لا يقتصر التطور التكنولوجي الملحوظ في مجال المجوهرات على التصميم الرقمي الثلاثي الابعاد فحسب، بل ابتكر العقل البشري تقنيات داعمة ووظف كافة التحديثات والدراسات العلمية التي تمنح العملاء رفاهية التسوق بكل يسر من خلال كبسة زر. وعلى غرار الوتيرة المتسارعة التي اجتاح بها الذكاء الاصطناعي مختلف قطاعات البيع بالتجزئة، أحدثت تطبيقات الواقع المعزز- Augmented Reality (AR) التي تتيح للعملاء تجربة المجوهرات افتراضيا قبل الشراء، ثورة في عالم تجارة السلع الفاخرة.
ويعد الواقع المعزز أحد أهم الابتكارات التكنولوجية التي حركتها جائحة كورونا وإجراءات الاغلاق والتباعد الاجتماعي، ولكنه ليس اختراعا جديدا. ففي الواقع، يعود تاريخ اكتشافه إلى ستينيات القرن العشرين عندما طور عالم الحاسوب وأستاذ جامعة هارفارد إيفان ساذرلاند أول شاشة AR مثبتة على الرأس. وعلى مر السنين، أعاد الواقع المعزز تشكيل الطريقة التي نمارس بها كافة أمورنا الحياتية، وجاء عصر الرقمنة السريع الخطى ليبدأ طرح هذه التقنية لكل مستهلك على وجه البسيطة.
يمكننا تعريف الـAR على انها تقنية تسمح للمستخدمين بتركيب الصور والنصوص ومقاطع الفيديو على بيئة واقعية. وبالنسبة للمجوهرات فقد تم تطوير تطبيقات تستخدم الواقع المعزز لتركيب وتنسيق الصور الرقمية للمجوهرات على صور فعلية تم التقاطها بواسطة هاتف ذكي أو كاميرا ويب، مما يتيح للعملاء رؤية كيف تبدو قطع المجوهرات المختلفة عليهم خلال عدة ثواني دون الحاجة إلى زيارة المتجر فعليا.
ويقدم الواقع المعزز لعشاق الساعات والمجوهرات تجربة تسوق واقعية وتفاعلية حديثة وذكية ، مما يسمح لهم بتجربة المجوهرات فعليا وتصور كيف ستبدو العناصر قبل إجراء عملية شراء. وهذا لا يعزز رضا العملاء فحسب، بل يقلل أيضا من معدلات ارجاع المنتج بسبب المقاس او عدم دقة المواصفات. كما وتساعد التجارب الافتراضية الزبائن المحتملين على اختيار القطع التي تناسب اذواقهم وتمكنهم من اتخاذ قرارات مستنيرة بدون تردد.
لا تقتصر ميزات الـ AR على تعزيز تجربة المشتري فحسب، بل تسهم بشكل كبير في اثراء تصاميم المحلات وتسهيل عملية التسويق والترويج بأعلى الإمكانات وبأفضل الأسعار، من خلال تطبيقات الواقع المعزز المتوفرة على نطاق واسع، والتي تتوافق مع كل من منصات الويب والجوال، ويمكن دمجها بسهولة في المتاجر الالكترونية.
ويعد إنشاء تصميم فريد لعملاء محددين أمرا معقدا ولكن مع تطبيقات AR، أصبح بالإمكان تقديم تصميم 3D مكتمل للزبائن وتمكينهم من تقييم القطعة كما يفعلون في المتجر. وتسمح هذه النماذج الثلاثية الابعاد للعملاء بمشاهدة القطعة عن قرب ومن جميع الزوايا لرؤية تفاصيل وتعقيدات التصميم وجماليات الأحجار الكريمة والألوان، وتأثيرات الإضاءة، وما إلى ذلك. وعند اضاقة ميزة ارتدائها افتراضيا، فإن التجربة المرئية تصبح مثيرة ومثمرة وبالتالي ترفع من مستوى المبيعات.
هل تجربة المجوهرات عبر تقنية الـ AR كفيلة لاتخاذكم قرار الشراء من عدمه؟ شاركونا بآرائكم ونتطلع إلى مقترحاتكم للمواضيع القادمة والاجابة على تساؤلاتكم على البريد الالكتروني:
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك