العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

مقالات

قمة الفخامة.. كبيرة يالبحرين

بقلم: المحامية د. هنادي عيسى الجودر

الأحد ١٩ مايو ٢٠٢٤ - 02:00

ما‭ ‬أجمل‭ ‬سماء‭ ‬البحرين‭ ‬وهي‭ ‬تحتضن‭ ‬أعلام‭ ‬الدول‭ ‬الشقيقة‭ ‬والصديقة‭ ‬أعضاء‭ ‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬استعداداً‭ ‬لعقد‭ ‬اجتماع‭ ‬مجلس‭ ‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬دورتها‭ ‬الثالثة‭ ‬والثلاثين‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬القمة،‭ ‬وما‭ ‬أجمل‭ ‬شارع‭ ‬المطار‭ ‬وهو‭ ‬يُعبّر‭ ‬بأسلوبٍ‭ ‬يمُسّ‭ ‬القلوب‭ ‬عن‭ ‬الوحدة‭ ‬العربية،‭ ‬محتفياً‭ ‬بصورة‭ ‬شخصية‭ ‬لكل‭ ‬حاكم‭ ‬من‭ ‬حكّام‭ ‬تلك‭ ‬الدول‭ ‬بجانب‭ ‬صورة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬المعظم،‭ ‬الذي‭ ‬استضاف‭ ‬هذا‭ ‬الحدث‭ ‬التاريخي‭ ‬باسم‭ ‬البحرين‭ ‬العظيمة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬تفاصيل‭ ‬ماضيها‭ ‬وحاضرها‭. ‬

كل‭ ‬هذه‭ ‬العظمة‭ ‬تعززت‭ ‬بكلمة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬السامية‭ ‬والافتتاحية‭ ‬لأعمال‭ ‬المؤتمر‭ ‬العاكسة‭ ‬للفكر‭ ‬الإنساني‭ ‬السامي‭ ‬الذي‭ ‬يحمله‭ ‬جلالته‭ ‬باعتباره‭ ‬ثقافة‭ ‬ونهجاً‭ ‬قائما‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وحرياته‭ ‬الأساسية‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬من‭ ‬العدالة‭ ‬والمساواة،‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬بحال‭ ‬أن‭ ‬تتنامى‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬بيئة‭ ‬يسودها‭ ‬الأمن‭ ‬والسلام،‭ ‬لذلك‭ ‬ربما‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬صدفة‭  ‬تزامن‭ ‬عقد‭ ‬قمة‭ ‬البحرين‭ ‬مع‭ ‬احتفاء‭ ‬العالم‭ (‬باليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للعيش‭ ‬معاً‭ ‬بسلام‭ ) ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أن‭ ‬السلام‭ ‬يُعد‭ ‬أساساً‭ ‬للتقدم‭ ‬والازدهار‭ ‬والنماء‭ ‬والاستقرار‭ ‬والأمن،‭ ‬ودونه‭ ‬ينعدم‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬سبق،‭ ‬وقد‭ ‬ترجمت‭ ‬المبادرات‭ ‬التي‭ ‬تضمنتها‭ ‬كلمة‭ ‬جلالته‭ ‬هذا‭ ‬الفكر‭ ‬بصورة‭ ‬عملية‭ ‬ولاسيما‭ ‬المقترح‭ ‬الخاص‭ ‬بتوفير‭ ‬الخدمات‭ ‬التعليمية‭ ‬والصحية‭ ‬للمتأثرين‭ ‬من‭ ‬الصراعات‭ ‬والنزاعات‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬وتلك‭ ‬المتعلقة‭ ‬بمؤتمر‭ ‬دولي‭ ‬للسلام‭ ‬العالمي‭ ‬ولربما‭ ‬تكون‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬33‭ ‬‭ ‬قمة‭ ‬البحرين‭ ‬هي‭ ‬النواة‭ ‬الأولى‭ ‬نحو‭ ‬توجه‭ ‬دولي‭ ‬حقيقي‭ ‬لإحلال‭ ‬السلام‭ ‬العالمي‭ ‬وفق‭ ‬معايير‭ ‬موحدة‭ ‬ومكيال‭ ‬واحد‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬صحوة‭ ‬شعوب‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬وتضامنها‭ ‬مع‭ ‬الانتهاكات‭ ‬السافرة‭ ‬الأخيرة‭ ‬للمواثيق‭ ‬الدولية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وللقانون‭ ‬الدولي‭ ‬الإنساني‭ ‬في‭ ‬غزّة‭.‬

ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬قمة‭ ‬البحرين‭ ‬تعد‭ ‬الحدث‭ ‬الأبرز‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬والتي‭ ‬تواجه‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬فيها‭ ‬تحديات‭ ‬عصيبة‭ ‬تتطلب‭ ‬موقفاً‭ ‬موحداً‭ ‬وكلمة‭ ‬عربية‭ ‬واحدة‭ ‬بشأنها‭ ‬وعملاً‭ ‬مشتركاً‭ ‬سعياً‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬والسلام‭ ‬للمنطقة‭ ‬بأكملها،‭ ‬ولاسيما‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬تمرّ‭ ‬بأزماتٍ‭ ‬ومرحلة‭ ‬اضطرابات‭ ‬وعدم‭ ‬استقرار‭ ‬سياسي‭ ‬وأمني‭ ‬وأقدمها‭ ‬قضية‭ ‬العرب‭ ‬الكبرى‭ ‬قضية‭ ‬فلسطين‭  ‬ومجريات‭ ‬الأحداث‭ ‬اللاإنسانية‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬والتي‭ ‬حظيت‭ ‬بالصدارة‭ ‬في‭ ‬اهتمام‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬أكد‭ ‬البيان‭ ‬الختامي‭ ‬موقفا‭ ‬موحدا‭ ‬للدول‭ ‬العربية‭ ‬تجاهها‭ ‬من‭ ‬جوانب‭ ‬عدة،‭  ‬منها‭ ‬مطالبة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭  ‬بعقد‭ ‬مؤتمر‭ ‬دولي‭ ‬تحت‭ ‬رعايتها‭ ‬لحلّ‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬و‭ ‬دعوة‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭ ‬إلى‭ ‬تنفيذ‭ ‬قراراته‭ ‬بوقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬وضرورة‭  ‬انسحاب‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬منها‭ ‬ونشر‭ ‬قوات‭ ‬حفظ‭ ‬سلام‭ ‬أممية‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وحرص‭ ‬البيان‭ ‬الختامي‭ ‬للقمة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬اعتبار‭ ‬تحقيق‭ ‬السلام‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬سيادة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬وسلامة‭ ‬ووحدة‭ ‬أراضيها‭ ‬محور‭ ‬أساسي‭ ‬لتحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬العربي،،‭ ‬كالسودان،‭ ‬سوريا،‭ ‬اليمن،‭ ‬ليبيا،‭ ‬لبنان‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الأمن‭ ‬المائي‭ ‬الذي‭ ‬يتهدد‭ ‬مياه‭ ‬نهر‭ ‬دجلة‭ ‬والفرات‭ ‬والنيل،‭ ‬باعتباره‭ ‬جزءا‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬العربي،‭ ‬نظراً‭ ‬لأن‭ ‬موضوع‭ ‬المياه‭ ‬يعتبر‭ ‬الخطر‭ ‬المستقبلي‭ ‬المحدق‭ ‬بالعالم‭.‬

قمة‭ ‬ناجحة‭ ‬بكل‭ ‬معايير‭ ‬الجودة‭ ‬والتميز‭ ‬من‭ ‬النواحي‭ ‬الشكلية‭ ‬والبروتوكولية‭ ‬ومن‭ ‬ناحية‭ ‬المضمون‭ ‬والمخرجات،‭ ‬وبما‭ ‬عكسته‭ ‬من‭ ‬مظاهر‭ ‬الإخاء‭ ‬والتعاون‭ ‬والشراكة‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬الشقيقة‭ ‬التي‭ ‬شاركت‭ ‬في‭ ‬الاجتماع،‭ ‬وبالإشادة‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬حازتها،‭ ‬لذا‭ ‬ستبقى‭ ‬آمال‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬وقضاياها‭ ‬معلّقة‭ ‬على‭ ‬متابعة‭ ‬الجهود‭ ‬التي‭ ‬ستُبذل‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬تنفيذ‭ ‬توصيات‭ ‬القمة‭ ‬مع‭ ‬تعزيز‭ ‬مستمر‭ ‬لوحدة‭ ‬الصف‭ ‬العربي‭ ‬لما‭ ‬فيه‭ ‬مصلحة‭ ‬أمن‭ ‬وازدهار‭ ‬ونماء‭ ‬ورخاء‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬جمعاء‭ ‬ورفاه‭ ‬شعوبها‭.‬

ومن‭ ‬هنا‭ ‬وبمناسبة‭ ‬النجاح‭ ‬الباهر‭ ‬الذي‭ ‬حققته‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬الثالثة‭ ‬والثلاثون‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الأصعدة،‭ ‬يُشرّفني‭ ‬أن‭ ‬أرفع‭ ‬صادق‭ ‬التبريكات‭ ‬والتهاني‭ ‬القلبية‭ ‬لمقام‭ ‬سيدي‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬ملك‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬المعظم‭  ‬وإلى‭ ‬مقام‭ ‬سيدي‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الموقر،‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬الأمين‭ ‬وإلى‭ ‬جميع‭ ‬أفراد‭ ‬شعب‭ ‬البحرين‭ ‬الأصيل،‭ ‬وشكر‭ ‬خاص‭ ‬لوزارة‭ ‬الإعلام‭ ‬بقيادة‭ ‬وزيرها‭ ‬الشاب‭ ‬الدكتور‭ ‬رمزان‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬النعيمي‭ ‬وجميع‭ ‬الإعلاميين‭ ‬في‭ ‬الوزارة‭ ‬والذي‭ ‬قدموا‭ ‬صورة‭ ‬مُشرّفة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المركز‭ ‬الإعلامي‭ ‬للقمة‭ ‬العربية‭ ‬بجانب‭ ‬زملائهم‭ ‬الإعلاميين‭ ‬الضيوف‭ ‬ولجميع‭ ‬الجهات‭ ‬التي‭ ‬ساهمت‭ ‬بكل‭ ‬جهدها‭ ‬لتحقيق‭ ‬النجاح‭ ‬بالمستوى‭ ‬اللائق‭ ‬بالمملكة،‭ ‬مبارك‭ ‬للبحرين‭ ‬هذا‭ ‬المنجز‭ ‬الذي‭ ‬يُعد‭ ‬بصمة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬سجلاتها‭ ‬الدبلوماسية،‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والثقافية‭. ‬

 

Hanadi‭_‬aljowder@hotmail‭.‬com‭ ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا