خاطرة
عبدالرحمن فلاح
.. وللتوحيد عطاء!
عن ابن عمر (رضي الله تعالى عنهما) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: «بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان» متفق عليه.
هذه هي الأركان الخمسة الظاهرة التي يعرف بها المسلم ولا يعرف بغيرها، وأول هذه الأركان التوحيد لله تعالى بأن نعبده وحده سبحانه دون سواه، وهو وحده جل جلاله الذي نتقرب إليه بالطاعات والانتهاء عما نهانا عنه من المعاصي.
التوحيد إذًا هو أصل العقيدة، ولبها وجوهرها الذي لا يقبل عملٌ بدونه، وهو ليس ذنبًا من الممكن التساهل فيه، يقول سبحانه وتعالى على لسان لقمان الحكيم، وهو يوجه النصح إلى ابنه ويسدد خطاه على طريق الإسلام الحنيف: «وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم» سورة لقمان / ١٣.
وللتوحيد عطاء غير مجذوذ ولا ممنوع، وهو الوحدة بين المؤمنين، يقول سبحانه وتعالى: «إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون» الأنبياء / ٩٢.
إذًا، فالإسلام يجمع الأنبياء حول قضية التوحيد، فهو كذلك يجمع الناس حول إله واحد لا شريك له، ونجد الكثير من التجليات لعطاء التوحيد.. نجد ذلك في العبادات من صلاة، وزكاة، وصوم، وحج، وأوضح هذه التجليات نجده في الحج، فجميع الحجاج يطوفون حول الكعبة، ويتوجهون في صلواتهم إلى جميع الوجهات الأصلية والفرعية، ويلبون بدعاء واحد.
إذًا، فالإسلام هو الدين الوحيد الذي يوحد الناس لأنه الدين الكامل، والنعمة التامة، فلا خيار أفضل من خيار الإسلام الذي اختاره الله سبحانه لعباده المؤمنين لأنه كعقيدة هو دين الأنبياء جميعًا من لدن آدم إلى محمد (صلوات الله وسلامه عليهم جميعًا) وهو وحده الصراط المستقيم الذي تتحد فيه الخطى لبلوغ الغاية الأسمى والأعظم التي ارتضاها الله تعالى للناس جميعًا، وهو عقيدة خالصة لا تحتاج إلى عون من أحد، يقول تعالى: «لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم» البقرة / ٢٥٦.
والإسلام هو الحق الصراح، يقول جل جلاله.: «وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين نارًا أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا» الكهف / ٢٩.
هذا هو التوحيد في الإسلام، وهذا هو عطاؤه، فهنيئًا لمن آمن بالله، وصفت سريرته، واستقام سعيه ووضحت غاياته.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك