اختتمت قمة العشرين أعمالها بمدينة ريو دي جانيرو بجنوب البرازيل برئاسة الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا وبحضور رئيس الولايات المتحدة الأمريكية المنتهية ولايته جو بايدن حيث ناقش قادة أكبر اقتصاد في العالم بحضور الاتحاد الأوروبي والإفريقي ومنظمة التجارة الدولية ومجلس الاستقرار المالي ومنظمة التنمية والتعاون الاقتصادي ومنظمة العمل الدولية ومنظمة الأمم المتحدة على مدار يومين في ظل غياب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن القمة العديد من القضايا الملحة التي تشغل بال دول العالم وشعوبها والتي من أهمها قضايا المناخ والرسوم الجمركية والحرب الروسية الأوكرانية وإصلاح المؤسسات الدولية كصندوق النقد والبنك الدولي ومنظمة الأمم المتحدة.
انعقدت هذه القمة التي تشكل أكبر تجمع اقتصادي في العالم يشكل 80% من إجمالي الإنتاج العالمي ويلعب دورا أساسيا ومحوريا في الاقتصاد والتجارة العالمية ويمثل ثلثي سكان المعمورة التي تخص شعوب العالم أجمع في ظروف استثنائية ودقيقة يمر بها المجتمع حيث العالم على اعتاب تحول وشيك في النظام العالمي مع عودة الرئيس الأمريكي المنتخب رونالد ترامب إلى البيت الأبيض وما سيحدثه من تغيرات كبيرة في السياسة الأمريكية بناء على التعهدات التي وعد بها خلال حملته الانتخابية مثل زيادة الرسوم الجمركية وإيجاد حل لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية والهجرة غير الشرعية وتصحيح أوضاع الجاليات الأجنبية في الولايات المتحدة الأمريكية وإمكانية انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من اتفاقية باريس للمناخ كما انسحبت منها الولايات المتحدة الأمريكية خلال ولاية الرئيس المنتخب ترامب الأولى.
وخلال القمة حاول رئيس البرازيل باعتباره رئيسا للقمة إقناع القادة المشاركين فرض ضريبة على مالكي الكيانات الكبيرة من أصحاب المليارات لاستخدامها في دعم جهود دول العالم في محاربة الجوع والفقر وتوفير المزيد من المواد الغذائية وتقديم المساعدات الإنسانية للبلدان الفقيرة وإنشاء تحالف دولي للحد من الجوع والفقر وإصلاح منظمة الأمم المتحدة لوضع حد لسيطرة الدول الكبرى على قرار هذه المنظمة الدولية التي تعتبر أعلى سلطة تجمع تحت مظلتها دول العالم ومسؤولة عن حفظ الأمن والاستقرار كما جاء في ميثاق تأسيسها قبل ثمانية عقود من الزمان وإعطاء الدول النامية فرصة أكبر للتأثير في القرارات الدولية وخصوصا تلك القرارات المتعلقة بمصيرها حيث تشكل الدول النامية الكتلة الأكبر في تشكيلة الأمم المتحدة، فضلا عن إقناع الدول الغنية لتمويل مشاريع الطاقة في البلاد الفقيرة.
كما نجحت البرازيل في إقناع القمة بتأكيد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وزيادة المساعدات الإنسانية لغزة وحماية المدنيين من الهمجية الإسرائيلية في رسالة قوية وواضحة لإسرائيل مفادها إن المجتمع الدولي يقف مع الحق الفلسطيني ويرفض العنف والإرهاب الصهيوني كما يرفض حرب الإبادة الجماعية التي تشنها القوات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل في غزة.
إن دعوة جمهورية مصر العربية الشقيقة للمشاركة في القمة وللمرة الرابعة على التوالي يؤكد المكانة المرموقة التي تتمتع بها مصر على المستوى الدولي لما لها من ثقل استراتيجي وسياسي في المنطقة العربية وفي القارة الإفريقية حيث أكد الرئيس السيسي في كلمته على العديد من النقاط المهمة التي تمثل تحديا حقيقيا للعالم والتي يجب التعامل معها بكل جدية حتى يكون عالمنا أكثر أمانا وأكثر استقرارا منها تشكيل تحالف دولي لمحاربة الفقر والجوع والقضاء عليهما، وضرورة تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته تجاه ما يحدث في غزة ولبنان وتعزيز الجهود لوقف إطلاق النار وتقديم المساعدات الإنسانية لسكان غزة وللشعب اللبناني اللذين يتعرضان لحرب إبادة جماعية من قبل جيش الاحتلال الصهيوني.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك