خاطرة
عبدالرحمن فلاح
الأعلام.. الأنبياء!
لقد اقتضت سنة الله تعالى أن يبعث رسلًا على فترة من الزمن يبلغون الناس تعاليم السماء، ويجعلون من الأنبياء أسوة حسنة في تطبيق المناهج الإلهية، قال تعالى: «إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وآتينا داود زبورا» النساء / 163.
هؤلاء بعض الرسل الذين أرسلهم الله تعالى إلى الناس ليبلغوهم رسالات الله تعالى، وليكونوا أسوة حسنة للناس. إلا أن الله تعالى يقول سبحانه: «ورسلًا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلًا لم نقصصهم عليك، وكلّم الله موسى تكليمًا» النساء/ 164.
وعدد هؤلاء الرسل الذين لم يقصصهم الله تعالى على رسوله لا حصر لهم، وهم الأعلام الذين يدلّون الناس على الصراط المستقيم، وهم القدوات الحسنة الذين ارتضاهم الله تعالى ليقودوا الناس، ويهدوهم إلى سواء السبيل.
ولقد اختار الله تعالى من هؤلاء الرسل الذين قصهم على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، والذين لم يقصصهم عليه اختار منهم عددًا محدودًا هم خمسة وعشرون رسولًا ونبيًا، وكأنهم خلاصة التجربة الإنسانية للرسل مع أقوامهم، ثم اختار الحق سبحانه وتعالى من بين هؤلاء خمسة، هم أولو العزم من الرسل، وهم: نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد (عليهم الصلاة والسلام)، ثم اختار من هؤلاء الخمسة رسول الله محمد (صلى الله عليه وسلم) ليكون إمام الأنبياء والمرسلين، ولقد اختصه الله تعالى بأن جمع له الخاتمية من جميع أطرافها: خاتمية في الرسالة، وخاتمية في الشريعة، وخاتمية في المعجزة، وحتى خاتمية في الأمة، فالمسلمون هم الأمة التي ختم الله تعالى بها ركب الأمم، ولن تأتي بعدهم أمة أخرى، وبهذا كله كان كمال الدين، وتمام النعمة قال تعالى: «.. اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا» المائدة / 3.
ولقد حفظ الله تعالى لهذا الدين أصوله حين قال سبحانه: «إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون» الحجر/ 9. وصانه من أن يعبث به العابثون، فقال تعالى : «..وإنه لكتاب عزيز (41) لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد (42)» فصلت.
هؤلاء هم الأعلام الذين اختارهم الله تعالى من بين خلقه، وصنعهم على عينه ليكونوا قدوة للناس أجمعين وهداة إلى صراط الله المستقيم.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك