العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

ملك الإنسانية وعفو جديد

بقلم: د. نبيل العسومي

الاثنين ٠٩ سبتمبر ٢٠٢٤ - 02:00

تتواصل‭ ‬المبادرات‭ ‬الملكية‭ ‬السامية‭ ‬ويستمر‭ ‬نهج‭ ‬العفو‭ ‬الرحيم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العهد‭ ‬الزاهر‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬المعظم‭ ‬أيده‭ ‬الله‭ ‬والذي‭ ‬تحتفل‭ ‬البحرين‭ ‬هذا‭ ‬العام‭  ‬باليوبيل‭ ‬الفضي‭ ‬ومضي‭ ‬25‭ ‬عاما‭ ‬على‭ ‬تولي‭ ‬جلالته‭ ‬حفظه‭ ‬لله‭ ‬ورعاه‭ ‬مقاليد‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬فخلال‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬ستة‭ ‬أشهر‭ ‬أعفى‭ ‬جلالته‭ ‬أيده‭ ‬الله‭ ‬عن‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬2500‭ ‬شخص‭ ‬من‭ ‬المحكومين‭ ‬في‭ ‬قضايا‭ ‬مختلفة‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬قضايا‭ ‬جنائية‭ ‬ومخالفات‭ ‬ارتكبها‭ ‬أصحابها‭ ‬أضرت‭ ‬بالوطن‭ ‬وهددت‭ ‬استقرار‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬وأثرت‭ ‬في‭ ‬تماسكه‭ ‬ووحدته‭ ‬الوطنية‭ ‬وعرضت‭ ‬البلاد‭ ‬والعباد‭ ‬للخطر،‭ ‬فالعفو‭ ‬الملكي‭ ‬الأخير‭ ‬والذي‭ ‬جاء‭ ‬بعد‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬ست‭ ‬أشهر‭ ‬من‭ ‬العفو‭ ‬الذي‭ ‬قبله‭ ‬كما‭ ‬أسلفنا‭ ‬والذي‭ ‬بموجبه‭ ‬تم‭ ‬الإفراج‭ ‬عن‭ ‬457‭ ‬شخصا‭ ‬من‭ ‬المحكومين‭ ‬تأكيد‭ ‬وترجمة‭ ‬لحرص‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬على‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬وحدة‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬وحماية‭ ‬وحدتنا‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬مصدر‭ ‬قوتنا‭ ‬ومصدر‭ ‬اعتزازنا‭ ‬وفخرنا‭ ‬باعتبارها‭ ‬صمام‭ ‬الأمان‭ ‬لهذا‭ ‬الوطن‭ ‬الذي‭ ‬يحتضننا‭ ‬جميعا‭ ‬بالحب‭ ‬والمودة‭ ‬والمحبة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استخدام‭ ‬جلالته‭ ‬أيده‭ ‬الله‭ ‬صلاحياته‭ ‬الدستورية‭ ‬مع‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬القانون‭ ‬وسيادته‭ ‬ومراعاة‭ ‬الأنظمة‭ ‬واحترام‭ ‬مبدأ‭ ‬استقلال‭ ‬القضاء‭.‬

إن‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬الملكية‭ ‬السامية‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬أثلجت‭ ‬صدور‭ ‬أهالي‭ ‬وأقارب‭ ‬وأصدقاء‭ ‬ومحبي‭ ‬وأسر‭ ‬ومعارف‭ ‬المفرج‭ ‬عنهم‭ ‬وكل‭ ‬من‭ ‬يعيش‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الأرض‭ ‬الطيبة‭ ‬ورسمت‭ ‬الفرحة‭ ‬والبهجة‭ ‬على‭ ‬وجوه‭ ‬الجميع‭ ‬هي‭ ‬ترجمة‭ ‬للرؤية‭ ‬الإنسانية‭ ‬للملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬المعظم‭ ‬التي‭ ‬يحرص‭ ‬جلالته‭ ‬عليها‭ ‬باعتبارها‭ ‬ثابتًا‭ ‬من‭ ‬الثوابت‭ ‬البحرينية‭ ‬وركيزة‭ ‬أساسية‭ ‬من‭ ‬ركائز‭ ‬النهج‭ ‬البحريني‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬التسامح‭ ‬والتضامن‭ ‬والعيش‭ ‬المشترك‭ ‬لتوفير‭ ‬حياة‭ ‬كريمة‭ ‬لكل‭ ‬أبناء‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬الوفي‭ ‬الذي‭ ‬يبادر‭ ‬مليكه‭ ‬الحب‭ ‬بالحب‭ ‬والمودة‭ ‬بالمودة‭ ‬والمحبة‭ ‬بالمحبة‭ ‬والوفاء‭ ‬بالوفاء‭ ‬هذا‭ ‬النهج‭ ‬البحريني‭ ‬الذي‭ ‬سارت‭ ‬عليه‭ ‬البحرين‭ ‬منذ‭ ‬عهد‭ ‬الآباء‭ ‬والأجداد‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬القانون‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الدستورية‭ ‬والذي‭ ‬نال‭ ‬إعجاب‭ ‬واحترام‭ ‬العالم‭ ‬أجمع‭ ‬الذي‭ ‬ينظر‭ ‬بكل‭ ‬احترام‭ ‬وتقدير‭ ‬لهذه‭ ‬المبادرات‭ ‬الملكية‭ ‬الإنسانية‭ ‬التي‭ ‬جعلت‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬مصاف‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة‭ ‬التي‭ ‬تحترم‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وتصون‭ ‬كرامته‭.‬

ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬الجهود‭ ‬التي‭ ‬تبذلها‭ ‬الحكومة‭ ‬برئاسة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬لترسيخ‭ ‬قيم‭ ‬ومبادئ‭ ‬احترام‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المبادرات‭ ‬المختلفة‭ ‬المتعلقة‭ ‬بحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬لاستكمال‭ ‬متطلبات‭ ‬دولة‭ ‬القانون‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الدستورية‭ ‬لتطوير‭ ‬الجوانب‭ ‬القانونية‭ ‬لصون‭ ‬حقوق‭ ‬كرامة‭ ‬الإنسان‭ ‬والمحافظة‭ ‬على‭ ‬الحريات‭ ‬العامة‭ ‬والخاصة‭ ‬هي‭ ‬ترجمة‭ ‬للتوجيهات‭ ‬الملكية‭ ‬السامية‭ ‬للاهتمام‭ ‬بإنسان‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬الغالي‭ ‬علينا‭ ‬جميعا‭ ‬وصون‭ ‬كرامته‭ ‬وتوفير‭ ‬حياة‭ ‬كريمة‭ ‬له‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬الإشادة‭ ‬بجهود‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬بقيادة‭ ‬الفريق‭ ‬أول‭ ‬معالي‭ ‬الشيخ‭ ‬راشد‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬التي‭ ‬عملت‭ ‬منذ‭ ‬البداية‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬مراكز‭ ‬الإصلاح‭ ‬والتأهيل‭ ‬لتتواكب‭ ‬مع‭ ‬القوانين‭ ‬والأنظمة‭ ‬الدولية‭ ‬والتي‭ ‬تحفظ‭ ‬حقوق‭ ‬المحكومين‭ ‬والسجناء‭ ‬وتراعي‭ ‬القيم‭ ‬الإنسانية‭ ‬حتى‭ ‬أصبحت‭ ‬مراكز‭ ‬الإصلاح‭ ‬والتأهيل‭ ‬منظومة‭ ‬متكاملة‭ ‬تقدم‭ ‬مختلف‭ ‬الخدمات‭ ‬والبرامج‭ ‬لإعادة‭ ‬تأهيل‭ ‬المحكومين‭ ‬في‭ ‬قضايا‭ ‬مختلفة‭ ‬أدت‭ ‬بهم‭ ‬إلى‭ ‬دخول‭ ‬السجن‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬أحكام‭ ‬قضائية‭ ‬صدرت‭ ‬بحق‭ ‬لتكون‭ ‬فترة‭ ‬العقوبة‭ ‬للتأهيل‭ ‬والإصلاح‭ ‬تمهيدا‭ ‬لانخراطهم‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬ليكونوا‭ ‬مواطنين‭ ‬صالحين‭ ‬يسهمون‭ ‬بإيجابية‭ ‬في‭ ‬المسيرة‭ ‬المباركة‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭  ‬حتى‭ ‬أصبحت‭ ‬مراكز‭ ‬الإصلاح‭ ‬والتأهيل‭ ‬منظومة‭ ‬متكاملة‭ ‬تربوية‭ ‬وتثقيفية‭ ‬وتهذيبية‭ ‬وتأهيلية‭ ‬تتوفر‭ ‬فيها‭ ‬مختلف‭ ‬مستلزمات‭ ‬الإصلاح‭ ‬والتأهيل‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تكون‭ ‬فترة‭ ‬العقوبة‭ ‬فترة‭ ‬مملة‭ ‬للموقوف‭ ‬يقضيها‭ ‬في‭ ‬الزنزانات‭ ‬المغلقة‭ ‬وبين‭ ‬القبضان‭ ‬والجدران‭ ‬تشهد‭ ‬بذلك‭ ‬الوفود‭ ‬الحقوقية‭ ‬والمنظمات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬وكل‭ ‬من‭ ‬زار‭ ‬مراكز‭ ‬الإصلاح‭ ‬والتأهيل‭ ‬الذين‭ ‬عبروا‭ ‬عن‭ ‬إعجابهم‭ ‬لما‭ ‬شاهدوه‭ ‬من‭ ‬برامج‭ ‬وأنشطة‭ ‬وفعاليات‭ ‬ودورات‭ ‬لتأهيل‭ ‬المحكومين‭ ‬والتي‭ ‬تجاوزت‭ ‬حتى‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬معمول‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة‭.‬

إن‭ ‬هذا‭ ‬العفو‭ ‬الملكي‭ ‬الجديد‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬فرصة‭ ‬جديدة‭ ‬للذين‭ ‬تم‭ ‬الإفراج‭ ‬عنهم‭ ‬ولأهاليهم‭ ‬لتحمل‭ ‬مسؤولياتهم‭ ‬تجاه‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬الذي‭ ‬ينتظر‭ ‬منهم‭ ‬الكثير‭ ‬خصوصا‭ ‬وإن‭ ‬جزءا‭ ‬كبيرا‭ ‬منهم‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬في‭ ‬مقتبل‭ ‬العمر‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬احترام‭ ‬القوانين‭ ‬والأنظمة‭ ‬وعدم‭ ‬التورط‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬قضايا‭ ‬قد‭ ‬تعيدهم‭ ‬إلى‭ ‬السجن‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬وعدم‭ ‬الاستماع‭ ‬إلى‭ ‬الأصوات‭ ‬الكريهة‭ ‬المدعومة‭ ‬من‭ ‬جهات‭ ‬خارجية‭ ‬التي‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬الإضرار‭ ‬ببلادنا‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬فتح‭ ‬صفحة‭ ‬جديدة‭ ‬قوامها‭ ‬الانتماء‭ ‬والولاء‭ ‬لهذا‭ ‬الوطن‭ ‬وقيادته‭ ‬التي‭ ‬تولي‭ ‬المواطن‭ ‬جل‭ ‬اهتمامها‭ ‬لتحقيق‭ ‬حلم‭ ‬القائد‭ ‬بوطن‭ ‬يحتضن‭ ‬الجميع‭.‬

حفظ‭ ‬الله‭ ‬البحرين‭ ‬وقيادتها‭ ‬وشعبها‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬شر‭ ‬ومكروه‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا