لا يخفى على الجميع أن المال له أهمية كبيرة في حياة الإنسان والمجتمع، وغالبا ما يشكل مشكلة إذا استعصى على الإنسان الحصول عليه، مع ضرورة الاستفادة منه في الأداء الصحيح حتى لا تصبح عقدة في حياته ومستقبله.
إن الفلوس أو الأموال أحيانا تشبه الاختراع، ويجب أن تسير في موضعها الصحيح وألا تستغل في أمور أخرى هدامة، بداية من الحروب إلى خسارة الثروات، وإذا أردنا هنا أن نتحدث عن راتب الزوج وراتب الزوجة، فإن الزوجة لديها التزامات عدة مختلفة عن وضعية الرجل، لذا لابد وأن تكون هناك قناعة من قِبل الزوج في هذا الشأن ومراعاة مطالبها الخاصة، وقد تكون هناك زوجات اللاتي تنتابهن الأنانية ويصبحن غير متعاونات في مصروفات البيت، وهنا قد تحدث مشكلة بسبب الفلوس لكن التفاهم والتعاون بعقلانية يجعل البيت قويا لا تهزه ريح أو مهاترات، طالما توجد ثقة متبادلة وتفاهم بين الطرفين.
ومن ناحية أخرى يجب على الزوج ألا يخفي مقدار راتبه والعكس هو الصحيح بالنسبة إلى الزوجة أيضا، فمصروفات الزوج الخاصة يجب ألا تؤثر في الحياة الزوجية، وفي اعتقادي أن الزوجين اللذين يعملان في نفس المهنة يستطيعان العيش في مستوى حياة متساو ما يمكنهم من الاستقرار بعيدا عن المشكلات. وعلى الزوج بالذات ألا ينظر إلى راتب زوجته، ويترك هذا الأمر يأخذ مجراه الطبيعي، وعلى الرجل أن يدرك أن ما يؤلم المرأة العاملة كثرة الكلام عن المصروفات فالمرأة المتعلمة اليوم لها من الدراية بالكثير من متطلبات الحياة ومن ثم أمور بيتها، ثم إن الزوجة التي تعمل خير من الزوجة التي لا تعمل، لأن الظروف الاجتماعية اليوم تتطلب توفر الدخل المالي، وهذه إحدى الأسس الرئيسية في حياة كل أسرة ولابد أن يوضع في الاعتبار أن ظروف المرأة تبقى مختلفة عن الرجل، وعلى الرجل أن يدرك هذه الأمر في حياة المرأة وفي نفس السياق علينا جميعا أن نضع في الحسبان أن المرأة هي ربة البيت وهي التي يقع على عاتقها تنظيم عملية مصروفات البيت، وأن الوضع الطبيعي لمثل هذه الأمور أن الزوج هو من بدفع نفقات البيت، وعلى الزوجة أن تشاركه بكل طاقتها.
وهذه إضافة لابد من ذكرها إن المرأة أي الزوجة هي الأقدر على حسن تنظيم عملية مصروفات البيت من الرجل، وهذه ظاهرة أخرى لابد من الإشارة إليها لحديثي الزواج والعمل، فبطبيعة الحال يجب أن يتعاونا في مصروفات البيت من أجل تكوين الأسرة على أسس من التفاهم والمشاركة حتى تبقى الأمور تحكمها روح التعاون والمشاركة حتى لا تبقى الفلوس مشكلة أمام الحياة الزوجية.
فبالعقل والحكمة والحب والتعاون المشترك تنمو البيوت وتزدهر. ولابد أن نشير إلى أن الحياة تستنهض من أعماق الإنسان في كل ما يملك من خبرة وذكاء، وأن التنمية من دون دور المرأة ستكون غير مكتملة لأن ذلك هو إغفال لحقها، وأن الشعور بالأمان بالنسبة إلى المرأة هو ما يزيد من عاطفتها تجاه بيتها وأولادها، فالله جعل البيت للسكينة والأمان، وأن يعكس مستوى الاستقرار والثبات لكل من الزوجين حيث يمكن أن يؤدي كل منهما رسالته على الوجه الصحيح، ما له وما عليه من واجبات على مستوى التعامل اليومي ومستوى العطاء بالمشاعر وبالفهم والمرونة حتى تظل العلاقة الزوجية مستقرة وتمتد لتشمل الأبناء في الحاضر والمستقبل.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك