العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

سباق الفورمولا (1).. مسار لبناء منتجات سياحية مستدامة

بقلم: د. فاطمة ناصر {

الاثنين ١٣ مارس ٢٠٢٣ - 02:00

في‭ ‬ظل‭ ‬التوجيهات‭ ‬السامية‭ ‬من‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬وحضرة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬لوضع‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬الخريطة‭ ‬السياحية‭ ‬العالمية،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬إبراز‭ ‬المملكة‭ ‬كوجهة‭ ‬سياحية‭ ‬واعدة‭ ‬وفق‭ ‬الرؤى‭ ‬والتطلعات‭ ‬المستقبلية‭ ‬للقيادة‭ ‬الحكيمة؛‭ ‬لذا‭ ‬فقد‭ ‬تمت‭ ‬ترجمة‭ ‬هذه‭ ‬التوجيهات‭ ‬السامية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬القائمين‭ ‬على‭ ‬تنظيم‭ ‬هذا‭ ‬السباق‭ ‬العالمي‭ ‬الذي‭ ‬حقق‭ ‬نجاحًا‭ ‬مبهرًا‭ ‬في‭ ‬الأوساط‭ ‬الرياضية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم،‭ ‬والذي‭ ‬يضاف‭ ‬إنجازًا‭ ‬عالميًا‭ ‬للمملكة‭ ‬وفخرًا‭ ‬واعتزازًا‭ ‬لكل‭ ‬بحريني‭ ‬تجاه‭ ‬هذا‭ ‬الحدث‭ ‬الرياضي،‭ ‬وهذا‭ ‬لم‭ ‬يتحقق‭ ‬إلا‭  ‬نتيجة‭ ‬للعمل‭ ‬وجدية‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالتسويق‭ ‬السياحي‭ ‬لجذب‭ ‬أكبر‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬السائحين‭ ‬من‭ ‬الخارج،‭ ‬خاصة‭ ‬لمحبي‭ ‬السّياحة‭ ‬الرياضية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬توظيف‭ ‬استراتيجيات‭ ‬الترويج‭ ‬الفاعلة‭ ‬التي‭ ‬تعدُ‭ ‬عصب‭ ‬المنتج‭ ‬السياحي،‭ ‬حيثُ‭ ‬تشهد‭ ‬الصناعة‭ ‬السياحية‭ ‬حاليًا‭ ‬نموًا‭ ‬متسارعًا‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬ذلك‭ ‬لارتباطها‭ ‬بالتنمية‭ ‬بمختلف‭ ‬أنماطها،‭ ‬وباعتبار‭ ‬السياحة‭ ‬من‭ ‬القطاعات‭ ‬الخدماتية،‭ ‬فإن‭ ‬التسويق‭ ‬يمثل‭ ‬المحور‭ ‬الرئيسي‭ ‬وركيزة‭ ‬استراتيجية‭ ‬للتطوير‭ ‬السياحي‭ ‬الذي‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬تدفق‭ ‬وزيادة‭ ‬عدد‭ ‬السائحين،‭ ‬والتعرف‭ ‬على‭ ‬المنتجات‭ ‬السياحية‭ ‬المعروضة‭ ‬وتكوين‭ ‬اتجاهات‭ ‬إيجابية‭ ‬لهذه‭ ‬المنتجات‭ ‬التي‭ ‬يكون‭ ‬له‭ ‬دور‭ ‬فاعل‭ ‬في‭ ‬الترويج‭ ‬لها‭ ‬بين‭ ‬معارفه‭ ‬وفي‭ ‬بلاده‭.‬

لذا‭ ‬فقد‭ ‬أصبحت‭ ‬السياحة‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ضرورة‭ ‬حتمية‭ ‬لتحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬بجميع‭ ‬أبعادها،‭ ‬لما‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬مساهمة‭ ‬فعالة‭ ‬تسهم‭ ‬مواردها‭ ‬في‭ ‬تنمية‭ ‬الدخل‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬وذلك‭ ‬إذا‭ ‬تم‭ ‬استغلال‭ ‬القطاع‭ ‬السياحي‭ ‬بشكل‭ ‬جيد‭ ‬وفعال‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬استثمار‭ ‬موسم‭ ‬الفورمولا‭ (‬1‭) ‬لدعم‭ ‬التنمية‭ ‬السياحية‭ ‬ورفد‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني‭ ‬البحريني،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬سياساتها‭ ‬التنموية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬الحيوي،‭ ‬وزيادة‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬برامجها‭ ‬التنموية‭ ‬بهدف‭ ‬التسويق‭ ‬للمقصد‭ ‬السياحي‭ ‬البحريني‭ ‬وتنميته‭ ‬داخليًا‭ ‬وخارجيًا‭. ‬وحتى‭ ‬يتمكن‭ ‬السائح‭ ‬من‭ ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬مميزات‭ ‬المقاصد‭ ‬والمناطق‭ ‬السياحية‭ ‬في‭ ‬المملكة،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬للاعتماد‭ ‬على‭ ‬إستراتيجية‭ ‬تسويق‭ ‬سياحية‭ ‬فعالة‭ ‬له‭ ‬أثر‭ ‬واضح‭ ‬في‭ ‬نجاح‭ ‬موسم‭ ‬جائزة‭ ‬البحرين‭ ‬الكبرى‭ ‬‮«‬فورمولا‭ ‬1‮»‬؛‭ ‬لذا‭ ‬فإن‭ ‬الترويج‭ ‬السياحي‭ ‬لهذا‭ ‬الموسم‭ ‬يعتبر‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬عناصر‭ ‬التسويق‭ ‬السياحي‭ ‬فمن‭ ‬خلاله‭ ‬تم‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬السائح‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬وفعال‭ ‬ما‭ ‬سمح‭ ‬بتلبية‭ ‬حاجاته‭ ‬وتوقعاته‭ ‬لدى‭ ‬وجوده‭ ‬في‭ ‬ربوع‭ ‬المملكة‭ ‬التي‭ ‬تميزت‭ ‬بوجود‭ ‬مرافق‭ ‬فندقية‭ ‬ومنشآت‭ ‬سياحية‭ ‬حديثة‭.‬

وتصنف‭ ‬جائزة‭ ‬البحرين‭ ‬الكبرى‭ ‬‮«‬الفورمولا‭ ‬1‮»‬‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬أنماط‭ ‬السّياحة‭ ‬الرياضية‭ ‬ذات‭ ‬التأثير‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الواضح‭ ‬للمملكة،‭ ‬والتي‭ ‬تعدُ‭ ‬من‭ ‬الأنماط‭ ‬السّياحية‭ ‬القديمة‭ ‬التي‭ ‬بدأ‭ ‬الإنسان‭ ‬بممارستها‭ ‬بالاشتراك‭ ‬أو‭ ‬الاستمتاع‭ ‬بالمشاهدة‭ ‬في‭ ‬الماضي،‭ ‬ولقد‭ ‬أصبحت‭ ‬الرياضة‭ ‬ظاهرة‭ ‬عالمية‭ ‬اجتماعية‭ ‬تجمع‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬وتنشط‭ ‬التبادلات‭ ‬الحضارية‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬العولمة،‭ ‬فهي‭ ‬تدفع‭ ‬الناس‭ ‬إلى‭ ‬السفر‭ ‬وتجعلهم‭ ‬يغيرون‭ ‬ويشكلون‭ ‬الصورة‭ ‬السّياحية‭ ‬للدولة‭ ‬المضيفة،‭ ‬وهي‭ ‬مفيدة‭ ‬لكل‭ ‬مستويات‭ ‬المجتمع،‭ ‬وتعنى‭ ‬السّياحة‭ ‬الرياضية‭ ‬بإشباع‭ ‬رغبات‭ ‬السائحين‭ ‬في‭ ‬ممارسة‭ ‬رياضتهم‭ ‬المفضلة،‭ ‬سواء‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬استغلال‭ ‬عناصر‭ ‬الطبيعة‭ ‬مثل‭ ‬التزلج‭ ‬على‭ ‬المياه‭ ‬والتجديف‭ ‬أو‭ ‬رحلات‭ ‬صيد‭ ‬الأسماك‭ ‬أو‭ ‬ممارسة‭ ‬أنواع‭ ‬الرياضة‭ ‬البحرية‭ ‬أو‭ ‬تسلق‭ ‬الجبال‭ ‬أو‭ ‬صيد‭ ‬الطيور‭ ‬والحيوانات‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الدورات‭ ‬الرياضية‭ ‬المحلية‭ ‬والإقليمية‭ ‬والدولية،‭ ‬وتحقق‭ ‬السّياحة‭ ‬الرياضية‭ ‬أهدافًا‭ ‬إنسانية‭ ‬مهمة‭ ‬حيثُ‭ ‬تؤدي‭ ‬الألعاب‭ ‬الأولمبية‭ ‬والدورات‭ ‬الرياضية‭ ‬إلى‭ ‬التقاء‭ ‬شباب‭ ‬العالم‭ ‬وتعارف‭ ‬وتبادل‭ ‬ثقافات‭ ‬الشعوب‭ ‬بينهم؛‭ ‬لذا‭ ‬فإن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وفق‭ ‬الرؤية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬2030‭ ‬ارتأت‭ ‬أن‭ ‬تجعل‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الحدث‭ ‬العالمي‭ ‬جسرًا‭ ‬لعبور‭ ‬العالم‭ ‬إلى‭ ‬رحاب‭ ‬المملكة،‭ ‬إن‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬زيادة‭ ‬استغلال‭  ‬هذا‭ ‬الموسم‭ ‬للترويج‭ ‬والدعاية‭ ‬لجميع‭ ‬الأنماط‭ ‬السياحية‭ ‬سيفتح‭ ‬مسارات‭ ‬تنموية‭ ‬لمنتجات‭ ‬سياحية‭ ‬جديدة،‭ ‬منها‭ ‬السّياحة‭ ‬الطبيعية‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬والقائمة‭ ‬على‭ ‬المحميات‭ ‬الطبيعية‭ ‬والسواحل‭ ‬والجزر‭ ‬البحرية،‭ ‬وما‭ ‬نملكه‭ ‬من‭ ‬تنوع‭ ‬للمقومات‭ ‬الطبيعية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والبيئية‭ ‬والثقافية،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬نمط‭ ‬السياحة‭ ‬التعليمية‭ ‬التي‭ ‬تُمثل‭ ‬جامعاتنا‭ ‬ومعاهدنا‭ ‬التدريبية‭ ‬المتخصصة‭ ‬كنزًا‭ ‬سياحيًا‭ ‬لم‭ ‬يستغل‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬أوسع،‭ ‬ولن‭ ‬يحدث‭ ‬هذا‭ ‬إلا‭ ‬بزيادة‭ ‬الترويج‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬التخطيط‭ ‬المدروس‭ ‬للجامعات‭ ‬والمعاهد‭ ‬التدريبية‭ ‬وكل‭ ‬التخصصات‭ ‬التي‭ ‬تدرس‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬والتي‭ ‬تواكب‭ ‬متطلبات‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬والمرحلة‭ ‬المستقبلية‭.‬

لقد‭ ‬انطلقت‭ ‬سباقات‭ (‬الفورمولا1‭) ‬للسيارات‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬عام‭ ‬2004م،‭ ‬وأخذت‭ ‬تستقطب‭ ‬عديدا‭ ‬من‭ ‬السّياح‭ ‬الخليجيين‭ ‬والعرب‭ ‬والأجانب‭ ‬المحبين‭ ‬لهذه‭ ‬الرياضة‭ ‬التي‭ ‬تقام‭ ‬سنويًا‭ ‬على‭ ‬حلبة‭ ‬البحرين‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الصخير‭ ‬البرية،‭ ‬ومن‭ ‬أهم‭ ‬المنجزات‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬تحققت‭ ‬في‭ ‬موسم‭ ‬سباق‭ ‬جائزة‭ ‬البحرين‭ ‬الكبرى‭ ‬‮«‬الفورمولا‭ ‬1‮»‬‭ ‬بروز‭ ‬الأفكار‭ ‬المستقبلية‭ ‬لمنتجات‭ ‬سياحية‭ ‬أكثر‭ ‬استدامة،‭ ‬حيثُ‭  ‬أعطت‭ ‬‮«‬الفورمولا‭ ‬1‮»‬‭ ‬الضوء‭ ‬الأخضر‭ ‬في‭ ‬رسم‭ ‬خطوط‭ ‬مستقبلية‭ ‬لقياس‭ ‬تقدم‭ ‬وثبات‭ ‬قدرة‭ ‬المملكة‭ ‬على‭ ‬تنظيم‭ ‬بطولات‭ ‬عالمية،‭ ‬والمساهمة‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬جو‭ ‬توعوي‭ ‬وتثقيفي‭ ‬وترفيهي‭ ‬للجمهور‭ ‬المحلي‭ ‬والعالمي،‭ ‬وذلك‭ ‬حتى‭ ‬يصبح‭ ‬المنتج‭ ‬السياحي‭ ‬للمملكة‭ ‬موردًا‭ ‬مهمًا‭ ‬قادرًا‭ ‬على‭ ‬جذب‭ ‬أجناس‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬السياح؛‭ ‬لذا‭ ‬نحن‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬توليد‭ ‬أفكار‭ ‬لبناء‭ ‬منتجات‭ ‬سياحية‭ ‬جديدة‭ ‬وفق‭ ‬مراحل‭ ‬الإنتاج‭ ‬للمنتج‭ ‬السياحي‭ ‬وخدماته‭ ‬الأساسية‭ ‬كالاستثمارات‭ ‬الكبيرة‭ ‬في‭ ‬المرافق‭ ‬الفندقية‭ ‬والمنشآت‭ ‬السياحية،‭ ‬والاهتمام‭ ‬المتزايد‭ ‬بتطوير‭ ‬طرق‭ ‬النقل‭ ‬والمواصلات‭ ‬تجنبًا‭ ‬للاختناقات‭ ‬المرورية‭ ‬التي‭ ‬تعدُ‭ ‬تحديًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬أمام‭  ‬الخدمات‭ ‬السياحية،‭ ‬كذلك‭ ‬كان‭ ‬لموسم‭ ‬الفورمولا‭ (‬1‭) ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬دور‭ ‬حيوي‭ ‬في‭ ‬إظهار‭ ‬جانب‭ ‬من‭ ‬الموروثات‭ ‬الحضارية‭ ‬والثقافية‭ ‬للمملكة،‭ ‬والعديد‭ ‬من‭ ‬الفعاليات‭ ‬والأنشطة‭ ‬السياحية‭ ‬الجاذبة‭ ‬التي‭ ‬برزت‭ ‬بشكل‭ ‬لافت،‭ ‬من‭ ‬أبرزها‭ ‬زاوية‭ ‬الصناعات‭ ‬الحرفية‭ ‬والتراثية‭ ‬التقليدية‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬مكونا‭ ‬عريقا‭ ‬من‭ ‬مكونات‭ ‬الحضارة‭ ‬البحرينية،‭ ‬ومنها‭ ‬‮«‬صناعة‭ ‬السلال‮»‬‭ ‬التي‭ ‬ساهمت‭ ‬بتعريف‭ ‬جمهور‭ ‬الزوار‭ ‬والسائحين‭ ‬على‭ ‬التراث‭ ‬البحريني‭ ‬القديم‭ ‬المتحدد‭ ‬بأشكاله‭ ‬وأنواعه،‭  ‬والتي‭ ‬تعد‭ ‬جزءًا‭ ‬مهما‭ ‬من‭ ‬المقومات‭ ‬السياحية‭ ‬لأى‭ ‬بلد‭ ‬لنيلها‭ ‬بالغ‭ ‬الاهتمام‭ ‬لدى‭ ‬الأمم‭ ‬والشعوب،‭ ‬باعتبارها‭ ‬خزانات‭ ‬تاريخية‭ ‬تحفظ‭ ‬مستقبل‭ ‬المملكة‭ ‬وتعبر‭ ‬عن‭ ‬أصالة‭ ‬هويتها،‭ ‬وهنا‭ ‬يأتي‭ ‬دور‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬تحقيق‭ ‬التواصل‭ ‬المستمر‭ ‬بين‭ ‬الأجيال‭ ‬وآليات‭ ‬نقل‭ ‬الموروثات‭ ‬الثقافية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬بينهما،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬ربط‭ ‬جميع‭ ‬فئات‭ ‬المجتمع‭ ‬للاستجابة‭ ‬في‭ ‬محيطهم‭ ‬وتحقيق‭ ‬المصلحة‭ ‬العامة‭ ‬والمشتركة‭ ‬تماشيًا‭ ‬مع‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬بجميع‭ ‬أبعادها‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والبيئية‭ ‬بغية‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬مجتمع‭ ‬مستقر‭ ‬ومنتج‭ ‬ومستدام‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬القطاعات‭.‬

وختامًا‭: ‬إن‭ ‬نجاح‭ ‬موسم‭ ‬جائزة‭ ‬البحرين‭ ‬الكبرى‭ ‬‮«‬فورمولا1‮»‬‭ ‬يفتح‭ ‬أفاقًا‭ ‬جديدة‭ ‬لتنظيم‭ ‬واستضافة‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأحداث‭ ‬العالمية،‭ ‬لذلك‭ ‬فإنّ‭ ‬لزيادة‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬منتجاتنا‭ ‬السياحية‭ ‬مستقبًلا،‭ ‬أرى‭ ‬ضرورة‭ ‬نشر‭ ‬وزيادة‭ ‬الوعي‭ ‬المجتمعي‭ ‬وتشجيع‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع‭ ‬المحلي‭ ‬على‭ ‬المعارض‭ ‬الشخصية‭ ‬والنوعية‭ ‬التي‭ ‬تحاكي‭ ‬وتسهم‭ ‬في‭ ‬الترويج‭ ‬لعراقة‭ ‬وتاريخ‭ ‬المملكة‭ ‬بشكل‭ ‬أكبر،‭ ‬وتنشيط‭ ‬جميع‭ ‬المواقع‭ ‬السياحية‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬بالترويج‭ ‬باستخدام‭ ‬شتى‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل،‭ ‬وكذلك‭ ‬دعم‭ ‬المواطنين‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬الموهبة‭ ‬والإبداع‭ ‬للاستفادة‭ ‬من‭ ‬المشروعات‭ ‬الاستثمارية‭ ‬الخاصة‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬مسيرة‭ ‬التنمية‭ ‬السياحية‭ ‬في‭ ‬المملكة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تنمية‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية‭ ‬الوطنية‭ ‬والاهتمام‭ ‬بها‭ ‬للارتقاء‭ ‬بالقطاع‭ ‬السياحي‭ ‬وتنشيطه،‭ ‬والاستفادة‭ ‬من‭ ‬التجارب‭ ‬والنماذج‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬المجاورة‭ ‬التي‭ ‬تتفق‭ ‬مع‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الخصائص‭ ‬الجغرافية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والاقتصادية،‭ ‬وتجهيز‭ ‬وصياغة‭ ‬الشعارات‭ ‬والعلامات‭ ‬التسويقية‭ ‬الإعلامية‭ ‬للمكتسبات‭ ‬والمنتجات‭ ‬السياحية‭ ‬والتعريف‭ ‬بتاريخ‭ ‬وثقافة‭ ‬المملكة،‭ ‬وذلك‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬معرفة‭ ‬احتياجات‭ ‬السائح‭ ‬ودراستها‭ ‬جيدًا‭ ‬قبل‭ ‬حلول‭ ‬المواسم‭ ‬السياحية،‭ ‬وذلك‭ ‬حتى‭ ‬نتمكن‭ ‬من‭ ‬تصميم‭ ‬المُنتج‭ ‬القادر‭ ‬على‭ ‬إشباع‭ ‬هذه‭ ‬الاحتياجات‭ ‬التي‭ ‬ستسهم‭ ‬فعليًا‭ ‬في‭ ‬جذب‭ ‬واستقطاب‭ ‬أكبر‭ ‬عدد‭ ‬ممكن‭ ‬من‭ ‬السياح‭ ‬كُل‭ ‬موسم‭ ‬سياحي‭ ‬مستقبلي‭ ‬يقام‭ ‬في‭ ‬المملكة،‭ ‬ومُتماشيًا‭ ‬مع‭ ‬القدرة‭ ‬الشرائية‭ ‬للسائحين‭.‬

لقد‭ ‬تمت‭ ‬دراسة‭ ‬أثر‭ ‬هذا‭ ‬الموقع‭ ‬السياحي‭ ‬المهم‭ ‬ضمن‭ ‬نتائج‭ ‬دراسة‭ ‬دكتوراه‭ ‬حول‭ ‬المواقع‭ ‬السياحية‭ ‬في‭ ‬المملكة،‭ ‬واستطلاع‭ ‬آراء‭ ‬عينات‭ ‬الدراسة‭ (‬ذوي‭ ‬الاختصاص‭ ‬والخبرات،‭ ‬المكاتب‭ ‬السياحية،‭ ‬الجمهور‭) ‬،‭ ‬وقد‭ ‬كان‭ ‬موقع‭ ‬حلبة‭ ‬البحرين‭ (‬الفورمولا1‭) ‬مدرجًا‭ ‬ضمن‭ ‬محور‭ ‬درجة‭ ‬فاعلية‭ ‬مقومات‭ ‬السيَاحة‭ ‬والسيًاحة‭ ‬البيئية‭ ‬في‭ ‬المواقع‭ ‬السيًاحية‭ ‬المهمة‭ ‬بالمملكة،‭ ‬والتي‭ ‬بلغ‭ ‬عددها‭ (‬19‭ ‬موقعًا‭) ‬وكانت‭ ‬حلبة‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬ضمنها،‭ ‬حيث‭ ‬حققت‭ ‬المرتبة‭ ‬الأولى‭ ‬حسب‭ ‬رأي‭ ‬جميع‭ ‬عينات‭ ‬الدراسة‭ ‬والتي‭ ‬دلت‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المواقع‭ ‬لها‭ ‬أهميتها‭ ‬البالغة‭ ‬كعامل‭ ‬من‭ ‬عوامل‭ ‬الجذب‭ ‬السياحي‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭.‬

{‭ ‬مختصة‭ ‬في‭ ‬فلسفة‭ ‬الدراسات

‭ ‬البيئية‭ ‬وآليات‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا