العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

القمة الخليجية – الأوروبية ومسار الشراكة الاستراتيجية

بقلم: د. أشرف محمد كشك

الاثنين ٢١ أكتوبر ٢٠٢٤ - 02:00

في‭ ‬السادس‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬2024‭ ‬استضافت‭ ‬العاصمة‭ ‬البلجيكية‭ ‬بروكسيل‭ ‬أول‭ ‬قمة‭ ‬تجمع‭ ‬بين‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬وشركائه‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الست،‭ ‬القمة‭ ‬التي‭ ‬شهدت‭ ‬حضورا‭ ‬خليجيا‭ ‬رفيع‭ ‬المستوى‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الست،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬لمجلس‭ ‬التعاون،‭ ‬وكان‭ ‬العنوان‭ ‬العام‭ ‬للبيان‭ ‬الختامي‭ ‬هو‭ ‬‮«‬التزام‭ ‬التكتلين‭ ‬ببناء‭ ‬شراكة‭ ‬استراتيجية‭ ‬مبنية‭ ‬على‭ ‬الاحترام‭ ‬المتبادل‭ ‬والثقة‮»‬،‭ ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬انعقاد‭ ‬أول‭ ‬قمة‭ ‬تضم‭ ‬الجانبين‭ ‬حدث‭ ‬مهم‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬المضمون‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬التوقيت‭ ‬أيضاً‭ ‬الذي‭ ‬يتزامن‭ ‬والتحولات‭ ‬العالمية‭ ‬والإقليمية‭ ‬غير‭ ‬المسبوقة‭ ‬التي‭ ‬تلقي‭ ‬بظلالها‭ ‬على‭ ‬أولويات‭ ‬كل‭ ‬طرف‭ ‬وشراكاته‭.‬

علاقات‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬ودول‭ ‬الخليج‭ ‬تمتد‭ ‬لعقود‭ ‬مضت‭ ‬كان‭ ‬بدايتها‭ ‬توقيع‭ ‬الطرفين‭ ‬اتفاقية‭ ‬للتعاون‭ ‬عام‭ ‬1988،‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬أحد‭ ‬أهدافها‭ ‬التوصل‭ ‬الى‭ ‬اتفاقية‭ ‬تجارة‭ ‬حرة‭ ‬بين‭ ‬الجانبين،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يحدث‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬تعليق‭ ‬المفاوضات‭ ‬بين‭ ‬الجانبين‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عشر‭ ‬سنوات‭ ‬لتعود‭ ‬مرة‭ ‬أخرى،‭ ‬والأمر‭ ‬المثير‭ ‬للتساؤل‭ ‬هو‭ ‬أنه‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬هو‭ ‬الأقرب‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬جغرافيا‭ ‬مقارنة‭ ‬بالشركاء‭ ‬الدوليين‭ ‬الآخرين‭ ‬،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬انتهاج‭ ‬الصيغة‭ ‬الجماعية‭ ‬للمفاوضات‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬كتكتل‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون،‭ ‬بالإضافة‭ ‬الى‭ ‬الاتساق‭ ‬بين‭ ‬مبادئ‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬للخليج‭ ‬والاتحاد‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬حل‭ ‬الصراعات‭ ‬بالوسائل‭ ‬السلمية‭ ‬وعدم‭ ‬اللجوء‭ ‬الى‭ ‬الخيار‭ ‬العسكري،‭ ‬فإن‭ ‬مسار‭ ‬الشراكة‭ ‬بين‭ ‬الجانبين‭ ‬لم‭ ‬يسر‭ ‬بالشكل‭ ‬ذاته‭ ‬مقارنة‭ ‬بالشراكات‭ ‬الدولية‭ ‬الأخرى،‭ ‬ربما‭ ‬أدرك‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬ضرورة‭ ‬صياغة‭ ‬استراتيجية‭ ‬شاملة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تمثل‭ ‬في‭ ‬استراتيجية‭ ‬الشراكة‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬إطلاقها‭ ‬في‭ ‬مايو‭ ‬2022‭ ‬وصولاً‭ ‬الى‭ ‬انعقاد‭ ‬القمة‭ ‬الأولى‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الوصول‭ ‬الى‭ ‬الشراكة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬بأبعادها‭ ‬المختلفة‭ ‬ربما‭ ‬يحتاج‭ ‬الى‭ ‬وقت‭ ‬مع‭ ‬الأخذ‭ ‬بالاعتبار‭ ‬ثلاثة‭ ‬عوامل‭ ‬أولها‭: ‬هناك‭ ‬مساران‭ ‬للعمل‭ ‬الأوروبي‭ ‬لهما‭ ‬تأثير‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬الشراكة،‭ ‬مسار‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬كتنظيم‭ ‬إقليمي‭ ‬ومسار‭ ‬ثنائي‭ ‬هو‭ ‬علاقات‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬بدول‭ ‬الخليج‭ ‬بشكل‭ ‬ثنائي،‭ ‬وثانيها‭: ‬أن‭ ‬الشراكات‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬أهميتها‭ ‬لكنها‭ ‬لا‭ ‬تعمل‭ ‬في‭ ‬فراغ،‭ ‬فالاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬ليس‭ ‬هو‭ ‬الشريك‭ ‬الدولي‭ ‬الوحيد‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬فهناك‭ ‬احتدام‭ ‬للتنافس‭ ‬الدولي‭ ‬على‭ ‬المنطقة‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬المنظور‭ ‬العسكري‭ ‬والأمني‭ ‬فالاقتصاد‭ ‬الآن‭ ‬قاطرة‭ ‬السياسة،‭ ‬وثالثها‭: ‬مع‭ ‬أهمية‭ ‬الشراكة‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الخصوصية‭ ‬السياسية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يظهر‭ ‬في‭ ‬تباين‭ ‬وجهات‭ ‬النظر‭ ‬إزاء‭ ‬بعض‭ ‬القضايا‭.‬

وعود‭ ‬على‭ ‬ذي‭ ‬بدء‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬استراتيجية‭ ‬شاملة‭ ‬موجهة‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬وأول‭ ‬قمة‭ ‬بين‭ ‬الجانبين‭ ‬عام‭ ‬2024‭: ‬ماذا‭ ‬بعد؟‭ ‬وهو‭ ‬تساؤل‭ ‬له‭ ‬وجاهته،‭ ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬المؤشرات‭ ‬تؤكد‭ ‬عزم‭ ‬الجانبين‭ ‬على‭ ‬المضي‭ ‬قدماً‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬تلك‭ ‬الشراكة‭ ‬إلى‭ ‬آفاق‭ ‬أرحب‭ ‬ومن‭ ‬ذلك‭ ‬إعلان‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬استعدادها‭ ‬لاستضافة‭ ‬القمة‭ ‬الثانية‭ ‬المقبلة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2026‭ ‬واستضافة‭ ‬الكويت‭ ‬الاجتماع‭ ‬الوزاري‭ ‬العام‭ ‬المقبل‭ ‬2025‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬ثمة‭ ‬تحديات‭ ‬يتعين‭ ‬مواجهتها‭ ‬منها‭ ‬كيفية‭ ‬استعادة‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬مكانته‭ ‬كشريك‭ ‬تجاري‭ ‬أول‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬بعد‭ ‬الصين‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬الشريك‭ ‬التجاري‭ ‬الأول‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2020،‭ ‬وكذلك‭ ‬الدور‭ ‬الذي‭ ‬يتعين‭ ‬على‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬القيام‭ ‬به‭ ‬تجاه‭ ‬ملفات‭ ‬التوتر‭ ‬الإقليمي‭. ‬فالمسألة‭ ‬ليست‭ ‬أمن‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬بمعناه‭ ‬الجغرافي‭ ‬فحسب‭ ‬أي‭ ‬الدول‭ ‬الست،‭ ‬ولكن‭ ‬الدائرة‭ ‬الإقليمية‭ ‬التي‭ ‬تزداد‭ ‬اشتعالاً‭ ‬وتحتاج‭ ‬إلى‭ ‬جهود‭ ‬دولية‭ ‬لجهة‭ ‬الحلول‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬وللاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬خبرات‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن،‭ ‬بالإضافة‭ ‬الى‭ ‬الجهود‭ ‬الإنسانية،‭ ‬فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬خصص‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬في‭ ‬مايو‭ ‬2024‭ ‬حوالي‭ ‬125‭ ‬مليون‭ ‬يورو‭ ‬لمواجهة‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الإنسانية‭ ‬للفئات‭ ‬الأكثر‭ ‬ضعفاً‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬وهي‭ ‬الجهود‭ ‬التي‭ ‬تتكامل‭ ‬مع‭ ‬نظيرتها‭ ‬الخليجية‭ ‬والسعودية‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬خاص‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الإنجازات‭ ‬المتميزة‭ ‬لمركز‭ ‬الملك‭ ‬سلمان‭ ‬للإغاثة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬الى‭ ‬الملف‭ ‬الإيراني‭ ‬النووي‭ ‬الذي‭ ‬لعبت‭ ‬فيه‭ ‬دول‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬دوراً‭ ‬مهماً‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المفاوضات‭ ‬غير‭ ‬المباشرة‭ ‬بين‭ ‬إيران‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬القضية‭ ‬الأهم‭ ‬برأيي‭ ‬وهي‭ ‬مدى‭ ‬إسهام‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬ولا‭ ‬يعني‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬أوروبا‭ ‬كانت‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬بل‭ ‬كانت‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬داعما‭ ‬أساسيا‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬التحالفات‭ ‬العسكرية‭ ‬التي‭ ‬قادتها‭ ‬الإدارات‭ ‬الأمريكية‭ ‬المختلفة‭ ‬لمواجهة‭ ‬أخطار‭ ‬مثلت‭ ‬تهديداً‭ ‬لأمن‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬ولا‭ ‬يعني‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬أوروبا‭ ‬مطلوب‭ ‬منها‭ ‬العمل‭ ‬بشكل‭ ‬مستقل‭ ‬عن‭ ‬الجانب‭ ‬الأمريكي‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التحولات‭ ‬الإقليمية‭ ‬الراهنة‭ ‬وزيادة‭ ‬الحاجة‭ ‬الى‭ ‬أطراف‭ ‬دولية‭ ‬لنزع‭ ‬فتيل‭ ‬التوتر‭ ‬وممارسة‭ ‬قدر‭ ‬من‭ ‬الردع‭ ‬يبدو‭ ‬للدور‭ ‬الأوروبي‭ ‬وجاهته‭ ‬وأهميته‭ ‬ومن‭ ‬ذلك‭ ‬تهديدات‭ ‬الأمن‭ ‬البحري،‭ ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬أوروبا‭ ‬استجابت‭ ‬لمواجهة‭ ‬تلك‭ ‬التهديدات‭ ‬ثلاث‭ ‬مرات‭ ‬وهي‭ ‬قبالة‭ ‬سواحل‭ ‬الصومال‭ ‬وفي‭ ‬مضيق‭ ‬هرمز‭ ‬وفي‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬وباب‭ ‬المندب‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ثلاث‭ ‬بعثات‭ ‬ولكنها‭ ‬بدت‭ ‬رمزية‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬تحقيق‭ ‬هدف‭ ‬الردع‭.‬

ومع‭ ‬أهمية‭ ‬ما‭ ‬سبق،‭ ‬فإن‭ ‬الشراكة‭ ‬المجتمعية‭ ‬تبقى‭ ‬لها‭ ‬أهميتها‭ ‬خاصة‭ ‬لجهة‭ ‬تعزيز‭ ‬الصورة‭ ‬الذهنية‭ ‬المتبادلة‭ ‬والتعرف‭ ‬بشكل‭ ‬أعمق‭ ‬على‭ ‬تطور‭ ‬المجتمعات‭ ‬في‭ ‬الجانبين‭. ‬ومن‭ ‬هنا،‭ ‬فإن‭ ‬مطلب‭ ‬إلغاء‭ ‬تأشيرة‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬لأبناء‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬يظل‭ ‬له‭ ‬أهميته‭ ‬ووجاهته‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬حذو‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‭ ‬الكبرى‭ ‬المسار‭ ‬ذاته‭.‬

دول‭ ‬الخليج‭ ‬لا‭ ‬تعارض‭ ‬المدخل‭ ‬الاقتصادي‭ ‬لتطوير‭ ‬شراكاتها‭ ‬مع‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬تفهم‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأولويات‭ ‬الأمنية‭ ‬منها‭ ‬سعي‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬التكنولوجيا،‭ ‬وخاصة‭ ‬العسكرية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تأثير‭ ‬تلك‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬على‭ ‬جهود‭ ‬التسلح‭ ‬التقليدية‭ ‬في‭ ‬الخليج،‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬ثانية‭ ‬خبرات‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الأمن‭ ‬السيبراني‭ ‬تبدو‭ ‬لها‭ ‬أهميتها‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التحول‭ ‬الرقمي‭ ‬الهائل‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬بالإضافة‭ ‬الى‭ ‬متطلبات‭ ‬تطوير‭ ‬القدرات‭ ‬الأمنية‭ ‬والعسكرية‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬الأزمات‭ ‬والكوارث‭ ‬المتوقعة‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬البحار،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬حواراً‭ ‬استراتيجياً‭ ‬مستمراً‭ ‬بين‭ ‬الجانبين‭ ‬وتحديد‭ ‬نقاط‭ ‬الاتفاق‭ ‬والاختلاف‭ ‬وأولويات‭ ‬الجانبين،‭ ‬بل‭ ‬قدرة‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬ذاتها‭ ‬على‭ ‬الاستفادة‭ ‬مما‭ ‬يقدمه‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬بشكل‭ ‬جماعي‭ ‬تبقى‭ ‬جميعها‭ ‬محددات‭ ‬مهمة‭ ‬لتفعيل‭ ‬تلك‭ ‬الشراكة‭.‬

ومجمل‭ ‬القول،‭ ‬إن‭ ‬مأسسة‭ ‬الشراكة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬قمم‭ ‬دورية‭ ‬‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬أمراً‭ ‬متأخراً‭ ‬‭ ‬بعض‭ ‬الشيء‭ ‬ولكنه‭ ‬خطوة‭ ‬مهمة،‭ ‬يضاف‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬وضع‭ ‬أطر‭ ‬زمنية‭ ‬لتحقيق‭ ‬ما‭ ‬يصبو‭ ‬إليه‭ ‬الطرفان،‭ ‬فقائمة‭ ‬الشراكة‭ ‬تطول‭ ‬ولكن‭ ‬مسألة‭ ‬الأولويات‭ ‬للجانبين‭ ‬تعد‭ ‬أمرا‭ ‬مهما،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التحولات‭ ‬المتسارعة‭ ‬على‭ ‬المستويين‭ ‬العالمي‭ ‬والإقليمي‭ ‬بل‭ ‬ونتائج‭ ‬الانتخابات‭ ‬الأوروبية‭ ‬ذاتها،‭ ‬والتي‭ ‬وإن‭ ‬أتاحت‭ ‬الفرص‭ ‬لنمو‭ ‬تلك‭ ‬الشراكة،‭ ‬فإنها‭ ‬تفرض‭ ‬تحديات‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭.‬

أوروبا‭ ‬شريك‭ ‬استراتيجي‭ ‬مهم‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬كتكل‭ ‬إقليمي‭ ‬ولكن‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬مضامين‭ ‬الشراكة‭ ‬وآليات‭ ‬تنفيذها‭ ‬مراحل‭ ‬عديدة‭ ‬يتعين‭ ‬تحديدها‭ ‬والعمل‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬الجانبين‭ ‬الآن‭ ‬وقبل‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬مضى‭.‬

 

{‭ ‬مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬بمركز‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬

 

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا