العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

قراءة في زيارة وزير الدفاع الأمريكي «لويد أوستن» للشرق الأوسط

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الأربعاء ٢٢ مارس ٢٠٢٣ - 02:00

أوضح‭ ‬‮«‬معهد‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬للسلام‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬خلال‭ ‬العامين‭ ‬الأولين‭ ‬من‭ ‬رئاسة‭ ‬‮«‬جو‭ ‬بايدن‮»‬،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬منطقة‭ ‬‮«‬ذات‭ ‬أولوية‭ ‬قصوى‮»‬،‭ ‬مقارنة‭ ‬بقضايا‭ ‬‮«‬مثل‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬وتصعيد‭ ‬التوترات‭ ‬مع‭ ‬الصين»؛‭ ‬بيد‭ ‬أن‭ ‬التصعيد‭ ‬العنيف‭ ‬الأخير‭ ‬في‭ ‬فلسطين،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬المخاوف‭ ‬بشأن‭ ‬تطلعات‭ ‬إيران‭ ‬النووية،‭ ‬قد‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬لفت‭ ‬انتباه‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬المنطقة،‭ ‬وتجدد‭ ‬الجهود‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المسؤولين‭ ‬الأمريكيين‭.‬

وبشكل‭ ‬ملحوظ،‭ ‬انعكس‭ ‬هذا‭ ‬الاهتمام‭ ‬المتجدد‭ ‬بالشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬في‭ ‬سلسلة‭ ‬الزيارات‭ ‬الرفيعة‭ ‬المستوى،‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬مسؤولون‭ ‬أمريكيون‭ ‬لإجراء‭ ‬محادثات‭ ‬مع‭ ‬حلفاء‭ ‬وشركاء‭ ‬إقليميين‭. ‬وعقب‭ ‬زيارة‭ ‬‮«‬بايدن‮»‬،‭ ‬لإسرائيل‭ ‬وفلسطين‭ ‬والسعودية‭ ‬في‭ ‬يوليو‭ ‬2022؛‭ ‬توجه‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬يناير‭ ‬2023،‭ ‬‮«‬جيك‭ ‬سوليفان‮»‬،‭ ‬مستشار‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬و«ويليام‭ ‬بيرنز‮»‬،‭ ‬مدير‭ ‬وكالة‭ ‬المخابرات‭ ‬المركزية،‭ ‬و«أنطوني‭ ‬بلينكين‮»‬،‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬إلى‭ ‬المنطقة؛‭ ‬بهدف‭ ‬تهدئة‭ ‬التوترات‭ ‬المتصاعدة‭ ‬بين‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬والفلسطينيين‭. ‬وفي‭ ‬أحدث‭ ‬زيارة،‭ ‬قدِمَ‭ ‬‮«‬لويد‭ ‬أوستن‮»‬،‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع،‭ ‬في‭ ‬مطلع‭ ‬شهر‭ ‬مارس؛‭ ‬لعقد‭ ‬سلسلة‭ ‬اجتماعات‭ ‬مع‭ ‬المسؤولين‭ ‬الرسميين‭ ‬في‭ ‬الأردن،‭ ‬ومصر،‭ ‬وإسرائيل‭.‬

جاءت‭ ‬مداولات‭ ‬‮«‬أوستن‮»‬،‭ ‬وسط‭ ‬إخفاقات‭ ‬متكررة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬زملائه‭ ‬لتهدئة‭ ‬التوترات‭ ‬والخروج‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬اللقاءات‭ ‬بنتائج‭ ‬ذات‭ ‬مغزى‭. ‬وأوضح‭ ‬‮«‬أوليفر‭ ‬هولمز‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬الجارديان‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬زيارة‭ ‬‮«‬بلينكين‮»‬،‭ ‬في‭ ‬أواخر‭ ‬شهر‭ ‬يناير،‭ ‬‮«‬لم‭ ‬تقدم‭ ‬أي‭ ‬اختراق‭ ‬للأوضاع‮»‬‭. ‬وأشار‭ ‬‮«‬خليل‭ ‬جهشان‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬المركز‭ ‬العربي‭ ‬للأبحاث‭ ‬ودراسة‭ ‬السياسات‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬تم‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬بمدينة‭ ‬العقبة‭ ‬الأردنية‭ ‬بين‭ ‬المسؤولين‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬والفلسطينيين؛‭ ‬لتقليل‭ ‬التوترات‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬فبراير2023،‭ ‬ساعد‭ ‬هجوم‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المستوطنين‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬في‭ ‬بلدة‭ ‬‮«‬حوارة‮»‬‭ ‬بالضفة‭ ‬الغربية‭ ‬على‭ ‬‮«‬الإجهاز‮»‬‭ ‬السريع‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الاتفاق‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬كون‭ ‬الزيارة‭ ‬موجهة‭ ‬ضد‭ ‬عمليات‭ ‬التصعيد‭ ‬بين‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬والفلسطينيين،‭ ‬التي‭ ‬تهدد‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬‮«‬بالخروج‭ ‬عن‭ ‬السيطرة‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬كتب‭ ‬‮«‬جون‭ ‬ألترمان‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬مركز‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية»؛‭ ‬فقد‭ ‬ذكر‭ ‬‮«‬إدريس‭ ‬علي‮»‬،‭ ‬من‭ ‬وكالة‭ ‬‮«‬رويترز‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬الهدف‭ ‬الأساسي‭ ‬منها‭ ‬يتبلور‭ ‬حول‭ ‬المأزق‭ ‬الآخر‭ ‬للسياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط؛‭ ‬والمتمثل‭ ‬في‭ ‬‮«‬طمأنة‭ ‬شركاء‭ ‬أمريكا‭ ‬الأمنيين‮»‬،‭ ‬بأنها‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬‮«‬ملتزمة‭ ‬بأمن‭ ‬المنطقة‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تركيزها‭ ‬مؤخرًا‭ ‬على‭ ‬روسيا‭ ‬والصين‮»‬‭.‬

وبهذا‭ ‬المعنى،‭ ‬ركزت‭ ‬تصريحات‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬الأمريكي،‭ ‬خلال‭ ‬زيارته‭ ‬على‭ ‬‮«‬المخاطر‭ ‬الأمنية‭ ‬المتبادلة‭ ‬المنبثقة‭ ‬من‭ ‬إيران‮»‬‭. ‬مع‭ ‬إشارة‭ ‬‮«‬فيليسيا‭ ‬شوارتز‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬فاينانشيال‭ ‬تايمز‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬،‭ ‬وحلفاءها‭ ‬‮«‬قلقون‭ ‬بشأن‭ ‬الروابط‭ ‬الدفاعية‭ ‬بين‭ ‬روسيا‭ ‬وإيران‮»‬،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬قيام‭ ‬الأخيرة،‭ ‬بتزويد‭ ‬‮«‬موسكو‮»‬،‭ ‬بطائرات‭ ‬مسيرة‭ ‬وصواريخ‭ ‬باليستية‭. ‬وبعد‭ ‬استخدام‭ ‬الأسلحة‭ ‬الإيرانية‭ ‬لشن‭ ‬هجمات‭ ‬ضد‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬المدنية‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا؛‭ ‬حذر‭ ‬‮«‬أوستن‮»‬،‭ ‬من‭ ‬احتمال‭ ‬قيام‭ ‬تحالف‭ ‬عسكري‭ ‬‮«‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تصوره‮»‬‭ ‬بين‭ ‬روسيا‭ ‬وإيران،‭ ‬مشددًا‭ ‬على‭ ‬تداعياته‭ ‬السلبية‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم‭. ‬وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بمسألة‭ ‬طموحات‭ ‬إيران‭ ‬النووية،‭ ‬أكد‭ ‬النهج‭ ‬الذي‭ ‬تمسكت‭ ‬به‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬،‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬طويلة،‭ ‬وهو‭ ‬الاعتقاد‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬الدبلوماسية‭ ‬هي‭ ‬أفضل‭ ‬طريقة‭ ‬لمنعها‭ ‬من‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬سلاح‭ ‬نووي‮»‬،‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬‮«‬عدم‭ ‬السماح‭ ‬لها‭ ‬بامتلاكه‮»‬‭.‬

وحول‭ ‬كيفية‭ ‬تحويل‭ ‬‮«‬الولايات‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬كلمات‭ ‬وتصريحات‭ ‬‮«‬أوستن‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أفعال‭ ‬تعزز‭ ‬مشاركتها‭ ‬المستقبلية‭ ‬في‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي؛‭ ‬أوضح‭ ‬‮«‬ديون‭ ‬نيسنباوم‮»‬،‭ ‬و«دوف‭ ‬ليبر‮»‬،‭ ‬و«ستيفن‭ ‬كالين‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬وول‭ ‬ستريت‭ ‬جورنال‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬أحد‭ ‬الخيارات‭ ‬قيد‭ ‬المناقشة‮»‬‭ ‬في‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬،‭ ‬الآن‭ ‬هو‭ ‬اختيار‭ ‬‮«‬الرياض‮»‬،‭ ‬حليفا‭ ‬رسميًا‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬الناتو‮»‬،‭ ‬مثل‭ ‬قطر،‭ ‬والأردن،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يسهل‭ ‬وصولها‭ ‬إلى‭ ‬الأسلحة‭ ‬الأمريكية‮»‬‭.‬

‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬ذلك،‭ ‬تسعى‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬،‭ ‬من‭ ‬الزيارة‭ ‬إلى‭ ‬تهدئة‭ ‬مخاوف‭ ‬شركائها‭ ‬بشأن‭ ‬عملية‭ ‬الانسحاب‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬من‭ ‬المنطقة‭. ‬

ورأى‭ ‬‮«‬علي‮»‬‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أيضًا‭ ‬أن‭ ‬‮«‬أوستن‮»‬‭ ‬سلم‭ ‬‮«‬رسائل‭ ‬صريحة‮»‬‭ ‬بهذا‭ ‬الشأن‭ ‬إلى‭ ‬القادة‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬وعلى‭ ‬الأخص‭ ‬إسرائيل‭. ‬وخلال‭ ‬الأسابيع‭ ‬الأخيرة،‭ ‬صعد‭ ‬المسؤولون‭ ‬الأمريكيون‭ ‬من‭ ‬انتقاداتهم‭ ‬العلنية‭ ‬لسياسة‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬وأفعالها‭. ‬وجاءت‭ ‬تصريحات‭ ‬‮«‬نيد‭ ‬برايس‮»‬،‭ ‬المتحدث‭ ‬باسم‭ ‬‮«‬الخارجية‭ ‬الأمريكية‮»‬،‭ ‬الأكثر‭ ‬صراحة‭ ‬في‭ ‬هجومه‭ ‬على‭ ‬‮«‬بتسلئيل‭ ‬سموتريتش‮»‬،‭ ‬وزير‭ ‬المالية‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬بشأن‭ ‬تصريحاته‭ ‬التحريضية‭ ‬للمستوطنين‭ ‬حول‭ ‬‮«‬حوارة‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬وصفها‭ ‬بـ«المقيتة‮»‬‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الانتقادات‭ ‬الموجهة‭ ‬إلى‭ ‬إسرائيل‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالإصلاحات‭ ‬السياسية‭ ‬المقترحة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬‮«‬نتنياهو‮»‬،‭ ‬لخنق‭ ‬استقلال‭ ‬القضاء‭ ‬وتقويض‭ ‬سلطاته؛‭ ‬دافع‭ ‬‮«‬أوستن‮»‬،‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬مبرر‭ ‬عن‭ ‬‮«‬عبقرية‭ ‬الديمقراطية‭ ‬الأمريكية‭ ‬والإسرائيلية‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬‮«‬مؤسساتها‭ ‬القضائية‭ ‬قوية‭ ‬وذات‭ ‬استقلالية‮»‬‭. ‬وأشارت‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬الجارديان‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬تصريحات‮»‬‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬‮«‬أوستن‮»‬،‭ ‬والرئيس‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬‮«‬إسحاق‭ ‬هرتسوغ‮»‬،‭ ‬جاءت‭ ‬لتصف‭ ‬التغييرات‭ ‬والإصلاحات‭ ‬القضائية‭ ‬المقترحة،‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬خاطئة‮»‬،‭ ‬بل‭ ‬و«تقوض‭ ‬أسسنا‭ ‬الديمقراطية‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬‮«‬يؤكد‭ ‬عمق‭ ‬القلق‭ ‬غير‭ ‬المعتاد‮»‬،‭ ‬تجاه‭ ‬تصرفات‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭. ‬

ومع‭ ‬أن‭ ‬‮«‬لورا‭ ‬كيلي‮»‬،‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬ذا‭ ‬هيل‮»‬،‭ ‬قد‭ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬‮«‬دعم‭ ‬الديمقراطيين‭ ‬والجمهوريين‭ ‬في‭ ‬الكونجرس؛‭ ‬فقد‭ ‬رفضت‭ ‬شخصيات‭ ‬مؤثرة‭ ‬من‭ ‬كلا‭ ‬الحزبين‭ ‬علنًا‭ ‬التحالف‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬اليميني‭ ‬المتطرف‭. ‬ووصف‭ ‬السيناتور‭ ‬الديمقراطي،‭ ‬‮«‬كريس‭ ‬كونز‮»‬،‭ ‬الوضع‭ ‬الراهن‭ ‬بـ«المتوتر‮»‬،‭ ‬وأنه‭ ‬يشكل‭ ‬‮«‬أزمة‭ ‬حقيقية‭ ‬للديمقراطية‭ ‬الإسرائيلية‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬أشار‭ ‬عضو‭ ‬لجنة‭ ‬العلاقات‭ ‬الخارجية‭ ‬بالكونجرس‭ ‬‮«‬بريان‭ ‬شاتز‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬نتنياهو‮»‬،‭ ‬يعتقد‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬يمكنه‭ ‬التصرف‭ ‬دون‭ ‬عقاب،‭ ‬وتجاهل‭ ‬الأعراف‭ ‬الديمقراطية‮»‬،‭ ‬و‮«‬إلحاق‭ ‬الضرر‭ ‬بالفلسطينيين‭ ‬دون‭ ‬مساءلة‮»‬‭.‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بوضع‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة،‭ ‬أكد‭ ‬‮«‬أوستن‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬‮«‬تعارض‭ ‬بشدة‭ ‬أي‭ ‬أعمال‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬انعدام‭ ‬الأمن‭ ‬وزعزعة‭ ‬الاستقرار‮»‬،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬خطورة‭ ‬‮«‬توسيع‭ ‬المستوطنات‮»‬‭ ‬والخطاب‭ ‬التحريضي‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الإسرائيليين‭. ‬وفي‭ ‬حين‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬منزعج‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬من‭ ‬عنف‭ ‬المستوطنين‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين»؛‭ ‬فقد‭ ‬أصر‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬على‭ ‬‮«‬التزام‭ ‬واشنطن‭ ‬بأمن‭ ‬إسرائيل‭ ‬بشكل‭ ‬صارم‮»‬،‭ ‬وتأكيده‭ ‬على‭ ‬استمرارها‭ ‬بتمويل‭ ‬أمني‭ ‬لإسرائيل‭ ‬بمبلغ‭ ‬3‭.‬3‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭ ‬أمريكي‭ ‬سنويًا‭.‬

وحول‭ ‬ردود‭ ‬الفعل‭ ‬تجاه‭ ‬زيارة‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬وتأثيراتها‭ ‬على‭ ‬سمعة‭ ‬ومكانة‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬،‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬والجهود‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬المبذولة‭ ‬لتهدئة‭ ‬التوترات‭ ‬الإقليمية؛‭ ‬رأى‭ ‬قائد‭ ‬القيادة‭ ‬المركزية‭ ‬الأمريكية‭ ‬السابق‭ ‬بين‭ ‬عام‭ ‬2019‭ ‬و2022،‭ ‬‮«‬فرانك‭ ‬ماكنزي‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬الزيارة‭ ‬‮«‬مثال‭ ‬ممتاز‭ ‬لإخبار‭ ‬الكثيرين‭ ‬في‭ ‬المسرح‭ ‬السياسي‭ ‬بالمنطقة‭ ‬أنهم‭ ‬سيظلون‭ ‬مهمين‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلينا‮»‬،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬الانتباه‭ ‬إلى‭ ‬التحدي‭ ‬الذي‭ ‬يواجه‭ ‬الدور‭ ‬الأمريكي‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬والمنبثق‭ ‬من‭ ‬الصين‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬وصف‭ ‬‮«‬بيتر‭ ‬إيساكسون‮»‬،‭ ‬من‭ ‬موقع‭ ‬‮«‬فير‭ ‬أوبزرفر‮»‬،‭ ‬الزيارة‭ ‬بـ«المسرحية‭ ‬الهزلية»؛‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬تأكيدها‭ ‬على‭ ‬إصرار‭ ‬‮«‬الولايات‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬الالتزام‭ ‬بأمن‭ ‬المنطقة،‭ ‬يتناقض‭ ‬بشكل‭ ‬ملحوظ،‭ ‬مع‭ ‬‮«‬تراجع‭ ‬الاهتمام‮»‬‭ ‬بالقضايا‭ ‬الإقليمية،‭ ‬مثل‭ ‬إيران،‭ ‬أو‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭. ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬أفادت‭ ‬‮«‬لوسي‭ ‬إيلينبوجن‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬معهد‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬للسلام‮»‬،‭ ‬بأنه‭ ‬ردًا‭ ‬على‭ ‬زيارة‭ ‬‮«‬بلينكين‮»‬،‭ ‬السابقة،‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬‮«‬تبدو‭ ‬بعيدة‭ ‬كل‭ ‬البعد‭ ‬عن‭ ‬الواقع‭ ‬المروع‭ ‬الذي‭ ‬تكشف‭ ‬على‭ ‬الأرض‮»‬،‭ ‬يمكن‭ ‬بسهولة‭ ‬استنتاج‭ ‬الشيء‭ ‬ذاته‭ ‬من‭ ‬مناقشات‭ ‬‮«‬أوستن‮»‬،‭ ‬والتعليقات‭ ‬العامة‭ ‬التي‭ ‬أدلى‭ ‬بها‭ ‬خلال‭ ‬جولته‭ ‬إلى‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭.‬

من‭ ‬جانبها،‭ ‬علقت‭ ‬‮«‬إيما‭ ‬أشفورد‮»‬،‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬فورين‭ ‬بوليسي‮»‬،‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تصاعد‭ ‬وتيرة‭ ‬العنف‭ ‬وتزايد‭ ‬التطرف‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬حكومة‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬سياسة‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬‮«‬لم‭ ‬تتغير‮»‬،‭ ‬ومازالت‭ ‬مستمرة‭ ‬في‭ ‬‮«‬تسليحها‭ ‬وتمويلها‭ ‬مع‭ ‬رفضها‭ ‬العلني‭ ‬لتصريحات‭ ‬وزرائها‭ ‬المتطرفين‭. ‬وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بما‭ ‬يجب‭ ‬فعله‭ ‬لمعالجة‭ ‬هذا‭ ‬الأمر،‭ ‬رأت‭ ‬أن‭ ‬على‭ ‬‮«‬الولايات‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬‮«‬اشتراط‭ ‬مساعدتها‭ ‬لإسرائيل‮»‬،‭ ‬بـ«منع‭ ‬ارتكاب‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الانتهاكات‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة‮»‬،‭ ‬وتجنب‭ ‬خلق‭ ‬‮«‬بيئة‭ ‬تسمح‭ ‬لها‭ ‬بالإقدام‭ ‬على‭ ‬ذلك‮»‬‭. ‬وأوضح‭ ‬‮«‬مايكل‭ ‬بارنيت‮»‬،‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬‮«‬جورج‭ ‬واشنطن‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬المتطرفة‭ ‬تقترب‭ ‬من‭ ‬‮«‬حافة‭ ‬إبادة‭ ‬جماعية‮»‬‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة،‭ ‬وبيّن‭ ‬أن‭ ‬واشنطن‭ ‬بصفتها‭ ‬‮«‬الداعم‭ ‬الأساسي‭ ‬لإسرائيل‭ ‬والمدافعة‭ ‬عنها،‭ ‬ساعدتها‭ ‬وشجعتها‭ ‬على‭ ‬‮«‬انجرافها‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬الموقف‭.‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬مع‭ ‬التأكيد‭ ‬المتكرر‭ ‬لـ«أوستن‮»‬،‭ ‬خلال‭ ‬زيارته‭ ‬للشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الولايات‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬ستظل‭ ‬ملتزمة‭ ‬بأمن‭ ‬المنطقة‭ ‬على‭ ‬‮«‬المدى‭ ‬الطويل‮»‬‭ -‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬ترديده‭ ‬في‭ ‬الأشهر‭ ‬الماضية‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬‮«‬بايدن‮»‬،‭ ‬و«بلينكين‮»‬،‭ ‬و«سوليفان‮»‬‭- ‬يظهر‭ ‬بوضوح‭ ‬أنها‭ ‬‮«‬فضلت‭ ‬استمرار‭ ‬غياب‭ ‬القيادة،‭ ‬والإجراءات‭ ‬الإقليمية‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‮»‬،‭ ‬وبدلاً‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬اعتمدت‭ ‬على‭ ‬الكلمات‭ ‬والخطابات‭ ‬الرنانة،‭ ‬وعليه‭ ‬تؤكد‭ ‬بالفعل‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬قوة‭ ‬أو‭ ‬دافع‭ ‬ما‭ ‬يجبرها‭ ‬على‭ ‬تغيير‭ ‬ما‭ ‬أشار‭ ‬إليه‭ ‬‮«‬آرون‭ ‬ميللر‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬مؤسسة‭ ‬كارنيجي‭ ‬للسلام‭ ‬الدولي‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬إلغاء‭ ‬عام‭ ‬للأولويات‮»‬،‭ ‬من‭ ‬قبلها‭ ‬للقضايا‭ ‬الإقليمية‭ ‬بالمنطقة‭.‬

وفي‭ ‬حين‭ ‬أدى‭ ‬تدهور‭ ‬الوضع‭ ‬الأمني‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الذعر‭ ‬من‭ ‬مسألة‭ ‬تعيين‭ ‬السياسيين‭ ‬المتطرفين‭ ‬كوزراء‭ ‬بالحكومة،‭ ‬والسعي‭ ‬وراء‭ ‬أجندة‭ ‬سياسية‭ ‬معادية‭ ‬للديمقراطية؛‭ ‬إلى‭ ‬تراجع‭ ‬العلاقات‭ ‬الأمريكية‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬فقد‭ ‬رأى‭ ‬‮«‬ميللر‮»‬،‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬‮«‬إدارة‭ ‬بايدن‮»‬،‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬‮«‬لا‭ ‬تبحث‭ ‬عن‭ ‬صدام‭ ‬مع‭ ‬نتنياهو»؛‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬أشار‭ ‬إليه‭ ‬‮«‬أوستن‮»‬‭ ‬خلال‭ ‬زيارته‭ ‬من‭ ‬إعادة‭ ‬تأكيده‭ ‬الالتزام‭ ‬الأمريكي‭ ‬بأمن‭ ‬إسرائيل‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا