تتشرف البحرين في منتصف هذا الشهر باستضافة قمة جامعة الدول العربية في دورتها الثالثة والثلاثين، وهو حدث عربي تاريخي مفصلي بسبب الأوضاع والأحداث المتلاحقة التي تمر بالأمة العربية، وتتطلب توحيد الجهود ورص الصفوف لتعزيز التضامن والتعاون العربي المشترك في جميع المجالات سواء السياسية أو الأمنية أو الاقتصادية أو البيئية أو غيرها. فالمنطقة تريد حلولا ناجعة وفعالا لضمان استقرارها ونموها ورخاء أبنائها، حلولا شاملة تحقق تطلعات وطموحات الأمة العربية جمعاء.
من هنا فإن مملكة البحرين وهي تحتضن هذه القمة الاستثنائية المهمة، فإنها تؤمن بأهمية العمل العربي المشترك، وتمهد كل السبل لتحقيق أهداف القمة، بما يعكس رؤية حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، وجهود صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء.
وقد باتت البحرين الآن في بؤرة الحدث، والكل ينظر إليها نظرة اعتزاز وهي تحتضن هذه القمة في هذه الظروف الصعبة، وما نجده من استعدادات في المملكة من أجل القمة العربية هو في الواقع استعداد لضمان نجاحها بكل المقاييس. فعلى الرغم من أنها قمة عادية إلا أنها تعتبر استثنائية نظرا إلى الملفات المطروحة والظروف الدقيقة التي يعيشها العالم العربي خاصة الحرب على غزة التي تعتبر من أبرز الملفات إلى جانب الوضع في سوريا واليمن وغيرها من الملفات التي تتطلب الخروج بموقف عربي مشترك إزائها. لذلك كلنا يتطلع إلى دور كبير لهذه القمة العربية انطلاقا من حرص الجميع على الاستقرار والأمن والارتقاء بالتعاون العربي العربي وتعزيز مبدأ الروابط الذي يمثل أحد أهم تطلعات المواطن العربي. فنحن نمتلك الإمكانيات ولكننا بحاجة إلى ترك الخلافات جانبا والانطلاق بعمل عربي إيجابي موحد.
لذلك لابد لهذه القمة أن تضع بصماتها الواضحة في تطوير المجتمعات العربية وأن تسهم في تجاوز المحن والكوارث في المناطق العربية، فكل مواطن عربي ينظر إلى هذه القمة من منظور خلق المبادرات وتحقيق الطموحات التي ينشدها، لذلك نتوقع أن تتواكب مخرجات القمة مع الأوضاع الحالية، وتؤسس لبناء سلام واستقرار للمنطقة العربية. ونتطلع أن تكون هناك مشاريع عربية اقتصادية موحدة تجلب الخير للدول العربية، لاسيما أنها تشهد تمثيلا عربيا مميزا على مستوى الملوك والرؤساء والمراقبين والمنظمات.
مساعد رئيس الاتحاد العربي للتنمية والاستثمار العقاري
رجل الأعمال الدكتور حسن إبراهيم كمال
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك