العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

انتقادات واسعة لزيارة «نتنياهو» لبريطانيا

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الثلاثاء ٢٨ مارس ٢٠٢٣ - 02:00

مثلما‭ ‬كان‭ ‬الحال‭ ‬في‭ ‬العواصم‭ ‬الأوروبية‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬زارها‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو،‭ ‬منذ‭ ‬عودته‭ ‬إلى‭ ‬السلطة‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬حكومة‭ ‬ائتلافية‭ ‬يمينية‭ ‬تضم‭ ‬قوميين‭ ‬متطرفين‭ ‬في‭ ‬مناصب‭ ‬وزارية؛‭ ‬استُقبلت‭ ‬رحلته‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬2023‭ ‬إلى‭ ‬لندن،‭ ‬لإجراء‭ ‬محادثات‭ ‬مع‭ ‬نظيره‭ ‬البريطاني،‭ ‬ريشي‭ ‬سوناك،‭ ‬باحتجاجات‭ ‬كبيرة،‭ ‬والملاحظ‭ ‬أنها‭ ‬أتت‭ ‬من‭ ‬يهود‭ ‬بريطانيين‭ ‬وإسرائيليين،‭ ‬ومتظاهرين‭ ‬مؤيدين‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭.‬

ومع‭ ‬إشارة‭ ‬أليكس‭ ‬ماكدونالد،‭ ‬من‭ ‬موقع‭ ‬ميدل‭ ‬إيست‭ ‬آي،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬زعيم‭ ‬حزب‭ ‬الليكود‭ ‬قُوبل‭ ‬بـ‭ ‬‮«‬السخرية‭ ‬والهتافات‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬صدرت‭ ‬عن‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬المعارضين‭ ‬لإصلاحاته‭ ‬القانونية‭ ‬المناهضة‭ ‬للديمقراطية،‭ ‬وكذلك‭ ‬القمع‭ ‬المتصاعد‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة؛‭ ‬فقد‭ ‬أثارت‭ ‬زيارته‭ ‬إلى‭ ‬لندن،‭ ‬واستقباله‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الحكومة،‭ ‬انتقادات‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬الأكاديميين‭ ‬والخبراء،‭ ‬ونشطاء‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬وكذلك‭ ‬من‭ ‬النواب‭ ‬البريطانيين‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬لقاء‭ ‬نتنياهو،‭ ‬مع‭ ‬نظيره‭ ‬البريطاني،‭ ‬استمر‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬ساعة،‭ ‬فإن‭ ‬الرمزية‭ ‬الأوسع‭ ‬لدعوة‭ ‬حكومة‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة،‭ ‬لزعيم‭ ‬سياسي‭ ‬تضم‭ ‬حكومته‭ ‬شخصيات‭ ‬تنتهج‭ ‬سياسات‭ ‬تتناقض‭ ‬بشكل‭ ‬صارخ‭ ‬مع‭ ‬القيم‭ ‬البريطانية‭ ‬العتيقة،‭ ‬بشأن‭ ‬التسامح،‭ ‬والديمقراطية،‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان؛‭ ‬يُثير‭ ‬الحديث‭ ‬حول‭ ‬الحماية‭ ‬المستمرة‭ ‬التي‭ ‬تتلقاها‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬من‭ ‬حلفائها‭ ‬الغربيين‭.‬

وفي‭ ‬حين‭ ‬أشار‭ ‬باتريك‭ ‬وينتور،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬الجارديان،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬ضغطًا‭ ‬متزايدًا‭ ‬على‭ ‬سوناك،‭ ‬ووزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬البريطانية؛‭ ‬لبذل‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الجهود‭ ‬للنأي‭ ‬عن‭ ‬تطرف‭ ‬التحالف‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬القومي؛‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬مسؤولين‭ ‬بريطانيين‭ ‬عازمون‭ ‬على‭ ‬توسيع‭ ‬نطاق‭ ‬دعمهم‭ ‬لحكومة‭ ‬نتنياهو‭. ‬وقبل‭ ‬زيارته،‭ ‬تم‭ ‬التوقيع‭ ‬على‭ ‬اتفاقية‭ ‬شراكة‭ ‬استراتيجية‭ ‬جديدة‭ -‬لا‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬محنة‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬ولا‭ ‬القلق‭ ‬بشأن‭ ‬التراجع‭ ‬الديمقراطي‭ ‬الإسرائيلي‭- ‬تُظهر‭ ‬فيها‭ ‬بريطانيا‭ ‬دعمها‭ ‬القوي‭ ‬لإسرائيل‭ ‬لدى‭ ‬المؤسسات‭ ‬الدولية؛‭ ‬ما‭ ‬أثار‭ ‬قلقا‭ ‬من‭ ‬إمكانية‭ ‬تمادي‭ ‬القوميين‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬في‭ ‬التصعيد‭ ‬بحق‭ ‬الفلسطينيين؛‭ ‬نتيجة‭ ‬لردود‭ ‬الأفعال‭ ‬الضعيفة‭ ‬على‭ ‬أعمالهم‭.‬

ومع‭ ‬الاستقبال‭ ‬الفاتر‭ ‬لـ«نتنياهو‮»‬‭ ‬في‭ ‬لندن،‭ ‬وانتقاد‭ ‬الدعوة‭ ‬التي‭ ‬قدمتها‭ ‬الحكومة‭ ‬البريطانية؛‭ ‬وقيام‭ ‬تحالفه‭ ‬السياسي‭ ‬مع‭ ‬القوميين‭ ‬المتطرفين‭ ‬الذين‭ ‬يروجون‭ ‬لتعديلات‭ ‬قضائية‭ ‬مناهضة‭ ‬للديمقراطية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تصعيد‭ ‬قمع‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة؛‭ ‬رأى‭ ‬المركز‭ ‬العالمي‭ ‬لمسؤولية‭ ‬الحماية،‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬قامت‭ ‬بإضفاء‭ ‬الطابع‭ ‬المؤسسي،‭ ‬على‭ ‬تصرفاتها،‭ ‬فضلًا‭ ‬عن‭ ‬ممارستها‭ ‬أفعالا‭ ‬غير‭ ‬إنسانية،‭ ‬والتي‭ ‬تعكس‭ ‬نظام‭ ‬الفصل‭ ‬العنصري‭. ‬ووفقًا‭ ‬لتقدير‭ ‬المركز،‭ ‬من‭ ‬المحتمل‭ ‬أن‭ ‬ترقى‭ ‬إلى‭ ‬جرائم‭ ‬ضد‭ ‬الإنسانية‭.‬

وعلى‭ ‬نطاق‭ ‬واسع،‭ ‬تمت‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬داخل‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬التعديلات‭ ‬السياسية‭ ‬والقضائية‭ ‬المقترحة‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الغربية،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬كيف‭ ‬أثرت‭ ‬في‭ ‬صورتها‭ ‬الدولية،‭ ‬وعقَّدت‭ ‬رحلات‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬إلى‭ ‬الخارج‭. ‬وأوضح‭ ‬وينتور،‭ ‬أن‭ ‬حديث‭ ‬نتنياهو،‭ ‬قبل‭ ‬الشروع‭ ‬في‭ ‬رحلته‭ ‬إلى‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة،‭ ‬وأن‭ ‬إصلاحاته‭ ‬القانونية،‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬مصممة‭ ‬لتحييد‭ ‬القضاء،‭ ‬ولكن‭ ‬إعادة‭ ‬توازن‭ ‬السلطة‭ ‬داخل‭ ‬المؤسسات‭ ‬الإسرائيلية؛‭ ‬لم‭ ‬تفعل‭ ‬شيئًا‭ ‬يذكر‭ ‬لتهدئة‭ ‬الاضطرابات‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬والمعارضة‭ ‬في‭ ‬الخارج‭. ‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬ذكرت‭ ‬جابرييلا‭ ‬سويرلينج،‭ ‬و‭ ‬جيمس‭ ‬روثويل،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬التليغراف،‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬الإبلاغ‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬تهديد‭ ‬لزيارة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬إلى‭ ‬لندن،‭ ‬وتأخيرها‭ ‬لاحقًا؛‭ ‬لأن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الطيارين‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬رفضوا‭ ‬التحليق‭ ‬به‭. ‬وبمجرد‭ ‬وصوله،‭ ‬تجمع‭ ‬المتظاهرون‭ ‬خارج‭ ‬مقر‭ ‬الحكومة‭ ‬البريطانية‭. ‬وأشارت‭ ‬وكالة‭ ‬رويترز،‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬تشبه‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬برلين،‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الشهر‭ ‬عند‭ ‬لقاء‭ ‬نتنياهو،‭ ‬بقادة‭ ‬سياسيين‭ ‬ألمان‭.‬

وبالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬طبيعة‭ ‬محادثات‭ ‬لندن،‭ ‬فبينما‭ ‬زعمت‭ ‬الحكومة‭ ‬البريطانية‭ ‬أن‭ ‬سوناك،‭ ‬أثار‭ ‬مخاوف‭ ‬الدول‭ ‬الغربية،‭ ‬بشأن‭ ‬تدهور‭ ‬حالة‭ ‬المؤسسات‭ ‬الديمقراطية‭ ‬في‭ ‬إسرائيل؛‭ ‬كتب‭ ‬وينتور،‭ ‬عن‭ ‬هدف‭ ‬نتنياهو،‭ ‬في‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬التهديد‭ ‬الذي‭ ‬يشكله‭ ‬البرنامج‭ ‬النووي‭ ‬الإيراني‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬العالم،‭ ‬مضيفًا‭ ‬أن‭ ‬الزيارة‭ ‬وُصفت‭ ‬في‭ ‬الأصل‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬فرصة‭ ‬لعرض‭ ‬مطلبه‭ ‬بدعم‭ ‬الغرب‭ ‬لبلاده‭ ‬إذا‭ ‬شعرت‭ ‬بضرورة‭ ‬القيام‭ ‬بعمل‭ ‬عسكري،‭ ‬ضد‭ ‬طهران‭.‬

وبدلاً‭ ‬من‭ ‬استخدام‭ ‬نفوذها‭ ‬كحليف‭ ‬جيوسياسي،‭ ‬وشريك‭ ‬أمني‭ ‬لإسرائيل‭ ‬للتخفيف‭ ‬من‭ ‬تطرف‭ ‬الحكومة‭ ‬الحالية؛‭ ‬سعت‭ ‬بريطانيا،‭ ‬إلى‭ ‬توثيق‭ ‬العلاقات‭ ‬السياسية،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬رفضها‭ ‬الإدانة‭ ‬الدولية‭ ‬للانتهاكات‭ ‬الإسرائيلية‭. ‬ومع‭ ‬تأكيد‭ ‬جيمس‭ ‬كليفرلي،‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ -‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬من‭ ‬الزيارة‭- ‬أن‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬وإسرائيل‭ ‬متحدان،‭ ‬ويقفان‭ ‬معًا،‭ ‬ضد‭ ‬النفوذ‭ ‬الضار‭ ‬لإيران‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط؛‭ ‬جرى‭ ‬التوقيع‭ ‬على‭ ‬اتفاقية‭ ‬شراكة‭ ‬استراتيجية‭ ‬بين‭ ‬البلدين؛‭ ‬بهدف‭ ‬تعزيز‭ ‬العلاقات‭ ‬الثنائية‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الدفاع‭ ‬والأمن‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬حتى‭ ‬عام‭ ‬2030‭. ‬

وبينما‭ ‬أصرت‭ ‬الخارجية‭ ‬البريطانية،‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬ستدعم‭ ‬علاقة‭ ‬حديثة‭ ‬ومبتكرة‭ ‬وذات‭ ‬نظرة‭ ‬متطلعة،‭ ‬رأى‭ ‬وينتور،‭ ‬أن‭ ‬توقيتها‭ ‬يُنظر‭ ‬إليه‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬علامة‭ ‬موافقة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬البرلمان‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تقوم‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬اليمينية‭ ‬المتطرفة،‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬شروط‭ ‬الاتفاقية‭ ‬قد‭ ‬تم‭ ‬الاتفاق‭ ‬عليها‭ ‬العام‭ ‬الماضي،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الاتفاق‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬العلاقات‭ ‬الثنائية‭ ‬خلال‭ ‬الزيارة‭ ‬لم‭ ‬يتطرق‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬تبني‭ ‬خيار‭ ‬حل‭ ‬الدولتين،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬حماية‭ ‬حقوق‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬بالأراضي‭ ‬المحتلة‭.‬

وفي‭ ‬حين‭ ‬علق‭ ‬سام‭ ‬بلويت،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬الاندبندنت،‭ ‬أن‭ ‬سوناك،‭ ‬لا‭ ‬يمكنه‭ ‬أن‭ ‬يتحدى‭ ‬أو‭ ‬يناقش‭ ‬نتنياهو،‭ ‬بشكل‭ ‬قوي،‭ ‬بشأن‭ ‬إصلاحاته‭ ‬القضائية‭ ‬والوضع‭ ‬المستقبلي‭ ‬للفلسطينيين؛‭ ‬فقد‭ ‬وصف‭ ‬ريتشارد‭ ‬ستانفورد،‭ ‬من‭ ‬منظمة‭ ‬أوكسفام‭ ‬الخيرية،‭ ‬دعوة‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬له،‭ ‬بأنها‭ ‬غير‭ ‬معقولة،‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬ارتكاب‭ ‬حكومة‭ ‬إسرائيل‭ ‬انتهاكات‭ ‬مروعة‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬بصورة‭ ‬منتظمة،‭ ‬مضيفا‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الانتهاكات‭ ‬تحدث‭ ‬دون‭ ‬أدنى‭ ‬عقاب‭. ‬وبالمثل،‭ ‬انتقد‭ ‬كريستيان‭ ‬بنديكت،‭ ‬من‭ ‬منظمة‭ ‬العفو‭ ‬الدولية،‭ ‬حكومة‭ ‬سوناك؛‭ ‬لغضها‭ ‬الطرف‭ ‬عن‭ ‬فظائع‭ ‬الفصل‭ ‬العنصري‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة،‭ ‬وعلق‭ ‬كذلك‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬عدم‭ ‬رفضها‭ ‬لهذا‭ ‬الواقع‭ ‬لن‭ ‬يؤدي‭ ‬إلا‭ ‬إلى‭ ‬ترسيخ‭ ‬النظام‭ ‬العنصري‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين‭.‬

في‭ ‬غضون‭ ‬ذلك،‭ ‬وصف‭ ‬كريس‭ ‬دويل،‭ ‬مدير‭ ‬مجلس‭ ‬التفاهم‭ ‬العربي‭ ‬البريطاني،‭ ‬اتفاقية‭ ‬الشراكة‭ ‬بأنها‭ ‬مخيبة‭ ‬للآمال،‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬كيفية‭ ‬تجاهلها‭ ‬للتوسعات‭ ‬الاستيطانية‭ ‬المستمرة‭ ‬لإسرائيل‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وأنها‭ ‬كذلك‭ ‬تقوض‭ ‬بالكامل‭ ‬احتجاجات‭ ‬عشرات‭ ‬الآلاف‭ ‬الذين‭ ‬اعترضوا‭ ‬على‭ ‬إصلاحات‭ ‬نتنياهو‭ ‬القضائية‭. ‬وأشار‭ ‬دويل‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬التزام‭ ‬الاتفاق‭ ‬بمعالجة‭ ‬معاداة‭ ‬السامية‭ ‬هو‭ ‬التزام‭ ‬جدير‭ ‬بالثناء،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬البريطانية‭ ‬تتعاون‭ ‬في‭ ‬مبادرات‭ ‬مناهضة‭ ‬للتمييز‭ ‬مع‭ ‬حكومة‭ ‬يتبنى‭ ‬وزراؤها‭ ‬أعمالا‭ ‬عدائية‭ ‬معادية‭ ‬للعرب‭ ‬والفلسطينيين،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يُظهر‭ ‬سياسة‭ ‬الكيل‭ ‬بمكيالين‭ ‬في‭ ‬سياستها‭ ‬الخارجية‭.‬

وحول‭ ‬حالة‭ ‬الاستياء‭ ‬بين‭ ‬السياسيين‭ ‬في‭ ‬لندن‭ ‬حيال‭ ‬نهج‭ ‬بريطانيا‭ ‬المتصف‭ ‬بالمحاباة‭ ‬للحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬المتطرفة؛‭ ‬لاحظ‭ ‬وينتور،‭ ‬أن‭ ‬عددا‭ ‬متزايدا‭ ‬من‭ ‬السياسيين‭ ‬البريطانيين‭ ‬قد‭ ‬حثوا‭ ‬الحكومة‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬القيام‭ ‬ببسط‭ ‬السجادة‭ ‬الحمراء‭ ‬لنتنياهو‭. ‬وكتبت‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬أعضاء‭ ‬البرلمان‭ ‬إلى‭ ‬سوناك،‭ ‬لتحذيره‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬دعوته‭ ‬تخاطر‭ ‬بإرسال‭ ‬إشارة‭ ‬خاطئة‭ ‬بأن‭ ‬بلاده‭ ‬تدعم‭ ‬تصرفات‭ ‬إسرائيل‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين‭. ‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬أوضح‭ ‬وينتور،‭ ‬أن‭ ‬رئيسة‭ ‬لجنة‭ ‬حزب‭ ‬المحافظين‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬العموم‭ ‬إليشيا‭ ‬كيرنز،‭ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬لإسرائيل‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأصدقاء‭ ‬الموالين‭ ‬في‭ ‬البرلمان،‭ ‬فإن‭ ‬مواقف‭ ‬لندن‭ ‬قد‭ ‬تتغير‭ ‬بشكل‭ ‬مختلف،‭ ‬مع‭ ‬اشتداد‭ ‬وتيرة‭ ‬العنف‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة،‭ ‬وتمرير‭ ‬سياسات‭ ‬الحكومة‭ ‬الائتلافية‭ ‬المناهضة‭ ‬للديمقراطية،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬مواصلة‭ ‬وزرائها‭ ‬أقوالهم‭ ‬وأفعالهم‭ ‬الاستفزازية‭. ‬وعليه،‭ ‬حثت‭ ‬النائب،‭ ‬بريطانيا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬أكثر‭ ‬صدقًا‭ ‬في‭ ‬انتقاداها‭ ‬لإسرائيل،‭ ‬وتحميلها‭ ‬مسؤولية‭ ‬أكبر‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي،‭ ‬بنفس‭ ‬الطريقة‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تفعلها‭ ‬حيال‭ ‬أي‭ ‬منافس‭ ‬جيوسياسي‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬نفوذه‭.‬

وبالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬القادة‭ ‬السياسيين‭ ‬البريطانيين،‭ ‬فإن‭ ‬عدم‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬انتقاد‭ ‬الانتهاكات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬التي‭ ‬تُرتكب‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة،‭ ‬أو‭ ‬الإصلاحات‭ ‬السياسية‭ ‬المناهضة‭ ‬للديمقراطية؛‭ ‬يعكس‭ ‬التقاعس‭ ‬الملحوظ‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬صانعي‭ ‬السياسة‭ ‬في‭ ‬واشنطن‭ ‬وأوروبا‭ ‬عن‭ ‬فعل‭ ‬الشيء‭ ‬نفسه‭. ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إنكار‭ ‬وجود‭ ‬اختلافات‭ ‬أيديولوجية‭ ‬واضحة‭ ‬بين‭ ‬الحكومتين‭ ‬البريطانية‭ ‬والإسرائيلية،‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بملف‭ ‬الديمقراطية‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والقانون‭ ‬الدولي‭. ‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬كليفرلي،‭ ‬حاول‭ ‬تهدئة‭ ‬النواب‭ ‬البريطانيين‭ ‬المنتقدين‭ ‬لسياسات‭ ‬نتنياهو،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الإصرار‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬لن‭ ‬يتعامل‭ ‬مباشرة‭ ‬مع‭ ‬الوزير‭ ‬العنصري،‭ ‬المتطرف‭ ‬إيتمار‭ ‬بن‭ ‬غفير،‭ ‬الذي‭ ‬يشغل‭ ‬منصب‭ ‬وزير‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬الإسرائيلي؛‭ ‬فقد‭ ‬أوضح‭ ‬وينتور،‭ ‬أن‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الالتزام‭ ‬يضع‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬في‭ ‬مأزق‭ ‬لأنه‭ ‬بالكاد‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يجعله‭ ‬يتعامل‭ ‬مع‭ ‬نصف‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فهو‭ ‬التزام‭ ‬غير‭ ‬عملي‭ ‬تمامًا‭. ‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬أدت‭ ‬ردود‭ ‬الفعل‭ ‬الرسمية‭ ‬الفاترة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬بريطانيا‭ ‬حيال‭ ‬الانتهاكات‭ ‬التي‭ ‬ترتكبها‭ ‬إسرائيل‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة،‭ ‬إلى‭ ‬تصنيفها‭ ‬ضمن‭ ‬أسوأ‭ ‬الدول،‭ ‬وأقلها‭ ‬محاسبة‭ ‬ومساءلة‭ ‬لإسرائيل‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬انتهاكاتها‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي‭. ‬وفي‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة،‭ ‬جاء‭ ‬رد‭ ‬فعلها‭ ‬تجاه‭ ‬إلغاء‭ ‬الكنيست‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬لنص‭ ‬القانون‭ ‬الأصلي،‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬إقراره‭ ‬عام‭ ‬2005،‭ ‬والمعني‭ ‬بإخلاء‭ ‬4‭ ‬مستوطنات‭ ‬يهودية‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬فك‭ ‬الارتباط‭ ‬بين‭ ‬إسرائيل‭ ‬وقطاع‭ ‬غزة،‭ ‬في‭ ‬شكل‭ ‬توبيخات‭ ‬طفيفة،‭ ‬وتحديدًا‭ ‬وصف‭ ‬الإلغاء‭ ‬بأنه‭ ‬يقوض‭ ‬احتمالية‭ ‬فرض‭ ‬خيار‭ ‬حل‭ ‬الدولتين،‭ ‬وتم‭ ‬حث‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬على‭ ‬اتخاذ‭ ‬خطوات‭ ‬نحو‭ ‬تقليل‭ ‬حدة‭ ‬التوتر‭ ‬مع‭ ‬الجانب‭ ‬الفلسطيني‭.‬

من‭ ‬جانبه،‭ ‬أوضح‭ ‬وينتور،‭ ‬أن‭ ‬حالة‭ ‬الضعف‭ ‬الراهنة‭ ‬للحكومة‭ ‬البريطانية‭ ‬حيال‭ ‬سياسات‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬اليمينية‭ ‬المتطرفة،‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يجعل‭ ‬استجابة‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن،‭ ‬تبدو‭ ‬قوية،‭ ‬بالمقارنة‭ ‬معها‭. ‬وأوضح‭ ‬ديفيد‭ ‬هيرست،‭ ‬من‭ ‬موقع‭ ‬ميدل‭ ‬إيست‭ ‬أي،‭ ‬أن‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬يرغب‭ ‬بشدة‭ ‬في‭ ‬تلاشي‭ ‬السياسة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬الحالية‭ ‬لتجنيبه‭ ‬إصدار‭ ‬أي‭ ‬توبيخ‭ ‬رسمي‭ ‬من‭ ‬جانبه‭ ‬ضد‭ ‬حليف‭. ‬ويقوض‭ ‬هذا‭ ‬الاستنتاج‭ ‬بقوة‭ ‬رؤية‭ ‬بريطانيا‭ ‬لنفسها‭ ‬كحامية‭ ‬للديمقراطية،‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬لاسيما‭ ‬مع‭ ‬رفضها‭ -‬وكذلك‭ ‬واشنطن‭- ‬تحميل‭ ‬إسرائيل،‭ ‬مسؤولية‭ ‬الانتهاكات‭ ‬والسياسات‭ ‬الموثقة‭ ‬التي‭ ‬باتت‭ ‬تقوض‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭.‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬مع‭ ‬توقع‭ ‬توم‭ ‬بيتمان،‭ ‬من‭ ‬شبكة‭ ‬بي‭ ‬بي‭ ‬سي،‭ ‬حدوث‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬التوتر‭ ‬بين‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وفلسطين،‭ ‬في‭ ‬الأسابيع‭ ‬المقبلة،‭ ‬وسط‭ ‬عطلة‭ ‬عيد‭ ‬الفصح‭ ‬اليهودي،‭ ‬وشهر‭ ‬رمضان،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يحتمل‭ ‬أن‭ ‬يشهد‭ ‬توافد‭ ‬مئات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬المصلين‭ ‬على‭ ‬القدس‭ ‬الشريف،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يثير‭ ‬الترحيب‭ ‬الحار‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المسؤولين‭ ‬البريطانيين‭ ‬أي‭ ‬أمل‭ ‬في‭ ‬وقوع‭ ‬أدنى‭ ‬مساءلة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الحكومة‭ ‬البريطانية‭ ‬لسياسة‭ ‬إسرائيل‭ ‬العدائية،‭ ‬وخطابها‭ ‬التحريضي،‭ ‬لاسيما‭ ‬مع‭ ‬ترحيبها‭ ‬الواضح‭ ‬بنتنياهو‭ ‬وتوقيعها‭ ‬اتفاقية‭ ‬شراكة‭ ‬استراتيجية،‭ ‬قبل‭ ‬وقت‭ ‬قصير‭ ‬من‭ ‬زيارته،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬قوبل‭ ‬بإدانة‭ ‬شديدة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المعلقين‭ ‬والنشطاء‭ ‬والسياسيين‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭!!.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا