العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

إسرائيل تجند اللاجئين وطالبي اللجوء الأفارقة

بقلم: د. رمزي بارود {

الجمعة ٠٤ أكتوبر ٢٠٢٤ - 02:00

إذا‭ ‬قام‭ ‬أي‭ ‬شخص‭ ‬بزيارة‭ ‬موقع‭ ‬Mahal‭ ‬على‭ ‬شبكة‭ ‬الإنترنت‭ ‬فسيطالع‭ ‬رسالة‭ ‬تذكير‭ ‬عنوانها‭ ‬‮«‬تقدم‭ ‬بطلب‭ ‬عبر‭ ‬الإنترنت‮»‬‭. ‬ويبدو‭ ‬الأمر‭ ‬كما‭ ‬لو‭ ‬أنه‭ ‬بمثابة‭ ‬تذكير‭ ‬بحالة‭ ‬الطوارئ،‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬بالذعر‭ ‬التام‭ ‬الذي‭ ‬يدب‭ ‬في‭ ‬صفوف‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭.‬

يعد‭ ‬موقع‭ ‬Mahal‭ ‬إحدى‭ ‬الوكالات‭ ‬التي‭ ‬أنشأتها‭ ‬إسرائيل‭ ‬للقيام‭ ‬بعمليات‭ ‬تجنيد‭ ‬مكثفة‭ ‬وهي‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬إغراء‭ ‬المرتزقة‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬لخوض‭ ‬حروب‭ ‬إسرائيل‭ ‬القذرة،‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬وعلى‭ ‬جميع‭ ‬الجبهات‭ ‬الأخرى‭.‬

وبمجرد‭ ‬شن‭ ‬الحرب‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬أكتوبر‭ ‬الماضي،‭ ‬بدأت‭ ‬الشائعات‭ ‬تنتشر‭ ‬عن‭ ‬انخفاض‭ ‬نسبة‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬صفوف‭ ‬جيش‭ ‬الاحتياط‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬وقد‭ ‬اقترن‭ ‬ذلك‭ ‬بأزمة‭ ‬سياسية‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬في‭ ‬إسرائيل،‭ ‬حيث‭ ‬أصر‭ ‬الجيش‭ ‬على‭ ‬تجنيد‭ ‬اليهود‭ ‬المتشددين،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬حتى‭ ‬وقت‭ ‬قريب‭ ‬موضوعا‭ ‬محظورا‭ ‬بين‭ ‬السياسيين‭ ‬الإسرائيليين‭.‬

وحتى‭ ‬عندما‭ ‬صدرت‭ ‬أوامر‭ ‬التجنيد‭ ‬لآلاف‭ ‬اليهود‭ ‬المتشددين‭ ‬الذين‭ ‬يعرفون‭ ‬باسم‭ (‬الحريديم‭) ‬في‭ ‬يوليو‭ ‬الماضي،‭ ‬لم‭ ‬يستجب‭ ‬للنداء‭ ‬سوى‭ ‬جزء‭ ‬صغير‭ ‬من‭ ‬الرجال‭ ‬الذين‭ ‬تم‭ ‬استدعاؤهم،‭ ‬وفقًا‭ ‬لوسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الإسرائيلية‭.‬

لا‭ ‬تزال‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭ ‬الحادة‭ ‬التي‭ ‬تواجهها‭ ‬إسرائيل‭ ‬تراوح‭ ‬مكانها،‭ ‬وعلى‭ ‬الأرجح‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭ ‬المتفاقمة‭ ‬لن‭ ‬تُحل،‭ ‬وعلى‭ ‬الأغلب‭ ‬أنها‭ ‬لن‭ ‬تُحل‭ ‬مع‭ ‬استمرار‭ ‬حكومة‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬في‭ ‬توسيع‭ ‬جبهات‭ ‬الحرب‭.‬

ولكي‭ ‬نفهم‭ ‬وندرك‭ ‬مدى‭ ‬الأزمة‭ ‬العسكرية‭ ‬التي‭ ‬تتخبط‭ ‬فيها‭ ‬إسرائيل،‭ ‬فإنه‭ ‬يكفي‭ ‬أن‭ ‬نقارن‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬التصريحات‭ ‬المبالغ‭ ‬فيها‭ ‬للمسؤولين‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬الحرب،‭ ‬حيث‭ ‬وعدوا‭ ‬بالنصر‭ ‬الكامل،‭ ‬وبين‭ ‬التصريحات‭ ‬الأخيرة‭ ‬التي‭ ‬صدرت‭ ‬عنهم‭.‬

وفي‭ ‬شهر‭ ‬يوليو‭ ‬الماضي،‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬قال‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬يوآف‭ ‬غالانت‭ ‬إن‭ ‬‮«‬الجيش‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬10‭ ‬آلاف‭ ‬جندي‭ ‬إضافي‭ ‬على‭ ‬الفور‮»‬‭. ‬إن‭ ‬الرقم‭ ‬10‭.‬000‭ ‬مثير‭ ‬للاهتمام‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬عندما‭ ‬نأخذ‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬ما‭ ‬كشفه‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬عن‭ ‬إصابة‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬10‭.‬000‭ ‬من‭ ‬جنوده‭ ‬بجروح‭ ‬خطيرة‭ ‬أو‭ ‬متوسطة‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬الحرب‭.‬

ومن‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬العدد‭ ‬أعلى‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬بكثير،‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬التسريبات‭ ‬الإعلامية‭ ‬والمعلومات‭ ‬التي‭ ‬قدمتها‭ ‬المستشفيات‭ ‬الإسرائيلية‭. ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬تم‭ ‬الإعلان‭ ‬أن‭ ‬آلاف‭ ‬الجنود‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬‮«‬معاقون‮»‬‭ ‬بسبب‭ ‬الصدمات‭ ‬النفسية‭ ‬التي‭ ‬تعرضوا‭ ‬لها‭ ‬خلال‭ ‬الحرب،‭ ‬وفقًا‭ ‬لوزارة‭ ‬الدفاع‭ ‬الإسرائيلية‭.‬

وهكذا‭ ‬فإن‭ ‬حالة‭ ‬الضرورة‭ ‬ملحة‭ ‬في‭ ‬الجيش،‭ ‬الذي‭ ‬أصبح،‭ ‬بحسب‭ ‬اللواء‭ ‬الاحتياطي‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬إسحق‭ ‬بريك،‭ ‬‮«‬صغيراً‭ ‬وضعيفاً،‭ ‬مع‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬فائض‭ ‬في‭ ‬القوات‮»‬‭.‬

إذن،‭ ‬إلى‭ ‬أين‭ ‬تتجه‭ ‬إسرائيل؟‭ ‬

فبدلاً‭ ‬من‭ ‬إنهاء‭ ‬الحرب‭ ‬التي‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬إبادة‭ ‬جماعية‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬قررت‭ ‬إسرائيل‭ ‬أن‭ ‬تلجأ‭ ‬إلى‭ ‬نفس‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬قيل‭ ‬لهم‭ ‬إنهم‭ ‬أكثر‭ ‬العناصر‭ ‬غير‭ ‬المرغوب‭ ‬فيها‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬الإسرائيلي‭: ‬وهم‭ ‬اللاجئون‭ ‬الأفارقة‭ ‬وطالبو‭ ‬اللجوء‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬فقد‭ ‬ذكرت‭ ‬صحيفة‭ ‬هآرتس‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬في‭ ‬عددها‭ ‬الصادر‭ ‬بتاريخ‭ ‬15‭ ‬سبتمبر‭ ‬الماضي‭ ‬أن‭ ‬مسؤولي‭ ‬التجنيد‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬يعملون‭ ‬بهدوء‭ ‬لتجنيد‭ ‬أكبر‭ ‬عدد‭ ‬ممكن‭ ‬من‭ ‬طالبي‭ ‬اللجوء‭ ‬الأفارقة‭ ‬في‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭.‬

وسعيا‭ ‬لإغراء‭ ‬طالبي‭ ‬اللجوء‭ ‬الأفارقة‭ ‬بالانضمام‭ ‬إلى‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬يعد‭ ‬القائمون‭ ‬على‭ ‬التجنيد‭ ‬بتمكينهم‭ ‬من‭ ‬الإقامة‭ ‬الدائمة‭ ‬في‭ ‬إسرائيل،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬وفقًا‭ ‬للصحيفة‭ ‬ذاتها،‭ ‬لم‭ ‬يحصل‭ ‬أي‭ ‬جندي‭ ‬إفريقي‭ ‬واحد‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬على‭ ‬الوثائق‭ ‬المرغوبة‭.‬

وجاء‭ ‬في‭ ‬التقرير‭ ‬أن‭ ‬‮«‬مسؤولي‭ ‬الدفاع‭ ‬يقولون‭ ‬إن‭ ‬المشروع‭ ‬يتم‭ ‬تنفيذه‭ ‬بطريقة‭ ‬منظمة،‭ ‬بتوجيه‭ ‬من‭ ‬المستشارين‭ ‬القانونيين‭ ‬لمؤسسة‭ ‬الدفاع‮»‬‭. ‬وأكدت‭ ‬الورقة‭ ‬أيضاً‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬لم‭ ‬تتم‭ ‬معالجة‭ ‬الاعتبارات‭ ‬الأخلاقية‭ ‬لتجنيد‭ ‬طالبي‭ ‬اللجوء‮»‬‭.‬

ومن‭ ‬خلال‭ ‬‮«‬الاعتبارات‭ ‬الأخلاقية‮»‬،‭ ‬لا‭ ‬تشير‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬هآرتس‮»‬‭ ‬ومسؤولو‭ ‬الدفاع‭ ‬المذكورون‭ ‬إلى‭ ‬مقتل‭ ‬مدنيين‭ ‬فلسطينيين‭ ‬عزل‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬على‭ ‬أيدي‭ ‬لاجئين‭ ‬فقراء‭ ‬يائسين‭ ‬من‭ ‬إفريقيا،‭ ‬بل‭ ‬إلى‭ ‬حقوق‭ ‬طالبي‭ ‬اللجوء‭ ‬أنفسهم‭.‬

ومن‭ ‬المعروف‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬لا‭ ‬تسيء‭ ‬معاملة‭ ‬طالبي‭ ‬اللجوء‭ ‬الأفارقة‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬إنها‭ ‬أيضًا‭ ‬تسيء‭ ‬معاملة‭ ‬سكانها‭ ‬ذوي‭ ‬البشرة‭ ‬الداكنة‭.‬

وقد‭ ‬تجلت‭ ‬هذه‭ ‬العنصرية‭ ‬بأوضح‭ ‬الطرق‭ ‬ضد‭ ‬طالبي‭ ‬اللجوء‭ ‬الأفارقة‭ ‬الذين‭ ‬يقدر‭ ‬عددهم‭ ‬بنحو‭ ‬30‭ ‬ألفاً‭ ‬يوجدون‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬إسرائيل‭.‬

وقد‭ ‬تم‭ ‬بالفعل‭ ‬ترحيل‭ ‬آلاف‭ ‬الأفارقة‭ ‬من‭ ‬البلاد،‭ ‬ليس‭ ‬لإعادتهم‭ ‬إلى‭ ‬أوطانهم‭ ‬الأصلية،‭ ‬بل‭ ‬إلى‭ ‬بلدان‭ ‬إفريقية‭ ‬أخرى،‭ ‬حيث‭ ‬تنتشر‭ ‬انتهاكات‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع‭.‬

وفي‭ ‬عام‭ ‬2018،‭ ‬قالت‭ ‬منظمة‭ ‬العفو‭ ‬الدولية‭ ‬إن‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬تعيد‭ ‬اللاجئين‭ ‬قسراً‭ ‬‮«‬إلى‭ ‬الاضطهاد‭ ‬أو‭ ‬الاعتقال‭ ‬لأجل‭ ‬غير‭ ‬مسمى‮»‬‭. ‬وانتقدت‭ ‬المجموعة‭ ‬‮«‬سياسات‭ ‬إسرائيل‭ ‬غير‭ ‬المدروسة‮»‬‭ ‬و«التخلي‭ ‬المتهور‭ ‬عن‭ ‬المسؤولية‮»‬‭.‬

وكما‭ ‬كان‭ ‬متوقعاً،‭ ‬فإن‭ ‬سوء‭ ‬معاملة‭ ‬إسرائيل‭ ‬لطالبي‭ ‬اللجوء‭ ‬واللاجئين‭ ‬قوبل‭ ‬بردود‭ ‬صامتة‭ ‬من‭ ‬الحكومات‭ ‬الغربية‭ ‬وجماعات‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬التي‭ ‬غالباً‭ ‬ما‭ ‬تتفاعل‭ ‬بقوة‭ ‬مع‭ ‬التقارير‭ ‬عن‭ ‬الانتهاكات‭ ‬الجماعية‭ ‬أو‭ ‬الترحيل‭ ‬غير‭ ‬القانوني‭ ‬للاجئين‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مكان‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬العالم‭.‬

وكما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان،‭ ‬فإن‭ ‬الفشل‭ ‬في‭ ‬محاسبة‭ ‬إسرائيل‭ ‬أمام‭ ‬القوانين‭ ‬الدولية‭ ‬والإنسانية‭ ‬يشجع‭ ‬الأخيرة‭ ‬على‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬‮«‬سياساتها‭ ‬الهمجية‮»‬‭.‬

ولنا‭ ‬أن‭ ‬نتخيل‭ ‬مدى‭ ‬قسوة‭ ‬استخدام‭ ‬هؤلاء‭ ‬اللاجئين‭ ‬الأفارقة‭ ‬اليائسين،‭ ‬الذين‭ ‬ليس‭ ‬لديهم‭ ‬أي‭ ‬انتماءات‭ ‬سياسية‭ ‬أو‭ ‬تاريخية‭ ‬للحرب‭ ‬في‭ ‬فلسطين،‭ ‬لقتل‭ ‬لاجئين‭ ‬آخرين‭ ‬في‭ ‬مخيمات‭ ‬النزوح‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬غزة‭.‬

وبذلك‭ ‬تكون‭ ‬إسرائيل‭ ‬قد‭ ‬تجاوزت‭ ‬كل‭ ‬الحدود‭ ‬الأخلاقية‭ ‬والمعنوية‭ ‬والقانونية‭ ‬التي‭ ‬تحكم‭ ‬سلوك‭ ‬الدولة‭ ‬والجيش‭ ‬في‭ ‬أوقات‭ ‬الحرب‭. ‬لكن‭ ‬هذا‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬غير‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬ردع‭ ‬هذه‭ ‬الممارسات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إجراءات‭ ‬ملموسة‭ ‬وعقوبات‭ ‬مباشرة‭.‬

وقد‭ ‬رفعت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬البلدان‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬إفريقيا‭ ‬أصواتها‭ ‬بالفعل‭ ‬تضامنا‭ ‬مع‭ ‬غزة‭ ‬والشعب‭ ‬الفلسطيني‭. ‬وينبغي‭ ‬الآن‭ ‬تعزيز‭ ‬الروابط‭ ‬بين‭ ‬إفريقيا‭ ‬وفلسطين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تجاهل‭ ‬إسرائيل‭ ‬التام،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬لحياة‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬بل‭ ‬لحياة‭ ‬الأفارقة‭ ‬أيضا‭.‬

وينبغي‭ ‬للاتحاد‭ ‬الإفريقي‭ ‬أن‭ ‬يتولى‭ ‬زمام‭ ‬المبادرة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬القضية،‭ ‬وأن‭ ‬يثني‭ ‬مواطنيه‭ ‬عن‭ ‬الانضمام‭ ‬إلى‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬تحت‭ ‬أي‭ ‬ظرف‭ ‬من‭ ‬الظروف،‭ ‬وأن‭ ‬يتابع‭ ‬مسألة‭ ‬تجنيد‭ ‬طالبي‭ ‬اللجوء‭ ‬الأفارقة‭ ‬في‭ ‬أعلى‭ ‬المؤسسات‭ ‬القانونية‭.‬

وفي‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬الموقف‭ ‬الأخلاقي‭ ‬الذي‭ ‬اتخذته‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الإفريقية‭ ‬بشأن‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬يستحق‭ ‬أقصى‭ ‬درجات‭ ‬الاحترام،‭ ‬فإنه‭ ‬يتعين‭ ‬على‭ ‬الحكومات‭ ‬الإفريقية‭ ‬أيضاً‭ ‬أن‭ ‬تتخذ‭ ‬موقفاً‭ ‬قوياً‭ ‬بنفس‭ ‬القدر‭ ‬حتى‭ ‬تتوقف‭ ‬إسرائيل‭ ‬عن‭ ‬ممارساتها‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬استخدام‭ ‬الأفارقة‭ ‬للقتل‭ ‬والموت‭ ‬في‭ ‬غزة‭.‬

{‭ ‬أكاديمي‭ ‬وكاتب‭ ‬فلسطيني‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا