭ ‬تلك‭ ‬المجموعات‭ ‬ادعاءات‭ ‬مضللة‭ ‬أو‭ ‬مبالغ‭ ‬فيها،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬التشكيك‭ ‬في‭ ‬السمات‭ ‬والجوانب‭ ‬الشخصية‭ ‬أو‭ ‬الصفات‭ ‬القيادية‭ ‬للمرشحين‭ ‬الذين‭ ‬عارضوهم،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يذكروا‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭ ‬أن‭ ‬هدفهم‭ ‬كان‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬إلحاق‭ ‬الهزيمة‭ ‬بأولئك‭ ‬الذين‭ ‬اعتبروهم‭ ‬غير‭ ‬مؤيدين‭ ‬لإسرائيل‭ ‬بشكل‭ ‬كافٍ‭.‬

إن‭ ‬ما‭ ‬نشهده‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الانتخابات‭ ‬هو‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬المعلومات‭ ‬المضللة‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالمال،‭ ‬ولكن‭ ‬مع‭ ‬تطور‭ ‬بارع‭ ‬وخادع‭. ‬تنفق‭ ‬مجموعة‭ ‬مؤيدة‭ ‬لدونالد‭ ‬ترامب‭ ‬عشرات‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬الدولارات‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬استهداف‭ ‬الناخبين‭ ‬الأمريكيين‭ ‬العرب‭ ‬واليهود‭ ‬الأمريكيين‭ ‬في‭ ‬ولايتين‭ ‬متأرجحتين،‭ ‬وهما‭ ‬ميشيغان‭ ‬وبنسلفانيا،‭ ‬برسائل‭ ‬متناقضة‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬ثنيهم‭ ‬عن‭ ‬التصويت‭ ‬للمرشحة‭ ‬الديمقراطية،‭ ‬نائبة‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬كامالا‭ ‬هاريس‭.‬

تشمل‭ ‬الجهود‭ ‬التي‭ ‬تبذلها‭ ‬هذه‭ ‬المجموعات‭ ‬رسائل‭ ‬البريد‭ ‬المباشر‭ ‬والإعلانات‭ ‬الرقمية‭ ‬على‭ ‬منصات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬مثل‭: ‬X‭ (‬تويتر‭ ‬سابقًا‭)‬،‭ ‬ويوتيوب،‭ ‬وسناب‭ ‬شات،‭ ‬وإنستغرام،‭ ‬وفيسبوك‭.‬

يتلقى‭ ‬الناخبون‭ ‬الأمريكيون‭ ‬العرب‭ ‬في‭ ‬ميشيغان‭ ‬في‭ ‬الدوائر‭ ‬ذات‭ ‬الكثافة‭ ‬السكانية‭ ‬العالية‭ ‬يوميًا‭ ‬تقريبا،‭ ‬رسائل‭ ‬بريدية‭ ‬لامعة‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬رسائل‭ ‬مثل‭: ‬‮«‬كامالا‭ ‬هاريس‭ ‬ودوغ‭ ‬إيمهوف‭: ‬دعم‭ ‬لا‭ ‬يتزعزع‭ ‬لإسرائيل‮»‬‭ ‬أو‭ ‬‮«‬كامالا‭ ‬هاريس‭ ‬ودوغ‭ ‬إيمهوف،‭ ‬الزوجان‭ ‬القويان‭ ‬المؤيدان‭ ‬لإسرائيل‮»‬‭ ‬أو‭ ‬‮«‬كامالا‭ ‬هاريس‭ ‬وإليسا‭ ‬سلوتكين‭ (‬المرشحة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬لمجلس‭ ‬الشيوخ‭ ‬في‭ ‬ميشيغان‭): ‬الفريق‭ ‬الثابت‭ ‬الذي‭ ‬يمكننا‭ ‬الوثوق‭ ‬به‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬المجتمع‭ ‬اليهودي‮»‬‭. ‬أما‭ ‬رسائل‭ ‬الفيديو‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬بثها‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬فقد‭ ‬تضمنت‭ ‬أشياء‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬كامالا‭ ‬هاريس‭ ‬تقف‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه،‭ ‬وفي‭ ‬عدة‭ ‬مناطق‭ ‬ولاية‭ ‬بنسلفانيا‭ ‬حيث‭ ‬توجد‭ ‬تجمعات‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الناخبين‭ ‬اليهود،‭ ‬تتلقى‭ ‬المنازل‭ ‬رسائل‭ ‬مثل‭: ‬‮«‬كامالا‭ ‬هاريس‭ ‬ستشجع‭ ‬معاداة‭ ‬السامية‮»‬‭ ‬أو«دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬يقف‭ ‬دائمًا‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الشعب‭ ‬اليهودي‮»‬‭.‬

واستهدفت‭ ‬رسائل‭ ‬فيديو‭ ‬على‭ ‬منصات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬الناخبين‭ ‬من‭ ‬القول‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬كامالا‭ ‬هاريس‭ ‬لن‭ ‬تسكت‭ ‬عن‭ ‬المعاناة‭ ‬الإنسانية‭ ‬في‭ ‬غزة‮»‬‭ ‬أو‭ ‬‮«‬كامالا‭ ‬هاريس‭ ‬ذات‭ ‬الوجهين‭: ‬الوقوف‭ ‬مع‭ ‬فلسطين‭ ‬وليس‭ ‬حليفتنا‭ ‬إسرائيل‮»‬‭.‬

يتم‭ ‬دفع‭ ‬ثمن‭ ‬هذه‭ ‬الرسائل‭ ‬البريدية‭ ‬ومنشورات‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مجموعة‭ ‬المال‭ ‬المظلم،‭ ‬Future‭ ‬Coalition‭ ‬PAC‭. ‬وقد‭ ‬حدد‭ ‬الباحثون‭ ‬أن‭ ‬أحد‭ ‬المانحين‭ ‬الرئيسيين‭ ‬لهذه‭ ‬المجموعة‭ ‬هو‭ ‬إيلون‭ ‬ماسك،‭ ‬المالك‭ ‬الرئيسي‭ ‬لشركة‭ ‬X‭ ‬والداعم‭ ‬القوي‭ ‬لحملة‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬الرئاسية‭.‬

من‭ ‬المهم‭ ‬ملاحظة‭ ‬أن‭ ‬مقاطع‭ ‬الفيديو‭ ‬المستخدمة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الإعلانات‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬خطابات‭ ‬هاريس‭ ‬التي‭ ‬تدلي‭ ‬فيها،‭ ‬في‭ ‬الواقع،‭ ‬بتصريحات‭ ‬داعمة‭ ‬جدًا‭ ‬لإسرائيل‭ ‬وغيرها‭ ‬تعرب‭ ‬فيها‭ ‬عن‭ ‬تعاطفها‭ ‬مع‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬الذين‭ ‬يعانون‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬أو‭ ‬حق‭ ‬الطلاب‭ ‬في‭ ‬الجامعات‭ ‬في‭ ‬الاحتجاج‭ ‬ضد‭ ‬أي‭ ‬مظاهر‭ ‬ظلم‭.‬

إن‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬هذا‭ ‬التضليل‭ ‬كلاسيكيا‭ ‬هو‭ ‬الاستخدام‭ ‬الانتقائي‭ ‬لهذه‭ ‬الاقتباسات‭ ‬والطريقة‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬استخدامها‭ ‬لتقديم‭ ‬ادعاءات‭ ‬مبالغ‭ ‬فيها‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬لتضليل‭ ‬المجموعات‭ ‬المستهدفة‭ ‬من‭ ‬الناخبين،‭ ‬وتثبيط‭ ‬عزائم‭ ‬أي‭ ‬داعمين‭ ‬للمرشح‭ ‬الديمقراطي‭.‬

وإذا‭ ‬نظرنا‭ ‬إلى‭ ‬الأمر‭ ‬بطريقة‭ ‬أخرى،‭ ‬فإنه‭ ‬يمكننا‭ ‬أن‭ ‬نسأل‭ ‬ونتساءل‭: ‬‮«‬ما‭ ‬تأثير‭ ‬هذه‭ ‬الإعلانات‭ ‬إذا‭ ‬تم‭ ‬عكسها،‭ ‬مع‭ ‬استهداف‭ ‬الناخبين‭ ‬العرب‭ ‬الأمريكيين‭ ‬بالإعلانات‭ ‬المؤيدة‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬واستهداف‭ ‬الناخبين‭ ‬اليهود‭ ‬الأمريكيين‭ ‬بالإعلانات‭ ‬المؤيدة‭ ‬لإسرائيل؟‮»‬‭.‬

لطالما‭ ‬كانت‭ ‬المعلومات‭ ‬المضللة‭ ‬مشكلة‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬الأمريكية‭. ‬والآن،‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬تزايد‭ ‬حجم‭ ‬الإنفاق‭ ‬الهائل‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الجماعات‭ ‬المظلمة‭ ‬وقدرتها‭ ‬على‭ ‬استخدام‭ ‬الاستهداف‭ ‬الجزئي‭ ‬المتقدم‭ ‬لتحديد‭ ‬وخداع‭ ‬مجموعات‭ ‬محددة‭ ‬من‭ ‬الناخبين‭ ‬باستخدام‭ ‬سلوكها‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬فإن‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يمثل‭ ‬مشكلة‭ ‬أصبح‭ ‬الآن‭ ‬يمثل‭ ‬أزمة‭ ‬حقيقية‭ ‬متكاملة‭ ‬الأركان‭.‬

أتذكر‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬مناسبتين‭ ‬منفصلتين‭ ‬خلال‭ ‬العامين‭ ‬الماضيين،‭ ‬حاولت‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬أعضاء‭ ‬اللجنة‭ ‬الوطنية‭ ‬الديمقراطية‭ ‬إقناع‭ ‬الحزب‭ ‬بضرورة‭ ‬حظر‭ ‬استخدام‭ ‬الأموال‭ ‬المظلمة‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬التمهيدية‭.‬

لقد‭ ‬حذرنا‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬السماح‭ ‬للمانحين‭ ‬الجمهوريين‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬المليارات‭ ‬بتشويه‭ ‬انتخاباتنا‭ ‬بمعلومات‭ ‬مضللة‭ ‬ومغلوطة‭ ‬يمثل‭ ‬تهديدًا‭ ‬لديمقراطيتنا‭. ‬وفي‭ ‬المرتين‭ ‬أجهضت‭ ‬قيادة‭ ‬الحزب‭ ‬الديمقراطي‭ ‬جهودنا‭ ‬للتصويت‭ ‬على‭ ‬قرارنا‭.‬

لم‭ ‬نكن‭ ‬نعلم‭ ‬أنه‭ ‬بعد‭ ‬عام‭ ‬واحد‭ ‬فقط،‭ ‬فإن‭ ‬جهود‭ ‬التضليل‭ ‬المالي‭ ‬القاتمة‭ ‬للغاية،‭ ‬التي‭ ‬يمولها‭ ‬المانحون‭ ‬الجمهوريون،‭ ‬والتي‭ ‬حذرنا‭ ‬منها،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تسهم‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬حملة‭ ‬المرشح‭ ‬الديمقراطي‭ ‬لمنصب‭ ‬الرئيس‭.‬

 

{ رئيس‭ ‬المعهد‭ ‬العربي‭ ‬الأمريكي

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا