من المستحيل أن تنسى جماهير المنامة الثلاثية القاتلة التي سجلها المحترف الأمريكي ايبانكس في سلة المحرق بالمباراة الفاصلة قبل موسمين وتحديداً في موسم 2021-2022، وأهدت المنامة بطولة الدوري بعد انتظار ثلاثة مواسم كاملة، هذه الثلاثية غيرت أحوال المنامة تماماً وكانت السبب فيما وصل إليه اليوم من إنجازات واحتكار للبطولات، حيث منحته هذه الثلاثية بطاقة المشاركة في النسخة الأولى من بطولة دوري غرب آسيا لكرة السلة «السوبر ليغ».
وهنا نقطة التحول التي من خلالها ارتفع منحنى المنامة تصاعديا وأصبح في مستوى ورتم أعلى من منافسيه محليا، إذ استفاد المنامة من الاحتكاك مع أبطال الدوريات في بلدانهم، واجه أبطال دول الخليج العربي، ثم تأهل إلى المرحلة النهائية ليواجه فرقا من لبنان وكازاخستان وفجر المفاجأة بتحقيق لقب النسخة الأولى، وزادت مكاسب وخبرات المنامة أكثر بتأهله للمشاركة في بطولة العالم للقارات بسنغافورة، وخلالها لعب المنامة مباريات جداً قوية مع فرق من الصين وألمانيا وأمريكا، وأقيمت هذه البطولة في الصيف الماضي ما جعل المنامة يبدأ إعداده مبكراً وقبل الجميع.
وتراكمت التجارب ودخل المنامة موسمه المنصرم وهو أبرز المرشحين للألقاب، وتخلل الموسم مشاركة المنامة الثانية في بطولة السوبر ليغ الآسيوي، وفيها كرر نجاحاته ببلوغ المباراة النهائية لمنطقة الخليج والتي خسرها بصعوبة في المباراة الفاصلة أمام الكويت الكويتي المدجج بأفضل المحترفين، كما تأهل المنامة إلى المرحلة النهائية «الفاينل 8» التي تنطلق يوم السبت القادم بالدوحة ويسعى المنامة إلى الدفاع عن لقبه.
وبعيداً عن الثلاثية التي غيرت الأحوال والحظ الذي ابتسم للمنامة وقتها، لا يمكن أن نغفل الدور الكبير في التخطيط والعمل الجاد من قبل رئيس النادي يوسف زمان وجهاز السلة برئاسة محمد كازروني ومدير اللعبة السيدعلي الموسوي والطاقم الإداري المعاون، حيث كان لتعاقداتهم المدروسة الأثر الأبرز في تطور الفريق وذلك من خلال التعاقد مع المدرب اليوناني لينوس غافريال الذي استمر مع الفريق للموسم الثالث على التوالي وحقق ثلاث بطولات دوري وبطولتي كأس خليفة بن سلمان وبطولة كأس السوبر وبطولة دوري غرب آسيا ليصبح المجموع 7 بطولات حتى الآن قابلة للزيادة، وخصوصا أن عقده مستمر مع المنامة حتى عام 2025.
كما نجح المنامة في تعاقداته مع المحترفين واللاعبين المحليين، والدليل استمرارهم وزيادة الانسجام بينهم موسمين متتاليين، وفي النهاية المنطق فرض نفسه والمنامة المرشح الأبرز والأكثر جاهزية واستقرارا وانسجاما توج بجميع الألقاب المحلية في الموسم المنصرم 2023-2024، وحين نقول المنطق فرض نفسه نعم، فالمنامة خاض قرابة 30 مباراة في بطولة واصل بنسختيها الأولى والثانية، ولعب ثلاث مباريات في بطولة العالم، وعنده استقرار على صعيد الجهاز الفني واللاعبين وفي تشكيلته مزيج بين الخبرة والشباب.
في المقابل نجد على سبيل المثال منافسه الأهلي الذي خاض النهائيين وخسرهما قد دربه ثلاثة مدربون في هذا الموسم، واستبدل المحترفين عدة مرات، والفريق افتقد الاحتكاك والمباريات الخارجية القوية وتأثر من التوقفات الطويلة، كما نقص الفريق حيوية الشباب في الملعب، ولذلك كانت الأمور تتجه للمنامة رغم محاولات الأهلي وتطور مستواه في آخر مباراتين بالموسم، ونؤكد أن البطولات ذهبت لمن يستحقها، وعلى الأندية أن تصحح أوضاعها إذا ما أرادت أن تنافس المنامة وتزيحه عن منصة التتويج في الموسم القادم، ولن يتحقق ذلك إلا بالتخطيط السليم.
dahaba17@hotmail.com
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك