العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

حديث ذو شجون عن الفن والفنانين في البحرين

بقلم: محيي الدين بهلول

السبت ٠٤ مارس ٢٠٢٣ - 02:00

راودتني‭ ‬فكرة‭ ‬كتابة‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬فعلا‭ ‬ذو‭ ‬شجون،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬لمست‭ ‬أنه‭ ‬يستحق‭ ‬وأنا‭ ‬ألتقي‭ ‬بعض‭ ‬الأخوة‭ ‬الفنانين‭ ‬كبارهم‭ ‬وصغارهم‭ ‬الذين‭ ‬يرون‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الفن‭ ‬قد‭ ‬تراجع‭ ‬لدى‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬لهم‭ ‬باع‭ ‬في‭ ‬الفن‭ ‬وعندهم‭ ‬شعور‭ ‬بحسرة‭ ‬وندم‭ ‬على‭ ‬أيام‭ ‬زمان‭ ‬وبالتحديد‭ ‬فترة‭ ‬الستينيات،‭ ‬فالاهتمام‭ ‬بالفن‭ ‬وإعادة‭ ‬احتضانه‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬يستحق‭ ‬ذلك،‭ ‬حتى‭ ‬إننا‭ ‬وجدنا‭ ‬أنفسنا‭ ‬نسبح‭ ‬في‭ ‬بحر‭ ‬آخر‭ ‬أو‭ ‬بمعنى‭ ‬أصح‭ ‬لا‭ ‬نعرف‭ ‬أغواره‭.‬

وانطلاقا‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬نرجو‭ ‬ألا‭ ‬يكون‭ ‬الفن‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬فنان‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬محصورا‭ ‬في‭ ‬انطباعات‭ ‬أو‭ ‬خواطر،‭ ‬بل‭ ‬نريده‭ ‬واقعا‭ ‬وأن‭ ‬نرى‭ ‬البحرين‭ ‬عاصمة‭ ‬للفن‭ ‬والفنانين‭ ‬كما‭ ‬كانت‭.‬

إن‭ ‬الأغنية‭ ‬ذات‭ ‬اللحن‭ ‬الأصيل‭ ‬والأداء‭ ‬الممتع‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تمس‭ ‬القلب‭ ‬وتدفع‭ ‬الإنسان،‭ ‬حتى‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الألم‭ ‬والشجن‭ ‬إلى‭ ‬حب‭ ‬الحياة‭ ‬والعمل،‭ ‬إننا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬نمتلك‭ ‬خامات‭ ‬فنية‭ ‬مبدعة‭ ‬وفنا‭ ‬راقيا‭ ‬والدليل‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يقدم‭ ‬في‭ ‬الستينيات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تليفزيون‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬مسلسلات‭ ‬رفيعة‭ ‬المستوى‭ ‬فنيا‭ ‬وهذا‭ ‬مع‭ ‬الأسف‭ ‬افتقدناه‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭. ‬لقد‭ ‬لعبت‭ ‬الأغنية‭ ‬العاطفية‭ ‬والوطنية‭ ‬دورا‭ ‬كبيرا‭ ‬والسؤال‭ ‬الذي‭ ‬يطرح‭ ‬نفسه‭ ‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬تعود‭ ‬كما‭ ‬كانت؟‭ ‬بل‭ ‬إلى‭ ‬الأحسن‭.‬

ولعل‭ ‬وزارة‭ ‬الإعلام‭ ‬لديها‭ ‬مسؤولية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭ ‬وننتظر‭ ‬أن‭ ‬تتخذ‭ ‬خطوات‭ ‬لوضع‭ ‬دراسة‭ ‬ذات‭ ‬جدوى‭ ‬وأفكار‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬مناقشات‭ ‬مفتوحة‭ ‬يشترك‭ ‬فيها‭ ‬المسؤولون‭ ‬والمطربون‭ ‬ومؤلفو‭ ‬الأغاني‭ ‬والملحنون‭ ‬والجمهور‭ ‬من‭ ‬المهتمين‭ ‬بالأغنية‭ ‬والفن‭ ‬لكي‭ ‬تصل‭ ‬الأغنية‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬نرجوه‭ ‬لها‭ ‬كفن‭ ‬وكوسيلة‭ ‬أساسية‭ ‬من‭ ‬وسائل‭ ‬التأثير‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وإذا‭ ‬كان‭ ‬الجميع‭ ‬في‭ ‬وطننا‭ ‬فرحين‭ ‬بيومهم‭ ‬وحياتهم‭ ‬فلابد‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬عندنا‭ ‬أغان‭ ‬يغنونها‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الأفراح،‭ ‬حتى‭ ‬تأخذ‭ ‬طابعها‭ ‬الصحيح‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المناسبة،‭ ‬فلا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الأغنية‭ ‬أمرا‭ ‬عابرا‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬احتياج‭ ‬إنساني،‭ ‬والأغنية‭ ‬دائما‭ ‬تبحث‭ ‬عن‭ ‬الشكل‭ ‬الذي‭ ‬يكفل‭ ‬لها‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬رفيعة‭ ‬المستوى‭ ‬في‭ ‬ثلاثة‭ ‬مستويات‭ ‬متكاملة‭ ‬الأداء‭ ‬واللحن‭ ‬والكلمات‭.‬

ومما‭ ‬تقدم‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬الفن‭ ‬والفنانين‭ ‬في‭ ‬وطننا‭ ‬البحرين‭. ‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬نقابة‭ ‬للفن‭ ‬والفنانين؟‭ ‬إننا‭ ‬لا‭ ‬شك‭ ‬نتمنى‭ ‬أن‭ ‬تتحقق‭ ‬هذه‭ ‬الأمنية‭ ‬فالإذاعة‭ ‬والتلفزيون‭ ‬يشكلان‭ ‬الجزء‭ ‬الأكبر‭ ‬من‭ ‬قطاع‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬الفنية‭ ‬فكرا‭ ‬وفنا‭ ‬وعطاء‭ ‬وأن‭ ‬ما‭ ‬ذكره‭ ‬الزميل‭ ‬إبراهيم‭ ‬حبيب‭ ‬في‭ ‬عموده‭ ‬الأسبوعي‭ ‬نصا‭ (‬لم‭ ‬أسمع‭ ‬قط‭ ‬نائبا‭ ‬بمجلس‭ ‬النواب‭ ‬البحريني‭ ‬يطرح‭ ‬تساؤلات‭ ‬عن‭ ‬أسباب‭ ‬انهيار‭ ‬الفنون‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬ويسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬البطالة‭ ‬التي‭ ‬يعيشها‭ ‬الفنان‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة،‭ ‬المسرح‭ ‬معطل،‭ ‬والأغنية‭ ‬البحرينية‭ ‬تحتضر‭ ‬والفنون‭ ‬الشعبية‭ ‬في‭ ‬مهب‭ ‬الريح‭).‬

وأضاف‭ ‬قائلا‭: ‬‮«‬إنه‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬تحديد‭ ‬أسباب‭ ‬هذا‭ ‬الانهيار‭ ‬والتجاهل‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬المسؤولة‭ ‬وأضيف‭ ‬إليها‭ ‬بالتحديد‭ ‬وزارة‭ ‬الإعلام،‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬نترك‭ ‬هذه‭ ‬القيمة‭ ‬غير‭ ‬فاعلة‭ ‬وموضوعة‭ ‬على‭ ‬الأرفف‭ ‬العالية‮»‬،‭ ‬إن‭ ‬ما‭ ‬طرحه‭ ‬الزميل‭ ‬إبراهيم‭ ‬حبيب‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬لو‭ ‬بقي‭ ‬أكثر‭ ‬سيكون‭ ‬مرا‭ ‬ولا‭ ‬طعم‭ ‬له،‭ ‬إن‭ ‬الفن‭ ‬هو‭ ‬الطاقة‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مجتمع‭ ‬ونحن‭ ‬لا‭ ‬نستطيع‭ ‬أن‭ ‬نحقق‭ ‬مجتمعا‭ ‬جديدا‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬الفن،‭ ‬وفي‭ ‬اعتقادي‭ ‬أن‭ ‬المقياس‭ ‬الحقيقي‭ ‬لإعادة‭ ‬حركتنا‭ ‬الفنية‭ ‬يكمن‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬نرى‭ ‬الفن‭ ‬يعيش‭ ‬بيننا‭ ‬في‭ ‬مجتمعنا‭ ‬وبيوتنا‭ ‬وعقول‭ ‬أجيالنا‭ ‬الحاضرة‭ ‬والقادمة‭.‬

إن‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬الفن‭ ‬والفنانين‭ ‬يطول‭ ‬لما‭ ‬يمثله‭ ‬من‭ ‬عنصر‭ ‬الجمال‭ ‬فنيا،‭ ‬من‭ ‬هنا‭ ‬وجب‭ ‬العناية‭ ‬به‭ ‬فالفن‭ ‬في‭ ‬مضمونه‭ ‬هو‭ ‬كلمات‭ ‬تنطق‭ ‬بها‭ ‬الشفاه،‭ ‬وأداء‭ ‬يطلق‭ ‬الشعور‭ ‬بالسعادة‭ ‬والحياة‭ ‬الجميلة‭ ‬التي‭ ‬ينسى‭ ‬فيها‭ ‬الفرد‭ ‬أحزانه‭ ‬وهمومه،‭ ‬وفي‭ ‬السياق‭ ‬نفسه‭ ‬نستطيع‭ ‬أن‭ ‬ندرك‭ ‬حقيقة‭ ‬الدور‭ ‬الذي‭ ‬كانت‭ ‬تلعبه‭ ‬الأغنية‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬عبر‭ ‬تاريخها‭ ‬الطويل‭ ‬باعتبارها‭ ‬كانت‭ ‬فعلا‭ ‬نمطا‭ ‬من‭ ‬أنماط‭ ‬الفن‭ ‬الأصيل‭ ‬بين‭ ‬فئات‭ ‬المجتمع‭ ‬المختلفة‭ ‬كما‭ ‬كانت‭ ‬الأغنية‭ ‬ولاسيما‭ ‬الأغنية‭ ‬الوطنية‭ ‬تلعب‭ ‬دورا‭ ‬مهما،‭ ‬حيث‭ ‬واكبت‭ ‬أعياد‭ ‬البحرين‭ ‬مشاركة‭ ‬في‭ ‬أفراحه،‭ ‬وختاما‭ ‬نتمنى‭ ‬أن‭ ‬نسمع‭ ‬ونرى‭ ‬ما‭ ‬يراود‭ ‬الفنانين‭ ‬والفن‭ ‬حول‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يخص‭ ‬الأغنية‭ ‬والفن‭ ‬الجميل‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا