إن احتضان البحرين لأول مرة قمة جامعة الدول العربية في دورتها الثالثة والثلاثين، إنما يعبر عن إيمان جلالة الملك حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة وصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمين بالعمل العربي المشترك لخدمة قضايا الأمة العربية المصيرية، ويعبر كذلك عن حرص البحرين على دعم رسالة الجامعة العربية والوقوف مع كل ما يحقق أحلام وتطلعات وآمال دولنا العربية تجاه السلام والأمن والاستقرار وتجاه التنمية البشرية والاقتصادية.
واحتضان مملكة البحرين هذه القمة في ظل هذه الظروف الاستثنائية التي تشهدها المنطقة يعد مبادرة شجاعة لمواجهة الأزمات الخانقة في فلسطين وفي غزة تحديدا وفي السودان واليمن وفي غيرها من دول المنطقة، كما تعد مبادرة مسؤولة لدعم التضامن العربي وتوثيق التعاون بين الدول العربية وتعميقه في كل المجالات السياسية والأمنية الاقتصادية، والثقافية، والاجتماعية.
والبحرين قادرة بفضل الله على قيادة القمة خلال المرحلة القادمة بكل اقتدار ويعزز ذلك ويؤكده حكمة قيادتها ومواقفها التاريخية وسياستها المتوازنة تجاه منطقتها والعالم، وما تحظى به من ثقة عالمية متزايدة كانت نتاج عقود طويلة من البناء السياسي والاقتصادي والتنموي ومحصلة طبيعية لحجم العلاقات التي بنيت على الثقة والتعاون والمصالح المشتركة لخدمة شعبها والمنطقة والعالم وأمنه وسلامه واستقراره.
وطالما كانت البحرين كما بقية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تنطلق بدافع من قيمها الدينية ومبادئها وانتماءاتها القومية للمساهمة الفاعلة في إنهاء الأزمات في المنطقة وفي العالم وفي إعادة الاستقرار والأمن والعيش الكريم إلى كل الشعوب المنكوبة جراء الأزمات والحروب وفق نهج يتسم بالاعتدال والحكمة ودرء المفاسد.
وفي ظل ما يعيشه عالمنا العربي من أزمات حادة فإننا نتطلع إلى أن تكون المنامة فألا حسنا لنجاح هذه القمة، وإعادة الأمل إلى شعوب المنطقة ودولها في الأمن والسلام والاستقرار وفي التنمية الاقتصادية، وتجاه بناء الحاضر وازدهار المستقبل إن شاء الله.
رئيس جامعة الخليج العربي
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك