خاطرة
عبدالرحمن فلاح
هدية الرحمة!
من هدايا رمضان وعطاياه الخيِّرة إشاعة خلق الرحمة بين الناس، ولا عجب في ذلك لأن الله تعالى قال في الحديث القدسي: -سبقت رحمتي غضبي- رواه الإمام مسلم.
وقال صلوات ربي وسلامه عليه: «من لا يرحم الناس لا يرحمه الله» متفق عليه.
والراحمون يرحمهم الرحمن، ورسول الله (صلى الله عليه وسلم صاحب لواء الرحمة في الدنيا والآخرة، قال تعالى: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) الأنبياء / 107.
إذًا، فالرحمة هدية غالية من هدايا رمضان جاء بها هذا الشهر العظيم لأمة اختارها الله تعالى من بين الأمم لتكون صاحبة الرسالًة الخاتمة، والمعجزة الخاتمة والخالدة.
وكثير من الناس قد يظنون أن الرحمة خلق الضعفاء الذين لا حيلة لهم، ويظنون كذلك أن الغضب والمبالغة في الانفعالات من خلق الأقوياء، وهذا ظن خاطئ، والحق سبحانه وتعالى قد صحح لنا هذا الظن حين جعل رحمته تسبق غضبه في الحديث القدسي الذي أشرنا إليه في بداية حديثنا عن الرحمة، إذًا فالرحمة هي من خلق الأقوياء، وذلك حين ينتصر الإنسان على مسببات الغضب، ولقد ناديت في إحدى مقالاتي بإيقاف برنامج «الكاميرا الخفية» لأنه يخرج أسوأ ما في الإنسان من أخلاق يحاول أن يخفيها عن الناس، ولَم ينج من هذا حتى الممثلين الذين اشتهروا بأداء أدوار المرح في المسرح.
إذًا، فمن هدايا رمضان الغالية، ومن عطاياه النفيسة خلق الرحمة التي يشيعه شهر رمضان في نفوسنا كل عام، ويمنح جوانحنا الرضا والصبر على من يحاول إثارة مشاعرنا، والتلاعب بأفكارنا.
ومن الدروس البليغة التي نتعلمها من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما روته أم المؤمنين عائشة (رضي الله عنها) قالت: [قدم ناس من الأعراب على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقالوا: «أتقبلون صبيانكم؟ فقال: نعم، قالوا: لكنا والله ما نقبل! فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «أو أملك إن كان الله نزع من قلوبكم الرحمة» متفق عليه.
درس بليغ نتعلمه من رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وهو المعلم الأعظم للبشرية، وهو أسوتنا العظيمة.. ومعلمنا الذي أوتي جوامع الكلم، فنحن نستن بسنته، ونسير على هديه، ولا ندع سبيلًا من سبل الخير دلنا عليه إلا اتبعناه، ولا سبيلًا نهانا عنه من سبل الشر إلا نبذناه، وسألنا الله تعالى أن يكتب لنا النجاة منه.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك