الحمد لله أننا مسلمون» ولَم نكن على ملة أخرى غير ملة الإسلام إذ لو كنا كذلك لا ندري ماذا يكون مصيرنا؟.
لقد كفر من كان قبلنا رغم ما أظهره الله تعالى على أيدي أنبيائهم من معجزات، ورسول الله محمد (صلى الله عليه وسلم) واحد من هؤلاء الرسل، فكفر به قومه، وناصبوه العداء، وها هو عمه أبو لهب لم يكتف بكفره، بل ناصب ابن أخيه العداء، وقاد حملة «مسعورة» ضد ابن أخيه رغم أنه استبشر بمولده، وأعتق الجارية التي بشرته بمولده!
لقد قاد أبو لهب حملة ضارية ضد ابن أخيه، واتهمه بالكذب وأقبح الصفات، وكان يحاول صد الناس عنه، ويخذلهم عن نصرته، بل لقد أمر ابنيه أن يطلقا ابنتي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حتى أن الله تعالى أنزل فيه سورة باسمه هي سورة المسد! قال تعالى: (تبت يدا أبي لهب وتب (1) ما أغنى عنه ماله وما كسب (2) سيصلى نارًا ذات لهب (3) وامرأته حمالة الحطب (4) في جيدها حبل من مسد (5)) سورة المسد.
وحتى يكون الدين خالصًا لله تعالى ظهر في بيوت الأنبياء من كفر بدعوتهم من زوجاتهم مثل: زوجة نوح وزوجة لوط، ومن آبائهم: أبو الأنبياء إبراهيم (عليهم السلام)، ومن أبناء الأنبياء: ابن نبي الله نوح، فلم يستجب له، قال تعالى: (ونادى نوح ابنه وكان في معزل يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين (42) قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم وحال بينهما الموج فكان من المغرقين (43)) سورة هود. وقال نبي الله نوح مستشفعًا لابنه: (ونادى نوح ربه فقال رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين) 45) قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسألني ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين (46)) سورة هود. وها هو أبو الأنبياء إبراهيم (عليه الصلاة والسلام) لما يئس من دعوة أبيه إلى الإسلام وعده بأن يستغفر له ربه، -ووعد الأنبياء حق- فما بالكم بأبي الأنبياء إبراهيم الذي جعله اللًه تعالى إمامًا للناس، ولما أراد المسلمون الاستغفار لآبائهم وأمهاتهم أسوة بأبي الأنبياء إبراهيم، قال سبحانه:) وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم) التوبة / 114.
هذا هو موقف القرآن من الأمة التي ختم الله تعالى بها ركب الأمم، وشرفها بأعظم رسول، وختم برسالة الإسلام ركب الرسالات، وختم بالقرآن جميع معجزات الأنبياء.
وكان من كرامة رسول الإسلام محمد (صلى الله عليه سلم) أن أبا الأنبياء اختار لهذه الأمة اسمًا يدل على العقيدة التي شرفها الله تعالى بها، وهي الإسلام بينما الرسالات الأخرى حملت أسماء الأنبياء، قال تعالى: (وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفِي هذا ليكون الرسول شهيدًا عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير) الحج / 78.
أي شرف نالته هذه الأمة حين نحلها أبو الأنبياء اسمًا هو الإسلام دين كملت به الرسالات السماوية، قال تعالى (.. اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت الإسلام لكم دينًا…) المائدة / 3.
إذًا، فالإسلام الذي ثبتت عقيدته، وكملت شريعته صار يأتي ذكره هو الدين الذي قال الله تعالى عنه: (إن الدين عند الله الإسلام …) (آل عمران / 19)، وهو كذلك الذي قال الله تعالى عنه: (ومن يبتغ غير الإسلام دينًا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) آل عمران/ 85.
إذًا، فالإسلام الذي يدعو الرسول محمد (صلى الله عليه. سلم) إليه، هو الإسلام الذي انطوت فيه جميع الرسالات السماوية التي لم يشوهها أتباعها بالإضافة والتحريف، والتي تفردت بوصف «الدين الكامل والنعمة التامة، وصدق الله تعالى: (آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحدٍ من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير) البقرة / 285.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك