العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

مشهد الطاقة العالمي في ظل استمرار الحرب الأوكرانية

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الأربعاء ٠٨ مارس ٢٠٢٣ - 02:00

مع‭ ‬دخول‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬السنة‭ ‬الثانية‭ ‬للحرب‭ ‬الأوكرانية،‭ ‬وقيام‭ ‬‮«‬الولايات‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬و«أوروبا‮»‬،‭ ‬بتقديم‭ ‬مساعدات‭ ‬شاملة‭ ‬لـ«كييف‮»‬؛‭ ‬تشمل‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬إمدادات‭ ‬الأسلحة‭ ‬المتطورة‭ ‬والأموال،‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬العقوبات‭ ‬على‭ ‬رأسها‭ ‬حرمان‭ ‬‮«‬موسكو‮»‬‭ ‬من‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬موارد‭ ‬الطاقة‭ ‬لديها،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أنها‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬مصدريها‭ ‬عالميًا،‭ ‬والمورد‭ ‬الأول‭ ‬لها‭ ‬لأوروبا،‭ ‬ومن‭ ‬ثمّ،‭ ‬لجوء‭ ‬الأخيرة‭ ‬إلى‭ ‬مصادر‭ ‬بديلة‭.. ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬مشهد‭ ‬الطاقة‭ ‬العالمي‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬‮«‬اضطراب،‭ ‬وعدم‭ ‬استقرار‮»‬،‭ ‬وخاصة‭ ‬مع‭ ‬اتساع‭ ‬أمد‭ ‬هذه‭ ‬الحرب،‭ ‬وسعي‭ ‬كلا‭ ‬الطرفين‭ ‬إلى‭ ‬إلحاق‭ ‬الهزيمة‭ ‬بالآخر،‭ ‬والحيلولة‭ ‬دون‭ ‬خروجه‭ ‬منتصرًا‭.‬

في‭ ‬ضوء‭ ‬هذه‭ ‬الديناميكيات،‭ ‬يتأزم‭ ‬مشهد‭ ‬الطاقة‭ ‬من‭ ‬ناحية،‭ ‬وتتغير‭ ‬أسواقه‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬فيما‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬أمام‭ ‬‮«‬روسيا‮»‬،‭ ‬إلا‭ ‬بيع‭ ‬نفطها‭ ‬وغازها‭ ‬لأطراف‭ ‬غير‭ ‬ملتزمة‭ ‬بنظام‭ ‬العقوبات‭ ‬الأمريكي‭ ‬الغربي،‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬غير‭ ‬الرسمي،‭ ‬ما‭ ‬يضع‭ ‬سقفًا‭ ‬أمام‭ ‬احتمالات‭ ‬ارتفاع‭ ‬الأسعار‭ ‬التي‭ ‬ترشحها‭ ‬الأزمة‭. ‬ففي‭ ‬البيع‭ ‬لهذا‭ ‬السوق‭ ‬الموازي‭ ‬غير‭ ‬الرسمي،‭ ‬نشط‭ ‬ما‭ ‬يسميه‭ ‬المتعاملون‭ ‬بـ«أسطول‭ ‬الظل‮»‬،‭ ‬بنحو‭ ‬600‭ ‬سفينة،‭ ‬تمثل‭ ‬ما‭ ‬يعادل10%‭ ‬من‭ ‬العدد‭ ‬العالمي‭ ‬للناقلات‭ ‬الكبيرة،‭ ‬لنقل‭ ‬النفط‭ ‬الروسي‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬السوق‭. ‬

وبشكل‭ ‬عام،‭ ‬مثّل‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬‮«‬تغييرا‮»‬،‭ ‬لأنماط‭ ‬التداول‭ ‬القائمة‭ ‬منذ‭ ‬عقود،‭ ‬حيث‭ ‬قُسم‭ ‬نظام‭ ‬الطاقة‭ ‬العالمي‭ ‬إلى‭ ‬قسمين‭. ‬ووفقًا‭ ‬لـ«وكالة‭ ‬الطاقة‭ ‬الدولية‮»‬،‭ ‬عززت‭ ‬‮«‬الصين‮»‬،‭ ‬وارداتها‭ ‬من‭ ‬النفط‭ ‬الروسي‭ ‬إلى‭ ‬1‭.‬9‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا‭ ‬في‭ ‬المتوسط‭ ‬خلال‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬بزيادة‭ ‬19%‭ ‬عن‭ ‬2021،‭ ‬وزادت‭ ‬‮«‬الهند‮»‬،‭ ‬من‭ ‬مشترياتها،‭ ‬إلى‭ ‬900‭ ‬ألف‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا‭ ‬في‭ ‬المتوسط،‭ ‬بنسبة‭ ‬زيادة‭ ‬800%،‭ ‬فيما‭ ‬سجلت‭ ‬صادرات‭ ‬النفط‭ ‬الروسية‭ ‬إلى‭ ‬كلا‭ ‬الدولتين‭ ‬مستويات‭ ‬قياسية‭ ‬في‭ ‬يناير‭ ‬2023،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬دخل‭ ‬الحظر‭ ‬الأوروبي‭ ‬على‭ ‬نفطها‭ ‬المنقول‭ ‬بحرًا‭ ‬حيز‭ ‬التنفيذ،‭ ‬وكذلك‭ ‬قرار‭ ‬‮«‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‮»‬،‭ ‬بفرض‭ ‬سقف‭ ‬لسعر‭ ‬نفطها‭ ‬عند‭ ‬60‭ ‬دولارا‭ ‬للبرميل،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬استمرت‭ ‬صادراتها‭ ‬إلى‭ ‬تركيا،‭ ‬وهي‭ ‬عميل‭ ‬رئيسي‭ ‬آخر‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭. ‬

وفي‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬التحول،‭ ‬تشير‭ ‬بيانات‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬حجم‭ ‬‮«‬أسطول‭ ‬الظل‮»‬،‭ ‬ينمو‭ ‬بقدرة‭ ‬25‭ ‬إلى‭ ‬35‭ ‬سفينة‭ ‬شهريًا،‭ ‬وأن‭ ‬معظم‭ ‬مالكيه‭ ‬من‭ ‬أوروبا،‭ ‬وله‭ ‬تاريخ‭ ‬قديم‭ ‬في‭ ‬نقل‭ ‬النفط‭ ‬المهرب‭ ‬من‭ ‬‮«‬إيران‮»‬،‭ ‬و«فنزويلا‮»‬،‭ ‬لتجنب‭ ‬العقوبات‭ ‬الغربية‭. ‬وبينما‭ ‬حظرت‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬معظم‭ ‬واردات‭ ‬النفط‭ ‬الروسية،‭ ‬فلا‭ ‬توجد‭ ‬أي‭ ‬قواعد‭ ‬تمنع‭ ‬السفن‭ ‬الغربية‭ ‬من‭ ‬التسليم‭ ‬لمشترين،‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬الصين‮»‬،‭ ‬و«الهند‮»‬،‭ ‬أو‭ ‬تقديم‭ ‬خدمات‭ ‬مثل‭ ‬التأمين،‭ ‬طالما‭ ‬يتم‭ ‬احترام‭ ‬سقف‭ ‬أسعار‭ ‬مجموعة‭ ‬السبع‭. ‬

من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬ترفع‭ ‬الزيادة‭ ‬في‭ ‬حجم‭ ‬هذا‭ ‬الأسطول‭ ‬كلفة‭ ‬نقل‭ ‬النفط‭ ‬لجميع‭ ‬تجار‭ ‬هذه‭ ‬السلعة،‭ ‬حيث‭ ‬تظل‭ ‬السعة‭ ‬المتبقية‭ ‬محدودة،‭ ‬فيما‭ ‬تم‭ ‬تداول‭ ‬النفط‭ ‬الروسي‭ (‬خام‭ ‬الأورال‭) ‬عند‭ ‬سعر‭ ‬65‭ ‬دولارا‭ ‬للبرميل،‭ ‬وهو‭ ‬يزيد‭ ‬قليلاً‭ ‬على‭ ‬سقف‭ ‬السعر‭ ‬الذي‭ ‬حدده‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭. ‬وقبل‭ ‬أن‭ ‬يدخل‭ ‬الحظر‭ ‬الأوروبي‭ ‬حيز‭ ‬التنفيذ‭ ‬كانت‭ ‬موسكو‭ ‬قد‭ ‬كسبت‭ ‬من‭ ‬مبيعاتها‭ ‬النفطية‭ ‬إلى‭ ‬أوروبا‭ ‬قرابة‭ ‬67‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬فيما‭ ‬بلغت‭ ‬كلفة‭ ‬حربها‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬قرابة‭ ‬60‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭. ‬وفيما‭ ‬كان‭ ‬الحظر‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬منعها‭ ‬من‭ ‬جني‭ ‬ثمار‭ ‬مبيعاتها‭ ‬النفطية‭ ‬إلى‭ ‬أوروبا؛‭ ‬لكنها‭ ‬وجدت‭ ‬تعويضًا‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬آخر‭. ‬وردًا‭ ‬على‭ ‬تحديد‭ ‬سقف‭ ‬بيع‭ ‬أسعار‭ ‬نفطها،‭ ‬أعلنت‭ ‬اعتبارًا‭ ‬من‭ ‬أول‭ ‬فبراير2023‭ ‬وقف‭ ‬بيع‭ ‬نفطها‭ ‬للدول‭ ‬التي‭ ‬اعتمدت‭ ‬هذا‭ ‬السقف،‭ ‬فيما‭ ‬دخلت‭ ‬‮«‬أوروبا‮»‬،‭ ‬في‭ ‬أزمة‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬بدائل‭. ‬

وفي‭ ‬ظل‭ ‬تغيرات‭ ‬أسواق‭ ‬الطاقة،‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬‮«‬أوروبا‮»‬،‭ ‬تفوقت‭ ‬على‭ ‬‮«‬آسيا‮»‬،‭ ‬لتصبح‭ ‬أكبر‭ ‬مستهلكي‭ ‬النفط‭ ‬الأمريكي‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬منذ‭ ‬6‭ ‬سنوات‭. ‬ووفقًا‭ ‬لـ«بيانات‭ ‬مكتب‭ ‬الإحصاء‭ ‬الأمريكي‮»‬،‭ ‬فقد‭ ‬استحوذت‭ ‬الأولى‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬213,1‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬المدة‭ ‬من‭ ‬يناير‭ ‬إلى‭ ‬مايو‭ ‬2022،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬تلقت‭ ‬الأخيرة‭ ‬191,1‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الفترة،‭ ‬فيما‭ ‬غدت‭ ‬مبيعاته‭ ‬لدول‭ ‬أخرى،‭ ‬تسجل‭ ‬مستويات‭ ‬قياسية،‭ ‬تبلغ‭ ‬3,4‭ ‬ملايين‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا،‭ ‬مع‭ ‬صادرات‭ ‬بنحو‭ ‬3‭ ‬ملايين‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا‭ ‬من‭ ‬المنتجات‭ ‬المكررة،‭ ‬كالبنزين‭ ‬والديزل‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الولايات‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬تعد‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬أكبر‭ ‬مصدري‭ ‬الغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬المسال،‭ ‬ويبلغ‭ ‬معدل‭ ‬إنتاجها‭ ‬من‭ ‬النفط‭ ‬الخام‭ ‬13‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا،‭ ‬فإنها‭ ‬مازالت‭ ‬تستورد‭ ‬النفط‭ ‬الخام،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬استهلاكها‭ ‬يتجاوز‭ ‬20‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬السياسة،‭ ‬تجعل‭ ‬أوروبا‭ ‬أكثر‭ ‬اعتمادًا‭ ‬عليها،‭ ‬وليس‭ ‬على‭ ‬روسيا‭.‬

وبحسب‭ ‬بيانات‭ ‬‮«‬الوكالة‭ ‬الدولية‭ ‬للطاقة‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬،‭ ‬زادت‭ ‬كميات‭ ‬الغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬المسال‭ ‬التي‭ ‬تستوردها‭ ‬‮«‬أوروبا‮»‬،‭ ‬بمقدار‭ ‬66‭ ‬مليار‭ ‬متر‭ ‬مكعب،‭ ‬ما‭ ‬عاد‭ ‬بالفائدة‭ ‬الكبيرة‭ ‬عليها،‭ ‬إذ‭ ‬وفرت‭ ‬ثلثي‭ ‬هذا‭ ‬التدفق‭ ‬الإضافي،‭ ‬أي‭ ‬نحو‭ ‬43‭ ‬مليار‭ ‬متر‭ ‬مكعب‭ ‬خلال‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬فيما‭ ‬شكلت‭ ‬‮«‬أوروبا‮»‬،‭ ‬المحرك‭ ‬الرئيسي‭ ‬لزيادة‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬الغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬المسال،‭ ‬عبر‭ ‬الاستغناء‭ ‬عن‭ ‬الغاز‭ ‬الروسي‭. ‬وفي‭ ‬العام‭ ‬الماضي،‭ ‬زادت‭ ‬شحنات‭ ‬الغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬المسال‭ ‬إلى‭ ‬أوروبا‭ ‬بنسبة‭ ‬63%،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬انتقادات‭ ‬للإدارة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬رفعت‭ ‬الأخيرة‭ ‬أسعار‭ ‬بيع‭ ‬الغاز‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬4‭ ‬أضعاف‭ ‬سعر‭ ‬بيعه‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬الأمريكية،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تضغط‭ ‬فيه‭ ‬على‭ ‬أوروبا‭ ‬لقطع‭ ‬إمدادات‭ ‬الغاز‭ ‬الروسية‭.‬

وفي‭ ‬السنة‭ ‬الثانية‭ ‬للحرب،‭ ‬يدفع‭ ‬مشهد‭ ‬الطاقة‭ ‬المضطرب‭ ‬إلى‭ ‬الإسراع‭ ‬بوتيرة‭ ‬التكامل‭ ‬الإقليمي‭ ‬عبر‭ ‬المتوسط‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬مضى،‭ ‬مع‭ ‬تطلع‭ ‬دول‭ ‬جنوب‭ ‬وشرق‭ ‬المتوسط‭ ‬أيضًا،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬التدفقات‭ ‬التجارية‭ ‬والاستثمارات‭ ‬المتبادلة،‭ ‬ومع‭ ‬وجود‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المنطلقات‭ ‬لتحقيق‭ ‬هذا‭ ‬التكامل‭. ‬وفي‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬قيمة‭ ‬التجارة‭ ‬عبر‭ ‬منطقة‭ ‬المتوسط،‭ ‬تقدر‭ ‬بأقل‭ ‬من‭ ‬تريليون‭ ‬دولار‭ ‬سنويًا،‭ ‬ما‭ ‬يمثل‭ ‬نحو‭ ‬ثلث‭ ‬قيمة‭ ‬التجارة‭ ‬بين‭ ‬المنطقة‭ ‬وبقية‭ ‬العالم؛‭ ‬فإن‭ ‬نحو‭ ‬ثلث‭ ‬قيمة‭ ‬التجارة‭ ‬الإقليمية‭ ‬يقع‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الطاقة‭. ‬

وفي‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي،‭ ‬تنظر‭ ‬دول‭ ‬أوروبا‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬التكامل‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬يعوض‭ ‬اعتمادها‭ ‬على‭ ‬إمدادات‭ ‬الطاقة‭ ‬الروسية،‭ ‬حيث‭ ‬مازالت‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬المنتجات‭ ‬البترولية،‭ ‬بنحو‭ ‬ثلث‭ ‬إجمالي‭ ‬إمدادات‭ ‬الطاقة‭ ‬فيها،‭ ‬يليها‭ ‬الغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬بنسبة‭ ‬24%‭. ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬هذا‭ ‬الوضع،‭ ‬تسعى‭ ‬حاليا‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬وارداتها‭ ‬من‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‭ ‬من‭ ‬جنوب‭ ‬وشرق‭ ‬المتوسط‭. ‬فيما‭ ‬تمثل‭ ‬‮«‬الجزائر‮»‬،‭ ‬بالفعل‭ ‬ثالث‭ ‬أكبر‭ ‬مصدر‭ ‬للغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬إليها،‭ ‬وهناك‭ ‬إمكانية‭ ‬لزيادة‭ ‬هذه‭ ‬الإمدادات،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الأنابيب‭ ‬أو‭ ‬الغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬المسال‭ ‬الآتي‭ ‬من‭ ‬جنوب‭ ‬المتوسط‭ ‬وشرقه‭.‬

وعلى‭ ‬المديين‭ ‬المتوسط‭ ‬والطويل،‭ ‬يمتد‭ ‬هذا‭ ‬التكامل‭ ‬لجهة‭ ‬تحول‭ ‬‮«‬أوروبا‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬مصادر‭ ‬الطاقة‭ ‬النظيفة،‭ ‬والاستثمار‭ ‬في‭ ‬الإمكانات‭ ‬غير‭ ‬المستغلة‭ ‬لمصادر‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا،‭ ‬مثل‭ ‬الطاقة‭ ‬الشمسية‭ ‬وطاقة‭ ‬الرياح‭ ‬والهيدروجين،‭ ‬وهي‭ ‬المصادر‭ ‬التي‭ ‬يمتلك‭ ‬فيها‭ ‬الجانب‭ ‬الجنوبي‭ ‬من‭ ‬المتوسط،‭ ‬‮«‬ميزة‭ ‬تنافسية‮»‬‭. ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬قربها‭ ‬من‭ ‬الأسواق‭ ‬الأوروبية،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬دول‭ ‬جنوب‭ ‬وشرق‭ ‬المتوسط،‭ ‬‮«‬موردًا‭ ‬موثوقًا‮»‬‭ ‬للطاقة‭. ‬وبالفعل،‭ ‬اتجهت‭ ‬أوروبا‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة؛‭ ‬بحثًا‭ ‬عن‭ ‬بديل‭ ‬لإمدادات‭ ‬الطاقة‭ ‬الروسية،‭ ‬وتأمين‭ ‬احتياجاتها‭. ‬

واستمرارًا‭ ‬لهذه‭ ‬الحجة،‭ ‬نشرت‭ ‬‮«‬المفوضية‭ ‬الأوروبية‮»‬،‭ ‬و«المجلس‭ ‬الأوروبي‮»‬،‭ ‬مؤخرًا‭ ‬وثيقتين‭ ‬على‭ ‬درجة‭ ‬عالية‭ ‬من‭ ‬الأهمية‭: ‬الأولى‭ ‬‮«‬خطة‭ ‬ريباور‭ ‬أي‭ ‬يو‮»‬،‭ ‬لتقليل‭ ‬اعتماد‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬على‭ ‬الغاز‭ ‬الروسي،‭ ‬والثانية‭ ‬بشأن‭ ‬‮«‬الشراكة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬مع‭ ‬الخليج‮»‬‭. ‬وتؤكد‭ ‬هذه‭ ‬الوثائق‭ ‬جدية‭ ‬أوروبا‭ ‬في‭ ‬التخلي‭ ‬نهائيًا‭ ‬عن‭ ‬واردات‭ ‬الطاقة‭ ‬الروسية،‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬له‭ ‬انعكاسات‭ ‬عميقة‭ ‬على‭ ‬خريطة‭ ‬الطاقة‭ ‬العالمية،‭ ‬ويخلق‭ ‬فرصًا‭ ‬وتحديات،‭ ‬خاصة‭ ‬للإمارات‭ ‬وقطر‭. ‬

وتسعى‭ ‬الشراكة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬إلى‭ ‬تعميق‭ ‬العلاقات‭ ‬‮«‬الأوروبية‭ ‬الخليجية‮»‬،‭ ‬ومحورها‭ ‬الطاقة‭. ‬وتتضمن‭ ‬محاور‭ ‬الشراكة؛‭ ‬‮«‬زيادة‭ ‬إمدادات‭ ‬الغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬المسال،‭ ‬إجراءات‭ ‬لتحقيق‭ ‬الاستقرار‭ ‬في‭ ‬أسواق‭ ‬النفط،‭ ‬التعاون‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الهيدروجين،‭ ‬كفاءة‭ ‬الطاقة،‭ ‬تسريع‭ ‬انتشار‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‮»‬‭. ‬ولعل،‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬المجالات‭ ‬الواعدة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الطاقة‭ ‬بين‭ ‬الكتلتين،‭ ‬وخاصة‭ ‬الإمارات،‭ ‬هو‭ ‬إنتاج‭ ‬‮«‬الهيدروجين‭ ‬الأخضر‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬تتطلع‭ ‬المنطقة‭ ‬الخليجية‭ ‬كي‭ ‬تصبح‭ ‬من‭ ‬الموردين‭ ‬الرئيسيين‭ ‬للوقود‭ ‬النظيف‭.‬

وفي‭ ‬عام‭ ‬2021،‭ ‬استورد‭ ‬‮«‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‮»‬،‭ ‬344‭ ‬مليار‭ ‬متر‭ ‬مكعب‭ ‬من‭ ‬الغاز‭ ‬الطبيعي،‭ ‬منها‭ ‬155‭ ‬مليار‭ ‬متر‭ ‬مكعب‭ ‬من‭ ‬روسيا‭ ‬ما‭ ‬يمثل‭ ‬40%‭. ‬وخلال‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬كانت‭ ‬‮«‬قطر‮»‬،‭ ‬أكبر‭ ‬مصدر‭ ‬للغاز‭ ‬المسال‭ ‬عالميًا،‭ ‬حيث‭ ‬تصدر‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬105,5‭ ‬مليارات‭ ‬متر‭ ‬مكعب،‭ ‬أي‭ ‬نحو‭ ‬21%‭ ‬من‭ ‬الإمدادات‭ ‬العالمية‭. ‬ونظرًا‭ ‬لارتباطها‭ ‬بعقود‭ ‬توريد‭ ‬طويلة‭ ‬الأجل،‭ ‬فإن‭ ‬ما‭ ‬وردته‭ ‬إلى‭ ‬أوروبا‭ ‬في‭ ‬أغسطس‭ ‬2022،‭ ‬كان‭ ‬فقط‭ ‬2.7‭ ‬مليار‭ ‬متر‭ ‬مكعب‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬بإمكانها‭ ‬توفير‭ ‬قرابة‭ ‬10%‭ ‬مما‭ ‬تحتاج‭ ‬إليه‭ ‬‮«‬أوروبا‮»‬،‭ ‬لتعويض‭ ‬واردات‭ ‬الغاز‭ ‬الروسي‭. ‬

وتشير‭ ‬بيانات‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬واردات‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬من‭ ‬الغاز‭ ‬المسال،‭ ‬قد‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬قرابة‭ ‬120‭ ‬مليار‭ ‬متر‭ ‬مكعب‭ ‬سنويًا‭ ‬بين‭ ‬عامي‭ ‬2022‭ ‬‭ ‬2025،‭ ‬أي‭ ‬أعلى‭ ‬بنسبة‭ ‬55%‭ ‬عن‭ ‬2021‭. ‬وتنظر‭ ‬‮«‬أوروبا‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬قطر‮»‬،‭ ‬بصفتها‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬الموردين‭ ‬القلائل‭ ‬القادرين‭ ‬على‭ ‬صنع‭ ‬الفارق‭ ‬على‭ ‬المديين‭ ‬المتوسط‭ ‬والطويل،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬خططها‭ ‬الوطنية‭ ‬للتوسع‭ ‬في‭ ‬تصدير‭ ‬الغاز‭ ‬المسال‭ ‬بحلول‭ ‬2025‭ ‬بتوسعة‭ ‬حقل‭ ‬الشمال‭. ‬وفي‭ ‬المقابل‭ ‬استثمرت‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬في‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬لاستقبال‭ ‬الغاز‭ ‬المسال،‭ ‬وشاركت‭ ‬قطر‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الاتجاه‭ ‬في‭ ‬بلجيكا،‭ ‬وبريطانيا،‭ ‬وفرنسا‭.‬

ومع‭ ‬استمرار‭ ‬بحث‭ ‬‮«‬أوروبا‮»‬،‭ ‬عن‭ ‬بدائل‭ ‬لما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬1,3‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا‭ ‬من‭ ‬النفط‭ ‬الروسي،‭ ‬و900‭ ‬ألف‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا‭ ‬من‭ ‬المنتجات‭ ‬النفطية؛‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬يضمن‭ ‬للإمارات،‭ ‬خيارًا‭ ‬لتعزيز‭ ‬حضورها‭ ‬في‭ ‬أسواق‭ ‬الطاقة‭ ‬الأوروبية‭ ‬تدريجيًا‭ ‬مع‭ ‬تجنب‭ ‬التوترات‭ ‬مع‭ ‬روسيا‭. ‬وبصفتها‭ ‬ثالث‭ ‬أكبر‭ ‬منتج‭ ‬في‭ ‬‮«‬أوبك‮»‬،‭ ‬وتمتلك‭ ‬ثاني‭ ‬أكبر‭ ‬طاقة‭ ‬فائضة‭ ‬بعد‭ ‬السعودية؛‭ ‬فإنها‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬جيد‭ ‬يعزز‭ ‬علاقاتها‭ ‬مع‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬الطاقة،‭ ‬وخاصة‭ ‬مع‭ ‬توسيع‭ ‬القدرات‭ ‬الإنتاجية‭ ‬من‭ ‬قرابة‭ ‬4‭ ‬ملايين‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا،‭ ‬إلى‭ ‬5‭ ‬ملايين‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الخمس‭ ‬المقبلة‭. ‬وتحتل‭ ‬الإمارات‭ ‬المرتبة‭ ‬12‭ ‬عالميًا‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬إنتاج‭ ‬الغاز‭ ‬المسال،‭ ‬وتتبنى‭ ‬زيادة‭ ‬الإنتاج‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مشروع‭ ‬الفجيرة،‭ ‬الذي‭ ‬تبلغ‭ ‬سعته‭ ‬13‭ ‬مليار‭ ‬متر‭ ‬مكعب‭ ‬سنويًا،‭ ‬ويرفع‭ ‬قدراتها‭ ‬التصديرية‭ ‬إلى‭ ‬21‭ ‬مليار‭ ‬متر‭ ‬مكعب‭ ‬بحلول‭ ‬2026،‭ ‬متجاوزة‭ ‬بذلك‭ ‬سلطنة‭ ‬عُمان،‭ ‬التي‭ ‬تمتلك‭ ‬قدرة‭ ‬تصديرية‭ ‬15‭ ‬مليار‭ ‬متر‭ ‬مكعب‭ ‬سنويًا،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬تبلغ‭ ‬قدرة‭ ‬التسييل‭ ‬في‭ ‬قطر‭ ‬105,50‭ ‬مليارات‭ ‬متر‭ ‬مكعب‭ ‬سنويًا‭.‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬مع‭ ‬حالة‭ ‬عدم‭ ‬الاستقرار‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬أسعار‭ ‬الطاقة‭ ‬في‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة؛‭ ‬توقعت‭ ‬‮«‬إدارة‭ ‬معلومات‭ ‬الطاقة‭ ‬الأمريكية‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬يصل‭ ‬متوسط‭ ‬سعر‭ ‬خام‭ ‬غرب‭ ‬تكساس‭ ‬الأمريكي‭ ‬إلى‭ ‬77,2‭ ‬دولارا‭ ‬للبرميل‭ ‬في‭ ‬2023،‭ ‬ما‭ ‬يمثل‭ ‬هبوطًا‭ ‬بنسبة‭ ‬10,6%‭ ‬مقارنة‭ ‬بتقديراتها‭ ‬السابقة،‭ ‬ووصول‭ ‬سعر‭ ‬خام‭ ‬‮«‬برنت‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬83‭ ‬دولارا‭ ‬للبرميل‭ ‬بانخفاض‭ ‬نحو‭ ‬10%‭ ‬عن‭ ‬تقديراتها‭ ‬السابقة،‭ ‬كما‭ ‬خفضت‭ ‬توقعاتها‭ ‬لسعر‭ ‬الغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬بنسبة‭ ‬9,8%،‭ ‬لتصل‭ ‬إلى‭ ‬4,9‭ ‬دولارات‭ ‬لكل‭ ‬وحدة‭ ‬حرارية‭ ‬بريطانية‭. ‬فيما‭ ‬توقع‭ ‬‮«‬البنك‭ ‬الدولي‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬تتراجع‭ ‬أسعار‭ ‬الطاقة‭ ‬بنسبة‭ ‬11%‭ ‬خلال‭ ‬عام‭ ‬2023‭. ‬ويعزز‭ ‬هذا‭ ‬التوقع،‭ ‬‮«‬حالة‭ ‬الركود‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي،‭ ‬والأداء‭ ‬الضعيف‭ ‬للاقتصاد‭ ‬الصيني‮»‬‭. ‬ويؤدي‭ ‬انخفاض‭ ‬الأسعار‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬النفط‭ ‬إلى‭ ‬قرابة‭ ‬102‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا،‭ ‬بزيادة‭ ‬1,7‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬عن‭ ‬مستواه‭ ‬في‭ ‬2022‭. ‬

يأتي‭ ‬هذا‭ ‬فيما‭ ‬أبقت‭ ‬‮«‬الأوبك‮»‬،‭ ‬على‭ ‬توقعها‭ ‬بزيادة‭ ‬الطلب‭ ‬في‭ ‬2023،‭ ‬عند‭ ‬مستوى‭ ‬2,5‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا،‭ ‬ونمو‭ ‬إنتاج‭ ‬النفط‭ ‬من‭ ‬خارجها‭ ‬عند‭ ‬مستوى‭ ‬1,5‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا،‭ ‬وأن‭ ‬يتوسع‭ ‬المعروض‭ ‬من‭ ‬خارجها‭ ‬أيضا‭ ‬بمقدار‭ ‬1,9‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬يوميًا،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أشارت‭ ‬المنظمة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬توقعاتها‭ ‬مشوبة‭ ‬بعدم‭ ‬اليقين؛‭ ‬بسبب‭ ‬التطورات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والجيوسياسية‭ ‬العالمية‭. ‬ومن‭ ‬المعلوم،‭ ‬أنها‭ ‬تمد‭ ‬السوق‭ ‬العالمية‭ ‬يوميًا‭ ‬بـ28,9‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا