العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

تلوث الهواء.. خطر يهدد صحة الناس في كل بقاع العالم

بقلم: د. إسماعيل محمد المدني

الجمعة ١٧ مارس ٢٠٢٣ - 02:00

يقول‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭: (‬ظهر‭ ‬الفسادُ‭ ‬في‭ ‬البر‭ ‬والبحر‭ ‬بما‭ ‬كَسبَتْ‭ ‬أيدي‭ ‬الناس‭)‬،‭ ‬والفساد‭ ‬المقصود‭ ‬حسب‭ ‬مفهوم‭ ‬غالبية‭ ‬الناس‭ ‬هو‭ ‬الفساد‭ ‬الأخلاقي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬والديني،‭ ‬ولكنني‭ ‬أَضفتُ‭ ‬نوعا‭ ‬آخر،‭ ‬وجانبا‭ ‬جديدا‭ ‬من‭ ‬الفساد،‭ ‬حسب‭ ‬نتائج‭ ‬دراسة‭ ‬الماجستير‭ ‬لأحد‭ ‬طلابي‭ ‬في‭ ‬فبراير‭ ‬1994‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬دور‭ ‬الإسلام‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬البيئة‮»‬،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬كتابي‭ ‬المنشور‭ ‬في‭ ‬1994‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬حماية‭ ‬الحياة‭ ‬الفطرية‭ ‬في‭ ‬الإسلام‮»‬،‭ ‬وهذا‭ ‬الفساد‭ ‬الجديد‭ ‬هو‭ ‬الفساد‭ ‬البيئي‭ ‬الشامل‭ ‬بسبب‭ ‬أيدينا‭ ‬الآثمة‭ ‬التي‭ ‬استباحت‭ ‬حرمات‭ ‬بيئتنا،‭ ‬فتدهورت‭ ‬جميع‭ ‬مكونات‭ ‬وعناصر‭ ‬البيئة‭ ‬الحية‭ ‬وغير‭ ‬الحية،‭ ‬في‭ ‬البر،‭ ‬والبحر،‭ ‬وطبقات‭ ‬الهواء‭ ‬السفلي‭ ‬والعليا،‭ ‬حتى‭ ‬إنه‭ ‬لم‭ ‬يبق‭ ‬شبر‭ ‬من‭ ‬الأرض،‭ ‬قريبا‭ ‬كان‭ ‬أم‭ ‬بعيدا،‭ ‬إلا‭ ‬وأصابه‭ ‬داء‭ ‬الفساد‭ ‬البيئي‭ ‬من‭ ‬التلوث‭ ‬الكيميائي‭ ‬بالمخلفات‭ ‬الغازية،‭ ‬والسائلة،‭ ‬والصلبة،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬التلوث‭ ‬الضوضائي‭ ‬من‭ ‬الأصوات‭ ‬المزعجة‭ ‬والعالية‭ ‬على‭ ‬سطح‭ ‬الأرض‭ ‬وفي‭ ‬أعماق‭ ‬البحر،‭ ‬والتلوث‭ ‬الضوئي‭ ‬الذي‭ ‬حول‭ ‬الليل‭ ‬نهارا‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬مدن‭ ‬العالم،‭ ‬والتلوث‭ ‬من‭ ‬الأشعة‭ ‬الكهرومغناطيسية‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬كثرتها‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬حصر‭ ‬مصادرها‭.‬

وفي‭ ‬السنوات‭ ‬القليلة‭ ‬الماضية‭ ‬نُشرت‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الدراسات‭ ‬حول‭ ‬تركيز‭ ‬الملوثات،‭ ‬ومنها‭ ‬الدخان،‭ ‬أو‭ ‬الجسيمات‭ ‬الدقيقة‭ ‬في‭ ‬الهواء‭ ‬الجوي،‭ ‬ولكن‭ ‬معظمها‭ ‬تركز‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬جغرافي‭ ‬ضيق،‭ ‬كمستوى‭ ‬الدخان‭ ‬في‭ ‬المدن،‭ ‬أو‭ ‬الدولة‭ ‬الواحدة،‭ ‬ولذلك‭ ‬فالدراسات‭ ‬التي‭ ‬شملت‭ ‬الكرة‭ ‬الأرضية‭ ‬برمتها‭ ‬شحيحة،‭ ‬ومعظمها‭ ‬تناولت‭ ‬تركيز‭ ‬الجسيمات‭ ‬الدقيقة‭ ‬فترة‭ ‬قصيرة،‭ ‬أي‭ ‬مدة‭ ‬سنة‭ ‬واحدة‭. ‬وهذه‭ ‬الدراسات‭ ‬الميدانية‭ ‬أجمعت‭ ‬وأكدت‭ ‬أن‭ ‬الفساد‭ ‬البيئي‭ ‬وتلوث‭ ‬عناصر‭ ‬البيئة‭ ‬فعلاً‭ ‬قد‭ ‬تفاقم‭ ‬وانتشر‭ ‬وتفشى‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬بيئتنا،‭ ‬سواء‭ ‬أكانت‭ ‬البيئة‭ ‬الخارجية‭ ‬أو‭ ‬البيئة‭ ‬الداخلية‭ ‬في‭ ‬منازلنا‭ ‬ومكاتبنا‭. ‬

ولكن‭ ‬الدراسة‭ ‬التي‭ ‬نحن‭ ‬بصددِ‭ ‬تناولها‭ ‬وتقديمها‭ ‬هي‭ ‬تعد‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬نوعها‭ ‬والتي‭ ‬شملت‭ ‬كل‭ ‬منطقة‭ ‬جغرافية‭ ‬على‭ ‬كوكبنا،‭ ‬وركزت‭ ‬على‭ ‬معدل‭ ‬تركيز‭ ‬الدخان‭ ‬الذي‭ ‬يتعرض‭ ‬له‭ ‬البشر‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬كما‭ ‬راقبت‭ ‬الدراسة‭ ‬أنماط‭ ‬التغيرات‭ ‬المكانية‭ ‬والزمانية‭ ‬لهذا‭ ‬الملوث‭ ‬الخطير‭. ‬وقد‭ ‬نُشرت‭ ‬تفاصيل‭ ‬هذه‭ ‬الدراسة‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬2023‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬اللانست،‭ ‬صحة‭ ‬الكوكب‮»‬‭ ‬‭(‬The‭ ‬LANCET‭ ‬Planetary‭ ‬Health‭)‬،‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬الدراسة‭ ‬الدولية‭ ‬الأولى‭ ‬حول‭ ‬تلوث‭ ‬الهواء‭ ‬يومياً‭ ‬تُبين‭ ‬بأنه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬مكان‭ ‬آمن‭ ‬على‭ ‬الأرض‮»‬‭. ‬فهذا‭ ‬البحث‭ ‬المعمق‭ ‬والشامل‭ ‬قام‭ ‬بإجراء‭ ‬تحليلٍ‭ ‬يومي‭ ‬لعشرين‭ ‬عاما‭ ‬لتركيز‭ ‬أحد‭ ‬الملوثات‭ ‬المسببة‭ ‬للسرطان‭ ‬وهو‭ ‬الدخان،‭ ‬أو‭ ‬الجسيمات‭ ‬الدقيقة‭ ‬التي‭ ‬يتعرض‭ ‬لها‭ ‬البشر‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭.‬

فهذه‭ ‬الدراسة‭ ‬أجراها‭ ‬علماء‭ ‬من‭ ‬أستراليا‭ ‬ومن‭ ‬دول‭ ‬أخرى‭ ‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬وتُقدم‭ ‬خارطة‭ ‬دولية‭ ‬للتغير‭ ‬في‭ ‬مستويات‭ ‬تلوث‭ ‬الهواء‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الجسيمات‭ ‬الدقيقة‭ ‬التي‭ ‬قطرها‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬2‭.‬5‭ ‬ميكروميتر‭ ‬‭(‬ 2.5‭ ‬PM‭)‬‭ ‬في‭ ‬مدن‭ ‬العالم،‭ ‬والتغيرات‭ ‬التي‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬تركيزها‭ ‬خلال‭ ‬العقدين‭ ‬الماضيين،‭ ‬وبالتحديد‭ ‬من‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬يناير‭ ‬2000‭ ‬إلى‭ ‬31‭ ‬ديسمبر‭ ‬2019‭. ‬وقد‭ ‬اعتمد‭ ‬الباحثون‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬النتائج‭ ‬وقياسات‭ ‬تركيز‭ ‬الدخان‭ ‬من‭ ‬عدة‭ ‬مصادر‭ ‬وأجهزة‭ ‬علمية،‭ ‬منها‭ ‬محطات‭ ‬قياس‭ ‬تلوث‭ ‬الهواء‭ ‬الثابتة‭ ‬والمتحركة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬مدن‭ ‬العالم،‭ ‬والتي‭ ‬بلغ‭ ‬عددها‭ ‬5446‭ ‬محطة‭ ‬من‭ ‬65‭ ‬دولة،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬القياسات‭ ‬التي‭ ‬تُقدمها‭ ‬الأقمار‭ ‬الصناعية‭ ‬البيئية‭ ‬المصممة‭ ‬لهذا‭ ‬الغرض‭ ‬لعدد‭ ‬175‭ ‬دولة‭.‬

وقد‭ ‬توصل‭ ‬هذا‭ ‬البحث‭ ‬الجامع‭ ‬إلى‭ ‬نتائج‭ ‬مقلقة‭ ‬جداً‭ ‬تكتئب‭ ‬لها‭ ‬نفوس‭ ‬البشر‭ ‬عند‭ ‬سماعها،‭ ‬وترفع‭ ‬من‭ ‬تدهور‭ ‬حالتهم‭ ‬النفسية‭ ‬والعقلية،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬النتائج‭ ‬تشير‭ ‬واقعياً‭ ‬إلى‭ ‬الزيادة‭ ‬المطردة‭ ‬التي‭ ‬نلمسها‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬أعداد‭ ‬وأنواع‭ ‬الأمراض‭ ‬العضوية‭ ‬المستعصية‭ ‬التي‭ ‬يسقط‭ ‬فيها‭ ‬البشر‭ ‬نتيجة‭ ‬لهذا‭ ‬الفساد‭ ‬البيئي‭ ‬الذي‭ ‬عمَّ‭ ‬الكرة‭ ‬الأرضية‭ ‬برمتها‭. ‬

فالنتائج‭ ‬المخيفة‭ ‬والمقلقة‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬نسبة‭ ‬صغيرة‭ ‬جدا‭ ‬جدا‭ ‬من‭ ‬البشر،‭ ‬وهي‭ ‬قرابة‭ ‬0‭.‬001%‭ ‬فقط‭ ‬يستنشقون‭ ‬هواءً‭ ‬عليلا‭ ‬نقيا‭ ‬خاليا‭ ‬من‭ ‬الملوثات‭ ‬ويتوافق‭ ‬مع‭ ‬مواصفات‭ ‬وتوصيات‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬حول‭ ‬الحدود‭ ‬الآمنة‭ ‬لجودة‭ ‬الهواء‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الجسيمات‭ ‬الدقيقة‭. ‬وبعبارة‭ ‬أخرى‭ ‬فإن‭ ‬99.99%‭ ‬من‭ ‬البشر‭ ‬الذين‭ ‬يعيشون‭ ‬على‭ ‬سطح‭ ‬الأرض‭ ‬يستنشقون‭ ‬هواءً‭ ‬فاسدا‭ ‬مشبعا‭ ‬بالملوثات،‭ ‬وبخاصة‭ ‬الجسيمات‭ ‬الدقيقة‭ ‬التي‭ ‬تهدد‭ ‬حياة‭ ‬الإنسان‭ ‬إما‭ ‬بخطر‭ ‬الوقوع‭ ‬في‭ ‬الأمراض،‭ ‬وإما‭ ‬أن‭ ‬يلقى‭ ‬نحبه‭ ‬في‭ ‬سنٍ‭ ‬مبكرة‭.‬‮ ‬

كما‭ ‬أن‭ ‬النتائج‭ ‬أفادت‭ ‬أيضاً‭ ‬بأن‭ ‬0‭.‬18%‭ ‬من‭ ‬مساحة‭ ‬الكرة‭ ‬الأرضية‭ ‬فقط‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬نستطيع‭ ‬أن‭ ‬نقول‭ ‬بأنها‭ ‬مازالت‭ ‬عذراء‭ ‬بكر‭ ‬لم‭ ‬تبلغها‭ ‬هذه‭ ‬الملوثات‭. ‬وبعبارة‭ ‬أخرى‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬النتيجة‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬98‭.‬8%‭ ‬من‭ ‬مساحة‭ ‬كوكبنا‭ ‬بلغها‭ ‬داء‭ ‬التلوث‭ ‬بالدخان‭ ‬الدقيق‭. ‬فهاتان‭ ‬النتيجتان‭ ‬تفيدان‭ ‬بأن‭ ‬التلوث‭ ‬اقتحم‭ ‬وغزا‭ ‬كل‭ ‬شرايين‭ ‬بيئتنا‭ ‬وأجسامنا،‭ ‬وأنه‭ ‬عمليا‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬الهروب‭ ‬من‭ ‬تلوث‭ ‬الهواء‭ ‬أينما‭ ‬تكن،‭ ‬ولو‭ ‬كُنتَ‭ ‬في‭ ‬أعالي‭ ‬السماء‭ ‬في‭ ‬بروجٍ‭ ‬محكمة‭ ‬مشيدة‭. ‬فسواء‭ ‬أكنت‭ ‬تعيش‭ ‬في‭ ‬المدينة،‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬القرية،‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬المناطق‭ ‬الصناعية‭ ‬والحضرية،‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬الأرياف‭ ‬والقرى‭ ‬الصغيرة،‭ ‬فالهواء‭ ‬جُله‭ ‬فاسد‭ ‬وملوث،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬ذهبت‭ ‬إلى‭ ‬أعالي‭ ‬الجبال‭ ‬النائية‭ ‬والبعيدة،‭ ‬فالسموم‭ ‬موجودة‭ ‬في‭ ‬الهواء‭ ‬وتلاحقك‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬بقعة‭ ‬من‭ ‬الأرض،‭ ‬كما‭ ‬هي‭ ‬تكون‭ ‬في‭ ‬صُحبتك‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬أبعد‭ ‬المواقع‭ ‬في‭ ‬الأرض‭ ‬كالقطبين‭ ‬الشمالي‭ ‬والجنوبي،‭ ‬فالهواء‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬فقرٍ‭ ‬شديد‭ ‬في‭ ‬نوعيته‭ ‬وكميته‭.‬

كما‭ ‬قّدَّرت‭ ‬الدراسة‭ ‬المعدل‭ ‬السنوي‭ ‬لتركيز‭ ‬الجسيمات‭ ‬الدقيقة‭ ‬في‭ ‬175‭ ‬دولة‭ ‬خلال‭ ‬العشرين‭ ‬عاما‭ ‬الماضية‭ ‬بنحو‭ ‬32‭.‬8‭ ‬ميكروجراما‭ ‬من‭ ‬الجسيمات‭ ‬الدقيقة‭ ‬في‭ ‬المتر‭ ‬المكعب‭ ‬من‭ ‬الهواء‭ ‬الجوي،‭ ‬وهذا‭ ‬التركيز‭ ‬أعلى‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬التركيز‭ ‬الآمن‭ ‬حسب‭ ‬توصيات‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬اعتمادها‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2021،‭ ‬وهي‭ ‬5‭ ‬ميكروجرامات‭ ‬في‭ ‬المتر‭ ‬المكعب‭.‬

وهذه‭ ‬التقديرات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بتركيز‭ ‬الدخان‭ ‬في‭ ‬الهواء‭ ‬الجوي‭ ‬تختلف‭ ‬من‭ ‬مدينة‭ ‬إلى‭ ‬أخرى،‭ ‬كما‭ ‬إنها‭ ‬تختلف‭ ‬من‭ ‬فصل‭ ‬إلى‭ ‬آخر،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬نوعية‭ ‬الوقود‭ ‬المستخدم‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬دولة‭. ‬فمصادر‭ ‬الدخان‭ ‬والجسيمات‭ ‬الدقيقة‭ ‬يمكن‭ ‬تصنيفها‭ ‬إلى‭ ‬نوعين،‭ ‬المصدر‭ ‬الأول‭ ‬هو‭ ‬طبيعي،‭ ‬أي‭ ‬إن‭ ‬يد‭ ‬الإنسان‭ ‬لا‭ ‬دخل‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬انبعاثها‭ ‬إلى‭ ‬الهواء‭ ‬الجوي،‭ ‬مثل‭ ‬الرياح‭ ‬والعواصف‭ ‬الترابية‭ ‬والغبارية،‭ ‬وحرائق‭ ‬الغابات،‭ ‬وأما‭ ‬المصدر‭ ‬الثاني‭ ‬فهو‭ ‬صناعي،‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬صُنع‭ ‬أيدينا،‭ ‬ونحن‭ ‬الذين‭ ‬نسمح‭ ‬بانطلاقها‭ ‬طواعية‭ ‬إلى‭ ‬بيئتنا،‭ ‬مثل‭ ‬وسائل‭ ‬المواصلات‭ ‬من‭ ‬سيارات‭ ‬وحافلات‭ ‬وطائرات‭ ‬وقطارات‭ ‬ومصانع،‭ ‬ثم‭ ‬محطات‭ ‬توليد‭ ‬الكهرباء‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬بالوقود‭ ‬الأحفوري‭.‬

فهذه‭ ‬الدراسة‭ ‬ومثيلاتها‭ ‬من‭ ‬الدراسات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بتلوث‭ ‬الهواء‭ ‬عامة‭ ‬أَجمعتْ‭ ‬على‭ ‬عدة‭ ‬استنتاجات‭ ‬عامة،‭ ‬منها‭ ‬أن‭ ‬تلوث‭ ‬الهواء‭ ‬غطى‭ ‬الكرة‭ ‬الأرضية‭ ‬برمتها،‭ ‬ومنها‭ ‬أن‭ ‬تلوث‭ ‬الهواء‭ ‬يُعد‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬المصادر‭ ‬هلاكا‭ ‬للبشر،‭ ‬سواء‭ ‬بتعريضهم‭ ‬للأمراض‭ ‬المزمنة،‭ ‬أو‭ ‬نقلهم‭ ‬إلى‭ ‬مثواهم‭ ‬الأخير‭ ‬في‭ ‬سنٍ‭ ‬مبكرة،‭ ‬ولذلك‭ ‬توصلت‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬إلى‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬الهواء‭ ‬الجوي‭ ‬الذي‭ ‬يستنشقه‭ ‬البشر‭ ‬يعد‭ ‬من‭ ‬أسباب‭ ‬إصابة‭ ‬الإنسان‭ ‬بالسرطان‭ ‬والأمراض‭ ‬المزمنة‭ ‬الأخرى،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬المنظمة‭ ‬صنَّفت‭ ‬الهواء‭ ‬الجوي‭ ‬العادي‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬مسرطن‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬أَطلقت‭ ‬على‭ ‬تلوث‭ ‬الهواء‭ ‬بالقاتل‭ ‬الصامت‭.‬

فهل‭ ‬هناك‭ ‬خطر‭ ‬يهدد‭ ‬الصحة‭ ‬العامة‭ ‬للبشر‭ ‬أشد‭ ‬وأكثر‭ ‬من‭ ‬تلوث‭ ‬الهواء؟

 

bncftpw@batelco‭.‬com‭.‬bh

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا