العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

عالم يتغير

فوزية رشيد

غزّة.. ماذا بعد؟! وأين الحقيقة؟!

{‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يُصرح‭ ‬فيه‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬أن‭ ‬اجتياحه‭ ‬لرفح‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬عسكرية‭ ‬بات‭ ‬قريبًا،‭ ‬رغم‭ ‬المعارضة‭ ‬الدولية‭ ‬والعربية‭ ‬لذلك،‭ ‬لما‭ ‬ستسبب‭ ‬فيه‭ ‬كوارث‭ ‬وجرائم‭ ‬حرب‭ ‬جديدة‭! ‬فإنه‭ ‬ورغم‭ ‬مرور‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ (‬200يوم‭) ‬على‭ ‬عدوان‭ ‬الإبادة‭ ‬الذي‭ ‬يشنه‭ ‬العدو‭ ‬الصهيوني‭ ‬على‭ ‬غزة،‭ ‬فإن‭ ‬الأمل‭ ‬أيضًا‭ ‬في‭ ‬المفاوضات‭ (‬بين‭ ‬حماس‭ ‬والكيان‭ ‬بالوساطة‭ ‬القطرية‭) ‬بات‭ ‬أمام‭ ‬طريق‭ ‬مسدود‭! ‬

في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تتصاعد‭ ‬فيه‭ ‬الاحتمالات‭ ‬بتوسيع‭ ‬رقعة‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الإقليمي‭! ‬إن‭ ‬الإصرار‭ ‬من‭ ‬‮«‬القادة‭ ‬المتطرفين‭ ‬الصهاينة‮»‬‭ ‬على‭ ‬استعادة‭ ‬الرهائن‭ ‬بالقوة‭ ‬العسكرية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬تفلح‭ ‬فيه‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭! ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬إصرارها‭ ‬على‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬حماس،‭ ‬وبتلك‭ ‬الحجة‭ ‬تقوم‭ ‬بالإبادة‭ ‬الجماعة،‭ ‬وتريد‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬‮«‬الجرف‭ ‬الديموغرافي‮»‬‭ ‬ورغم‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬تحتمله‭ ‬العملية‭ ‬التي‭ ‬تهدد‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬رفح،‭ ‬من‭ ‬زيادة‭ ‬منسوب‭ ‬الكوارث‭ ‬التي‭ ‬فاقت‭ ‬التصور‭ ‬البشري‭ ‬جراء‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬وحدث‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬خلال‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬200‭ ‬يوم‭!‬،‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬الأطول‭ ‬للكيان‭ ‬منذ‭ ‬نشوئه‭! ‬مقارنة‭ ‬بحروب‭ ‬الأيام‭ ‬مع‭ ‬الجيوش‭ ‬العربية‭! ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬يشي‭ ‬بأن‭ ‬الكيان‭ ‬يستعد‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهدافه‭ ‬غير‭ ‬المعلنة‭!‬

{‭ ‬بدوره‭ ‬وبعد‭ ‬غياب‭ ‬أطل‭ ‬‮«‬أبوعبيدة‮»‬‭ ‬على‭ ‬قناة‭ ‬الجزيرة‭ ‬يوم‭ ‬الثلاثاء‭ ‬الماضي‭ ‬وقال‭: (‬إن‭ ‬القوات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬تحاول‭ ‬إيهام‭ ‬العالم‭ ‬بأنها‭ ‬قضت‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬فصائل‭ ‬المقاومة‭ ‬وهذه‭ ‬أكذوبة‭ ‬كبيرة‭)! ‬وبين‭ ‬ما‭ ‬قاله‭ ‬أضاف‭: (‬إن‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬وبعد‭ ‬مرور‭ ‬200‭ ‬يوم‭ ‬على‭ ‬بداية‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬غارقًا‭ ‬برمالها‭)!  ‬مشددًا‭ ‬على‭ ‬أن‭ (‬‮«‬تل‭ ‬أبيب‮»‬‭ ‬لم‭ ‬تحقق‭ ‬سوى‭ ‬المجازر‭ ‬والتدمير‭ ‬والقتل‭). ‬وأن‭ (‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬يحاول‭ ‬لملمة‭ ‬صورته‭ ‬ولا‭ ‬يحصل‭ ‬إلا‭ ‬على‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الخزي‭ ‬والعار‭)!‬

وفي‭ ‬ذات‭ ‬الوقت‭ ‬وجه‭ ‬‮«‬أبوعبيدة‮»‬‭ ‬كلمته‭ ‬إلى‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬‮«‬الإسرائيلي‮»‬‭ ‬قائلاً‭: (‬نقول‭ ‬لنتنياهو‭ ‬موتكم‭ ‬وزوال‭ ‬احتلالكم‭ ‬وسقوطكم‭ ‬هو‭ ‬موعدكم،‭ ‬ولن‭ ‬يُجدي‭ ‬تباكيكم‭ ‬أمام‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬تغيير‭ ‬صورتكم‭)! ‬وأضاف‭ ‬بلهجة‭ ‬التحدي‭ (‬بعد‭ ‬200‭ ‬يوم‭ ‬المقاومة‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬شامخة‭ ‬وراسخة‭ ‬كشموخ‭ ‬جبال‭ ‬فلسطين‭)!‬

{‭ ‬هكذا‭ ‬تتضح‭ ‬الصورة‭ ‬يومًا‭ ‬بعد‭ ‬يوم‭ ‬والحرب‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬قد‭ ‬دخلت‭ ‬شهرها‭ ‬السابع،‭ ‬ولا‭ ‬يبدو‭ ‬من‭ ‬صيغة‭ (‬التحدي‭ ‬المتبادل‭) ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬انفراجة‭ ‬قريبة‭ ‬رغم‭ ‬مرور‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬الوقت‭! ‬ورغم‭ ‬التضحيات‭ ‬الجسيمة‭! ‬ورغم‭ ‬غليان‭ ‬الشارع‭ ‬العالمي‭ ‬والمطالبة‭ ‬بإنهاء‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬غزة‭! ‬ورغم‭ ‬الوساطات‭ ‬والمحاولات‭ ‬لوصول‭ ‬المفاوضات‭ ‬إلى‭ ‬بر‭ ‬السلام‭! ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هدف‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬واضح،‭ ‬أبعد‭ ‬من‭ ‬مجرد‭ ‬الانتقام‭ ‬من‭ ‬حماس،‭ ‬والكل‭ ‬يدرك‭ ‬أن‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬المقاومة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬وليس‭ ‬حماس‭ ‬وحدها،‭ ‬من‭ ‬المستحيلات‭! ‬طالما‭ ‬بقيت‭ ‬المظالم‭ ‬والمطالب‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وطالما‭ ‬استمر‭ ‬تشبثه‭ ‬بأرضه،‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬المكابدات‭ ‬والآلام،‭ ‬وحجم‭ ‬الخسائر‭ ‬البشرية‭ ‬وجرائم‭ ‬الحرب‭ ‬والإبادة‭ ‬التي‭ ‬تتواصل‭ ‬ضده‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬والضفة‭ ‬الغربية‭!‬

{‭ ‬لقد‭ ‬تحولت‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬غزة،‭ ‬إلى‭ ‬شرارة‭ ‬نار‭ ‬كبرى‭ ‬تضع‭ ‬المنطقة‭ ‬كلها‭ ‬على‭ ‬مرجل‭ ‬ملتهب،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬العجز‭ ‬العربي‭ ‬و«الاستهتار‭ ‬الغربي‭ ‬الاستعماري‮»‬‭ ‬بحقوق‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬التي‭ ‬تتجاوز‭ ‬في‭ ‬تاريخيتها‭ ‬ومظلوميتها،‭ ‬واجهتها‭ ‬الراهنة‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬‮«‬حماس‮»‬‭ ‬ومن‭ ‬معها‭ ‬من‭ ‬فصائل‭ ‬مقاومة‭ ‬أخرى‭!‬

لأن‭ ‬القضية‭ ‬هي‭ ‬قضية‭ ‬شعب‭ ‬بأكمله‭! ‬وقضية‭ ‬أرض‭ ‬تم‭ ‬سلبها‭ ‬بشكل‭ (‬غير‭ ‬شرعي‭ ‬وغير‭ ‬قانوني‭) ‬على‭ ‬يد‭ ‬‮«‬الانتداب‭ ‬البريطاني‮»‬‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬منذ‭ ‬وعد‭ ‬بلفور‭! ‬وعلى‭ ‬يد‭ ‬الغرب‭ ‬ونظامه‭ ‬الاستعماري‭!‬

ولن‭ ‬تستقر‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬أو‭ ‬العالم،‭ ‬إلا‭ ‬بحل‭ ‬عادل‭ ‬لهذه‭ ‬القضية،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬دولة‭ ‬الاحتلال‭ ‬الصهيوني‭ ‬تواجه‭ ‬شعبًا‭ ‬لا‭ ‬يريد‭ ‬التنازل‭ ‬عن‭ ‬حقوقه‭ ‬مهما‭ ‬قام‭ ‬بمجازر‭ ‬أو‭ ‬إبادة‭! ‬

{‭ ‬حين‭ ‬يكون‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬قبضة‭ ‬‮«‬مجانين‭ ‬أشرار‮»‬،‭ ‬لا‭ ‬يعبأ‭ ‬نظامهم‭ ‬الدولي‭ ‬بالحق‭ ‬أو‭ ‬العدالة‭ ‬أو‭ ‬المبادئ‭ ‬الدولية‭ ‬أو‭ ‬الشرعية‭ ‬أو‭ ‬القانون‭ ‬أو‭ ‬الحقوق‭ ‬أو‭ ‬الإنسانية‭! ‬فإن‭ ‬‮«‬فلسطين‭ ‬الملتهبة‮»‬‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ (‬75‭ ‬عامًا‭) ‬ستبقى‭ ‬هي‭ ‬الكاشفة‭ ‬لكل‭ ‬فسادهم‭ ‬الاستعماري‭ ‬العالمي‭!‬،‭ ‬طالما‭ ‬أنهم‭ ‬يكيفون‭ ‬كل‭ ‬المبادئ‭ ‬الدولية‭ ‬ومؤسساتها‭ ‬لغاياتهم‭ ‬وأطماعهم‭ ‬الاستعمارية‭!‬،‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬اليوم‭ ‬وبشكل‭ ‬مكشوف‭ ‬عبر‭ ‬اليد‭ ‬‮«‬الإسرائيلية‮»‬‭! ‬هدفهم‭ ‬ليس‭ ‬السلام‭ ‬أو‭ ‬إنقاذ‭ ‬البشر،‭ ‬وإنما‭ ‬جرف‭ ‬غزة‭ ‬وإخلاؤها‭ ‬من‭ ‬البشر‭ ‬والحجر،‭ ‬لتحقيق‭ ‬غايات‭ ‬استعمارية‭ ‬في‭ ‬بحر‭ ‬غزة‭ ‬من‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‭!‬

ولهذا‭ ‬كل‭ ‬تصريحات‭ ‬أمريكا‭ ‬والغرب‭ ‬المتناقضة‭ ‬تقول‭ ‬للكيان‭ ‬الصهيوني‭ (‬لا‭ ‬تقتلوا‭ ‬بأعداد‭ ‬تؤلب‭ ‬الرأي‭ ‬العالمي،‭ ‬وإنما‭ ‬أقتلوا‭ ‬ذات‭ ‬العدد‭ ‬على‭ ‬مهل،‭ ‬حتى‭ ‬نغطي‭ ‬على‭ ‬فضائحكم‭ ‬بنجاح‭ ‬أكبر‭! ‬وحتى‭ ‬يتحقق‭ ‬هدف‭ ‬التطهير‭ ‬العرقي‭ ‬والتهجير‭ ‬على‭ ‬مهل‭ ‬أيضًا‭)!‬

أما‭ ‬ماذا‭ ‬بعد‭ ‬غزة،‭ ‬فيبدو‭ ‬أن‭ ‬الصورة‭ ‬قابلة‭ ‬للتوسع،‭ ‬والشرارة‭ ‬قابلة‭ ‬للانتقال،‭ ‬وبدهاء‭ ‬استعماري‭ ‬غربي‭!‬،‭ ‬فيما‭ ‬الخداع‭ ‬و‮«‬الزيف‭ ‬الدبلوماسي‮»‬‭ ‬سيبقى‭ ‬مستمرًا،‭ ‬للحيلولة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬استيعاب‭ ‬العقل‭ ‬العربي‭ ‬والعالمي‭ ‬حقيقة‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬وما‭ ‬بعد‭ ‬غزة‭! ‬ولكن‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬بات‭ ‬يعرف‭ ‬الحقيقة‭!‬

إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا