العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

عالم يتغير

فوزية رشيد

تحرير العالم من الصهيونية!

{ الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬وبشكل‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬منذ‭ ‬تأسيسه‭ ‬عام‭ ‬1948،‭ ‬يواجه‭ ‬اليوم‭ ‬ضغوطاً‭ ‬سياسية‭ ‬وقانونية‭ ‬وإعلامية،‭ ‬حتى‭ ‬يكاد‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬بشعوبه‭ ‬ودوله‭ ‬ما‭ ‬عدا‭ (‬الاستثناء‭ ‬الاستعماري‭ ‬الغربي‭) ‬الذي‭ ‬يدعمه‭ ‬بل‭ ‬يشاركه‭ ‬في‭ ‬جرائم‭ ‬الحرب‭ ‬والإبادة‭ ‬التي‭ ‬يقوم‭ ‬بها‭! ‬حتى‭ ‬تكاد‭ ‬الصورة‭ ‬تكون‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬منقلبة‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الكيان‭ ‬وعلى‭ ‬المنظومة‭ ‬الصهيونية‭ ‬العالمية‭ ‬الداعمة‭ ‬له‭!‬

{ وما‭ ‬بين‭ ‬محكمة‭ ‬‮«‬الجنايات‭ ‬الدولية‮»‬،‭ ‬ومحكمة‭ ‬‮«‬العدل‭ ‬الدولية‮»‬‭ ‬تتوالى‭ ‬الضغوط‭ ‬القانونية،‭ ‬آخرها‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬ما‭ ‬أمرت‭ ‬به‭ ‬‮«‬العدل‭ ‬الدولية‮»‬‭ ‬بوقف‭ ‬‮«‬العدوان‭ ‬الإسرائيلي‮»‬‭ ‬على‭ ‬رفح‭ ‬فوراً،‭ ‬وأن‭ ‬يبقى‭ ‬المعبر‭ ‬مفتوحاً‭ ‬لإدخال‭ ‬المساعدات‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬عوائق،‭ ‬ويمثّل‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬المرة‭ ‬الثالثة‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬التي‭ ‬تصدر‭ ‬فيها‭ ‬هيئة‭ ‬المحكمة‭ ‬المؤلفة‭ ‬من‭ (‬15‭ ‬قاضياً‭) ‬أوامر‭ ‬لحقن‭ ‬الدماء‭ ‬وتخفيف‭ ‬المعاناة‭ ‬الإنسانية‭ ‬في‭ ‬غزة‭! ‬ووفقاً‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬و«العدل‭ ‬الدولية‮»‬‭ ‬تابعة‭ ‬لها،‭ ‬فإن‭ ‬أحكام‭ ‬المحكمة‭ ‬نهائية‭ ‬ولا‭ ‬إمكانية‭ ‬لاستئنافها،‭ ‬و‭(‬ملزمة‭ ‬قانوناً‭)‬،‭ ‬ولأن‭ ‬تطبيق‭ ‬القرارات‭ ‬متروك‭ ‬للدول‭ ‬المعنية،‭ ‬فإن‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬قرر‭ ‬كعادته‭ ‬الدوس‭ ‬على‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬وعدم‭ ‬الالتزام‭ ‬بقرار‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭! ‬

{ حين‭ ‬صدر‭ ‬قبل‭ ‬ذلك‭ ‬قرار‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬‮«‬الجنائية‭ ‬الدولية‮»‬‭ ‬بطلب‭ ‬مذكرات‭ ‬اعتقال‭ ‬بحق‭ (‬نتنياهو‭ ‬وجالانت‭) ‬فإن‭ ‬رد‭ ‬الفعل‭ ‬العنصري‭ ‬جاء‭ ‬ضد‭ ‬كل‭ ‬العالم‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬القضاة‭ ‬في‭ ‬المحكمة‭ ‬هم‭ ‬من‭ (‬الأغيار‭) ‬بحسب‭ ‬وصف‭ ‬المتطرفين‭ ‬الصهاينة‭ ‬في‭ ‬الكيان‭! ‬وأن‭ ‬ذلك‭ ‬مضاد‭ ‬للسامية‭ ‬وعداء‭ ‬لها‭ ‬وللديمقراطية،‭ ‬حين‭ ‬ساوت‭ ‬مذكرات‭ ‬الاعتقال‭ ‬بين‭ ‬نتنياهو‭ ‬وغالات‭ ‬وبين‭ ‬‮«‬السنوار‭ ‬وهنية‭ ‬ومحمد‭ ‬ضيف‮»‬‭! ‬وجاء‭ ‬تعليق‭ ‬‮«‬حماس‮»‬‭ ‬من‭ ‬جانبها‭ ‬أنه‭ ‬مساواة‭ ‬بين‭ ‬الضحية‭ ‬والجلاّد‭! ‬ولا‭ ‬ندري‭ ‬ما‭ ‬علاقة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬بالجرائم‭!‬

{ حين‭ ‬لا‭ ‬يلتزم‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬بالقرارات‭ ‬الدولية‭! ‬وحين‭ ‬تهدد‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬المحاكم‭ ‬الدولية‭ ‬والقضاة‭ ‬بشكل‭ ‬صريح‭! ‬وحين‭ ‬يصل‭ ‬الخطاب‭ ‬العنصري‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬مؤداه‭ (‬اليهود‭ ‬والأغيار‭ ‬في‭ ‬العالم‭) ‬فإن‭ ‬التسلط‭ ‬الصهيوني‭ ‬داخل‭ ‬الكيان‭ ‬وفي‭ ‬الغرب‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬نهاياته‭ ‬الأكثر‭ ‬وقاحة‭ ‬وفوضوية‭! ‬ومباركة‭ ‬لخطاب‭ ‬عنصري‭ ‬يستهدف‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬العالم‭ ‬كله‭! ‬باعتبار‭ ‬شعوبه‭ (‬أغيارا‭) ‬أي‭ ‬بحسب‭ ‬المضمون‭ ‬الصهيوني‭ ‬لهذا‭ ‬المفهوم‭ ‬أن‭ (‬الأغيار‭ ‬هم‭ ‬العبيد‭) ‬أي‭ ‬أن‭ ‬شعوب‭ ‬العالم‭ ‬ومؤسساته‭ ‬وقوانينه‭ ‬إن‭ ‬تجرأت‭ ‬على‭ ‬إدانة‭ ‬جرائم‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني،‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬بمثابة‭ ‬جرأة‭ ‬العبيد‭ ‬على‭ ‬الأسياد،‭ ‬الذين‭ ‬هم‭ ‬اليهود‭ ‬أو‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬هم‭ ‬الصهاينة‭!‬

{ رغم‭ ‬ذلك‭ ‬فإن‭ ‬الصهيونية‭ ‬العالمية‭ ‬وكيانها‭ ‬المؤسس‭ ‬‮«‬استعماريا‮»‬‭ ‬يواجه‭ ‬اليوم‭ ‬غضب‭ ‬الشعوب‭ ‬وحتى‭ ‬الدول‭ ‬كما‭ ‬واجهت‭ (‬النازية‭) ‬قبل‭ ‬ذلك‭ ‬الرفض‭ ‬العالمي‭! ‬بل‭ ‬إن‭ ‬غضب‭ ‬الله‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الفئة‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بالإفساد‭ ‬في‭ ‬الأرض‭ ‬مذكور‭ ‬في‭ ‬القرآن‭! ‬والآن‭ ‬الصحوة‭ ‬العالمية‭ ‬في‭ ‬وعيها‭ ‬ضد‭ ‬الصهيونية،‭ ‬يتضح‭ ‬أنها‭ ‬البداية‭ ‬لانفراط‭ ‬العقد‭ ‬الصهيوني‭ ‬وكيانه‭ ‬الذي‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬الارتباك‭ ‬والفوضى‭! ‬حتى‭ ‬تكاد‭ ‬تصريحات‭ ‬قادته‭ (‬العنصرية‭) ‬ضد‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬وما‭ ‬يرفضه‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العالمي‭ ‬تكون‭ ‬أكبر‭ ‬إدانة‭ ‬له،‭ ‬ولمفاهيمه‭ ‬وتطرفه‭ ‬الأيديولوجي‭ ‬الصهيوني‭! ‬وأكبر‭ ‬انكشاف‭ ‬للهيكلية‭ ‬الزائفة‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬عليها‭ ‬ادعاءاته‭ ‬حول‭ ‬الديمقراطية‭! ‬وحول‭ ‬كونه‭ ‬ديمقراطياً‭! ‬وحيث‭ ‬الديمقراطية‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬قط‭ ‬وعاءً‭ ‬لممارسة‭ ‬المجازر‭ ‬وحرب‭ ‬الإبادة‭ ‬والعنصرية‭ ‬والتطهير‭ ‬العرقي،‭ ‬مما‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬ممارسات‭ ‬هذا‭ ‬‮«‬الكيان‭ ‬الصهيوني‮»‬‭ ‬خلال‭ ‬الـ76‭ ‬عاماً‭ ‬قد‭ ‬أزيح‭ ‬عنها‭ ‬الغطاء‭ ‬تماما‭ ‬بعد‭ ‬العدوان‭ ‬على‭ ‬غزة،‭ ‬فانكشف‭ ‬لكل‭ ‬شعوب‭ ‬العالم‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬مكشوفاً‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬والعرب‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬النكبة‭! ‬ليصبح‭ ‬هذا‭ ‬الكيان‭ ‬المتعجرف‭ ‬واقفا‭ ‬في‭ ‬‮«‬حلبة‭ ‬السيرك‭ ‬الصهيونية‮»‬‭ ‬عارياً‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬غطاء‭ ‬وسند‭ ‬إلا‭ ‬غطاء‭ ‬وسند‭ ‬الغرب‭ ‬الاستعماري،‭ ‬ومنبوذاً‭ ‬من‭ ‬شعوب‭ ‬العالم‭ ‬والضمير‭ ‬العالمي،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬أسرف‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬الالتزام‭ ‬بالقانون‭ ‬الدولي‭ ‬وتمادى‭ ‬ليمارس‭ ‬عنصريته‭ ‬ضد‭ ‬كل‭ ‬الشعوب‭!‬

{ حين‭ ‬قلنا‭ ‬مرة‭ ‬إن‭ ‬‮«‬غزة‮»‬‭ ‬كالرمال‭ ‬المتحركة،‭ ‬كلما‭ ‬تحرك‭ ‬الكيان‭ ‬بوحشية‭ ‬جرائمه‭ ‬غاص‭ ‬أكثر‭ ‬في‭ ‬وحل‭ ‬النبذ‭ ‬العالمي،‭ ‬فإنه‭ ‬اليوم‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يمارس‭ ‬عنصريته‭ ‬بشكل‭ ‬مكشوف‭ ‬وبدون‭ ‬أية‭ ‬أحقية،‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬وعلى‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬والقضاة،‭ ‬فيما‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والغرب‭ ‬الاستعماري‭ ‬يرتجفان‭ ‬بدورهما‭ ‬أمام‭ ‬هذا‭ ‬التحوّل‭ ‬في‭ ‬الوعي‭ ‬العالمي‭! ‬ويدركان‭ ‬أن‭ ‬ثبوت‭ ‬إدانة‭ ‬الكيان‭ ‬وقادته‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬هو‭ ‬إدانة‭ ‬لكل‭ ‬قادة‭ ‬الغرب‭ ‬الاستعماريين‭ ‬والصهاينة،‭ ‬الذين‭ ‬يتلونون‭ ‬في‭ ‬خطاباتهم‭ ‬ومواقفهم‭ ‬كالحرباء‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تنطلي‭ ‬ألاعيبهم‭ ‬على‭ ‬أحد‭ ‬بعد‭ ‬اليوم‭!‬

{ هو‭ ‬مأزق‭ ‬وحصار‭ ‬للكيان‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬السياسي‭ ‬والدبلوماسي‭ ‬والقانوني‭ ‬والإنساني‭ ‬والأخلاقي،‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الإعلامي‭ ‬والنفسي‭! ‬كما‭ ‬سقطت‭ ‬‮«‬النازية‮»‬‭ ‬من‭ ‬العالم،‭ ‬برفض‭ ‬عالمي،‭ ‬فإن‭ ‬سقوط‭ (‬الصهيونية‭ ‬العالمية‭) ‬تهبّ‭ ‬رياحه‭ ‬منذ‭ ‬الآن‭ ‬على‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني،‭ ‬وعلى‭ ‬القادة‭ ‬الصهاينة‭ ‬في‭ ‬العالم‭! ‬ولا‭ ‬بد‭ ‬للوعي‭ ‬العالمي‭ ‬والعربي‭ ‬والإسلامي‭ ‬أن‭ ‬يرتقي‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ (‬تحقيق‭ ‬هدا‭ ‬الرفض‭ ‬للصهيونية‭) ‬كما‭ ‬كان‭ ‬للنازية،‭ ‬وحيث‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬أعلى‭ ‬مراتب‭ ‬سلمّ‭ ‬الرفض‭ ‬هو‭ ‬المسؤولية‭ ‬الكبرى‭ ‬الواقفة‭ ‬على‭ ‬الجميع‭ ‬اليوم‭ ‬لتحرير‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬قبضة‭ ‬هذه‭ ‬الصهيونية‭ ‬ورموزها‭ ‬ومنطلقاتها‭ ‬الفكرية‭ ‬وإفسادها‭ ‬في‭ ‬الأرض‭! ‬ولقد‭ ‬بلغ‭ ‬السيل‭ ‬الزُبى‭!‬

إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا