العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

قوانين نفسية تحافظ على سعادتك

بقلم: د. زكريا الخنجي

الأحد ١٣ أكتوبر ٢٠٢٤ - 02:00

من‭ ‬منا‭ ‬لا‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يعيش‭ ‬في‭ ‬سعادة‭ ‬حتى‭ ‬أنفاسه‭ ‬الأخيرة؟

إلا‭ ‬أننا‭ ‬جميعًا‭ ‬نعرف‭ ‬أن‭ ‬لعبة‭ ‬الحياة‭ ‬أصعب‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تسير‭ ‬هكذا‭ ‬بسلالة‭ ‬ورفق،‭ ‬فالحياة‭ ‬شاقة،‭ ‬وفيها‭ ‬ما‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬معاناة‭ ‬وتعب‭ ‬وإرهاق،‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬نعيشه‭ ‬بهدف‭ ‬أن‭ ‬نحافظ‭ ‬على‭ ‬أقل‭ ‬مستوى‭ ‬ممكن‭ ‬من‭ ‬السعادة‭ ‬والرضا‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مرفق‭ ‬من‭ ‬مرافق‭ ‬الحياة‭. ‬

ولكن‭ ‬لماذا‭ ‬نرضى‭ ‬بالحد‭ ‬الأدنى‭ ‬للسعادة،‭ ‬بينما‭ ‬نستطيع‭ ‬أن‭ ‬نرفع‭ ‬سقف‭ ‬سعادتنا‭ ‬إلى‭ ‬مستويات‭ ‬مقبولة‭ ‬حتى‭ ‬ولو‭ ‬كانت‭ ‬العملية‭ ‬نفسية‭ ‬بحتة؟‭ ‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬نرتقي‭ ‬لنبحث‭ ‬عن‭ ‬السعادة‭ ‬في‭ ‬أقصى‭ ‬درجاتها؟‭ ‬لا‭ ‬أعتقد‭ ‬أنه‭ ‬يوجد‭ ‬إنسان‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الكرة‭ ‬الأرضية‭ ‬لا‭ ‬يرغب‭ ‬في‭ ‬ذلك،‭ ‬ولكن‭ ‬كيف؟

حاول‭ ‬بعض‭ ‬علماء‭ ‬النفس‭ ‬أن‭ ‬يضع‭ ‬10‭ ‬قوانين‭ ‬للاستقرار‭ ‬النفسي‭ ‬وللسعادة،‭ ‬لنحاول‭ ‬أن‭ ‬نلخصها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أنفسنا،‭ ‬وهي‭ ‬كالتالي‭:  ‬

أولاً‭: ‬قانون‭ ‬الراحة‭ ‬النفسية؛‭ ‬يقول‭ ‬علماء‭ ‬النفس‭ ‬إنه‭ ‬ينبغي‭ ‬من‭ ‬المرء‭ ‬الانسحاب‭ ‬بهدوء‭ ‬من‭ ‬الفوضى‭ ‬الموجودة‭ ‬حوله،‭ ‬فإن‭ ‬تمكن‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬أمر‭ ‬لا‭ ‬يقدر‭ ‬بثمن،‭ ‬إذ‭ ‬إنه‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬راحة‭ ‬نفسية‭ ‬لا‭ ‬مثيل‭ ‬لها‭. ‬فالفوضى‭ ‬اليوم‭ ‬تدخل‭ ‬حياتنا‭ ‬المتسارعة‭ ‬بصورة‭ ‬كبيرة،‭ ‬ففي‭ ‬الشارع‭ ‬فوضى،‭ ‬وفي‭ ‬الحي‭ ‬الذي‭ ‬نسكن‭ ‬فوضى،‭ ‬وفي‭ ‬البيت‭ ‬فوضى‭ ‬وفي‭ ‬العمل‭ ‬فوضى،‭ ‬حياتنا‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬بسيطة‭ ‬وهادئة‭ ‬تحولت‭ ‬بطريقة‭ ‬هستيرية‭ ‬إلى‭ ‬فوضى‭ ‬ليس‭ ‬ذلك‭ ‬فحسب‭ ‬وإنما‭ ‬إلى‭ ‬تسارع‭ ‬وجري‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬نجد‭ ‬فيها‭ ‬متعة‭. ‬إذًا‭ ‬ماذا‭ ‬يمكننا‭ ‬أن‭ ‬نفعل‭ ‬حينما‭ ‬نواجه‭ ‬الفوضى‭ ‬في‭ ‬الشارع؟‭ ‬يمكننا‭ ‬‭ ‬وهذا‭ ‬يحصل‭ ‬لمعظمنا‭ ‬‭ ‬أن‭ ‬نتفاعل‭ ‬مع‭ ‬الحدث‭ ‬بمعنى‭ ‬أن‭ ‬ننفعل‭ ‬ونغضب‭ ‬مما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬انسحاب‭ ‬السعادة‭ ‬من‭ ‬نفوسنا،‭ ‬وإما‭ ‬أن‭ ‬ننسحب‭ ‬من‭ ‬موقع‭ ‬الحدث‭ ‬ونغادر‭ ‬حتى‭ ‬ولو‭ ‬كان‭ ‬الأمر‭ ‬ذهنيًا،‭ ‬بحيث‭ ‬تجري‭ ‬الأمور‭ ‬حولنا‭ ‬وكأنها‭ ‬شريط‭ ‬سينمائي‭ ‬ليس‭ ‬لنا‭ ‬علاقة‭ ‬به،‭ ‬وهذا‭ ‬الأمر‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬صعبًا‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬مريح‭.   ‬

ثانيًا‭: ‬قانون‭ ‬الذكاء‭ ‬العقلي؛‭ ‬في‭ ‬الدنيا‭ ‬نلتقي‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬بأشخاص‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬النوعيات‭ ‬والعقول،‭ ‬بعض‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬العقول‭ ‬تعتقد‭ ‬أنه‭ ‬لولا‭ ‬وجودها‭ ‬في‭ ‬الأرض‭ ‬لفقد‭ ‬الكوكب‭ ‬توازنه،‭ ‬هذه‭ ‬النوعية‭ ‬من‭ ‬الأشخاص‭ ‬ينظرون‭ ‬إلى‭ ‬بقية‭ ‬البشر‭ ‬أنهم‭ ‬لا‭ ‬يفقهون‭ ‬شيئًا‭ ‬ولا‭ ‬يعرفون‭ ‬شيئًا،‭ ‬وأن‭ ‬على‭ ‬هؤلاء‭ ‬البشر‭ ‬أن‭ ‬يخضعوا‭ ‬إلى‭ ‬عقولهم‭ ‬الفذة‭ ‬التي‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تعرف‭ ‬كل‭ ‬شيء‭. ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الفئة‭ ‬صعب‭ ‬جدًا‭ ‬وخاصة‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬مسؤولاً‭ ‬إداريًا‭ ‬في‭ ‬العمل،‭ ‬لذلك‭ ‬يقول‭ ‬علماء‭ ‬النفس‭ ‬إن‭ ‬التجاهل‭ ‬يعيد‭ ‬كل‭ ‬شخص‭ ‬إلى‭ ‬حجمه‭ ‬الطبيعي‭ ‬مهما‭ ‬كان،‭ ‬ولكن‭ ‬كيف‭ ‬نتجاهل‭ ‬المسؤول‭ ‬الإداري‭ ‬الذي‭ ‬يقبع‭ ‬على‭ ‬أنفاسنا‭ ‬ويكتمها؟‭ ‬أعتقد‭ ‬أنه‭ ‬يمكن‭ ‬ذلك‭ ‬بتنفيذ‭ ‬ما‭ ‬يريد‭ ‬وحسب‭ ‬ما‭ ‬يريد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تسجل‭ ‬وتوثق‭ ‬كل‭ ‬تعليماته‭ ‬في‭ ‬أوراق‭ ‬فلربما‭ ‬احتجت‭ ‬إليها‭ ‬مستقبلاً،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬التغافل‭ ‬وكأن‭ ‬الأمر‭ ‬لا‭ ‬يعنيك،‭ ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬تسوف‭ ‬العمل‭ ‬لأنه‭ ‬سيأخذ‭ ‬ذلك‭ ‬مأخذًا‭ ‬عليك‭.‬

ثالثًا‭: ‬قانون‭ ‬الاستغناء؛‭ ‬نتألم‭ ‬كثيرًا‭ ‬عندما‭ ‬نفارق‭ ‬ونفترق‭ ‬عمن‭ ‬نحب،‭ ‬ربما‭ ‬تمر‭ ‬أيام‭ ‬وأشهر‭ ‬ونحن‭ ‬نتذكر‭ ‬أيامنا‭ ‬وليالينا،‭ ‬ونتحسر‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬الذي‭ ‬مضى‭ ‬وحدث،‭ ‬وبعد‭ ‬سنوات‭ ‬تصبح‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬الأمور‭ ‬ذكرى‭ ‬ربما‭ ‬نتذكرها‭ ‬ونحن‭ ‬نضحك،‭ ‬وحتى‭ ‬ربما‭ ‬لا‭ ‬نتذكرها‭ ‬لأنها‭ ‬غدت‭ ‬في‭ ‬الذاكرة‭ ‬بعيدة‭ ‬المدى،‭ ‬وربما‭ ‬نقول‭ ‬في‭ ‬أنفسنا‭ ‬بعد‭ ‬سنوات‭: ‬‮«‬من‭ ‬حسن‭ ‬حظنا‭ ‬أننا‭ ‬تركنا‭ ‬فلان‮»‬‭ ‬وخاصة‭ ‬عندما‭ ‬نسمع‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬إنسانا‭ ‬سيء‭ ‬السمعة‭ ‬أو‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬فيه‭ ‬بذرة‭ ‬خير،‭ ‬حينها‭ ‬نشعر‭ ‬أننا‭ ‬بخير‭ ‬وأنه‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الأفضل‭ ‬أن‭ ‬نستغني‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الشخص‭ ‬وننفصل،‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬علماء‭ ‬النفس‭ ‬يقولون‭ ‬إنه‭ ‬ليس‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬تستغني‭ ‬عنه‭ ‬خسارة،‭ ‬فبعض‭ ‬الأمور‭ ‬الاستغناء‭ ‬عنها‭ ‬بداية‭ ‬أفضل‭.‬

رابعًا‭: ‬قانون‭ ‬تطوير‭ ‬الذات؛‭ ‬يقول‭ ‬علماء‭ ‬النفس‭ ‬وربما‭ ‬علماء‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية‭ ‬أيضًا‭ (‬أوجد‭ ‬لك‭ ‬مكانًا‭ ‬في‭ ‬القمة‭ ‬ففي‭ ‬القاع‭ ‬ازدحام‭ ‬شديد‭). ‬قاع‭ ‬الهرم‭ ‬عادة‭ ‬يكون‭ ‬عريضًا‭ ‬واسعًا‭ ‬وذلك‭ ‬لأنه‭ ‬يحوي‭ ‬السواد‭ ‬الأعظم‭ ‬من‭ ‬البشر،‭ ‬فمعظم‭ ‬الناس‭ ‬يجلسون‭ ‬في‭ ‬القاع‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬فرصة‭ ‬أو‭ ‬مكالمة‭ ‬تلفونية‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬يرضى‭ ‬عنهم‭ ‬فلان‭ ‬حتى‭ ‬يرتقي‭ ‬بهم،‭ ‬ولكن‭ ‬تضيق‭ ‬المساحة‭ ‬كلما‭ ‬توجهنا‭ ‬إلى‭ ‬أعلى،‭ ‬حتى‭ ‬تصبح‭ ‬قمة‭ ‬الهرم‭ ‬زاوية‭ ‬حادة‭ ‬لا‭ ‬تتسع‭ ‬إلا‭ ‬للنخبة‭ ‬أو‭ ‬القلة‭ ‬القليلة‭ ‬الذي‭ ‬يسعون‭ ‬لبلوغ‭ ‬تلك‭ ‬القمة‭ ‬بأنفسهم‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬جهودهم‭ ‬الذاتية‭ ‬لنيل‭ ‬هذه‭ ‬المساحة‭ ‬الصغيرة،‭ ‬هؤلاء‭ ‬يجتهدون‭ ‬ويتعبون‭ ‬ويذاكرون‭ ‬حتى‭ ‬ينجحوا‭ ‬ويشار‭ ‬إليهم‭ ‬بالبنان،‭ ‬ليس‭ ‬مهمًا‭ ‬لديهم‭ ‬إن‭ ‬رضي‭ ‬فلان‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬أم‭ ‬لم‭ ‬يرض،‭ ‬فهذا‭ ‬الأمر‭ ‬لا‭ ‬يداعب‭ ‬قلوبهم،‭ ‬وإنما‭ ‬الذي‭ ‬يطرب‭ ‬قلوبهم‭ ‬هو‭ ‬الرضا‭ ‬النفسي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تطوير‭ ‬الذات‭.    ‬

خامسًا‭: ‬قانون‭ ‬إثبات‭ ‬الذات؛‭ ‬الذين‭ ‬بلغوا‭ ‬قمة‭ ‬الهرم،‭ ‬وتلك‭ ‬المساحة‭ ‬الضيقة‭ ‬من‭ ‬قمة‭ ‬الهرم،‭ ‬عليهم‭ ‬أن‭ ‬يقوموا‭ ‬بين‭ ‬الفينة‭ ‬والأخرى‭ ‬بتحديث‭ ‬قوانينهم‭ ‬وأنظمتهم‭ ‬وأسلوبهم‭ ‬ومعلوماتهم‭ ‬وفهمهم‭ ‬للأمر،‭ ‬فالحياة‭ ‬والمعلومات‭ ‬والتقنيات‭ ‬تتطور‭ ‬يومًا‭ ‬بعد‭ ‬يوم،‭ ‬وربما‭ ‬يأتي‭ ‬من‭ ‬بعدك‭ ‬شخص‭ ‬آخر‭ ‬أكثر‭ ‬مرونة‭ ‬وقدرة‭ ‬ليجلس‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المساحة‭ ‬الصغيرة‭ ‬لأنه‭ ‬أكثر‭ ‬كفاءة،‭ ‬لذلك‭ ‬على‭ ‬المرء‭ ‬الذي‭ ‬يجلس‭ ‬في‭ ‬القمة‭ ‬أن‭ ‬يعاود‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬نفسه‭ ‬ويتذاكر‭ ‬معها،‭ ‬ومن‭ ‬جانب‭ ‬آخر‭ ‬فإن‭ ‬تميزه‭ ‬المستمر‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬إلقاء‭ ‬بعض‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬إنجازاته‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬المكان‭ ‬مظلمًا،‭ ‬هذا‭ ‬يعني‭ ‬أنه‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يحقق‭ ‬هدفين،‭ ‬أولهما‭: ‬أن‭ ‬يتجدد‭ ‬ويتوسع‭ ‬ذهنه‭ ‬ومعلوماته،‭ ‬وثانيهما‭: ‬حتى‭ ‬يصبح‭ ‬واضحًا‭ ‬ومميزًا‭ ‬للجميع‭.‬

سادسًا‭: ‬قانون‭ ‬التمييز؛‭ ‬عندما‭ ‬يكون‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬القمة،‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬الطبيعي‭ ‬جدًا‭ ‬أن‭ ‬يرى‭ ‬الكثير‭ ‬الذين‭ ‬يقلدونه،‭ ‬بعضهم‭ ‬يقلدونه‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأمور‭ ‬التافهة؛‭ ‬مثل‭: ‬الملابس‭ ‬أو‭ ‬الحركة‭ ‬أو‭ ‬المأكل‭ ‬وما‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬وكذلك‭ ‬يمكنك‭ ‬أن‭ ‬ترى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬فئة‭ ‬يقلدون‭ ‬فكره‭ ‬وعلمه‭ ‬وثقافته،‭ ‬فإن‭ ‬كان‭ ‬مؤلفًا‭ ‬فترى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬بعض‭ ‬المقلدين‭ ‬يأخذون‭ ‬من‭ ‬مصطلحاته‭ ‬وأفكاره،‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬عالمًا‭ ‬فإنه‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تجد‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬الناس‭ ‬يفكرون‭ ‬بطريقته‭ ‬في‭ ‬الابتكار‭ ‬والاختراع‭. ‬ولقد‭ ‬وجدنا‭ ‬أن‭ ‬عددًا‭ ‬من‭ ‬المبدعين‭ ‬ينزعجون‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬لأنه‭ ‬يربكهم،‭ ‬ولكن‭ ‬الحقيقة‭ ‬تقول‭ ‬إن‭ ‬الذي‭ ‬يُقلد‭ ‬ويحتذى‭ ‬به‭ ‬هو‭ ‬إنسان‭ ‬مبدع،‭ ‬فالعديد‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬تقلده‭ ‬لأنه‭ ‬مبدع‭ ‬متميز،‭ ‬أما‭ ‬الذي‭ ‬يقلِد‭ ‬فإنه‭ ‬إنسان‭ ‬سطحي‭ ‬ضعيف‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬جعبته‭ ‬الكثير‭ ‬لذلك‭ ‬فهو‭ ‬يقلد‭. ‬وعلى‭ ‬هذا‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬دع‭ ‬الناس‭ ‬تقلد‭ ‬أسلوبك‭ ‬وهذا‭ ‬يعني‭ ‬أنك‭ ‬في‭ ‬القمة،‭ ‬لذلك‭ ‬استرخ‭. ‬

سابعًا‭: ‬قانون‭ ‬التحدي؛‭ ‬في‭ ‬الإنسان‭ ‬غريزة،‭ ‬هذه‭ ‬الغريزة‭ ‬تدفعه‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬وبقوة‭ ‬حتى‭ ‬تصعد‭ ‬به‭ ‬إلى‭ ‬القمة‭ ‬بين‭ ‬الناس،‭ ‬وهذه‭ ‬الغريزة‭ ‬هي‭ ‬غريزة‭ ‬التحدي‭. ‬ولكن‭ ‬السؤال‭ ‬المهم؛‭ ‬يتحدى‭ ‬من؟‭ ‬ربما‭ ‬تكون‭ ‬الإجابة‭ ‬سهلة‭ ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬نضعها‭ ‬في‭ ‬كلمات،‭ ‬ولكن‭ ‬الحقيقة‭ ‬تقول‭ ‬إن‭ ‬التنفيذ‭ ‬صعب،‭ ‬فالإنسان‭ ‬منذ‭ ‬لحظاته‭ ‬الأولى‭ ‬يتحدى‭ ‬نفسه،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬الحركية‭ ‬أو‭ ‬النفسية‭ ‬أو‭ ‬المهارية،‭ ‬ويستمر‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬حتى‭ ‬يدخل‭ ‬المدرسة‭ ‬والجامعة،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬العمل‭ ‬كموظف‭ ‬عندها‭ ‬فإنه‭ ‬يتوق‭ ‬إلى‭ ‬رئاسة‭ ‬القسم‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬الإدارة،‭ ‬وهكذا‭ ‬فإنه‭ ‬يستمر‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬التحدي‭ ‬الذاتي،‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬فإنه‭ ‬يتحدى‭ ‬الناس‭ ‬والمجتمع‭ ‬ليوجد‭ ‬له‭ ‬مكانًا‭ ‬بين‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع‭ ‬والكبار،‭ ‬ولكن‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬يبلغ‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬أن‭ ‬يُعترف‭ ‬به،‭ ‬وهنا‭ ‬بيت‭ ‬القصيد‭.‬

ثامنًا‭: ‬قانون‭ ‬الأهداف؛‭ ‬جاءتني‭ ‬ذات‭ ‬يوم‭ ‬متدربة‭ ‬وهي‭ ‬تبكي،‭ ‬وقالت‭: ‬ليس‭ ‬لدي‭ ‬أهداف‭ ‬في‭ ‬الحياة،‭ ‬فماذا‭ ‬أفعل؟‭ ‬قلت‭ ‬لها‭ ‬كما‭ ‬قال‭ ‬علماء‭ ‬النفس‭: ‬حياة‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬هدف،‭ ‬مثل‭ ‬جسد‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬روح،‭ ‬الاثنان‭ ‬ليس‭ ‬لهما‭ ‬قيمة‭. ‬جلسنا‭ ‬عدة‭ ‬جلسات‭ ‬حتى‭ ‬تمكنت‭ ‬أن‭ ‬تضع‭ ‬لها‭ ‬أهدافًا‭ ‬عملية‭ ‬وسارت‭ ‬في‭ ‬الطريق‭ ‬لتحقيقها،‭ ‬وبعد‭ ‬سنوات‭ ‬خاطبتني‭ ‬عبر‭ ‬التلفون‭ ‬وهي‭ ‬تبكي‭ ‬كذلك‭ ‬ولكن‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬بكاء‭ ‬فرح،‭ ‬فقد‭ ‬نجحت‭ ‬في‭ ‬حياتها‭ ‬المهنية‭ ‬والزوجية‭ ‬والتعليمية،‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬بسبب‭ ‬أنها‭ ‬وضعت‭ ‬لنفسها‭ ‬بضعة‭ ‬أهداف‭.‬

تاسعًا‭: ‬قانون‭ ‬الوعي؛‭ ‬من‭ ‬أصعب‭ ‬الأمور‭ ‬على‭ ‬الإنسان‭ ‬أن‭ ‬يعترف‭ ‬أنه‭ ‬قد‭ ‬أخطأ‭ ‬وأن‭ ‬غريمه‭ ‬على‭ ‬صواب،‭ ‬ولكن‭ ‬الشجاعة‭ ‬والقوة‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬أنه‭ ‬عندما‭ ‬يدرك‭ ‬المرء‭ ‬أنه‭ ‬قد‭ ‬أخطأ‭ ‬فليراجع‭ ‬نفسه‭ ‬وليعد‭ ‬إلى‭ ‬صوابه،‭ ‬لأنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نتعلم‭ ‬الصواب‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬نندم‭ ‬على‭ ‬الخطأ‭. ‬يقول‭ ‬الأمام‭ ‬الشافعي‭: ‬‮«‬رأيي‭ ‬صواب‭ ‬يحتمل‭ ‬الخطأ،‭ ‬ورأي‭ ‬غيري‭ ‬خطأ‭ ‬يحتمل‭ ‬الصواب‮»‬،‭ ‬فعندما‭ ‬نبلغ‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬فإن‭ ‬نفسية‭ ‬الإنسان‭ ‬ستكون‭ ‬راضية‭ ‬عن‭ ‬نفسها‭ ‬بالتالي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يعيش‭ ‬في‭ ‬سعادة‭.‬

عاشرًا‭: ‬قانون‭ ‬التعلم؛‭ ‬أن‭ ‬يدخل‭ ‬المرء‭ ‬المدرسة‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬الجامعة‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬لا‭ ‬يُعد‭ ‬تعلمًا،‭ ‬وإنما‭ ‬هذا‭ ‬تعليم‭ ‬إجباري،‭ ‬ولكن‭ ‬التعلم‭ ‬أن‭ ‬يستمر‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية‭ ‬وخاصة‭ ‬بعد‭ ‬التخرج‭ ‬وطوال‭ ‬عمره،‭ ‬فهو‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يقرأ‭ ‬الكتب‭ ‬والمراجع،‭ ‬وكذلك‭ ‬الجرائد‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يصل‭ ‬إليه،‭ ‬فاليوم‭ ‬يقرأ‭ ‬في‭ ‬الإدارة‭ ‬والقيادة،‭ ‬وغدًا‭ ‬يمكنه‭ ‬أن‭ ‬يقرأ‭ ‬رواية،‭ ‬وبعد‭ ‬غد‭ ‬يحاول‭ ‬أن‭ ‬يتعرف‭ ‬على‭ ‬المبادئ‭ ‬الاقتصادية‭ ‬أو‭ ‬الإعلام،‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬معلم،‭ ‬ويمكنه‭ ‬أن‭ ‬يدخل‭ ‬دورات‭ ‬تعليمية‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬الأمور‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يعرفها‭. ‬إننا‭ ‬اليوم‭ ‬نتعلم‭ ‬من‭ ‬أبنائنا،‭ ‬وأحفادنا‭ ‬التقنيات‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬نعرفها،‭ ‬وهذا‭ ‬أمر‭ ‬لا‭ ‬عيب‭ ‬فيه‭ ‬وإنما‭ ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬الحقيقة‭. ‬قال‭ ‬لي‭ ‬صديق‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬السن‭ ‬نوعًا‭ ‬ما‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬عاد‭ ‬إلى‭ ‬مقاعد‭ ‬الدراسة‭ ‬بعدما‭ ‬سألته‭: ‬لماذا‭ ‬عدت؟‭ ‬قال‭: ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬أكون‭ ‬صغيرًا‭ ‬في‭ ‬أعين‭ ‬أبنائي،‭ ‬وخاصة‭ ‬عندما‭ ‬أحاول‭ ‬تعليمهم‭ ‬في‭ ‬المنزل‭. ‬

هذه‭ ‬بعض‭ ‬المبادئ‭ ‬والقواعد‭ ‬التي‭ ‬تساعدنا‭ ‬على‭ ‬الرضا‭ ‬والسعادة‭ ‬في‭ ‬الحياة،‭ ‬فهل‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نعايشها‭ ‬وأن‭ ‬نعيشها،‭ ‬يمكن‭ ‬ذلك‭.‬

‭ ‬Zkhunji@hotmail‭.‬com

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا