كان هناك سؤال مهم في حلقات برنامج سر التميز يوجه إلى الأطباء المشاركين عن موقف تمت إدارته بنجاح، فكما تعلمون ثمة مواقف كثيرة تغير حياة بأكملها، وكانت إجاباتهم جميعا بها الكثير من الحكمة والتفوق والنصح.
تذكرت تلك المواقف السامية مع قراءة قصة رجل غيّر منحنى التغذية الصحية في العالم وهو «هنري نستله» الذي استطاع من خلال مأساته الشخصية وأزمة كبيرة مر بها في حياته وهو في شبابه أن يغير مساره ومن ثم ينقذ حياة ملايين الأطفال، منذ القرن الثامن عشر حتى وقتنا الحالي.
ولد هنري نستله في المانيا وكان ترتيبه بين اخواته الـ 11 من بين 14 ونصفهم توفوا وهم صغار، أنهى تدريبه كصيدلي ثم انتقل الى سويسرا ليعمل مساعد صيدلي ولم يستطع امتلاك صيدلية خاصة، حيث إنه لم يكن مواطنا سويسريا، لذلك قرر إجراء تغيير في حياته المهنية.
وكان في تلك الفترة ينتشر موت الأطفال الرضع الذين لا تستطيع امهاتهم ارضاعهم لظروف العمل في المصانع فترات طويلة ولم يكن بوسعهن تحمل إجازة رعاية الرضع وبالفعل امتلك نستله عقارا تجاريا وتحول إلى صناعة المواد الغذائية.
وكان يدرك احتياج المجتمع لمنتجات ألبان بديلة تغذي الاطفال عوضا عن لبن الأم، وبدأ يبتكر بديلاً لحليب الأم عن طريق تجفيف الحليب البقري وخلطه بدقيق القمح والسكر، ووفرت العناصر الغذائية الأساسية في شكل آمن وسهل الهضم عام 1867.
كان هناك طلب كبير على أغذية الاطفال الجاهزة ليس فقط في سويسرا بل في جميع أنحاء أوروبا، وحقق نستله بعد ذلك طفرة باختراعه في التغذية الصحية بعد التنوع الكبير الذي قدمته شركة نستله على مر السنين كغذاء صحي للأطفال.
لم يكن يعلم أن باختراعه هذا سيعد من أهم الاختراعات التي غيرت طرق التغذية إلى زمننا هذا، ولم يكن يعلم بأن اسمه سيخلد عبر التاريخ.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك