عالم يتغير
فوزية رشيد
هل هؤلاء بشر؟!
{ والعالم لا يزال غارقًا في سُباته على مقاعد الفرجة اليومية، فإن آلة القتل في الكيان الصهيوني، تحصد كل يوم عشرات ومئات القتلى، وتشرد المزيد، وتواصل ارتكاب مذابح الإبادة الجماعية في غزة، وتمارس التهجير القسري للفلسطينيين، بما يُعد جريمة حرب وتطهيرا عِرقيا!، حتى وصفته «الصحة العالمية» بعد تلكؤ وأحيانًا تواطئ مع الكيان! بأن (الوضع في غزة جحيم يشبه نهاية العالم)! ورغم مرور أكثر من عام بأسابيع كثيرة، إلاّ أن العالم غارق بدوره في ساحة الاكتفاء بالخطابات واحتجاجات التنديد والاستهجان، والدم العربي يُراق في فلسطين ولبنان، فيما يشحذ العقل الإنساني طاقته في سؤال غير اعتيادي (هل هؤلاء بشر)؟!
{ تعليقًا على أحد الفيديوهات اللامتناهية في انسلاخها عن البشرية والإنسانية لأحد الجنود الصهاينة، الذي كان يسجل حديثًا مع عائلته أو صديقته، وهو مجرد فيديو واحد من مئات الفيديوهات، التي تُسجل ذلك الانسلاخ عن الإنسانية! علق «طوني خليفة» الإعلامي اللبناني المعروف بجملة صادقة، بعد أن أصيب بدوره بالصدمة، مما رآه وسمعه في ذلك الفيديو يتساءل: (هل هؤلاء بشر)؟!
في الفيديو الصادم كان الجندي يتباهى بقتل الأطفال والرّضع ويقول وهو يتضاحك بإنجليزيته بهدف وصولها إلى العالم: (I was looking for babies to kill Them but i found a girle 12 years s0 I killed her. No BABIES IN GAZA We killed them all
وترجمة ما قاله: (إنه كان يبحث عن أطفال رضع ليقتلهم ولكنه وجد فتاة بعمر الـ 12 عامًا، فقتلها! لا يُوجد أطفال رُضع في غزة فقد قتلناهم جميعًا)!
{ هذا الفيديو الهمجي المصور كغيره من مئات الفيديوهات، يُعد أحد الوثائق المهمة للإدانة بجرائم الحرب والإبادة، وتصوير غرائبي لحجم الانسلاخ عن الإنسانية، وعن كل المبادئ والقيم وحقوق الإنسان والقوانين الدولية خاصة تلك التي تحكم الحروب! لا يوجد في أرشيف كل الحروب التي مرّت على البشرية، جنود يتباهون ويتلذذون بقتل الأطفال، بل ويبحثون عن الأطفال الرّضع تحديدًا، إلا في الكيان الصهيوني وجنوده! بل إن قتل طفلة بعمر الـ12 لم يُشبع غليل القتل عنده فاكتفى بقتلها مُجبرًا! لأن غزة خلت من «الرّضع» حين كان يمارس همجية القتل والدموية فيها!
{ «طوني خليفة» المصدوم والمتسائل عن إن كان هؤلاء بشرًا أم لا، فإن صدمته تتضاءل أمام عشرات الفيديوهات الدموية الأخرى، ومنها ذلك الجندي كمثال، الذي فتح الفيديو لخطيبته، وهو يُدمر منزلاً مأهولاً بقاطنيه من النساء والأطفال والشباب ويتضاحك بسرور بالغ بعد التفجير المدمر وهو يقول لخطيبته: (هذا إهداء مني إليكِ)!
مثل هذه الفيديوهات التي توضح حجم اللاإنسانية والهمجية والوحشية في الإبادة، والتي أصابت جنودًا آخرين من هول ما يرتكبونه بأنفسهم من مجازر وتعذيب أصابتهم بالانفصام والاضطرابات النفسية والاكتئاب والانتحار! لأن ما قاموا به ويقومون به حتى اللحظة هي ليست فقط خارج قوانين الحرب والإنسانية، وإنما خارج قوانين فيزياء الطبيعة والعقل البشري! وهؤلاء المنفصمون قد يكونون مجرد قلة لا يزال يربطها خيط واهٍ ببشريتها! لذلك لم تتحمل ما صنعته بيديها، وما رأته من إجرام ووحشية الجنود الآخرين الذين لا تحركهم نقطة إنسانية واحدة في دمائهم!
{ هؤلاء الجنود المتشبعون بالوحشية وبخرافات «الحاخامات الصهاينة» الذين يباركون وحشيتهم ولا إنسانيتهم! وبأن القتل والإبادة هي جزء من تعاليم توراتهم، ضد أبناء «إسماعيل»!، هم ذاتهم «الحاخامات الصهاينة» الذين يصفون الوحشية في الإبادة للفلسطينيين والأغيار بأنه أمر «مقدس»! مثلما هو قتل الأطفال الرّضع والحوامل باعتبار أن (الأجنة) هم إرهابيون! أما قتل المدنيين بشكل عام، فلا يحتاج عندهم إلى أي تبرير ديني ملفق، بل هو أمر اعتيادي عندهم وعنوان صارخ لحجم الوحشية في الشعب «المختار»! ولتعمل السريالية والعبثية والميلودراما مفاعيلها، فيما يُحدثه هؤلاء تجاه البشر في غزة، وأي مكان آخر سابق أو قادم يطأون بأرجلهم فيه! فهؤلاء فعلاً ليسوا ببشر!
{ هؤلاء وحوش العصر الحديث ضدّ البشرية والإنسانية، بعد أن تاجروا طويلاً بالهولوكست، المشكوك في أمره، وعدد ضحاياه! مثلما تاجروا طويلاً في شعار «معاداة السامية» والسامية بريئة منهم، ودماؤهم القادمة من «الخزر» كما أثبتت «البحوث الجينية» لا تنتمي إلى السامية بشيء!
بل أصل السامية هم العرب أنفسهم، ويهود الجزيرة العربية، الذين اندثروا منذ زمن طويل!
{ هؤلاء المنسلخون عن البشرية والإنسانية، مارسوا كل أشكال المخططات والمؤتمرات والجنون بالأجندات الشيطانية ضد الدول والشعوب العربية بل وشعوب العالم، و(معاداة الإنسانية) هي العنوان الحقيقي لهم، وهي المعادلة المريبة ضدّ البشرية لديهم وخاصة ضد العرب والمسلمين!
ماكينة «الصهيونية العالمية» التي زرعتهم في زمن الضعف العربي في الأرض العربية، وبقرار من الأمم المتحدة «الاستعمارية» في فلسطين هي التي تقودهم! ولذلك فهم حتماً لا ينتمون إلى البشرية ولا إلى الإنسانية بل المؤكد أنهم من نسل الشيطان الذي يعبدونه!، ولذلك وعبر القرون الطويلة كان يتم طردهم من كل بلد يوجدون فيه في أوروبا، لأنهم أينما حلوّا كالوباء إلا في بلاد العرب الذين اعتبروهم من «أهل الكتاب»، وهم ليسوا كذلك! لأنهم مجرد عِرق من «الخزر»، وأغلبهم ملحدون صهاينة، لا ينتمون إلى دين أو قيم إنسانية! فهل هؤلاء بشر؟! سؤال للتأمل!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك