خاطرة
عبدالرحمن فلاح
الأعلام.. الرفقة الحسنة!
من الأعلام الذين يستدل بهم المسلم وبذكرهم على الصراط المستقيم الرفقة الحسنة وهم الذين جاء ذكرهم إجمالًا في سورة الفاتحة، وجاء تفصيلًا في سورة النساء، الآية ٦٩ في قوله تعالى: {ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصِّدِّيقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا}.
وبعد أن ذكر الله تعالى الذين أنعم عليهم من النبيين والصِّيدِّيقين والشهداء والصالحين لم يغلق الباب دون غيرهم ممن تأسوا بهم، وساروا على دربهم، واهتدوا بهديهم من المؤمنين الصالحين الذين آمنوا بالله وملائكته وكتبه ورسله من الذين حرصوا أن يكونوا حيث أمرهم الله تعالى، وأن يغيبوا حيث نهاهم سبحانه، هؤلاء يبشرهم الله تعالى بحسن الصحبة والمؤانسة لأنهم بحثوا عن الطريق السوي ولما عثروا عليه لم يتوانوا ولم يتباطؤا بل سارعوا إلى الاجتهاد في البحث عن معالم الصراط المستقيم وأعلامه، فوجدوا المعالم في سورة الأنعام في الآيات: ( ١٥١،١٥٢، ١٥٣ )، وأما الأعلام فقد وجدوها في سورة النساء، في الآية: ٦٩.
إذًا، فقد اتضحت الرؤية، وتبين لهم الطريق السوي، وسهل عليهم السير فيه نحو الغاية المبتغاة والتي بذلوا جهدهم في البحث عنها، فلما تبينت لهم معالمها، واستبان لهم أعلامها يمموا وجوههم شطرها، وتزودوا لها بخير الزاد وهو: التقوى ! قال تعالى: { الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق لا جدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يأوْلي الألباب } البقرة / ١٩٧.
والتقوى خير زاد يحمله المؤمن في سفره إلى الآخرة في رحلة قد لا تتكرر، وربما تكون الرحلة الأخيرة في حياته، ولهذا فرض الله تعالى الحج مرة في حياة المؤمن، ولهذا فعلى المؤمن أن يعمل بالوصايا التي ذكرها الله تعالى في هذه الآية الجليلة..فلا رفث، ولا فسوق، ولا جدال في الحج، ولا فيما بعد الحج من حياته التي قد تقصر، وقد تطول.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك