العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

أهمية التخطيط الشامل في ظل التوسع العمراني

بقلم: د. نبيل العسومي

الجمعة ٢٥ أكتوبر ٢٠٢٤ - 02:00

سبق‭ ‬وأن‭ ‬أشرنا‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬وفي‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مناسبة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مدن‭ ‬وقرى‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬ازدحامات‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭ ‬والطرقات‭ ‬تزايدت‭ ‬وتفاقمت‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة‭ ‬ولكن‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬تبرره‭ ‬عدة‭ ‬أسباب‭ ‬منها‭:‬

1-‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بتخطيط‭ ‬المدن‭ ‬التي‭ ‬يزداد‭ ‬عددها‭ ‬والحمد‭ ‬لله‭ ‬سواء‭ ‬ما‭ ‬تنجزه‭ ‬الدولة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وزارة‭ ‬الإسكان‭ ‬وبرامج‭ ‬الاعمار‭ ‬العديدة‭ ‬التي‭ ‬تنفذها‭ ‬على‭ ‬امتداد‭ ‬خارطة‭ ‬البحرين‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬الذي‭ ‬يستثمر‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬العقاري‭ ‬للتعمير‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المناطق‭ ‬سواء‭ ‬ببناء‭ ‬البيوت‭ ‬والفلل‭ ‬أو‭ ‬الشقق‭ ‬أو‭ ‬المجمعات‭ ‬التجارية‭ ‬والخدمية‭ ‬وغيرها،‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬ينجزه‭ ‬الأفراد‭ ‬من‭ ‬مساكن‭ ‬ومبانٍ‭ ‬بجهودهم‭ ‬الذاتية‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الجهود‭ ‬واضحة‭ ‬للعيان‭ ‬إذا‭ ‬قورنت‭ ‬بالأوضاع‭ ‬السكنية‭ ‬والإنسانية‭ ‬قبل‭ ‬عشر‭ ‬أو‭ ‬عشرين‭ ‬سنة‭ ‬فهنالك‭ ‬طفرة‭ ‬عمرانية‭ ‬كبيرة‭ ‬وملموسة‭ ‬نشاهدها‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬من‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تقريبا‭ ‬مما‭ ‬يعني‭ ‬زيادة‭ ‬في‭ ‬الطلب‭ ‬وارتفاع‭ ‬لعدد‭ ‬السكان‭ ‬من‭ ‬مواطنين‭ ‬ومقيمين‭ ‬ولكن‭ ‬هذه‭ ‬الجهود‭ ‬الكبيرة‭ ‬وهذه‭ ‬الأعمال‭ ‬المحمودة‭ ‬وهذه‭ ‬النهضة‭ ‬العمرانية‭ ‬التي‭ ‬نفتخر‭ ‬بها‭ ‬لا‭ ‬توازيها‭ ‬ولا‭ ‬تتبعها‭ ‬في‭ ‬الغالب‭ ‬نهضة‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬الشوارع‭ ‬والطرقات‭ ‬رغم‭ ‬الجهود‭ ‬التي‭ ‬تبذل‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬التسارع‭ ‬العمراني‭ ‬يسبقها‭ ‬ويجعلها‭ ‬غير‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬استيعاب‭ ‬ما‭ ‬ينتجه‭ ‬الإعمار‭ ‬بكل‭ ‬أشكاله‭ ‬خصوصا‭ ‬مسألة‭ ‬الازدحام‭ ‬المروري‭ ‬حيث‭ ‬تعج‭ ‬البحرين‭ ‬بالسيارات‭ ‬التي‭ ‬تجوب‭ ‬الشوارع‭ ‬والطرقات‭.‬

2‭- ‬ما‭ ‬يرتبط‭ ‬بجهود‭ ‬وزارة‭ ‬الأشغال‭ ‬باعتبارها‭ ‬الجهة‭ ‬المسؤولة‭ ‬عن‭ ‬إنجاز‭ ‬الطرق‭ ‬وتطوير‭ ‬الجسور‭ ‬استجابة‭ ‬إلى‭ ‬حركة‭ ‬الإعمار‭ ‬مما‭ ‬يجعلها‭ ‬موجودة‭ ‬في‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬الشوارع‭ ‬والطرقات‭ ‬في‭ ‬أغلب‭ ‬مناطق‭ ‬البحرين‭ ‬لعمل‭ ‬التعديلات‭ ‬والإضافات‭ ‬والتوزيعات‭ ‬والتطويرات‭ ‬وبناء‭ ‬الطرق‭ ‬والشوارع‭ ‬الجديدة‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬المدن‭ ‬الجديدة‭ ‬والتي‭ ‬تستمر‭ ‬إلى‭ ‬عدة‭ ‬أشهر‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬سنة‭ ‬وهي‭ ‬جهود‭ ‬مشكورة‭ ‬ومقدرة‭ ‬لكنها‭ ‬تزيد‭ ‬من‭ ‬مشكلة‭ ‬الازدحام‭ ‬المروري‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬التي‭ ‬تتم‭ ‬فيها‭ ‬عمليات‭ ‬الإنشاء‭.‬

تلك‭ ‬إذن‭ ‬بعض‭ ‬المظاهر‭ ‬التي‭ ‬تثير‭ ‬بشكل‭ ‬جدي‭ ‬مسألة‭ ‬عدم‭ ‬كفاية‭ ‬التخطيط‭ ‬أو‭ ‬نقص‭ ‬في‭ ‬التنسيق‭ ‬بين‭ ‬الجهات‭ ‬المختلفة‭ ‬خاصة‭ ‬وزارات‭ ‬الإسكان‭ ‬والأشغال‭ ‬والبلديات‭ ‬وذك‭ ‬لأن‭ ‬إنشاء‭ ‬أي‭ ‬مدن‭ ‬جديدة‭ ‬أو‭ ‬مجمعات‭ ‬سكنية‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬ان‭ ‬يواكبها‭ ‬منذ‭ ‬البداية‭ ‬تخطيط‭ ‬بين‭ ‬هذه‭ ‬الجهات‭ ‬بما‭ ‬ينعكس‭ ‬على‭ ‬الشوارع‭ ‬والطرقات‭ ‬والإشارات‭ ‬الضوئية‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬مستلزمات‭ ‬الطرق‭ ‬فلا‭ ‬يعقل‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬إنشاء‭ ‬مدينة‭ ‬ولا‭ ‬يتم‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬وقبل‭ ‬توزيع‭ ‬الوحدات‭ ‬السكنية‭ ‬على‭ ‬المواطنين‭ ‬تخطيط‭ ‬المدن‭ ‬والمجمعات‭ ‬السكنية‭ ‬مثلما‭ ‬يتم‭ ‬عند‭ ‬إنشاء‭ ‬المدن‭ ‬والمجمعات‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يوازيها‭ ‬بناء‭ ‬المدارس‭ ‬والمراكز‭ ‬الصحية‭ ‬وشبكات‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭ ‬وإمدادات‭ ‬الكهرباء‭ ‬والماء‭ ‬والطرقات‭ ‬الداخلية‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬يستخدمها‭ ‬المواطنون‭ ‬والإنارة‭ ‬بحيث‭ ‬تكون‭ ‬مدنًا‭ ‬متكاملة‭ ‬منذ‭ ‬البداية‭ ‬وجاهزة‭ ‬ولا‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬تعديلات‭ ‬أو‭ ‬إضافات‭ ‬كثيرة‭ ‬مستقبلية‭ ‬حتى‭ ‬نتجنب‭ ‬مشكلة‭ ‬الازدحام،‭ ‬ولذلك‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬التخطيط‭ ‬المسبق‭ ‬لتسهيل‭ ‬حركة‭ ‬المرور‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬الازدحام‭ ‬لتكمل‭ ‬جهود‭ ‬رجال‭ ‬المرور‭ ‬التي‭ ‬يبذلونها‭ ‬مشكورين‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الساعة‭ ‬ولولاهم‭ ‬لكانت‭ ‬الأمور‭ ‬أكثر‭ ‬تعقيدا‭ ‬كما‭ ‬إن‭ ‬إنشاء‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الجسور‭ ‬هو‭ ‬جهد‭ ‬مقدر‭ ‬ولكن‭ ‬التأخر‭ ‬في‭ ‬الإنجاز‭ ‬أصبح‭ ‬يشكل‭ ‬مشكلة‭ ‬مرورية‭.‬

إن‭ ‬التخطيط‭ ‬ثم‭ ‬التخطيط‭ ‬أمر‭ ‬مهم‭ ‬وأساسي‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬العقاري‭ ‬والإنشاءات‭ ‬والطرق،‭ ‬ولكن‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬إنشاء‭ ‬المنشآت‭ ‬التعليمية‭ ‬بمراحلها‭ ‬المختلفة‭ ‬وتوزيعها‭ ‬بشكل‭ ‬متوازن‭ ‬بحيث‭ ‬تكون‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬بعضها‭ ‬البعض‭ ‬وليس‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬مناطق‭ ‬البحرين‭ ‬وخصوصا‭ ‬المنطقة‭ ‬التعليمية‭ ‬بمدينة‭ ‬عيسى‭ ‬للتخفيف‭ ‬من‭ ‬الازدحام‭ ‬وتكدس‭ ‬المركبات‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬الذروة‭ ‬والتي‭ ‬تزداد‭ ‬فيها‭ ‬هذه‭ ‬المشكلة‭ ‬تعقيدا‭.‬

كل‭ ‬هذه‭ ‬الملاحظات‭ ‬وغيرها‭ ‬تدعونا‭ ‬مجددا‭ ‬إلى‭ ‬الإلحاح‭ ‬وإعادة‭ ‬تأكيد‭ ‬أهمية‭ ‬التخطيط‭ ‬المسبق‭ ‬تجنبا‭ ‬لما‭ ‬يحدث‭ ‬من‭ ‬مشكلات‭ ‬لاحقا‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا