العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

هل يضع استشهاد «السنوار» نهاية لحرب غزة؟.. رؤية غربية

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الاثنين ٢٨ أكتوبر ٢٠٢٤ - 02:00

ركزت‭ ‬حكومة‭ ‬‮«‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‮»‬،‭ ‬اليمينية‭ ‬منذ‭ ‬اندلاع‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬في‭ ‬7‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023،‭ ‬على‭ ‬تصفية‭ ‬قيادات‭ ‬خصومها‭ ‬الإقليميين،‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬التكلفة‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تترتب‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬أرواح‭ ‬المدنيين،‭ ‬أو‭ ‬الاستقرار‭ ‬الجيوسياسي،‭ ‬أو‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭. ‬ويشكل‭ ‬اغتيال‭ ‬شخصيات‭ ‬بارزة،‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬إسماعيل‭ ‬هنية‮»‬،‭ ‬رئيس‭ ‬المكتب‭ ‬السياسي‭ ‬لحركة‭ ‬حماس‭ ‬نهاية‭ ‬يوليو‭ ‬2024‭ ‬في‭ ‬إيران،‭ ‬و«حسن‭ ‬نصر‭ ‬الله‮»‬،‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬لحزب‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬سبتمبر،‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬العنف‭ ‬الواسع‭ ‬النطاق‭ ‬الذي‭ ‬أودى‭ ‬بحياة‭ ‬عشرات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬المدنيين‭ ‬بجميع‭ ‬أنحاء‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭.‬

واستمرارا‭ ‬لهذا‭ ‬النهج،‭ ‬كان‭ ‬آخر‭ ‬أبرز‭ ‬أهداف‭ ‬إسرائيل،‭ ‬‮«‬يحيى‭ ‬السنوار‮»‬،‭ ‬رئيس‭ ‬المكتب‭ ‬السياسي‭ ‬لحركة‭ ‬حماس‭ ‬منذ‭ ‬اغتيال‭ ‬‮«‬هنية‮»‬،‭ ‬وقائدها‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬منذ‭ ‬2017،‭ ‬والذي‭ ‬وصفه‭ ‬‮«‬جون‭ ‬ألترمان‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬مركز‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‮»‬،‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬العقل‭ ‬المدبر‭ ‬لهجوم‭ ‬7‭ ‬أكتوبر‭ ‬ضد‭ ‬إسرائيل‮»‬‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬التركيز‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬استهدافه؛‭ ‬فإن‭ ‬استشهاد‭ ‬‮«‬العدو‭ ‬الأول‮»‬‭ ‬لإسرائيل‭ ‬‭ ‬كما‭ ‬وصفه‭ ‬‮«‬آندي‭ ‬جريجوري‮»‬‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬الإندبندنت‭ ‬‭ ‬وصفته‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الغربية‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬اشتباك‭ ‬وقع‭ ‬مصادفة‭ ‬مع‭ ‬جنود‭ ‬إسرائيليين‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬وليس‭ ‬عملية‭ ‬استخباراتية‭ ‬متقدمة‮»‬‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬اغتياله‭ ‬يعَد‭ ‬‮«‬نجاحا‭ ‬سياسيا‭ ‬كبيرا‮»‬‭ ‬لنتنياهو؛‭ ‬فقد‭ ‬اتفق‭ ‬المراقبون‭ ‬الغربيون‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬نهاية‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬ومعاناة‭ ‬السكان‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬ليست‭ ‬قريبة‭. ‬وعلق‭ ‬‮«‬دانييل‭ ‬بايمان‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬مركز‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‮»‬،‭ ‬بأن‭ ‬الواقعة‭ ‬‮«‬ليست‭ ‬نقطة‭ ‬تحول‮»‬‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬الدائرة‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬لاستعداد‭ ‬إسرائيل‭ ‬وحماس‭ ‬بوضوح‭ ‬لمواصلة‭ ‬القتال‭. ‬وحتى‭ ‬وإن‭ ‬أمكن‭ ‬استئناف‭ ‬المفاوضات‭ ‬نحو‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار؛‭ ‬فإن‭ ‬كلا‭ ‬الجانبين‭ ‬والوسطاء‭ ‬الخارجيين‭ ‬‮«‬ليسوا‭ ‬أقرب‭ ‬إلى‭ ‬خطة‭ ‬واقعية‮»‬‭ ‬لحكم‭ ‬المنطقة‭ ‬بعد‭ ‬الحرب‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬استجابة‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬‮«‬جو‭ ‬بايدن‮»‬،‭ ‬لاستشهاد‭ ‬‮«‬السنوار‮»‬،‭ ‬بقيادة‭ ‬ما‭ ‬وصفته‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬الجارديان‮»‬،‭ ‬بـ«دفعة‭ ‬دولية‮»‬،‭ ‬نحو‭ ‬محادثات‭ ‬سلام‭ ‬جديدة‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬قيادة‭ ‬حماس،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬تعهد‭ ‬نتنياهو‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬الحرب‭ ‬لم‭ ‬تنته‭ ‬بعد‮»‬،‭ ‬يثير‭ ‬الشكوك‭ ‬حول‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬واشنطن‭ ‬وحلفاؤها‭ ‬سيظهرون‭ ‬الإرادة‭ ‬السياسية‭ ‬والأخلاقية‭ ‬الكافية‭ ‬للضغط‭ ‬على‭ ‬إسرائيل‭ ‬لوقف‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬غزة‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬تشارلز‭ ‬ليستر‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬معهد‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الضغوط‭ ‬السابقة‭ ‬لم‭ ‬تُحدث‭ ‬تغييراً‭ ‬في‭ ‬حسابات‭ ‬نتنياهو‮»‬،‭ ‬ما‭ ‬يُعد‭ ‬دليلاً‭ ‬قوياً‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬أي‭ ‬تغيير‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬أيضاً‭.‬

من‭ ‬جانبه،‭ ‬وصف‭ ‬‮«‬جيريمي‭ ‬بوين‮»‬،‭ ‬من‭ ‬شبكة‭ ‬‮«‬بي‭ ‬بي‭ ‬سي‮»‬،‭ ‬استشهاد‭ ‬‮«‬السنوار‮»‬،‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬أكبر‭ ‬انتصار‭ ‬حققته‭ ‬إسرائيل‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬حربها‭ ‬ضد‭ ‬حماس‮»‬،‭ ‬و«ضربة‭ ‬موجعة‮»‬‭ ‬للحركة؛‭ ‬لكنه‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬لا‭ ‬يمثل‭ ‬خطوة‭ ‬نحو‭ ‬إحلال‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬اتفق‭ ‬معه‭ ‬‮«‬ألترمان‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬الحرب‭ ‬‮«‬دخلت‭ ‬مرحلة‭ ‬جديدة‮»‬،‭ ‬بينما‭ ‬رأى‭ ‬‮«‬بايمان‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬استشهاد‭ ‬قائد‭ ‬حماس‭ ‬لم‭ ‬يحقق‭ ‬سوى‭ ‬‮«‬نهاية‭ ‬مخيبة‭ ‬للآمال‮»‬،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬كلا‭ ‬الطرفين‭ ‬يبدو‭ ‬مستعدًا‭ ‬لمواصلة‭ ‬القتال‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬استشهاد‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬قادة‭ ‬حماس‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬العام‭ ‬الماضي؛‭ ‬فإن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المراقبين‭ ‬الغربيين،‭ ‬يرون‭ ‬أن‭ ‬الحركة‭ ‬ستستمر‭ ‬في‭ ‬الصمود،‭ ‬تمامًا‭ ‬كما‭ ‬صمد‭ ‬‮«‬حزب‭ ‬الله‮»‬،‭ ‬بعد‭ ‬استهداف‭ ‬قائده‭ ‬‮«‬حسن‭ ‬نصر‭ ‬الله‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬حين‭ ‬يعتقد‭ ‬‮«‬بايمان‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬الهجمات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬المتواصلة‭ ‬ضد‭ ‬غزة،‭ ‬قد‭ ‬‮«‬شتتت‮»‬‭ ‬قيادة‭ ‬حماس،‭ ‬وأضعفت‭ ‬قدراتها‭ ‬العسكرية،‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬قيادتها‭ ‬المتبقية‭ ‬‮«‬مفككة‮»‬،‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬توجيهات‭ ‬واضحة‭ ‬بشأن‭ ‬خطواتها‭ ‬التالية؛‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬ألترمان‮»‬،‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬السنوار،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬مسؤولًا‭ ‬عن‭ ‬العمليات‭ ‬اليومية،‭ ‬وبالتالي‭ ‬لا‭ ‬يتوقع‭ ‬أن‭ ‬يؤدي‭ ‬استشهاده‭ ‬إلى‭ ‬تدهور‭ ‬سريع‭ ‬لقدرات‭ ‬حماس‭.‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬تمت‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬نية‭ ‬حماس‭ ‬المحتملة‭ ‬تعيين‭ ‬قائد‭ ‬جديد‭ ‬خلفًا‭ ‬للسنوار‭ ‬لمواجهة‭ ‬إسرائيل‭. ‬ورغم‭ ‬أن‭ ‬‮«‬ألترمان‮»‬،‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬معارضة‭ ‬السنوار‭ ‬القوية‭ ‬لأي‭ ‬تسوية‭ ‬دبلوماسية‭ ‬لإنهاء‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬قد‭ ‬تجعل‭ ‬استشهاده‭ ‬‮«‬فتح‭ ‬الباب‭ ‬أمام‭ ‬إمكانية‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬تسوية»؛‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬‮«‬جوناثان‭ ‬بانيكوف‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬المجلس‭ ‬الأطلسي‮»‬،‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬قادة‭ ‬حماس‭ ‬كانوا‭ ‬يفضلون‭ ‬استراحة‭ ‬مؤقتة‭ ‬من‭ ‬الحرب‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬صفقة‭ ‬تبادل‭ ‬الرهائن‭ ‬بالأسرى،‭ ‬مما‭ ‬يعني‭ ‬وقفًا‭ ‬مؤقتًا‭ ‬للأعمال‭ ‬العدائية‭ ‬على‭ ‬الأقل‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬أوضح‭ ‬‮«‬بوين‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬زعيم‭ ‬لحماس‭ ‬منذ‭ ‬التسعينيات‭ ‬تقريبًا‭ -‬باستثناء‭ ‬واحد‭ ‬قد‭ ‬تم‭ ‬اغتياله‭ ‬من‭ ‬قِبل‭ ‬إسرائيل،‭ ‬لكن‭ ‬دائمًا‭ ‬ما‭ ‬يتم‭ ‬تعيين‭ ‬خليفة‭ ‬بسرعة‭. ‬وفي‭ ‬تقدير‭ ‬‮«‬بايمان‮»‬،‭ ‬من‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬القائد‭ ‬الجديد‭ ‬سيزيد‭ ‬من‭ ‬تصعيد‭ ‬المقاومة‭ ‬ضد‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال،‭ ‬مدفوعًا‭ ‬برغبة‭ ‬في‭ ‬الانتقام‭ ‬بعد‭ ‬استشهاد‭ ‬السنوار‭. ‬ورغم‭ ‬حملة‭ ‬القصف‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬المستمرة‭ ‬التي‭ ‬خلفت‭ ‬دمارًا‭ ‬وتفككًا‭ ‬في‭ ‬القيادة‭ ‬المركزية‭ ‬للحركة؛‭ ‬يرى‭ ‬‮«‬بايمان‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬حماس‭ ‬‮«‬غير‭ ‬المنظمة‭ ‬والمستضعفة‮»‬،‭ ‬ستتمكن‭ ‬من‭ ‬الصمود،‭ ‬وربما‭ ‬‮«‬حتى‭ ‬من‭ ‬الازدهار‮»‬‭.‬

وفيما‭ ‬كتب‭ ‬‮«‬توماس‭ ‬واريك‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬المجلس‭ ‬الأطلسي‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬عديدا‭ ‬من‭ ‬الأصوات‭ ‬في‭ ‬التحليل‭ ‬الغربي‭ ‬‮«‬التي‭ ‬تدعي‭ ‬أن‭ ‬حماس‭ ‬هي‭ ‬فكرة‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬هزيمتها‭ ‬عسكريًا؛‭ ‬على‭ ‬وشك‭ ‬أن‭ ‬ترى‭ ‬نتيجة‭ ‬نظريتها»؛‭ ‬فقد‭ ‬اعترف‭ ‬‮«‬ألترمان‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬الجماعة‭ ‬‮«‬تظل‭ ‬جذابة‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬الذين‭ ‬‮«‬يأسوا‭ ‬من‭ ‬نهاية‭ ‬تفاوضية‮»‬‭ ‬لتدمير‭ ‬إسرائيل‭ ‬لغزة‭ ‬وضمها‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭.‬

على‭ ‬الجانب‭ ‬الآخر،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬رأى‭ ‬‮«‬ألترمان‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬اغتيال‭ ‬قائد‭ ‬حماس‭ ‬‮«‬يخلق‭ ‬مسارًا‭ ‬محتملًا‭ ‬لإسرائيل‭ ‬لتقليص‭ ‬عملياتها‭ ‬العسكرية‭ ‬من‭ ‬موقع‭ ‬قوة‭ ‬إسرائيلية،‭ ‬وحالة‭ ‬وهن‭ ‬أكبر‭ ‬للحركة»؛‭ ‬فقد‭ ‬أوضح‭ ‬‮«‬بايمان‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬أظهرت‭ ‬بالفعل‭ ‬‮«‬إشارة‭ ‬محدودة‮»‬‭ ‬على‭ ‬استعدادها‭ ‬لتخفيف‭ ‬هجماتها‭ ‬المستمرة‭ ‬ضد‭ ‬غزة‭. ‬ورأى‭ ‬‮«‬خالد‭ ‬الجندي‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬معهد‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬استغلال‭ ‬هذا‭ ‬الحدث‭ ‬‮«‬لإعلان‭ ‬النصر‮»‬،‭ ‬فمن‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬‮«‬ترى‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬استشهاده‭ ‬فرصة‮»‬‭ ‬لـ«إتمام‭ ‬المهمة‮»‬،‭ ‬والمضي‭ ‬قدمًا‭ ‬في‭ ‬السعي‭ ‬لتحقيق‭ ‬‮«‬النصر‭ ‬الكامل‮»‬‭. ‬

وواقعيًا،‭ ‬فإن‭ ‬رد‭ ‬‮«‬نتنياهو‮»‬،‭ ‬على‭ ‬استشهاد‭ ‬رئيس‭ ‬المكتب‭ ‬السياسي‭ ‬لحماس،‭ ‬بإصراره‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬مواصلة‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬إظهار‭ ‬‮«‬التحمل‭ ‬والوحدة‭ ‬والشجاعة‭ ‬والصمود‮»‬،‭ ‬يؤكد‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬‮«‬بوين‮»‬‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬استشهاد‭ ‬عشرات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬المدنيين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬ونزوح‭ ‬الملايين،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬لم‭ ‬تتمكن‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬أهدافها‭ ‬المعلنة،‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬تدمير‭ ‬حماس‭ ‬كقوة‭ ‬عسكرية‭ ‬وسياسية‮»‬،‭ ‬أو‭ ‬‮«‬إعادة‭ ‬الرهائن‮»‬‭. ‬

ومن‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬‮«‬ألترمان‮»‬،‭ ‬فإنه‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬‮«‬نتنياهو‮»‬،‭ ‬قد‭ ‬يستغل‭ ‬موت‭ ‬السنوار‭ ‬كـ‭ ‬‮«‬نصر‭ ‬كبير‮»‬،‭ ‬يعزز‭ ‬موقفه‭ ‬السياسي،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬القلق‭ ‬بشأن‭ ‬سلامة‭ ‬الرهائن،‭ ‬سيبرز‭ ‬قريبًا‭ ‬كقضية‭ ‬تثير‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬إسرائيل‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬من‭ ‬المحتمل‭ ‬أن‭ ‬يواجه‭ ‬ائتلافه‭ ‬صعوبة‭ ‬في‭ ‬التوافق‭ ‬على‭ ‬الخطوات‭ ‬التالية‭.‬

ويرى‭ ‬‮«‬الجندي‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬استغلال‭ ‬استشهاد‭ ‬قائد‭ ‬حماس‭ ‬لتحقيق‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‮»‬‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬يعتمد‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬‮«‬إدارة‭ ‬بايدن‮»‬،‭ ‬ومدى‭ ‬استعدادها‭ ‬لممارسة‭ ‬ضغوط‭ ‬فعالة‭ ‬على‭ ‬إسرائيل،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬فإن‭ ‬ردود‭ ‬فعل‭ ‬القادة‭ ‬الأمريكيين‭ ‬لا‭ ‬توحي‭ ‬بذلك‭. ‬من‭ ‬جانبه،‭ ‬وصفه‭ ‬الرئيس‭ ‬‮«‬بايدن‮»‬،‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬عقبة‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬التغلب‭ ‬عليها‮»‬،‭ ‬أمام‭ ‬تحقيق‭ ‬السلام،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬حق‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬قيادة‭ ‬حماس‭ ‬وبنيتها‭ ‬العسكرية،‭ ‬فيما‭ ‬أشاد‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية،‭ ‬‮«‬أنتوني‭ ‬بلينكن‮»‬،‭ ‬باستهدافه،‭ ‬وحمله‭ ‬المسؤولية‭ ‬عن‭ ‬رفض‭ ‬الجهود‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬لتخفيف‭ ‬معاناة‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭. ‬

ورغم‭ ‬دعوة‭ ‬‮«‬بايدن‮»‬،‭ ‬ونائبته‭ ‬‭ ‬المرشح‭ ‬الديمقراطية‭ ‬لمنصب‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬القادم‭ ‬‭ ‬كامالا‭ ‬هاريس،‭ ‬إلى‭ ‬اغتنام‭ ‬هذه‭ ‬الفرصة‭ ‬لإنهاء‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬الآن؛‭ ‬فقد‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬بايمان‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬استشهاد‭ ‬السنوار‭ ‬‮«‬لا‭ ‬يطرح‭ ‬حلًا‭ ‬للمشكلة‭ ‬الأوسع‭ ‬نطاقاً‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬الحكم‭ ‬بغزة»؛‭ ‬مع‭ ‬عدم‭ ‬توفر‭ ‬‮«‬تصور‮»‬،‭ ‬أو‭ ‬‮«‬تنفيذ‮»‬‭ ‬‮«‬إطار‭ ‬واقعي‭ ‬لمن‭ ‬سيحكمها‭ ‬مرحلة‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الحرب‭ ‬بعد‭ ‬استشهاد‭ ‬زعيمها‭. ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬استهداف‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬قادة‭ ‬حماس،‭ ‬اقترح‭ ‬‮«‬ألترمان‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬الجهود‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬إنشاء‭ ‬‮«‬آلية‭ ‬حكم‭ ‬فلسطينية‭ ‬وطنية‭ ‬غير‭ ‬حزبية‭ ‬وتكنوقراطية‮»‬،‭ ‬قد‭ ‬تصبح‭ ‬أسهل‭ ‬في‭ ‬الأشهر‭ ‬المقبلة،‭ ‬ورأى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الآلية‭ ‬قد‭ ‬تضم‭ ‬شخصيات‭ ‬متعاطفة‭ ‬مع‭ ‬حماس،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أفراد‭ ‬من‭ ‬توجهات‭ ‬سياسية‭ ‬متنوعة‭.‬

في‭ ‬سياق‭ ‬متصل،‭ ‬افترض‭ ‬‮«‬واريك‮»‬‭ ‬أن‭ ‬نتائج‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬الخامس‭ ‬من‭ ‬نوفمبر،‭ ‬قد‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬دفع‭ ‬واشنطن‭ ‬وحلفائها‭ ‬الأوروبيين‭ ‬نحو‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬إسرائيل‭ ‬لتفويض‭ ‬‮«‬إدارة‭ ‬دولية‭ ‬مؤقتة‭ ‬لغزة‭ ‬تحت‭ ‬إشراف‭ ‬مجموعة‭ ‬اتصال‭ ‬دولية‮»‬،‭ ‬وبدعم‭ ‬من‭ ‬‮«‬قوة‭ ‬شرطة‭ ‬دولية‮»‬‭. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يتماثل‭ ‬مع‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الاقتراحات‭ ‬التي‭ ‬طرحت‭ ‬طوال‭ ‬الحرب؛‭ ‬لكنها‭ ‬لم‭ ‬تُناقش‭ ‬بجدية‭ ‬بسبب‭ ‬استمرار‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬حملات‭ ‬التدمير‭ ‬المتعمدة،‭ ‬وعرقلتها‭ ‬لمحادثات‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭. ‬وكما‭ ‬أشارت‭ ‬‮«‬كارميل‭ ‬أربيت‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬المجلس‭ ‬الأطلسي‮»‬،‭ ‬فإنه‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬نتنياهو‭ ‬يمتلك‭ ‬الآن‭ ‬مخرجًا‭ ‬سهلاً‭ ‬من‭ ‬الحرب،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬من‭ ‬غير‭ ‬المحتمل‭ ‬أن‭ ‬يستغله‮»‬،‭ ‬مع‭ ‬إعلان‭ ‬نيته‭ ‬البقاء‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬‮«‬سنوات‮»‬‭. ‬

من‭ ‬ثمّ،‭ ‬أكد‭ ‬‮«‬واريك‮»‬،‭ ‬ضرورة‭ ‬استغلال‭ ‬‮«‬الفرصة‭ ‬المحدودة‮»‬‭ ‬المتاحة‭ ‬حاليا‭ ‬لتحقيق‭ ‬اتفاق‭ ‬لوقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬بوساطة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬مصر،‭ ‬وقطر‭. ‬وأشار‭ ‬‮«‬ألترمان‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬الآن‭ ‬فرصة‭ ‬أفضل‭ ‬أمام‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬للضغط‭ ‬على‭ ‬إسرائيل‭ ‬‮«‬للمضي‭ ‬بسرعة‭ ‬أكبر‮»‬،‭ ‬نحو‭ ‬إنهاء‭ ‬الحرب؛‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬استمرارها‭ ‬في‭ ‬استهداف‭ ‬المدنيين‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬دفع‭ ‬‮«‬بايمان‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬استنتاج‭ ‬أن‭ ‬مصير‭ ‬غزة‭ ‬قد‭ ‬ينتهي‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬دولة‭ ‬فاشلة‮»‬،‭ ‬كأثر‭ ‬طويل‭ ‬الأجل‭ ‬للأحداث‭ ‬الحالية‭.‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬يرى‭ ‬‮«‬بوين‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬قد‭ ‬تحتفل‭ ‬باغتيال‭ ‬السنوار،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬يمكنها‭ ‬تجاهل‭ ‬حقيقة‭ ‬أن‭ ‬حماس‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تحتفظ‭ ‬برهائنها‭ ‬وتواصل‭ ‬القتال‭. ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬استمرار‭ ‬هذا‭ ‬الوضع،‭ ‬فإن‭ ‬حكومة‭ ‬نتنياهو‭ ‬لن‭ ‬تتراجع‭ ‬عن‭ ‬استخدام‭ ‬العنف،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬ضد‭ ‬غزة،‭ ‬بل‭ ‬أيضًا‭ ‬ضد‭ ‬خصومها‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬وإيران‭ ‬واليمن‭ ‬وأماكن‭ ‬أخرى‭. ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬التكلفة‭ ‬البشرية،‭ ‬والمادية،‭ ‬أو‭ ‬الاستراتيجية‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا