عالم يتغير
فوزية رشيد
كيان طارئ ينبذه العالم!
{ مهما حاولت دول الاستعمار الغربي والصهيونية العالمية والنخبة الشيطانية وهي الشريكة معا في صناعة الكيان الصهيوني وزرعه في المنطقة العربية ليشق جغرافيتها من وسطها! ومهما حاول هؤلاء تكريس الزيف التاريخي والتلفيق الديني ولبِس الملاحدة الصهاينة عباءة التوراة والتلمود للتضليل الديني والسياسي حول الأرض الموعودة! فإن هذا الكيان منذ نشوئه لم يتحول قط إلى دولة طبيعية ولن يتحول لأنه قام بالأساس على اغتصاب أرض ليست له وتأسس على عنف ومجازر العصابات المليشياوية منذ النكبة في 1948! وخلال 76 عاما لم يكف عن المجازر والمذابح وحرب الإبادة والاستيطان الوحشي رغم كل «البروباجندا» الصهيونية حول كونه واحة الديمقراطية في الشرق الأوسط!
{ هذا الكيان الذي نبذته دول العالم وشعوبه باستثناء المنظومة الغربية الاستعمارية كدول فقط وليس كشعوب أيضا هو ذاته الذي تأسس من شتات اليهود الصهاينة لاحقا والذين نبذتهم الدول الغربية نفسها قبل ذلك منذ قرون! وحيث من تاريخ إلى تاريخ موثقا بالسنوات والدول تم طردهم من تلك الدول، بسبب فسادهم وإفسادهم في أي مكان يحلون فيه! وهناك قائمة طويلة بتواريخ الطرد من تلك الدول وبأسمائها مما يجعل تاريخ النبذ لهم مؤرشفا! بل حتى الغضب الإلهي على بني إسرائيل المنقرضين تم ذكره بإسهاب وتوثيق في القرآن الكريم ماداموا صهاينة يعيدون نسبهم إلى الفئة المنقرضة!
{ بعد أحداث غزة انكشف الوجه الحقيقي والبشع لهذا الكيان لكل العالم! ورغم التأخر في إصدار القرار إلا أن المحكمة الجنائية الدولية أمرت باعتقال رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يواف غالانت لارتكابهما جرائم حرب في قطاع غزة المحاصر والمتعرض لحرب إبادة منذ أكثر من عام! وأكدت المحكمة إشرافهما على قتل المدنيين واستخدام سلاح التجويع كأداة إضافية لحرب الإبادة وارتكاب أعمال غير إنسانية! وفي الحقيقة إن المحكمة بقرارها هذا الذي تم اعتباره سابقة تاريخية ضد الكيان الصهيوني منذ تاريخ تأسيسه! هو محاولة لإعادة بعض الثقة إلى العدالة الدولية بعد أن فقدت هي وكل مؤسسات النظام الدولي الغربي مصداقيتها خلال حرب الإبادة على غزة!
{ كل شعوب العالم أيدت القرار وتعمل المؤسسات المناهضة للصهيونية والداعمة للقضية الفلسطينية البناء على هذا القرار لاستكمال محاكمة الكيان قانونيا ومحاكمة مجازره وجرائم حربه عبر أكثر من سبعة عقود والتي لم تقتصر خلال تلك العقود ولا خلال حرب الإبادة على غزة، على نتنياهو وغالانت وإنما كل الذئاب الصهيونية في حكومة الاحتلال والتي مارست ودعت إلى ارتكاب المجازر والإبادة بما لا يتسق مع أي من المبادئ الدولية والقانونية وحقوق الإنسان!
{ آن للعالم كله أن يراجع نفسه ومواقفه وعلاقاته مع هذا الكيان المجرم الذي قام بناء على أفكار وأساطير وتلفيقات دينية وتاريخية عززت كل أشكال العنصرية ضد الشعب الفلسطيني وشعوب العالم، الذين تم إدراجهم جميعا في السردية اليهودية الصهيونية باعتبارهم الأغيار! وهذا الكيان الطارئ على العالم بقرار من الأمم المتحدة لابد من مراجعة كل ملفاته منذ بداية تأسيسه الذي قام على ظلم فادح للشعب الفلسطيني ووطنه وأرضه! وتم تأسيسه كقاعدة استعمارية غربية متقدمة للاستعمار الغربي الذي لا تزال دوله تتصرف تجاه العالم بذات العقلية الاستعمارية وتفوق العنصر الأبيض، على بقية شعوب العالم وتكريس شتات اليهود القادمين أغلبهم من القوقاز والخزر ليوهموا العالم أنهم شعب الله المختار!
{ وبانتظار قرار آخر هو قرار محكمة العدل الدولية المنتظر صدوره قريبا بإدانة واضحة ضد حرب الإبادة التي ارتكبها ولا يزال يرتكبها هذا الكيان فإن مطلب تجميد عضوية الكيان في الأمم المتحدة هو مطلب شرعي بناء على قرار الجنائية الدولية والعدل الدولية القادم، ليكون أول الخطوات الدولية في الأمم المتحدة ضده، وضد كل ممارساته التي داست طويلا على كل قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي وليفتح قرار الجنائية الدولية الباب لمحاكمات كثيرة قادمة ضد هذا الكيان!
{ منذ نشوء الكيان الصهيوني الطارئ على المنطقة العربية وعلى العالم فإن العقلية والرؤى التي قام على أساسها جعلت من المنطقة ومن العالم بؤرة واسعة غير مستقرة وخاصة أن الطموحات الصهيونية حول الدولة التلمودية العالمية تريد من خلال هذا الكيان السيطرة على كل العالم والهيمنة الاقتصادية والدينية والثقافية عليه بعد ضرب الدين السماوي وإحلال المعتقد الشيطاني بديلا له! وحيث الإسلام هو عنوان القرآن والتوراة والإنجيل وكلهم مسلمون كما جاء في كتاب خاتم الأديان القرآن المقدس!
{ مطلوب من العرب والمسلمين تحديدا بناء مواقفهم تجاه الكيان المجرم بناء على القانون الدولي الذي وصمه بوصمة عار أزلية وبأن قادته مجرمو حرب يتعين إعادة النظر في إقامة علاقات معهم أو التعامل مع مجرمي الحرب الآخرين فيه! وإن هذه الفرصة القانونية من أعلى محكمة دولية «الجنائية» و«العدل» تتيح لكل الدول العربية والإسلامية مراجعة مواقفها، لترد بعض الاعتبار لنفسها، وتتحالف برؤية واحدة أمام دول العالم الأخرى لتكريس العدالة الدولية في العالم بدءا من إعادة الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني، الذي لا يزال يقاوم كشعب محتل أشرس وآخر احتلال استيطاني في العالم على أرضه! فهل تتفاعل الدول العربية والإسلامية مع قرار المحكمة بما يستحقه من مصداقية وهو القرار الذي تفاعلت معه أغلب دول العالم بإيجابية بما فيها دول أوروبا وحتى تلك المتواطئة منها مع الكيان! إن الشعوب العربية تنتظر ومثلها شعوب العالم!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك