العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

هل تم فك لغز المرض الأمريكي الغامض؟

بقلم: د. إسماعيل محمد المدني

الثلاثاء ٠٧ مارس ٢٠٢٣ - 02:00

منذ‭ ‬أن‭ ‬برز‭ ‬مرض‭ ‬هافانا‭ ‬الغامض‭ ‬على‭ ‬السطح،‭ ‬وبالتحديد‭ ‬منذ‭ ‬أغسطس‭ ‬2016‭ ‬في‭ ‬السفارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬الكوبية‭ ‬هافانا،‭ ‬وأنا‭ ‬أُتابع‭ ‬وأراقب‭ ‬كل‭ ‬التفاصيل‭ ‬المتعلقة‭ ‬بهذه‭ ‬المرض‭ ‬الغريب‭ ‬الذي‭ ‬أصاب‭ ‬الدبلوماسيين‭ ‬الأمريكيين،‭ ‬وأكتبُ‭ ‬عن‭ ‬التطورات‭ ‬التي‭ ‬تُستجد‭ ‬حول‭ ‬مصدر‭ ‬وأسباب‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬الصحية‭ ‬الجديدة‭ ‬والأعراض‭ ‬المرضية‭ ‬المتباينة‭ ‬والفريدة‭ ‬من‭ ‬نوعها،‭ ‬فأول‭ ‬مقال‭ ‬كتبتُه‭ ‬لسبر‭ ‬غور‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬المرضية‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬29‭ ‬أكتوبر‭ ‬2017‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬ماذا‭ ‬حدث‭ ‬لموظفي‭ ‬السفارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬كوبا‮»‬‭.‬

ومنذ‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت،‭ ‬أي‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬سبع‭ ‬سنوات‭ ‬والقصة‭ ‬مازالت‭ ‬غامضة‭ ‬كما‭ ‬ظهرت‭ ‬منذ‭ ‬أول‭ ‬يوم،‭ ‬والتفسيرات‭ ‬حول‭ ‬انكشافها‭ ‬مازالت‭ ‬غير‭ ‬نهائية‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬علمياً‭ ‬الوثوق‭ ‬بها،‭ ‬ومصادر‭ ‬وأسباب‭ ‬الأعراض‭ ‬المرضية‭ ‬العقيمة‭ ‬التي‭ ‬تعرض‭ ‬لها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬1500‭ ‬دبلوماسي‭ ‬وعميل‭ ‬أمريكي‭ ‬يعملون‭ ‬في‭ ‬هافانا‭ ‬بكوبا،‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬شنغهاي‭ ‬في‭ ‬الصين،‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬النمسا،‭ ‬أو‭ ‬كولومبيا‭ ‬مازالت‭ ‬تحت‭ ‬التحقيق‭ ‬والدراسة،‭ ‬ولم‭ ‬تنجح‭ ‬في‭ ‬فك‭ ‬رموز‭ ‬وشفرات‭ ‬هذه‭ ‬الحالات‭ ‬الصحية‭ ‬الغريبة‭ ‬(anomalous health incidents)‭.  ‬

فالدراسات‭ ‬والتحقيقات‭ ‬لإيجاد‭ ‬الأجوبة‭ ‬الصحيحة‭ ‬والوصول‭ ‬إلى‭ ‬الحقيقة‭ ‬وحل‭ ‬اللغز‭ ‬المحير‭ ‬لم‭ ‬تتوقف،‭ ‬وآخرها‭ ‬وردتْ‭ ‬في‭ ‬النشرة‭ ‬الإعلامية‭ ‬التي‭ ‬صدرت‭ ‬في‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬مارس‭ ‬2023،‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬بيان‭ ‬مدير‭ ‬الاستخبارات‭ ‬القومية‭ ‬حول‭ ‬تقييم‭ ‬مجتمع‭ ‬الاستخبارات‭ ‬عن‭ ‬الحالات‭ ‬المرضية‭ ‬الغريبة‮»‬‭. ‬فهذا‭ ‬التحقيق‭ ‬والتقييم‭ ‬الجديد‭ ‬شمل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬1500‭ ‬حالة‭ ‬مرضية‭ ‬لموظفين‭ ‬أمريكيين‭ ‬يعملون‭ ‬خارج‭ ‬أمريكا‭ ‬في‭ ‬96‭ ‬دولة،‭ ‬واستغرق‭ ‬هذا‭ ‬التحقيق‭ ‬الذي‭ ‬أجرته‭ ‬سبع‭ ‬وكالات‭ ‬استخباراتية‭ ‬ست‭ ‬سنوات،‭ ‬وشمل‭ ‬دراسة‭ ‬شاملة‭ ‬ودقيقة‭ ‬لجميع‭ ‬الحالات‭ ‬التي‭ ‬وقعتْ‭ ‬بين‭ ‬عامين‭ ‬من‭ ‬2016‭ ‬إلى‭ ‬2018،‭ ‬حيث‭ ‬وصف‭ ‬مدير‭ ‬وكالة‭ ‬الاستخبارات‭ ‬المركزية‭ (‬سي‭ ‬أي‭ ‬إيه‭)‬( Central Intelligence Agency)‭ ‬بيل‭ ‬بارنز(Bill Burns)‭ ‬هذا‭ ‬التقرير‭ ‬قائلاً‭: ‬‮«‬إنه‭ ‬التحقيق‭ ‬الأكبر‭ ‬والأكثر‭ ‬شمولية‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الوكالة،‭ ‬وهو‭ ‬يعكس‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عامين‭ ‬من‭ ‬جمع‭ ‬المعلومات‭ ‬والأعمال‭ ‬الاستقصائية‭ ‬وتحليل‭ ‬هذه‭ ‬المعلومات‭ ‬من‭ ‬مجتمع‭ ‬الاستخبارات‭ ‬لكل‭ ‬ما‭ ‬يحيط‭ ‬بالحادثة‭ ‬قبل‭ ‬وأثناء‭ ‬وبعد‭ ‬وقوعها‮»‬‭.‬

وهذا‭ ‬التقرير‭ ‬الأخير‭ ‬لمجتمع‭ ‬المخابرات‭ ‬عن‭ ‬الحالات‭ ‬المرضية‭ ‬الشاذة‭ ‬تم‭ ‬تصنيفه‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬سري‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬قُدم‭ ‬ملخص‭ ‬الاستنتاجات‭ ‬في‭ ‬البيان‭ ‬الصحفي‭ ‬الذي‭ ‬صرحت‭ ‬به‭ ‬مديرة‭ ‬الاستخبارات‭ ‬القومية،‭ ‬أفريل‭ ‬هاينز‭ ‬(Avril Haines)‭ ‬قائلة‭: ‬‮«‬نحن‭ ‬اليوم‭ ‬نُشارككم‭ ‬جهود‭ ‬التحقيقات‭ ‬والاستنتاجات‭ ‬التي‭ ‬توصل‭ ‬إليها‭ ‬تقييم‭ ‬مجتمع‭ ‬الاستخبارات‭ ‬حول‭ ‬الحالات‭ ‬الصحية‭ ‬الغريبة‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬النشرة‭: ‬‮«‬معظم‭ ‬وكالات‭ ‬مجتمع‭ ‬الاستخبارات‭ ‬استنتج‭ ‬الآن‭ ‬بأنه‭ ‬من‭ ‬المستبعد‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬جهة‭ ‬أجنبية‭ ‬تتحمل‭ ‬مسؤولية‭ ‬الحالات‭ ‬المرضية‭ ‬الغريبة‭ ‬التي‭ ‬تعرض‭ ‬لها‭ ‬بعض‭ ‬الدبلوماسيين‭..... ‬ومازالت‭ ‬هناك‭ ‬ثغرات‭ ‬قائمة‭ ‬بسبب‭ ‬التحديات‭ ‬المحيطة‭ ‬بجمع‭ ‬المعلومات‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬الأجنبية‮»‬‭. ‬كذلك‭ ‬استنتج‭ ‬التقرير‭ ‬حسب‭ ‬ما‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬البيان‭ ‬بأن‭: ‬‮«‬الأعراض‭ ‬التي‭ ‬انكشفت‭ ‬على‭ ‬الدبلوماسيين‭ ‬من‭ ‬المحتمل‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬لعوامل‭ ‬لا‭ ‬علاقة‭ ‬لها‭ ‬بجهات‭ ‬أجنبية‭ ‬عدائية،‭ ‬مثل‭ ‬الحالات‭ ‬المرضية‭ ‬التي‭ ‬كانوا‭ ‬يعانون‭ ‬منها‭ ‬سابقاً،‭ ‬أو‭ ‬أمراض‭ ‬معروفة‭ ‬مسبقاً،‭ ‬أو‭ ‬عوامل‭ ‬بيئية‮»‬‭. ‬

فهذا‭ ‬التحقيق‭ ‬الشامل‭ ‬استبعد‭ ‬إحدى‭ ‬النظريات‭ ‬والتفسيرات‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬مطروحة‭ ‬بقوة‭ ‬من‭ ‬قبل،‭ ‬والتي‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬وجود‭ ‬سلاحٍ‭ ‬أجنبي‭ ‬خارجي‭ ‬وعدائي‭ ‬تعرض‭ ‬له‭ ‬الموظفون،‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬السلاح‭ ‬الصوتي‮»‬،‭ ‬أو‭ ‬‮«‬سلاح‭ ‬الأشعة‭ ‬الكهرومغناطيسية‮»‬‭ ‬(pulsed electromagnetic energy)‭ ‬الذي‭ ‬تنبعث‭ ‬منه‭ ‬طاقة‭ ‬وموجات‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الميكروويف،‭ ‬أو‭ ‬ترددات‭ ‬الراديو‭ ‬(radio-frequency energy)‭. ‬ففي‮ ‬30‮ ‬‭ ‬أغسطس‭ ‬2018‭ ‬نُشرت‭ ‬دراسة‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬الكهرومغناطيسية‭ ‬الحيوية‮»‬‭ ‬(Bio Electro Magnetics)‭ ‬وخلصت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬التعرض‭ ‬لأشعة‭ ‬الميكروويف‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬أفران‭ ‬الميكروويف‭ ‬التي‭ ‬نستخدمها‭ ‬لتسخين‭ ‬الطعام‭ ‬وفي‭ ‬الهواتف‭ ‬النقالة‭ ‬قد‭ ‬يُفسر‭ ‬هذه‭ ‬الأعراض‭ ‬المرضية‭ ‬الغريبة‭ ‬التي‭ ‬أُصيب‭ ‬بها‭ ‬الوفد‭ ‬الأمريكي‭ ‬في‭ ‬كوبا‭ ‬والصين،‭ ‬فعندما‭ ‬يتعرض‭ ‬الإنسان‭ ‬لأشعة‭ ‬الميكروويف‭ ‬المُركزة‭ ‬والشديدة‭ ‬فإنه‭ ‬سيحس‭ ‬بالضوضاء‭ ‬العالية‭ ‬والأصوات‭ ‬المرتفعة،‭ ‬وينعكس‭ ‬هذا‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬الصحي‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الشعور‭ ‬بالصداع‭ ‬والإغماء‭ ‬والإرهاق‭ ‬ثم‭ ‬تلف‭ ‬وارتجاج‭ ‬في‭ ‬المخ،‭ ‬حسب‭ ‬الدراسة‭ ‬المنشورة‭ ‬في‮ ‬20‮ ‬مارس‮ ‬2018‮ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬جمعية‭ ‬الأطباء‭ ‬الأمريكيين‭ ‬حول‭ ‬‮«‬بيانات‭ ‬عصبية‭ ‬للمسؤولين‭ ‬الحكوميين‭ ‬الذين‭ ‬أفادوا‭ ‬بتعرضهم‭ ‬لظواهر‭ ‬صوتية‭ ‬وحسية‭ ‬في‭ ‬كوبا‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬فحص‭ ‬وتقييم‮ ‬21‮ ‬دبلوماسياً‭ ‬أمريكيا‭ ‬كانوا‭ ‬يعملون‭ ‬في‭ ‬كوبا،‭ ‬وأشارت‭ ‬الدراسة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬شكوى‭ ‬هؤلاء‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬السفارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬كوبا‭ ‬تفيد‭ ‬بتعرض‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأفراد‭ ‬لخلل‭ ‬في‭ ‬شبكات‭ ‬المخ،‭ ‬وأفادت‭ ‬بأن‭ ‬هذه‭ ‬الأعراض‭ ‬تُشبه‭ ‬من‭ ‬تعرض‭ ‬لحادثة‭ ‬ارتجاج‭ ‬في‭ ‬المخ‭ ‬جراء‭ ‬حادثة‭ ‬سيارة،‭ ‬أو‭ ‬السقوط‭ ‬من‭ ‬مكان‭ ‬مرتفع،‭ ‬أو‭ ‬حدوث‭ ‬انفجار،‭ ‬ولكن‭ ‬الدراسة‭ ‬لم‭ ‬تحدد‭ ‬مصدر‭ ‬وأسباب‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬المرضية‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬البحث‭ ‬المنشور‭ ‬في‭ ‬أكتوبر‭ ‬2018‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬الحسابات‭ ‬العصبية‭ ‬‭(‬Neural‭ ‬Computation‭)‬‭ ‬يُقدم‭ ‬الإثباتات‭ ‬والدلائل‭ ‬العلمية‭ ‬التي‭ ‬تؤشر‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الهجوم‭ ‬بأشعة‭ ‬الميكروويف‮»‬‭ ‬هو‭ ‬السبب‭ ‬وراء‭ ‬مرض‭ ‬الأمريكيين‭.‬

كذلك‭ ‬نُشر‭ ‬تقرير‭ ‬في‭ ‬السادس‭ ‬من‭ ‬ديسمبر‮ ‬2020‮ ‬من‭ ‬‮«‬الأكاديميات‭ ‬القومية‭ ‬للعلوم‭ ‬والهندسة‭ ‬والطب‮»‬‭ ‬(National Academies of Sciences, Engineering, and Medicine)‮ ‬بعنوان‭: ‬‮«‬تقييم‭ ‬مرض‭ ‬موظفي‭ ‬الحكومة‭ ‬الأمريكية‭ ‬وعائلاتهم‭ ‬في‭ ‬السفارات‭ ‬الخارجية‮»‬‭. ‬وهذا‭ ‬التقرير‭ ‬قام‭ ‬به‭ ‬فريق‭ ‬مكون‭ ‬من‮ ‬19‮ ‬خبيراً‭ ‬من‭ ‬تخصصات‭ ‬متعددة‭ ‬منها‭ ‬علم‭ ‬الأعصاب‭ ‬والإشعاع‭ ‬وغيرهما،‭ ‬وتكون‭ ‬التقرير‭ ‬من‮ ‬64‮ ‬صفحة،‭ ‬وجاءت‭ ‬الاستنتاجات‭ ‬الختامية‭ ‬حسب‭ ‬ما‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬التقرير‭ ‬بأن‭:‬‮ «‬الأعراض‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬كشفها‭ ‬على‭ ‬أول‭ ‬حالة‭ ‬في‭ ‬السفارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬هافانا‭ ‬بكوبا‭ ‬كانت‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬الاستيقاظ‭ ‬من‭ ‬النوم‭ ‬والشعور‭ ‬بآلام‭ ‬شديدة‭ ‬وضغط‭ ‬شديد‭ ‬في‭ ‬الوجه،‭ ‬والإحساس‭ ‬بوجود‭ ‬صوتٍ‭ ‬حاد‭ ‬ومرتفع‭ ‬جداً‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬الأذنين،‭ ‬ثم‭ ‬فقدان‭ ‬التوازن‭ ‬والإغماء‭. ‬وبعد‭ ‬أيام‭ ‬انكشفت‭ ‬أعراض‭ ‬أخرى‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬مشكلات‭ ‬واضطرابات‭ ‬في‭ ‬الرؤية،‭ ‬وصعوبات‭ ‬ذهنية‭ ‬وعقلية،‭ ‬وفقدان‭ ‬في‭ ‬السمع،‭ ‬وصداع‭ ‬مزمن،‭ ‬والشعور‭ ‬بالتعب‭ ‬والإرهاق،‭ ‬وفقدان‭ ‬الذاكرة‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬التقرير‭ ‬بأن‭:‬‮ ‬‭ ‬لجنة‭ ‬الخبراء‭ ‬تَشعر‭ ‬بأن‭ ‬الأعراض‭ ‬التي‭ ‬أصابت‭ ‬الدبلوماسيين‭ ‬تتوافق‭ ‬مع‭ ‬التأثيرات‭ ‬للتعرض‭ ‬المباشر‭ ‬للأشعة‭ ‬الكهرومغناطيسية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬طاقة‭ ‬وترددات‭ ‬الراديو‭ ‬والميكروويف‭. ‬كما‭ ‬جاء‭ ‬أيضاً‭ ‬في‭ ‬التقرير‭:‬‮ «‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬ذبذبات‭ ‬ترددات‭ ‬الراديو‭ ‬الموجهة‭ ‬هي‭ ‬الآلية‭ ‬الأكثر‭ ‬قبولاً‭ ‬لتفسير‭ ‬هذه‭ ‬الحالات‭ ‬المرضية‭ ‬التي‭ ‬تمت‭ ‬دراستها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬اللجنة،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬تأثيرات‭ ‬الحالات‭ ‬النفسية‭ ‬لهؤلاء‭ ‬الموظفين‮»‬‭.‬

ولذلك‭ ‬وبعد‭ ‬مضي‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬سبع‭ ‬سنوات‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الحالات‭ ‬الصحية‭ ‬الغريبة،‭ ‬وبعد‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الدراسات‭ ‬والتحقيقات‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تنته‭ ‬بعد،‭ ‬ولم‭ ‬تُنشر‭ ‬نتائجها‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الغموض‭ ‬مازال‭ ‬يحوم‭ ‬حول‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬الغريبة‭. ‬والخلاصة‭ ‬التي‭ ‬أستطيع‭ ‬أن‭ ‬أُقدمها‭ ‬لكم‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬الوقائع‭ ‬المرضية‭ ‬صحيحة،‭ ‬والحكومة‭ ‬الأمريكية‭ ‬جادة‭ ‬في‭ ‬فك‭ ‬شفراتها‭ ‬وتؤكد‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عدة‭ ‬مؤشرات‭ ‬منها تعويض‭ ‬المتضررين‭ ‬مادياً،‭ ‬ومنها‭ ‬موافقة مجلس‭ ‬النواب‭ ‬بالإجماع‭ ‬في‭ ‬21‮ ‬سبتمبر‮ ‬2021،‭ ‬وهذه‭ ‬من‭ ‬الحالات‭ ‬النادرة‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬إجماع‭ ‬في‭ ‬المجلس‭ ‬وموافقة‭ ‬من‭ ‬الحزبين،‭ ‬على‭ ‬قانون‭ ‬هافانا(Helping American Victims Afflicted by Neurological Attacks Act‭)‬،‭ ‬حيث‭ ‬وقَّع‭ ‬بايدن‭ ‬على‭ ‬القانون‭ ‬في‮ ‬8‮ ‬أكتوبر‮ ‬2021‮ ‬وقال‭ ‬متعهداً‭ ‬بإيجاد‭ ‬حل‭ ‬لهذه‭ ‬الحالات‭:‬‮ «‬أنا‭ ‬سعيد‭ ‬بالتوقيع‭ ‬على‭ ‬قانون‭ ‬هافانا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬ضمان‭ ‬بأننا‭ ‬نقوم‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬وسعنا‭ ‬لمساعدة‭ ‬أفراد‭ ‬الحكومة‭ ‬الأمريكية‭ ‬الذين‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬الحالات‭ ‬الصحية‭ ‬الغريبة‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬أضاف‭: ‬‮«‬مواجهة‭ ‬هذه‭ ‬الحالات‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬الأولويات‭ ‬الرئيسة‭ ‬لإدارتي‮»‬‭.‬‮ ‬

والأيام‭ ‬القادمة‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬كفيلة‭ ‬بإزالة‭ ‬النقاب‭ ‬عن‭ ‬اللغز‭ ‬المحير‭ ‬الذي‭ ‬يحيط‭ ‬بهذا‭ ‬المرض‭ ‬الغامض‭. ‬

    bncftpw@batelco‭.‬com‭.‬bh

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا