العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

صراع القوى الكبرى لحسم معركة المستقبل!

بقلم: عبدالله السناوي {

الجمعة ٠٣ مارس ٢٠٢٣ - 02:00

بعد‭ ‬عام‭ ‬على‭ ‬الحرب‭ ‬الأوكرانية‭ ‬تتكشف‭ ‬طبيعتها،‭ ‬مباشرة‭ ‬وصريحة،‭ ‬باعتراف‭ ‬الرئيسين‭ ‬الأمريكي‭ ‬‮«‬جو‭ ‬بايدن‮»‬‭ ‬والروسي‭ ‬‮«‬فلاديمير‭ ‬بوتين‮»‬‭. ‬إنه‭ ‬الصراع‭ ‬الدامي‭ ‬على‭ ‬مستقبل‭ ‬النظام‭ ‬الدولي،‭ ‬حساباته‭ ‬وموازين‭ ‬القوى‭ ‬والمصالح‭ ‬فيه‭.‬

لم‭ ‬تكن‭ ‬مصادفة‭ ‬زيارة‭ ‬‮«‬بايدن‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬كييف‭ ‬عشية‭ ‬العام‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬الحرب،‭ ‬أراد‭ ‬أن‭ ‬يرفع‭ ‬مستوى‭ ‬التعبئة‭ ‬السياسية‭ ‬والعسكرية‭ ‬خشية‭ ‬أن‭ ‬يفلت‭ ‬زمام‭ ‬الموقف‭ ‬من‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض،‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬تساور‭ ‬الشكوك‭ ‬أعضاء‭ ‬حلف‭ ‬‮«‬الناتو‮»‬‭ ‬في‭ ‬قوته‭ ‬ووحدته‭ ‬وقدرته‭ ‬على‭ ‬كسب‭ ‬معاركها‭ ‬العسكرية‭. ‬ولا‭ ‬كانت‭ ‬زيارته‭ ‬إلى‭ ‬بولندا‭ ‬واجتماعاته‭ ‬فيها‭ ‬مع‭ ‬‮«‬مجموعة‭ ‬بوخارست‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬تضم‭ (‬9‭) ‬دول‭ ‬تمثل‭ ‬الجناح‭ ‬الشرقي‭ ‬للحلف،‭ ‬مصادفة‭ ‬أخرى‭.‬

أراد‭ ‬بايدن‭ ‬أن‭ ‬يبعث‭ ‬إلى‭ ‬البولنديين‭ ‬رسالة‭ ‬طمأنة‭ ‬باعتبارها‭ ‬الطرف‭ ‬الأوروبي‭ ‬الأكثر‭ ‬انخراطا‭ ‬في‭ ‬الجهد‭ ‬العسكري‭ ‬لـ«الناتو‮»‬‭ ‬على‭ ‬الحدود‭ ‬مع‭ ‬أوكرانيا‭.. ‬‮«‬إننا‭ ‬ماضون‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬ولن‭ ‬نسمح‭ ‬لروسيا‭ ‬أن‭ ‬تكسبها‮»‬‭. ‬مداخلاته‭ ‬في‭ ‬بولندا‭ ‬استهدفت‭ ‬تأكيد‭ ‬‮«‬وحدة‭ ‬الحلف‮»‬‭.. ‬وأنه‭ ‬بات‭ ‬الآن‭ ‬أكثر‭ ‬قوة‭ ‬عما‭ ‬كان‭ ‬عليه‭ ‬قبل‭ ‬عام‭. ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬عملا‭ ‬تعبويا‭ ‬لرفع‭ ‬منسوب‭ ‬الثقة‭ ‬العامة‭ ‬في‭ ‬أوساط‭ ‬الحلفاء‭. ‬تبدت‭ ‬رسالة‭ ‬ثانية،‭ ‬رمزية‭ ‬هذه‭ ‬المرة،‭ ‬في‭ ‬اختيار‭ ‬العاصمة‭ ‬البولندية‭ ‬وارسو،‭ ‬كمنصة‭ ‬إطلاق‭ ‬لرسائله‭ ‬الجديدة‭.‬

بإرث‭ ‬التاريخ‭ ‬فإن‭ ‬وارسو‭ ‬كانت‭ ‬مقرا‭ ‬وعنوانا‭ ‬لحلف‭ ‬عسكري‭ ‬مضاد‭ ‬لـ«الناتو‮»‬‭ ‬يقوده‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفيتي‭ ‬السابق‭ ‬في‭ ‬سنوات‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة‭. ‬أراد‭ ‬أن‭ ‬يقول‭ ‬إننا‭ ‬هنا‭ ‬الآن،‭ ‬نبحث‭ ‬في‭ ‬المخاوف‭ ‬الأمنية‭ ‬لدول‭ ‬كانت‭ ‬إلى‭ ‬وقت‭ ‬قريب‭ ‬أعضاء‭ ‬في‭ ‬حلف‭ ‬‮«‬وارسو‮»‬‭ ‬من‭ ‬تمدد‭ ‬شرارات‭ ‬الحرب‭ ‬إليها‭.‬

بإلحاح‭ ‬ظاهر‭ ‬تطرق‭ ‬مرة‭ ‬بعد‭ ‬أخرى‭ ‬إلى‭ ‬التزامه‭ ‬بالمادة‭ ‬الخامسة‭ ‬من‭ ‬ميثاق‭ ‬حلف‭ ‬‮«‬الناتو‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬أن‭ ‬أي‭ ‬اعتداء‭ ‬على‭ ‬إحدى‭ ‬دوله‭ ‬اعتداءً‭ ‬على‭ ‬الحلف‭ ‬كله‭.‬

فيما‭ ‬تسرب‭ ‬عن‭ ‬اجتماعه‭ ‬مع‭ ‬‮«‬مجموعة‭ ‬بوخارست‮»‬‭ ‬أن‭ ‬قادتها‭ ‬طالبوه‭ ‬بتمركز‭ ‬أكبر‭ ‬للقوات‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭ ‬لحمايتها‭ ‬من‭ ‬أية‭ ‬عمليات‭ ‬عسكرية‭ ‬روسية‭ ‬محتملة‭!‬

لم‭ ‬يكن‭ ‬حديث‭ ‬‮«‬بايدن‮»‬‭ ‬عن‭ ‬طبيعة‭ ‬الحرب‭ ‬الأوكرانية‭ ‬كصراع‭ ‬على‭ ‬المستقبل‭ ‬كلاما‭ ‬عابرا‭ ‬في‭ ‬أجواء‭ ‬ملتهبة‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬تعبيرا‭ ‬دقيقا‭ ‬عن‭ ‬حقيقة‭ ‬الموقف‭. ‬المعنى‭ ‬أنه‭ ‬ليس‭ ‬واردا‭ ‬أن‭ ‬تتخلى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬بكل‭ ‬الوسائل‭ ‬المشروعة،‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬المشروعة،‭ ‬العسكرية‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬العسكرية،‭ ‬عن‭ ‬هيمنتها‭ ‬على‭ ‬النظام‭ ‬الدولي‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬التبعات‭ ‬والتكاليف‭.‬

هذه‭ ‬هي‭ ‬الحقيقة‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬جرى‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬عام‭ ‬كامل‭. ‬الحقائق‭ ‬غير‭ ‬الذرائع‭ ‬التي‭ ‬ترددت‭ ‬طويلا‭ ‬وكثيرا‭ ‬عن‭ ‬طبيعة‭ ‬الحرب،‭ ‬إنها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الديمقراطية‭ ‬وقيمها،‭ ‬أو‭ ‬دفاعا‭ ‬عن‭ ‬أوكرانيا‭ ‬ووحدة‭ ‬أراضيها،‭ ‬أو‭ ‬حماية‭ ‬للأمن‭ ‬الأوروبي‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬تغول‭ ‬روسي‭ ‬عليه‭.‬

من‭ ‬زاوية‭ ‬استراتيجية‭ ‬أمريكية‭ ‬فإنها‭ ‬قبل‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬دفاع‭ ‬عن‭ ‬الدور‭ ‬الأمريكي‭ ‬المهيمن‭ ‬على‭ ‬النظام‭ ‬الدولي‭ ‬المتهالك‭.. ‬و«الناتو‮»‬‭ ‬كلمة‭ ‬السر‭ ‬في‭ ‬الإبقاء‭ ‬عليه‭ ‬وتواصل‭ ‬الهيمنة‭ ‬الأمريكية‭.‬

يلفت‭ ‬الانتباه‭ ‬ــ‭ ‬هناــ‭ ‬أن‭ ‬السياسة‭ ‬التي‭ ‬يتبعها‭ ‬‮«‬بايدن‮»‬‭ ‬في‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬مركزية‭ ‬‮«‬الناتو‮»‬‭ ‬تناقض‭ ‬تماما‭ ‬ما‭ ‬تبناه‭ ‬سلفه‭ ‬‮«‬دونالد‭ ‬ترامب‮»‬‭ ‬من‭ ‬تهميش‭ ‬للحلف‭ ‬والتخلي‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬التزامات‭ ‬سابقة‭ ‬تحت‭ ‬شعار‭: ‬‮«‬الأمن‭ ‬مقابل‭ ‬الدفع‮»‬‭!‬

لمرات‭ ‬عديدة‭ ‬أعرب‭ ‬‮«‬بوتين‮»‬‭ ‬أنه‭ ‬يتطلع‭ ‬إلى‭ ‬بناء‭ ‬نظام‭ ‬دولي‭ ‬جديد‭ ‬أكثر‭ ‬تعددا‭ ‬وعدلا‭ ‬لا‭ ‬تتحكم‭ ‬فيه‭ ‬دولة‭ ‬واحدة،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لديه‭ ‬مشروع‭ ‬واضح‭ ‬يتعدى‭ ‬الشعارات‭ ‬العامة‭. ‬خاطب‭ ‬‮«‬بوتين‮»‬‭ ‬الضجر‭ ‬الدولي‭ ‬المعلن‭ ‬والمضمر،‭ ‬من‭ ‬هيمنة‭ ‬القطب‭ ‬الأوحد‭ ‬خلال‭ ‬سنوات‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة،‭ ‬وقد‭ ‬كانت‭ ‬مريرة،‭ ‬لكنه‭ ‬لم‭ ‬ينجح‭ ‬في‭ ‬اختراقات‭ ‬كبيرة‭ ‬ذات‭ ‬وزن‭ ‬بالجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬بأثر‭ ‬الضغوط‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الأمريكية‭.‬

في‭ ‬البداية‭ ‬استخدم‭ ‬ذريعة‭ ‬الأمن‭ ‬الروسي‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬تمكن‭ ‬‮«‬الناتو‮»‬‭ ‬أن‭ ‬يتمركز‭ ‬على‭ ‬حدوده‭ ‬المباشرة‭ ‬مع‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬خنجرا‭ ‬في‭ ‬الخصر‭ ‬على‭ ‬عكس‭ ‬ما‭ ‬تعهدت‭ ‬به‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬مقابل‭ ‬موافقة‭ ‬موسكو‭ ‬على‭ ‬توحيد‭ ‬الألمانيتين‭ ‬مطلع‭ ‬تسعينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭. ‬كانت‭ ‬تلك‭ ‬ذريعة‭ ‬مقنعة‭ ‬لمواطنيه‭.‬

وكان‭ ‬سجل‭ ‬التهميش‭ ‬والعنصرية‭ ‬تجاه‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬روسي‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭ ‬ذريعة‭ ‬ثانية‭ ‬بررت‭ ‬ضم‭ ‬أربع‭ ‬مناطق‭ ‬أوكرانية‭ ‬إلى‭ ‬الاتحاد‭ ‬الروسي‭. ‬مشكلة‭ ‬‮«‬بوتين‮»‬‭ ‬الرئيسية‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يحظ‭ ‬بدعم‭ ‬من‭ ‬حلفاء‭ ‬أقوياء‭ ‬يوازن‭ ‬ما‭ ‬توافر‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭.‬

الصين،‭ ‬حليفه‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬المفترض،‭ ‬تعرضت‭ ‬لحملات‭ ‬ابتزاز‭ ‬متصلة‭ ‬تؤكد‭ ‬دون‭ ‬دليل‭ ‬واحد‭ ‬أنها‭ ‬تمد‭ ‬موسكو‭ ‬بالذخائر‭ ‬والأسلحة،‭ ‬وأنها‭ ‬تنتوي‭ ‬أن‭ ‬تشارك‭ ‬في‭ ‬الأعمال‭ ‬القتالية‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬المقبلة‭.‬

نشرت‭ ‬تقارير‭ ‬استخباراتية‭ ‬في‭ ‬كبريات‭ ‬الصحف‭ ‬الأمريكية‭ ‬لوضع‭ ‬الصين‭ ‬تحت‭ ‬الضغط‭ ‬الشديد‭ ‬سعيا‭ ‬لإرباك‭ ‬خططها‭ ‬في‭ ‬التقدم‭ ‬إلى‭ ‬الموقع‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬الاقتصادات‭ ‬الدولية‭. ‬إذا‭ ‬تورطت‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬خسرت‭ ‬مستقبلها‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الذي‭ ‬تطمح‭ ‬إليه‭. ‬وإذا‭ ‬انزوت‭ ‬تخسر‭ ‬مستقبلها‭ ‬السياسي‭ ‬وتتهددها‭ ‬احتمالات‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬محيط‭ ‬تايوان‭.‬

أخطر‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬الثاني‭ ‬للحرب‭ ‬أن‭ ‬تتسع‭ ‬دوائرها‭ ‬بالإفراط‭ ‬في‭ ‬التحرش‭ ‬بالصين‭ ‬وبيلاروسيا‭ ‬وأي‭ ‬حلفاء‭ ‬آخرين‭ ‬مفترضين‭. ‬مع‭ ‬بداية‭ ‬العام‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬الصراع‭ ‬الدامي‭ ‬على‭ ‬المستقبل‭ ‬الاحتمالات‭ ‬كلها‭ ‬مفتوحة‭ ‬على‭ ‬التصعيد‭ ‬المتصل‭.‬

في‭ ‬خطوتين‭ ‬متضادتين،‭ ‬بالفعل‭ ‬ورد‭ ‬الفعل،‭ ‬جرى‭ ‬تراشق‭ ‬استراتيجي‭ ‬جديد‭ ‬بين‭ ‬اللاعبين‭ ‬الدوليين‭.‬

‮«‬بايدن‮»‬‭ ‬أعلن‭ ‬حزمة‭ ‬عقوبات‭ ‬جديدة‭ ‬على‭ ‬موسكو‭ ‬تشمل‭ ‬وضع‭ ‬سقف‭ ‬لأسعار‭ ‬الغاز‭ ‬الروسي‭ ‬ومقاطعته‭ ‬كاملا‭ ‬في‭ ‬مدى‭ ‬منظور‭ ‬لحرمان‭ ‬آلة‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬مصادر‭ ‬دخل‭ ‬تساعدها‭ ‬على‭ ‬المضي‭ ‬قدما‭. ‬سلاح‭ ‬العقوبات‭ ‬القاسية‭ ‬لم‭ ‬ينجح‭ ‬في‭ ‬‮«‬تركيع‭ ‬موسكو‮»‬‭ ‬لكنه‭ ‬يقينا‭ ‬أرهقها‭ ‬اقتصاديا‭.‬

‮«‬بوتين‮»‬‭ ‬بالمقابل‭ ‬رد‭ ‬على‭ ‬الضربة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الأمريكية‭ ‬بضربة‭ ‬استراتيجية‭ ‬روسية‭. ‬ألغى‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬واحد‭ ‬اتفاقية‭ ‬‮«‬نيو‭ ‬ستارت‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تمنع‭ ‬الانزلاق‭ ‬إلى‭ ‬سباق‭ ‬تسلح‭ ‬استراتيجي‭ ‬ونووي‭ ‬بين‭ ‬القطبين‭ ‬الكبيرين‭. ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬تصعيدا‭ ‬خطيرا‭ ‬في‭ ‬مستوى‭ ‬المواجهة،‭ ‬أو‭ ‬تلويحا‭ ‬جديدا‭ ‬بالخيار‭ ‬النووي‭.‬

أراد‭ ‬‮«‬بوتين‮»‬‭ ‬أن‭ ‬يقول‭: ‬هناك‭ ‬خطوط‭ ‬حمراء‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬جرى‭ ‬تجاوزها‭ ‬بتهديد‭ ‬الداخل‭ ‬الروسي،‭ ‬أو‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تقسيمه‭ ‬وتقزيم‭ ‬حجمه‭ ‬في‭ ‬معادلات‭ ‬القوة‭ ‬الدولية‭ ‬فإن‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬محتمل‭. ‬بين‭ ‬نظام‭ ‬دولي‭ ‬قديم‭ ‬ومتهالك‭ ‬يكاد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬أطلالا‭ ‬ونظاما‭ ‬دوليا‭ ‬جديدا‭ ‬يتعثر‭ ‬في‭ ‬ميلاده‭ ‬يدخل‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬إلى‭ ‬عام‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬الحرب‭ ‬الأوكرانية‭ ‬بتصعيد‭ ‬عسكري‭ ‬لافت‭ ‬وأفق‭ ‬سياسي‭ ‬مسدود‭.‬

{ كاتب‭ ‬صحفي‭ ‬مصري

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا