العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

دول الخليج واستراتيجيات مواجهة الكوارث

بقلم: د. أشرف محمد كشك

الاثنين ٠٦ مارس ٢٠٢٣ - 02:00

أشرتُ‭ ‬في‭ ‬المقال‭ ‬السابق‭ ‬لاستراتيجيات‭ ‬مواجهة‭ ‬الكوارث‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬وتضمن‭ ‬المقال‭ ‬بعض‭ ‬الأمثلة‭ ‬سواء‭ ‬التي‭ ‬عكست‭ ‬نماذج‭ ‬ناجحة‭ ‬أو‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬بها‭ ‬أوجه‭ ‬قصور‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الكوارث،‭ ‬وقد‭ ‬تابعت‭ ‬كغيري‭ ‬من‭ ‬المهتمين‭ ‬بمجال‭ ‬إدارة‭ ‬الكوارث‭ ‬والأزمات‭ ‬الكتابات‭ ‬والتحليلات‭ ‬التي‭ ‬وردت‭ ‬بشأن‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬نتائج‭ ‬الزلازل‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬تركيا‭ ‬وسوريا‭ ‬وكان‭ ‬لافتاً‭ ‬تأكيد‭ ‬بعض‭ ‬التحليلات‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬ليست‭ ‬ضمن‭ ‬خطوط‭ ‬وقوع‭ ‬الزلازل‭ ‬أو‭ ‬أنها‭ ‬ليست‭ ‬ضمن‭ ‬احتمالات‭ ‬وقوع‭ ‬تسونامي،‭ ‬وربما‭ ‬يكون‭ ‬ذلك‭ ‬صحيحاً‭ ‬بشكل‭ ‬جزئي‭ ‬حيث‭ ‬تجاور‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬المناطق‭ ‬التي‭ ‬ربما‭ ‬تتعرض‭ ‬لمخاطر‭ ‬تلك‭ ‬الكوارث‭ ‬بما‭ ‬يعني‭ ‬أنها‭ ‬قد‭ ‬تطالها‭ ‬ولو‭ ‬بشكل‭ ‬جزئي،‭ ‬وقبيل‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬واقع‭ ‬جهود‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬المجال‭ ‬والتحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجهها،‭ ‬فإن‭ ‬الأزمات‭ ‬المزمنة‭ ‬التي‭ ‬يشهدها‭ ‬الإطار‭ ‬الإقليمي‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬تحمل‭ ‬في‭ ‬طياتها‭ ‬كوارث‭ ‬تمتد‭ ‬آثارها‭ ‬سنوات‭ ‬وهنا‭ ‬يمكن‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬ثلاثة‭ ‬أمثلة‭  ‬الأول‭: ‬خلال‭ ‬الحروب‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬المنطقة‭ ‬ومنها‭ ‬الحرب‭ ‬العراقية‭- ‬الإيرانية‭ ‬1980-1988‭  ‬والغزو‭ ‬العراقي‭ ‬لدولة‭ ‬الكويت‭ ‬عام‭ ‬1990‭ ‬لم‭ ‬تنج‭ ‬البيئة‭ ‬البحرية‭ ‬من‭ ‬كارثة‭ ‬التلوث‭ ‬البحري‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬آثاره‭ ‬تمتد‭ ‬حتى‭ ‬اليوم‭ ‬،‭ ‬والثاني‭: ‬تأثير‭ ‬الأزمات‭ ‬الإقليمية‭ ‬على‭ ‬احتمالات‭ ‬كوارث‭ ‬بيئية‭ ‬ومن‭ ‬ذلك‭ ‬ناقلة‭ ‬النفط‭ ‬صافر‭ ‬التي‭ ‬تحمل‭ ‬على‭ ‬متنها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬من‭ ‬النفط‭  ‬الخام‭ ‬ويحتجزها‭ ‬الحوثيون‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2015‭ ‬بلا‭ ‬صيانة‭ ‬قبالة‭ ‬السواحل‭ ‬اليمنية‭ ‬وحال‭ ‬انفجارها‭ ‬سوف‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬كارثة‭ ‬بيئية‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬سواء‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬أو‭ ‬دول‭ ‬جوارها،‭ ‬والثالث‭: ‬مخاطر‭ ‬التسربات‭ ‬الإشعاعية‭ ‬من‭ ‬المفاعلات‭ ‬النووية‭ ‬الإيرانية،‭ ‬فإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬تقارير‭ ‬عديدة‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬تصميم‭ ‬تلك‭ ‬المفاعلات‭ ‬لم‭ ‬يتضمن‭ ‬معايير‭ ‬الأمان‭ ‬النووي‭ ‬فهي‭ ‬تقع‭ ‬ضمن‭ ‬منطقة‭ ‬حزام‭ ‬زلزالي‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬ربما‭ ‬تكون‭ ‬عرضة‭ ‬لهجوم‭ ‬عسكري‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬طائرات‭ ‬درونز‭ ‬وتزداد‭ ‬مخاطر‭ ‬التسربات‭ ‬الإشعاعية‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬المفاعلات‭ ‬لكون‭ ‬أن‭ ‬مياه‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬تسير‭ ‬عكس‭ ‬عقارب‭ ‬الساعة‭ ‬ومع‭ ‬سرعة‭ ‬الرياح‭ ‬فإن‭ ‬تلوث‭  ‬مساحات‭  ‬كبيرة‭  ‬من‭ ‬مياه‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬سيكون‭ ‬أمراً‭ ‬محتملاً‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يمثل‭ ‬تحدياً‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬وقوع‭ ‬كل‭ ‬محطات‭ ‬تحلية‭ ‬المياه‭ ‬على‭ ‬سواحل‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭.‬

دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬أولت‭ ‬إدارة‭ ‬الكوارث‭ ‬أهمية‭ ‬بالغة‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الخليجي‭ ‬الجماعي‭ ‬ومن‭ ‬ذلك‭ ‬تأسيس‭ ‬مركز‭ ‬إدارة‭ ‬حالات‭ ‬الطوارئ‭ ‬بمجلس‭ ‬التعاون‭ ‬ويستهدف‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الكوارث‭ ‬الطبيعية‭ ‬والبيئية‭ ‬ودعم‭ ‬صانعي‭ ‬القرار‭ ‬بالحقائق‭ ‬العلمية‭ ‬قبل‭ ‬وأثناء‭ ‬وبعد‭ ‬هذه‭ ‬الحوادث‭ ‬لاتخاذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬المناسبة‭ ‬بما‭ ‬يحد‭ ‬من‭ ‬آثار‭ ‬تلك‭ ‬الكوارث،‭ ‬وعلى‭ ‬مستوى‭ ‬كل‭ ‬دولة‭ ‬خليجية‭ ‬على‭ ‬حدة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استحداث‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭ ‬بإدارة‭ ‬الأزمات‭ ‬والكوارث‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الدول‭.‬

ومع‭ ‬أهمية‭ ‬ما‭ ‬سبق‭  ‬فإن‭ ‬طبيعة‭ ‬الكوارث‭ ‬وتعددها‭ ‬تجعل‭ ‬من‭ ‬الاهتمام‭ ‬بها‭ ‬ضرورة‭ ‬استراتيجية‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الدولة‭ ‬ككل‭ ‬أو‭ ‬ضمن‭ ‬المؤسسات‭ ‬بداخلها‭ ‬وفي‭ ‬تقديري‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬الاهتمام‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتخذ‭ ‬ثلاثة‭ ‬مسارات،‭ ‬المسار‭ ‬الأول‭  ‬ضرورة‭ ‬الاهتمام‭ ‬بمواجهة‭ ‬الكوارث‭ ‬ضمن‭ ‬مؤسسات‭ ‬إدارة‭ ‬الأزمات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تأسيسها‭ ‬لهذا‭ ‬الغرض،‭ ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬خططا‭ ‬فرعية‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الجهات‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭ ‬المباشرة‭ ‬باحتمال‭ ‬مواجهة‭ ‬أي‭ ‬كوارث‭ ‬مثل‭ ‬التلوث‭ ‬البحري‭ ‬أو‭ ‬البيئي‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬لابد‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬مرتبطاً‭ ‬بخطة‭ ‬أشمل‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الدولة‭ ‬ككل‭ ‬وربما‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬دراسة‭ ‬طبيعة‭ ‬الكوارث‭ ‬المماثلة‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬أخرى‭ ‬وكيفية‭ ‬مواجهتها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحديد‭ ‬الدروس‭ ‬المستفادة‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬ذات‭ ‬الظروف‭ ‬التي‭ ‬تتشابه‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬طبيعة‭ ‬الكوارث‭ ‬المتوقعة،‭ ‬المسار‭ ‬الثاني‭: ‬زيادة‭ ‬وتيرة‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالوعي‭ ‬المجتمعي‭ ‬لمواجهة‭ ‬كوارث‭ ‬متوقعة‭ ‬حتى‭ ‬ولو‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المؤسسات‭ ‬الأصغر‭ ‬وهنا‭ ‬تجدر‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬تنفيذ‭ ‬الإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للدفاع‭ ‬المدني‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭  ‬ممثلة‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬الحماية‭ ‬والسلامة‭ ‬في‭ ‬22‭ ‬فبراير‭ ‬2023‭ ‬تمرين‭ ‬إخلاء‭ ‬وهمي‭ ‬بالمدرسة‭ ‬البريطانية‭ ‬والذي‭ ‬استهدف‭ ‬التأكد‭ ‬من‭ ‬جاهزية‭ ‬فريق‭ ‬الأمن‭ ‬والسلامة‭ ‬بالمدرسة‭ ‬وزيادة‭ ‬مستوى‭ ‬الوعي‭ ‬بإجراءات‭ ‬الأمن‭ ‬والسلامة‭ ‬وكيفية‭ ‬إخلاء‭ ‬المدرسة‭ ‬بطريقة‭ ‬آمنة‭ ‬في‭ ‬حالات‭ ‬الطوارئ‭ ‬وقد‭ ‬تمت‭ ‬عمليات‭ ‬الإخلاء‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬قياسي‭ ‬بمشاركة‭ ‬2795‭ ‬شخصاً‭ ‬من‭ ‬الكادر‭ ‬التعليمي‭ ‬والطلبة‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬المراحل‭ ‬الدراسية‭ ‬وهي‭ ‬تجربة‭ ‬جديرة‭ ‬بالاهتمام‭ ‬والتعميم‭ ‬على‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬المدارس‭ ‬الأخرى،‭ ‬أما‭ ‬المسار‭ ‬الثالث‭: ‬فهو‭ ‬تمرينات‭ ‬المحاكاة‭ ‬للأجهزة‭ ‬الأمنية‭ ‬ذاتها‭  ‬وهي‭ ‬التمرينات‭ ‬التي‭ ‬توليها‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الأكاديمية‭ ‬الأمنية‭ ‬أهمية‭ ‬بالغة‭ ‬لأن‭ ‬تلك‭ ‬التمرينات‭ ‬تتخذ‭ ‬طابعاً‭ ‬عملياً،‭ ‬صحيح‭ ‬أنها‭ ‬تؤسس‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬أكاديمية‭ ‬ومعايير‭ ‬محددة‭ ‬ولكنها‭ ‬تستهدف‭ ‬بشكل‭ ‬أساسي‭ ‬الإجابة‭ ‬عن‭ ‬ثلاثة‭ ‬تساؤلات‭ ‬جوهرية‭ ‬ذات‭ ‬صلة‭ ‬وثيقة‭ ‬بنجاح‭ ‬مواجهة‭ ‬الكوارث‭ ‬وهي‭ ‬ما‭ ‬طبيعة‭ ‬الكوارث‭ ‬المتوقعة‭ ‬بشكل‭ ‬واقعي‭ ‬بما‭ ‬يتسق‭ ‬مع‭ ‬البيئية‭ ‬الخليجية،‭ ‬وما‭ ‬القدرات‭ ‬المتوافرة‭ ‬لدى‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬لمواجهة‭ ‬تلك‭ ‬الكوارث‭ ‬سواء‭ ‬المادية‭ ‬أو‭ ‬البشرية‭ ‬وكيفية‭ ‬توظيفها‭ ‬وأخيراً‭ ‬ما‭ ‬الفجوات،‭ ‬ولاشك‭ ‬أن‭ ‬تكرار‭ ‬إجراء‭ ‬مثل‭ ‬تلك‭ ‬التمرينات‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يعزز‭ ‬من‭ ‬القدرات‭ ‬البشرية‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬الكوارث‭.‬

ومع‭ ‬أهمية‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬تبقى‭ ‬قضيتان‭ ‬مهمتان‭ ‬للغاية‭ ‬ضمن‭ ‬استراتيجيات‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬لمواجهة‭ ‬الكوارث‭ ‬الأولى‭: ‬الوعي‭ ‬المجتمعي‭ ‬الذي‭ ‬يظل‭ ‬هو‭ ‬حجر‭ ‬الزاوية‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المواجهة‭ ‬وأقصد‭ ‬بالوعي‭ ‬هنا‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬ثقافة‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الكوارث‭ ‬لدى‭ ‬كل‭ ‬شرائح‭ ‬المجتمع‭ ‬بل‭ ‬أيضاً‭ ‬توعية‭ ‬القاطنين‭ ‬على‭ ‬مقربة‭ ‬من‭ ‬المنشآت‭ ‬الصناعية‭ ‬بكيفية‭ ‬التصرف‭ ‬حال‭ ‬حدوث‭ ‬تسربات‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬المنشآت‭ ‬،‭ ‬ولاشك‭ ‬أن‭ ‬وجود‭ ‬متحدث‭ ‬إعلامي‭ ‬خلال‭ ‬مواجهة‭ ‬الكوارث‭ ‬يظل‭ ‬متطلباً‭ ‬رئيسياً‭ ‬أيضاً،‭ ‬ففي‭ ‬ظل‭ ‬ثورة‭ ‬الاتصالات‭ ‬الحديثة‭ ‬فإن‭ ‬الشائعات‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تفاقم‭ ‬من‭ ‬تداعيات‭ ‬الكارثة‭ ‬وليس‭ ‬الحد‭ ‬منها،‭ ‬والثانية‭: ‬الجانب‭ ‬التعليمي‭ ‬إذ‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬موضوع‭ ‬الكوارث‭ ‬مقرراً‭ ‬أساسياً‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المؤسسات‭ ‬التعليمية‭ ‬الأمنية‭ ‬والدفاعية‭ ‬بشكل‭ ‬موسع‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬منظور‭ ‬نظري‭ ‬وإنما‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬الجوانب‭ ‬العملية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تكليف‭ ‬الدارسين‭ ‬بإجراء‭ ‬بحوث‭ ‬ذات‭ ‬طابع‭ ‬تطبيقي‭ ‬من‭ ‬زوايا‭ ‬مختلفة‭ ‬متكاملة‭ ‬بشأن‭ ‬إدارة‭ ‬الكوارث‭.‬

وفي‭ ‬تصوري‭ ‬أن‭ ‬إدارة‭ ‬الكوارث‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تتجاوز‭ ‬المجالات‭ ‬التقليدية‭ ‬مثل‭ ‬تلوث‭ ‬البيئة‭ ‬والأمن‭ ‬البحري‭ ‬لتشمل‭ ‬مجالات‭ ‬أخرى‭ ‬فرضت‭ ‬ذاتها‭ ‬وبقوة‭ ‬كتحد‭ ‬أمام‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬كافة‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬التهديدات‭ ‬السيبرانية‭ ‬والتي‭ ‬تزداد‭ ‬حدتها‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تزداد‭ ‬وتيرة‭ ‬تحولها‭ ‬نحو‭ ‬الحكومة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬بما‭ ‬يجعها‭ ‬هدفاً‭ ‬لعمليات‭ ‬قرصنة‭ ‬واسعة‭ ‬النطاق‭. ‬ومجمل‭ ‬القول‭ ‬إنه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬تعد‭ ‬نسبياً‭ ‬في‭ ‬مأمن‭ ‬من‭ ‬تعرضها‭ ‬لكوارث‭ ‬طبيعية‭ ‬ولكن‭ ‬النظرة‭ ‬الشاملة‭ ‬لمفهوم‭ ‬الكارثة‭ ‬واستمرار‭ ‬حالة‭ ‬التأزيم‭ ‬الإقليمي‭ ‬الراهنة‭ ‬تجعل‭ ‬من‭ ‬الاهتمام‭ ‬بمسألة‭ ‬مواجهة‭ ‬الكوارث‭ ‬أمراً‭ ‬ملحاً‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬العمل‭ ‬وفق‭ ‬استراتيجيات‭ ‬وطنية‭ ‬تتكامل‭ ‬مع‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الخليجية‭ ‬الجماعية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تشابه‭ ‬ظروف‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭.      ‬

{ مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬بمركز‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬

 

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا