دشن مكتب التربية العربي لدول الخليج وجامعة الخليج العربي «الكرسي العلمي المشترك في الهوية والمواطنة الخليجية» في احتفال أقيم بهذه المناسبة في قاعة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود في مركز الأميرة الجوهرة بنت إبراهيم البراهيم للطب الجزئي وعلوم المورثات والأمراض الوراثية.
ويأتي تدشين هذا الكرسي العلمي المهم كجزء لا يتجزأ من جهود مكتب التربية العربي لدول الخليج وجامعة الخليج العربي، ضمن الجهود الخليجية المشتركة لتعزيز الهوية والمواطنة الخليجية في إطار رؤية ومنظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية منذ نشأته، مؤمّلًا أن يؤدي تدشين هذا الكرسي العلمي إلى تحفيز الجامعيين والطلبة على إجراء البحوث الأكاديمية ذات العلاقة، بما يسهم في إثراء المكتبة الخليجية وتوعية النشء بأهمية الهوية والمواطنة الخليجية الجامعة.
وتبدو الأهمية البالغة لتدشين هذا الكرسي من الهدف الرئيسي له وهو تنمية الاهتمام بمجالات الهوية والمواطنة الخليجية، دعما للعديد من الجوانب العلمية والفكرية المتصلة بالبحث والتأليف والترجمة وإصدار الوثائق المختلفة المرتبطة بهذا الهدف، في سياق الشراكات الخليجية التي تشمل مختلف الجوانب الثقافية والتعليمية ذات الطابع الاستراتيجي ومنها ما يتعلق بتعزيز الهوية المشتركة في مواجهة الرياح التي تعصف بنا في ظل العولمة والتأثير المتعاظم للعمالة الوافدة الضخمة التي تحمل معها عاداتها وتقاليدها وثقافتها بما يسهم في التأثير السلبي لهوية مجتمعاتنا الخليجية.
ولا شك أن مثل هذا القضية تحظى منذ سنوات عديدة باهتمام قادة الدول الأعضاء في مجلس التعاون لدول الخليج العربيّة، ولذلك لا تخلو اجتماعات القادة من التعبير عن الحرص الدائم وعلى تعزيز قيم المواطنة الخليجية لإدراكهم الطابع الاستراتيجي لهذا الموضوع، وأثره في المجتمع وفي الأجيال الجديدة التي بدأت تتأثر بالمؤثرات الخارجية أو المحلية الوافدة بشكل سلبي بما يبعدها عن جذورها وأصلها وثقافتها وعاداتها وتقاليدها.
ومن هنا نعتقد بأن تدشين هذا الكرسيّ يمثّل خطوة إيجابية في سياق تلك الجهود وترجمة لذلك الوعي بأهمية الهوية الخليجية المشتركة والمواطنة الخليجية المشتركة.
كما كان لافتا ومهما الندوة التي عقدت على هامش التدشين بعنوان: «التعليم من أجل المواطنة» التي ناقش المتحدثون فيها «التوجهات العالمية في تدريس المواطنة»، و«إدماج التربية مع المواطنة والقيم العالمية المشتركة في برامج إعداد المعلمين في دول مجلس التعاون الخليجي» واستعراض تجربة مملكة البحرين في تعزيز المواطنة تحت شعار «بحريننا معًا نصنع المستقبل»، واستعراض تجربة الشقيقة سلطنة عمان. فكان التدشين والأنشطة المرافقة جهدا حقيقيا جادا وواعيا بأهمية هذا الموضوع الذي نتحدث عنه باستمرار منذ سنوات عديدة ونحن نتحدث عن المواطن الخليجي وما يجب أن يتحلى به من روح الولاء والانتماء للجماعة الكبرى، وهو الخليج وهويته. تماما مثلما حدث في الاتحاد الأوروبي الذي استطاع أن يخلق مواطنة أوروبية موحدة، من خلال إلغاء الحدود والحواجز.
فمنذ عقود عديدة ونحن نحلم بالمواطنة الخليجية بكل أبعادها بما في ذلك البعد الثقافي والبعد التعليمي والإنساني والاقتصادي، فضلا عن البعد السياسي فهنالك الكثير من الروابط والقواسم التاريخية والاجتماعية المشتركة التي تجمعنا وتيسر تحقيق حلمنا المشترك.
ما زال أبناء جيلي يتذكرون عند بداية تأسيس مجلس التعاون، كيف كان مفهوم الانتماء للخليج قوياً، وظهر ذلك في سرعة استجابة القيادات السياسية، وسرعة تقبُّل المواطنين الخليجيين لهذه الوحدة، وتأكيد أهميتها. فالإحساس بالانتماء إلى مجموعة كبيرة، هو إحساس مهم وكبير وسوف يظل ولا شك يدغدغ مشاعرنا ويغري عقولنا بإمكانية تحقيقه بإذن الله. ولذلك نرى أن تأكيد البعد التعليمي والثقافي من خلال تدشين هذا الكرسي قد كان موفقا وخطوة مهمة لتحقيق الهدف الأكبر وهو المواطنة الخليجية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك