خاطرة
عبدالرحمن فلاح
هدية العتق!
من هدايا رمضان العتق من النيران. وعد الحق سبحانه وتعالى عباده المؤمنين الًعاملين بأن يغفر لهم خطاياهم، بل وعد سبحانه بأن يبدل سيئاتهم حسنات، ويضاف كل ذلك إلى موازين حسناتهم، ووعد سبحانه بأن يدخلهم الجنة، ويباعدهم عن النار إذا هم نهوا النفس عن المعاصي والفجور، وداوموا على كل عمل صالح يقربهم من الله تعالى حتى يختم الله تعالى لهم بحسن الخاتمة، لأن خير الناس من طال عمره وحسن عمله، وسيئهم من طال عمره وساء عمله، فاحرص أيها المسلم على أن تجعل كل زيادة لك في العمر زيادة لك في الأجر، ونجاة لك من النار ودخول الجنة، واجتهد في عمل الصالحات لتحقق بذلك أحسن الغايات، ففي ذلك نجاتك التي ترجوها طوال عمرك، فلا تخيب بذلك حسن ظن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فيك، فقد اختارك الله تعالى واصطفاك من بين خلقه لتكون مسلمًا مؤمنًا برسالة الإسلام، وبنبوة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الذي اختاره الله تعالى واصطفاه من بين رسله الكرام ليكون خاتمهم وإمامهم يوم القيامة، وصاحب الدين الخاتم الذي ختم به الرسالات السماوية جميعها.. الدين الذي أكمله ووعد بظهوره على الدين كله، قال سبحانه وتعالى: «هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون» التوبة /33. كما وعد سبحانه أن يستمر نوره رغم أنف الكافرين، قال سبحانه: «يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون» التوبة/32.
إن العتق من النيران هدية بالغة النفاسة يسعى المسلم إلى الفوز بها، والتنعم بها وبعطاياها التي وعد الله تعالى بها عباده المؤمنين، والعبد لا يدخلها بعمله ولكن برحمة الله تعالى وفضله، ومن بشائر القبول عند الله تعالى للمسلم وعمله أن وفقه الله تعالى لعمل الصالحات، واختيار المسلم ليكون مسلمًا بشارة أخرى بالقبول، وكل توفيق إلى عمل الصالحات، وتجنب المعاصي بشارة جديدة يضيفها المسلم إلى سجل حسناته، يقول تعالى: «كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله...» آل عمران / 110.
وكما أنه لا فضل لنا في كوننا مسلمين، فإنه لا فضل لنا في دخول الجنة، والنجاة من النار، بل الفضل كل الفضل في البدء والانتهاء لله تعالى، فهو سبحانه وتعالى الذي يسر لنا سبل الخير ودلنا عليها، وصرفنا عن سبل الشر وكرّهنا فيها، وهو سبحانه أنار لنا السبل إلى الخير بنوره الذي وعد ببقائه وخلوده، والذي لا تستطيع قوة في الوجود أن تطفئه.
إنه الإسلام العظيم.. وإنه رمضان بهداياه التي يحملها إلينا كل عام.. والحمد لله تعالى على ذلك.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك