من دون شك، فإن مملكة البحرين بقيادتها الواعية وحكومتها الرشيدة، وشعبها العريق تستطيع قيادة العمل العربي المشترك، بل والوصول به إلى المحطات التضامنية المأمولة والآفاق التعاونية المنشودة.
فالذي ينظر إلى تاريخ البحرين وإلى سياستها الخارجية المتوازنة وإلى خطوات وتحركات جلالة الملك المعظم، يستطيع أن يرى ذلك الشعور الوطني والقومي الذي يؤمن بأن أمن البحرين من أمن أمتها العربية، وأن قوة البحرين من قوة عمقها الاستراتيجي العربي، وأن سلامة البحرين من سلامة مشاريعنا القومية العربية التكاملية التي لم تتردد مملكتنا الغالية يوما في الدفاع عنها وبذل الغالي والنفيس من أجل أن يسود السلام والاستقرار والازدهار في أمتنا وينعم كل مواطن عربي بالأمن والأمان والتقدم والرخاء.
من هنا تأتي استضافة واحتضان البحرين لهذه القمة العربية التي تعقد في دورتها الثالثة والثلاثين في أرض المحبة والسلام والتعايش والتسامح والإيمان بأن قضايانا العربية لن تحلها إلا المواقف العربية الموحدة، وخاصة أن هذه القمة المباركة تأتي في وقت بالغ الأهمية، من حيث الوضع المأساوي لأهلنا في غزة، والحالة الإنسانية المتردية في القطاع العربي المهيض، وعمليات الإبادة الجماعية التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي من دون أية مراعاة للمواثيق والأعراف والقوانين الدولية، وهو ما يتطلب تكاتفا وتضامنا عربيا ضروريا لمواجهة هذه المأساة الكارثية والوقوف صفا عربيا واحدا أمام مختلف مشاريع الهيمنة الإقليمية على مقدراتنا، وذلك من خلال مشروع عربي موحد وقمة عربية تضامنية فوق العادة.
والبحرين بقيادتها الحكيمة تستطيع المرور بأمتنا العربية إلى قرارات تاريخية، ومواقف لا تنسى بعون الله. فدور المملكة واضح وضوح الشمس في دعم القضايا العربية والإسلامية. وموقفها محدد وهو المساندة الدائمة والحيوية لأمتنا العربية والإسلامية سواء من خلال عضويتها الدائمة في منظمة دول التعاون الإسلامي أو من خلال منظماتها الفرعية المنتشرة في مختلف دول المنطقة والعالم، وموقف البحرين الداعم والشجاع من أجل نصرة قضايا الأمة، والوقوف جنبا إلى جنب للدفاع عنها والدعوة المستمرة إلى توحيد مواقفنا لنصبح أكثر قوة وتأثيرا، في عالم لا يحترم إلا الأقوياء.
لذلك فإن عيون العالم تتجه نحو المنامة في منتصف مايو الجاري، وتترقب اجتماعات القمة العربية التي تضم القادة العرب من خليجنا إلى محيطنا، ومن النهر إلى البحر، والعالم يدرك أننا لم نجتمع في المنامة إلا من أجل اتخاذ قرار عربي موحد للتضامن في وجه العدوان للوقوف صفا واحدا لمشروع عربي ضد مختلف المشاريع الطامعة في أراضينا ومقدراتنا، مشروع عربي لا لبس فيه بإعادة كل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق. وإقامة دولته المستقلة علي كامل الأراضي التي احتلتها إسرائيل منذ عام 67 وعاصمتها القدس الشرقية.
مؤسس ورئيس مجلس أمناء الجامعة الأهلية
البروفيسور عبدالله الحواج
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك