العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

عالم يتغير

فوزية رشيد

حين يقولون وهمًا: نحن «آلهة» على الأرض!

{‭ ‬في‭ ‬خطاب‭ ‬قديم‭ ‬ومنطلقه‭ ‬مستمر‭! ‬ألقى‭ (‬مناحيم‭ ‬بيغن‭) ‬في‭ ‬الكنيست‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬خطابًا‭ ‬يعتبر‭ (‬قمة‭ ‬العنصرية‭) ‬ضدّ‭ ‬كل‭ ‬شعوب‭ ‬العالم‭ ‬وكل‭ ‬الأعراف‭ ‬البشرية‭! ‬هذا‭ ‬الخطاب‭ ‬نشره‭ ‬الصحفي‭ ‬‮«‬الإسرائيلي‮»‬‭ (‬أمنون‭ ‬كابيليوك‭) ‬في‭ ‬كتابه‭ (‬New‭ ‬Statesman‭) ‬عام‭ ‬1982‭ ‬يقول‭ ‬فيه‭ (‬بيغن‭): ‬‮«‬نحن‭ ‬نختلف‭ ‬عن‭ ‬الأجناس‭ ‬السفلية‭ ‬مثل‭ ‬اختلافهم‭ ‬عن‭ ‬الحشرات‭. ‬الأجناس‭ ‬الأخرى‭ ‬مقارنة‭ ‬مع‭ ‬جنسنا‭ (‬أي‭ ‬اليهود‭) ‬تُعتبر‭ ‬بهائم‭ ‬أو‭ ‬ماشية‭ ‬في‭ ‬أحسن‭ ‬الأحوال‭! ‬هم‭ ‬فضلات‭ ‬بشرية،‭ ‬قُدّر‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬نحكمهم‭! ‬سوف‭ ‬يحكم‭ ‬قائدنا‭ ‬في‭ ‬مملكتنا‭ ‬الدنيوية‭ ‬بقبضة‭ ‬من‭ ‬حديد،‭ ‬وستقوم‭ ‬الشعوب‭ ‬بلعق‭ ‬أقدامنا‭ ‬وخدمتنا‭ ‬كالعبيد‮»‬‭!‬

{‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬‮«‬مناحيم‭ ‬بيغن‮»‬‭ ‬ينصب‭ ‬جنسه‭ ‬الجنس‭ ‬المختلف‭ ‬والمتفوق‭ ‬بحسب‭ ‬معتقده‭ ‬السرياني،‭ ‬فيما‭ ‬كل‭ ‬الأجناس‭ ‬الأخرى‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬مجرد‭ ‬بهائم‭ ‬أو‭ ‬ماشية‭ ‬في‭ ‬أحسن‭ ‬الأحوال‭! ‬هذا‭ ‬الفكر‭ ‬اللاإنساني‭ ‬واللاأخلاقي‭ ‬المتطرف‭ ‬الذي‭ ‬يُشعر‭ ‬أي‭ ‬إنسان‭ ‬يطلعّ‭ ‬عليه،‭ ‬أنه‭ ‬قادم‭ ‬من‭ ‬‮«‬كهف‭ ‬شيطاني‭ ‬مظلم‮»‬‭! ‬لا‭ ‬صلة‭ ‬له‭ ‬بالوجود‭ ‬البشري،‭ ‬ويتم‭ ‬إطلاقه‭ (‬بفوقية‭ ‬شيطانية‭) ‬على‭ ‬الجنس‭ ‬البشري‭/‬الإنساني‭! ‬هو‭ ‬ذاته‭ (‬المعتقد‭) ‬الذي‭ ‬يكرره‭ ‬‮«‬المتطرفون‭ ‬اليهود‭ ‬والصهاينة‮»‬،‭ ‬لتبرير‭ ‬كل‭ ‬الجرائم‭ ‬التي‭ ‬يرتكبها‭ ‬الصهاينة‭ ‬ضدّ‭ ‬البشر‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬باسم‭ (‬معاداة‭ ‬السامية‭) ‬التي‭ ‬أسقطت‭ ‬‮«‬غزة‮»‬‭ ‬مؤخرًا‭ ‬كل‭ ‬مضامينها‭ ‬التضليلية‭!‬

{‭ ‬وفي‭ ‬إجابة‭ ‬للصحفي‭ ‬‮«‬روبرت‭ ‬روكوساي‮»‬‭ ‬عن‭ (‬معاداة‭ ‬السامية‭) ‬ونقله‭ ‬الشاعر‭ ‬هاني‭ ‬نديم،‭ ‬يقول‭: ‬‮«‬معاداة‭ ‬السامية‭ ‬مصطلح‭ ‬مُضلّل،‭ ‬الأمر‭ ‬أبسط‭ ‬من‭ ‬التلاعب‭ ‬عليه،‭ ‬إن‭ ‬الناس‭ ‬تكرههم‭ ‬لأن‭ ‬كل‭ ‬صفات‭ ‬الانحطاط‭ ‬مزروعة‭ ‬فيهم‭! ‬فهم‭ ‬انتهازيون،‭ ‬بخلاء،‭ ‬متسلقون،‭ ‬دون‭ ‬قيم،‭ ‬متوحشون،‭ ‬فظوّن،‭ ‬جشعون‭ ‬لا‭ ‬يشبعون،‭ ‬أغنياء‭ ‬جدًا‭ ‬لا‭ ‬لسعادتهم‭ ‬بل‭ ‬لإفقارك‭ ‬والتحكم‭ ‬بك،‭ ‬مخادعون،‭ ‬كاذبون،‭ ‬شوفينيون‭ ‬يزدرون‭ ‬بقية‭ ‬الخلق،‭ ‬صاخبون،‭ ‬يدعّون‭ ‬الاضطهاد‭ ‬وهم‭ ‬مجرمون،‭ ‬من‭ ‬أين‭ ‬يأتي‭ ‬الحب‭ ‬لهم؟‮»‬‭! ‬أي‭ ‬أنهم‭ ‬غير‭ ‬قابلين‭ ‬للتعايش‭ ‬الإنساني‭!‬

{ بكل‭ ‬تلك‭ ‬الأوصاف‭ ‬التي‭ ‬يستشعرها‭ ‬اليوم‭ ‬أغلب‭ ‬سكان‭ ‬العالم،‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬العدوان‭ ‬الهمجي‭ ‬على‭ ‬أطفال‭ ‬ونساء‭ ‬ورجال‭ ‬‮«‬غزة‮»‬‭! ‬هم‭ (‬لا‭ ‬يزالون‭ ‬يعتقدون‭ ‬في‭ ‬أنفسهم‭ ‬الاختلاف‭ ‬والتفوق‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬الجنس‭ ‬البشري‭)! ‬الذي‭ ‬يرون‭ ‬أعراقه‭ ‬ومنهم‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬أنهم‭ ‬‮«‬حيوانات‮»‬‭ ‬كما‭ ‬يكرر‭ ‬‮«‬نتنياهو‮»‬‭ ‬والمتطرفون‭ ‬الصهاينة‭ ‬معه‭ ‬اليوم‭! ‬ويعتبرون‭ ‬أن‭ ‬قتل‭ ‬الأطفال‭ ‬وحرب‭ ‬الإبادة‭ ‬وعدم‭ ‬الرحمة‭ ‬هي‭ (‬جزء‭ ‬من‭ ‬معتقدهم‭ ‬اللاهوتي‭) ‬كما‭ ‬يكرر‭ ‬بالصوت‭ ‬والصورة،‭ ‬حاخاماتهم‭ ‬‮«‬الصهاينة‮»‬‭! ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬يتضح‭ ‬لماذا‭ ‬وبكل‭ ‬هذا‭ ‬الدم‭ ‬البارد‭ ‬هم‭ ‬يقتلون‭ ‬ويبيدون‭ ‬في‭ ‬‮«‬غزة‮»‬‭ ‬و«الضفة‮»‬‭! ‬ولماذا‭ ‬هم‭ ‬مصرّون‭ ‬على‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭! ‬ولماذا‭ ‬هم‭ ‬خارج‭ ‬كل‭ ‬القيم‭ ‬الإنسانية‭ ‬والأخلاقية‭ ‬والقانونية‭ ‬في‭ ‬العالم‭! ‬باختصار‭ ‬لأنهم‭ ‬مصابون‭ ‬بداء‭ (‬الكبر‭ ‬الشيطاني‭) ‬ويمثلون‭ ‬بدقة‭ ‬كل‭ ‬التعاليم‭ ‬الشيطانية‭! ‬ويعتبرون‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الشيطان‮»‬‭ ‬قائدهم‭ ‬في‭ ‬مملكتهم‭ ‬الدنيوية‭ ‬بقبضة‭ ‬من‭ ‬حديد‭ ‬وهذا‭ ‬ليس‭ ‬تعبيرا‭ ‬مجازيا‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬حقيقة‭ ‬معتقدهم‭ ‬المتطرف‭! ‬وأن‭ ‬كل‭ ‬شعوب‭ ‬العالم‭ ‬عليها‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬بخدمة‭ ‬هذا‭ ‬‮«‬الجنس‭ ‬الشيطاني‮»‬‭ ‬ولعق‭ ‬أقدامهم،‭ ‬كما‭ ‬قال‭ (‬مناحيم‭ ‬بيغن‭)!‬

{‭ ‬هو‭ ‬بالفعل‭ (‬جنس‭ ‬خارج‭ ‬نطاق‭ ‬الإنسانية‭ ‬والبشر‭) ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬قاموا‭ ‬به‭! ‬سواء‭ ‬في‭ ‬المجتمعات‭ ‬الغربية‭ ‬التي‭ ‬كانوا‭ ‬جزءًا‭ ‬منها،‭ ‬وهم‭ ‬من‭ ‬القوقاز‭ ‬والخزر‭! ‬ولذلك‭ ‬عبر‭ ‬التاريخ‭ ‬تم‭ ‬نبذهم‭ ‬وطردهم‭ ‬من‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬الغرب‭! ‬وضجت‭ ‬أوروبا‭ ‬بهم‭ ‬وأرادت‭ ‬التخلص‭ ‬منهم،‭ ‬فابتكرت‭ ‬لهم‭ ‬الصهيونية‭ ‬قصة‭ ‬‮«‬المسألة‭ ‬اليهودية‮»‬‭! ‬واختراع‭ ‬دولة‭ ‬لهم‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الشعوب‭ ‬الأخرى،‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬مقترح‭ ‬أن‭ ‬ينتقلوا‭ ‬إلى‭ ‬أوغندا‭ ‬أو‭ ‬ليبيا‭ ‬أو‭... ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬جرفهم‭ ‬المدّ‭ ‬الصهيوني،‭ ‬برعاية‭ ‬بريطانيا‭ ‬‮«‬العظمى‮»‬‭ ‬آنذاك‭ ‬إلى‭ ‬فلسطين‭ ‬العربية‭! ‬لتبدأ‭ ‬حكاية‭ ‬أكبر‭ ‬مأساة‭ ‬إنسانية‭ ‬عبر‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬الـ‭(‬8‭ ‬عقود‭)!‬

{‭ ‬هو‭ ‬جنس‭ ‬غريب‭ ‬بالفعل‭ ‬و‭(‬متفوق‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الشرور‭) ‬التي‭ ‬حلّت‭ ‬بالعالم‭! ‬وحيث‭ ‬‮«‬الصهيونية‭ ‬العالمية‭ ‬والماسونية‮»‬‭ ‬بقيادة‭ ‬رؤوس‭ ‬يهودية‭ ‬شيطانية،‭ ‬تسببت،‭ ‬بحسب‭ ‬الوثائق‭ ‬والتحليلات‭ ‬أنها‭ ‬وراء‭ ‬كل‭ ‬الحروب‭ ‬والثورات‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬ذات‭ ‬الأهداف‭ ‬لضمان‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬الغرب‭ ‬أولاً‭ ‬ثم‭ ‬العالم‭! ‬ومنها‭ ‬الحربان‭ ‬الأولى‭ ‬والثانية‭ ‬في‭ ‬الغرب،‭ ‬والثورة‭ ‬الفرنسية‭ ‬والإنجليزية‭ ‬والأمريكية‭ ‬والروسية‭! ‬حتى‭ ‬جاء‭ ‬دور‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬لتشرب‭ ‬من‭ ‬كأس‭ ‬السم‭ ‬ذاته‭ ‬خلال‭ ‬الحروب‭ ‬الصليبية،‭ ‬وتقسيم‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬بعد‭ ‬سقوط‭ ‬الدولة‭ ‬العثمانية،‭ ‬و«الثورة‭ ‬العربية‭ ‬الكبرى‮»‬‭ ‬بتأثيرات‭ ‬استخباراتية‭ ‬بريطانية‭ ‬‮«‬ولورانس‭ ‬العرب‮»‬‭ ‬وغيره‭! ‬وحتى‭ ‬اليوم‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يعانيه‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬والمنطقة‭ ‬العربية‭ ‬بل‭ ‬والعالم،‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬تأثيرات‭ ‬هذا‭ (‬المعتقد‭ ‬الشيطاني‭) ‬الذي‭ ‬يمهّد‭ ‬لخروج‭ ‬‮«‬الدجال‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬سيقودهم،‭ ‬كما‭ ‬معتقدهم،‭ ‬إلى‭ ‬حكم‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم‭ ‬والعاصمة‭ ‬هي‭ ‬‮«‬القدس‮»‬‭ (‬للملكة‭ ‬التوراتية‭ ‬العالمية‭)!‬

إنه‭ ‬‮«‬الجنس‭ ‬الأخطر‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬يعتقد‭ ‬في‭ ‬نفسه‭ ‬‮«‬الألوهية‮»‬‭ ‬فيما‭ ‬هو‭ (‬انقياده‭ ‬للشيطان‭) ‬لتدمير‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬حوله‭ ‬من‭ ‬بشر‭ ‬وأجناس‭ ‬وأعراق‭ ‬ينظرون‭ ‬إليها‭ ‬كالماشية‭ ‬والعبيد‭!‬

ولهذا‭ ‬كل‭ ‬شعوب‭ ‬العالم‭ ‬تقترب‭ ‬كثيرًا‭ ‬من‭ ‬إدراك‭ ‬هذه‭ ‬الحقيقة،‭ ‬وتستيقظ‭ ‬على‭ ‬هول‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬ويحدث‭ ‬على‭ ‬أيديهم‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬وفلسطين‭ ‬فقط،‭ ‬وإنما‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬كله‭!‬

إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا