العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

العرب.. في القرآن الكريم!

بقلم: عبدالرحمن علي البنفلاح

الأحد ٠٦ أكتوبر ٢٠٢٤ - 02:00

العرب‭ ‬هم‭ ‬مادة‭ ‬الإسلام‭ ‬الأولى،‭ ‬صنعهم‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬على‭ ‬عينه،‭ ‬واختارهم‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬خلقه‭ ‬لتكون‭ ‬منهم‭ ‬الأمة‭ ‬الوريثة‭ ‬للرسالات‭ ‬السماوية‭ ‬التي‭ ‬جاءت‭ ‬قبل‭ ‬الإسلام،‭ ‬قال‭ ‬تعالى‭: (‬قالت‭ ‬الأعراب‭ ‬آمنا‭ ‬قل‭ ‬لم‭ ‬تؤمنوا‭ ‬ولكن‭ ‬قولوا‭ ‬أسلمنا‭ ‬ولمَّا‭ ‬يدخل‭ ‬الإيمان‭ ‬في‭ ‬قلوبكم‭ ‬وإن‭ ‬تطيعوا‭ ‬الله‭ ‬ورسوله‭ ‬لا‭ ‬يلتكم‭ ‬من‭ ‬أعمالكم‭ ‬شيئا‭ ‬إن‭ ‬الله‭ ‬غفور‭ ‬رحيم‭) ‬الحجرات‭ / ‬14‭.‬

فالعرب‭ ‬إذًا‭ ‬هم‭ ‬مادة‭ ‬الإسلام‭ ‬الأولى،‭ ‬ولغتهم‭ ‬هي‭ ‬اللغة‭ ‬التي‭ ‬سوف‭ ‬يكون‭ ‬التحدي‭ ‬مجالها‭ ‬وميدانها‭ ‬،‭ ‬ولهذا‭ ‬لابد‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬الرسول‭ ‬الذي‭ ‬جاء‭ ‬يتحدى‭ ‬بها‭ ‬أرباب‭ ‬البلاغة‭ ‬والبيان‭ ‬أميًّا‭ ‬لا‭ ‬يقرأ،‭ ‬ولا‭ ‬يكتب‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تقول‭ ‬العرب‭ ‬إن‭ ‬مصدر‭ ‬معجزته‭ ‬نقلها‭ ‬عن‭ ‬غيره‭ ‬من‭ ‬الأنبياء‭ ‬الذين‭ ‬سبقوه،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬بيَّنه‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬في‭ ‬قوله‭ ‬تعالى‭: (‬وما‭ ‬كنت‭ ‬تتلو‭ ‬من‭ ‬قبله‭ ‬من‭ ‬كتاب‭ ‬ولا‭ ‬تخطه‭ ‬بيمينك‭ ‬إذًا‭ ‬لارتاب‭ ‬المبطلون‭) (‬العنكبوت‭ / ‬48‭) ‬وأيضًا‭ ‬إصرار‭ ‬الرسول‭ ‬الأعظم‭ ‬سيدنا‭ ‬محمد‭ (‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭) ‬لجبريل‭ ‬عليه‭ ‬السلام‭ ‬حين‭ ‬طلب‭ ‬منه‭ ‬القراءة‭ ‬بأنه‭ ‬لا‭ ‬يقرأ‭ ‬ثلاث‭ ‬مرات‭ ‬فيه‭ ‬تأكيد‭ ‬لأميَّته‭ ‬صلوات‭ ‬ربي‭ ‬وسلامه‭ ‬عليه‭.‬

إذًا،‭ ‬فالقرآن‭ ‬هو‭ ‬كتاب‭ ‬سماوي‭ ‬تكفل‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬بحفظه،‭ ‬فقال‭ ‬تعالى‭: (‬إنَّا‭ ‬نحن‭ ‬نزلنا‭ ‬الذكر‭ ‬وإنا‭ ‬له‭ ‬لحافظون‭) (‬الحجر‭ / ‬9‭) ‬وجعله‭ ‬المعجزة‭ ‬الوحيدة‭ ‬من‭ ‬معجزات‭ ‬الأنبياء‭ ‬الباقية‭ ‬والخالدة‭ ‬على‭ ‬مرَّ‭ ‬الزمان‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬المعجزات‭ ‬قبل‭ ‬معجزة‭ ‬الرسول‭ ‬محمد‭ (‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭) ‬قد‭ ‬انتهت‭ ‬بموت‭ ‬الأنبياء‭ ‬الذين‭ ‬ظهرت‭ ‬على‭ ‬أيديهم‭ ‬تلك‭ ‬المعجزات،‭ ‬ولهذا‭ ‬قال‭ ‬تعالى‭ ‬متحديًا‭ ‬بلغاء‭ ‬وحكماء‭ ‬العرب‭ ‬الذين‭ ‬نشأ‭ ‬بين‭ ‬أظهرهم‭ ‬الرسول‭ ‬محمد‭ (‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭)‬،‭ ‬قال‭ ‬تعالى‭: (‬قل‭ ‬لئن‭ ‬اجتمعت‭ ‬الإنس‭ ‬والجن‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يأتوا‭ ‬بمثل‭ ‬هذا‭ ‬القرآن‭ ‬لا‭ ‬يأتون‭ ‬بمثله‭ ‬ولو‭ ‬كان‭ ‬بعضهم‭ ‬لبعض‭ ‬ظهيرا‭) (‬الإسراء‭ / ‬88‭)‬،‭ ‬وتحداهم‭ ‬بعشر‭ ‬سور‭ ‬مفتريات،‭ ‬ثم‭ ‬بسورة‭ ‬واحدة‭ ‬أيضًا‭ ‬مفتراة،‭ ‬فعجزوا‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬كله،‭ ‬وسلمت‭ ‬الحجة‭ ‬للرسول‭ ‬الكريم‭ (‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭).‬

إذًا،‭ ‬فاختيار‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬العرب‭ ‬أمة‭ ‬وريثة‭ ‬لمن‭ ‬جاء‭ ‬قبلهم‭ ‬من‭ ‬الأمم‭ ‬كان‭ ‬فيه‭ ‬حكمة‭ ‬بالغة،‭ ‬وبرهان‭ ‬ساطع‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الغاية‭ ‬التي‭ ‬أرادها‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الاختيار‭ ‬قد‭ ‬تحققت،‭ ‬وسوف‭ ‬نحاول‭ ‬التدليل‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬بذكر‭ ‬بعض‭ ‬الآيات‭ ‬التي‭ ‬ذكرت‭ ‬فيها‭ ‬أمةً‭ ‬العرب،‭ ‬والتي‭ ‬صارت‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬أمة‭ ‬الإسلام‭.‬

في‭ ‬بعض‭ ‬وصف‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬هذه‭ ‬الأمة،‭ ‬والمهمة‭ ‬التي‭ ‬أخرجها‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬من‭ ‬أجلها،‭ ‬فقال‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭: (‬كنتم‭ ‬خير‭ ‬أمة‭ ‬أخرجت‭ ‬للناس‭ ‬تأمرون‭ ‬بالمعروف‭ ‬وتنهون‭ ‬عن‭ ‬المنكر‭ ‬وتؤمنون‭ ‬بالله‭ ‬‮…‬‭) (‬آل‭ ‬عمران‭ / ‬110‭) ‬ونعلم‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬ألزم‭ ‬الصفات‭ ‬للأمة‭ ‬لتقوم‭ ‬بهذه‭ ‬المهمة،‭ ‬وهي‭ ‬مهمة‭ ‬البلاغ‭ ‬عن‭ ‬الرسول‭ (‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭) ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الأمة‭ ‬وسطية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬شأن‭ ‬من‭ ‬شؤونها،‭ ‬قال‭ ‬تعالى‭: (‬وكذلك‭ ‬جعلناكم‭ ‬أمة‭ ‬وسطا‭ ‬لتكونوا‭ ‬شهداء‭ ‬على‭ ‬الناس‭ ‬ويكون‭ ‬الرسول‭ ‬عليكم‭ ‬شهيدا‮…‬‭) (‬البقرة‭ / ‬143‭).‬

إذًا،‭ ‬فالوسطية‭ ‬هي‭ ‬أعظم‭ ‬صفة‭ ‬تتصف‭ ‬بها‭ ‬أو‭ ‬توصف‭ ‬بها‭ ‬هذه‭ ‬الأمة‭ ‬التي‭ ‬آلت‭ ‬إليها‭ ‬مواريث‭ ‬الأنبياء‭ ‬جميعًا‭ ‬حيث‭ ‬يتسع‭ ‬صدرها‭ ‬للمخالفين‭ ‬لها‭ ‬ولا‭ ‬تضيق‭ ‬بهم‭ ‬ذرعا‭ ‬حيث‭ ‬التوازن،‭ ‬والاعتدال‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أمورها،‭ ‬من‭ ‬هؤلاء‭ ‬الخصوم،‭ ‬وتنصفهم‭ ‬من‭ ‬نفسها‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تنصف‭ ‬نفسها‭ ‬منهم‭ ‬ولا‭ ‬يكون‭ ‬اختلاف‭ ‬الدين‭ ‬سببًا‭ ‬في‭ ‬غمط‭ ‬المخالفين‭ ‬لحقهم،‭ ‬قال‭ ‬تعالى‭: (‬لا‭ ‬ينهاكم‭ ‬الله‭ ‬عن‭ ‬الذين‭ ‬لم‭ ‬يقاتلوكم‭ ‬في‭ ‬الدين‭ ‬ولَم‭ ‬يخرجوكم‭ ‬من‭ ‬دياركم‭ ‬أن‭ ‬تبروهم‭ ‬وتقسطوا‭ ‬إليهم‭ ‬إن‭ ‬الله‭ ‬يحب‭ ‬المقسطين‭) (‬الممتحنة‭ / ‬8‭).‬

صفة‭ ‬أخرى‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تتصف‭ ‬بها‭ ‬الأمة‭ ‬الإسلامية‭ ‬لتكون‭ ‬أهلاً‭ ‬للقيام‭ ‬بمهمة‭ ‬البلاغ‭ ‬عن‭ ‬الرسول‭ ‬إلى‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬في‭ ‬الدنيا،‭ ‬وتكون‭ ‬شهيدة‭ ‬على‭ ‬الناس‭ ‬يوم‭ ‬القيامة‭ ‬وهي‭ ‬الوحدة‭ ‬النابعة‭ ‬من‭ ‬التوحيد،‭ ‬وهذا‭ ‬يعني‭ ‬أنها‭ ‬تستمد‭ ‬الأوامر‭ ‬والنواهي‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬تعالى،‭ ‬وألا‭ ‬تكون‭ ‬تابعة‭ ‬لهواها،‭ ‬قال‭ ‬تعالى‭: (‬فإن‭ ‬لم‭ ‬يستجيبوا‭ ‬لك‭ ‬فاعلم‭ ‬إنما‭ ‬يتبعون‭ ‬أهواءهم‭ ‬ومن‭ ‬أضَّل‭ ‬ممن‭ ‬اتبع‭ ‬هواه‭ ‬بغير‭ ‬هدى‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬إن‭ ‬الله‭ ‬لا‭ ‬يهدي‭ ‬القوم‭ ‬الظالمين‭) (‬القصص‭ / ‬50‭). ‬

ولقد‭ ‬جمع‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬لأمة‭ ‬العرب‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الفضائل،‭ ‬بل‭ ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬أبا‭ ‬الأنبياء‭ ‬إبراهيم‭ (‬على‭ ‬رسولنا‭ ‬وعليه‭ ‬أفضل‭ ‬الصلاة‭ ‬وأزكى‭ ‬التسليم‭) ‬اختار‭ ‬الإسلام‭ ‬اسمًا‭ ‬لهذه‭ ‬الأمة،‭ ‬قال‭ ‬تعالى‭: (‬وجاهدوا‭ ‬في‭ ‬الله‭ ‬حق‭ ‬جهاده‭ ‬هو‭ ‬اجتباكم‭ ‬وما‭ ‬جعل‭ ‬عليكم‭ ‬في‭ ‬الدين‭ ‬من‭ ‬حرج‭ ‬ملة‭ ‬أبيكم‭ ‬إبراهيم‭ ‬هو‭ ‬سماكم‭ ‬المسلمين‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬ليكون‭ ‬الرسول‭ ‬شهيدًا‭ ‬عليكم‭ ‬وتكونوا‭ ‬شهداء‭ ‬على‭ ‬الناس‭ ‬فأقيموا‭ ‬الصلاة‭ ‬وآتوا‭ ‬الزكاة‭ ‬واعتصموا‭ ‬بالله‭ ‬هو‭ ‬مولاكم‭ ‬فنعم‭ ‬المولى‭ ‬ونعم‭ ‬النصير‭) (‬الحج‭ / ‬78‭).‬

والعرب‭ ‬عندما‭ ‬تشرفوا‭ ‬بالإسلام‭ ‬دعا‭ ‬لهم‭ ‬نبي‭ ‬الله‭ ‬إبراهيم‭ (‬عليه‭ ‬الصلاة‭ ‬والسلام‭)‬،‭ ‬قال‭ ‬تعالى‭: (‬ربنا‭ ‬وابعث‭ ‬فيهم‭ ‬رسولاً‭ ‬منهم‭ ‬يتلو‭ ‬عليهم‭ ‬آياتك‭ ‬ويعلمهم‭ ‬الكتاب‭ ‬والحكمة‭ ‬ويزكيهم‭ ‬إنك‭ ‬أنت‭ ‬العزيز‭ ‬الحكيم‭) (‬البقرة‭ / ‬129‭).‬

أما‭ ‬عن‭ ‬بشارة‭ ‬نبي‭ ‬الله‭ ‬عيسى‭ (‬عليه‭ ‬الصلاة‭ ‬والسلام‭) ‬فقد‭ ‬جاءت‭ ‬في‭ ‬قوله‭ ‬تعالى‭: (‬وإذ‭ ‬قال‭ ‬عيسى‭ ‬ابن‭ ‬مريم‭ ‬يا‭ ‬بني‭ ‬إسرائيل‭ ‬إني‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬إليكم‭ ‬مصدقًا‭ ‬لما‭ ‬بين‭ ‬يدي‭ ‬من‭ ‬التوراة‭ ‬ومبشرًا‭ ‬برسول‭ ‬يأتي‭ ‬من‭ ‬بعدي‭ ‬اسمه‭ ‬أحمد‭ ‬فلما‭ ‬جاءهم‭ ‬بالبينات‭ ‬قالوا‭ ‬هذا‭ ‬سحر‭ ‬مبين‭) (‬الصف‭ / ‬6‭). ‬

ولقد‭ ‬نالت‭ ‬الأمة‭ ‬الإسلامية‭ ‬حظها‭ ‬من‭ ‬التكريم‭ ‬من‭ ‬الأوسمة‭ ‬التي‭ ‬نالها‭ ‬رسول‭ ‬الإسلام،‭ ‬قال‭ ‬تعالى‭: (‬إن‭ ‬الله‭ ‬وملائكته‭ ‬يصلون‭ ‬على‭ ‬النبي‭ ‬يا‭ ‬أيها‭ ‬الذين‭ ‬آمنوا‭ ‬صلوا‭ ‬عليه‭ ‬وسلموا‭ ‬تسليما‭) (‬الأحزاب‭ / ‬56‭) ‬ولقد‭ ‬نالت‭ ‬الأمة‭ ‬الإسلامية‭ ‬حظها‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬التكريم،‭ ‬فقال‭ ‬سبحانه‭: (‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يصلي‭ ‬عليكم‭ ‬وملائكته‭ ‬ليخرجكم‭ ‬من‭ ‬الظلمات‭ ‬إلى‭ ‬النور‭ ‬وكان‭ ‬بالمؤمنين‭ ‬رحيمًا‭) (‬الأحزاب‭ / ‬43‭). ‬ومن‭ ‬كرامة‭ ‬هذه‭ ‬الأمة‭ ‬على‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬أن‭ ‬جعل‭ ‬لها‭ ‬أمانين،‭ ‬الأول‭: ‬استغفار‭ ‬الرسول‭ ‬لها‭ ‬طيلة‭ ‬حياته،‭ ‬والثاني‭ ‬دوام‭ ‬استغفارها‭ ‬لنفسها‭ ‬قال‭ ‬سبحانه‭: (‬وما‭ ‬كان‭ ‬الله‭ ‬ليعذبهم‭ ‬وأنت‭ ‬فيهم‭ ‬وما‭ ‬كان‭ ‬الله‭ ‬معذبهم‭ ‬وهم‭ ‬يستغفرون‭) (‬الأنفال‭ / ‬33‭). ‬وقد‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬سورة‭ ‬التوبة‭ ‬عند‭ ‬حديثها‭ ‬عن‭ ‬الزكاة‭ ‬قوله‭ ‬تعالى‭: (‬خذ‭ ‬من‭ ‬أموالهم‭ ‬صدقة‭ ‬تطهرهم‭ ‬وتزكيهم‭ ‬بها‭ ‬وصَلِّ‭ ‬عليهم‭ ‬إن‭ ‬صلاتك‭ ‬سكن‭ ‬لهم‭ ‬والله‭ ‬سميع‭ ‬عليم‭) (‬التوبة‭/ ‬103‭) ‬وإذا‭ ‬كنا‭ ‬نرجو‭ ‬الاستجابة‭ ‬لدعوات‭ ‬الصالحين‭ ‬من‭ ‬المسلمين‭ ‬لنا،‭ ‬فما‭ ‬بالكم‭ ‬حين‭ ‬يصلي‭ ‬علينا‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ (‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭) ‬واستجابة‭ ‬ربه‭ ‬سبحانه‭ ‬لدعائه‭ ‬لنا‭ ‬لا‭ ‬شك‭ ‬متحقق‭.‬

هذه‭ ‬هي‭ ‬الأمة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬ومقامها‭ ‬عند‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬إذا‭ ‬هي‭ ‬استجابت‭ ‬لله‭ ‬تعالى‭ ‬وللرسول‭ (‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭) ‬في‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬تأخذ‭ ‬وتدع‭ ‬من‭ ‬أمور‭ ‬دنياها‭ ‬وآخرتها،‭ ‬ويراها‭ ‬حيث‭ ‬يأمرها‭ ‬ويفتقدها‭ ‬حيث‭ ‬نهاها،‭ ‬وأن‭ ‬تصبر‭ ‬وتحتسب‭ ‬حين‭ ‬ينزل‭ ‬بها‭ ‬البلاء،‭ ‬فيكون‭ ‬ذلك‭ ‬مظهرًا‭ ‬من‭ ‬مظاهر‭ ‬إخلاص‭ ‬الإيمان،‭ ‬وترجمة‭ ‬لما‭ ‬روي‭ ‬عن‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ (‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭) ‬حين‭ ‬قال‭: ‬‮«‬من‭ ‬شهد‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬إله‭ ‬إلا‭ ‬الله‭ ‬مخلصًا‭ ‬من‭ ‬قلبه‭ ‬دخل‭ ‬الجنة‮»‬‭ ‬إسناده‭ ‬صحيح‭ ‬على‭ ‬شرط‭ ‬الشيخين،‭ ‬من‭ ‬رواية‭ ‬معاذ‭ ‬ابن‭ ‬جبل‭ (‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنه‭)‬،‭ ‬في‭ ‬السلسلة‭ ‬الصحيحة‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا