العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

مقالات

استراتيجيات لإدارة المخاطر: مخطط استباقي للبحرين

بقلم: رجل الأعمال م. إسماعيل الصراف {

الأحد ٢٨ أبريل ٢٠٢٤ - 02:00

في‭ ‬عالم‭ ‬الصناعة‭ ‬والتجارة‭ ‬الديناميكي،‭ ‬تظل‭ ‬احتمالية‭ ‬وقوع‭ ‬حوادث‭ ‬كبيرة،‭ ‬مثل‭ ‬الفشل‭ ‬التكنولوجي‭ ‬أو‭ ‬الحوادث‭ ‬الصناعية،‭ ‬موجودة‭ ‬دائمًا‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬الاستجابة‭ ‬لهذه‭ ‬الأحداث‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تحدد‭ ‬مرونة‭ ‬الأمة‭ ‬وقدراتها‭ ‬على‭ ‬التفكير‭ ‬المستقبلي‭. ‬إن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬بفضل‭ ‬موقعها‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬وقطاعها‭ ‬الصناعي‭ ‬القوي،‭ ‬لديها‭ ‬الفرصة‭ ‬لتكون‭ ‬مثالاً‭ ‬يحتذى‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬صياغة‭ ‬استراتيجية‭ ‬استباقية‭ ‬وفعالة‭ ‬لإدارة‭ ‬الحوادث‭.‬

أولاً‭ ‬وقبل‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬يعد‭ ‬الاستعداد‭ ‬هو‭ ‬محور‭ ‬الإدارة‭ ‬الفعالة‭ ‬للحوادث‭. ‬يمكن‭ ‬للبحرين‭ ‬تعزيز‭ ‬جاهزيتها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وضع‭ ‬خطة‭ ‬استجابة‭ ‬استراتيجية‭ ‬شاملة‭ ‬للطوارئ‭ ‬لا‭ ‬تشمل‭ ‬القطاعين‭ ‬الحكومي‭ ‬والصناعي‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬المجتمع‭ ‬أيضًا‭. ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تلعب‭ ‬حملات‭ ‬التثقيف‭ ‬العام‭ ‬دورًا‭ ‬حاسمًا‭ ‬هنا،‭ ‬حيث‭ ‬تزود‭ ‬المواطنين‭ ‬بالمعرفة‭ ‬والأدوات‭ ‬اللازمة‭ ‬للاستجابة‭ ‬بأمان‭ ‬وفعالية‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬وقوع‭ ‬حوادث‭. ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬يشمل‭ ‬ذلك‭ ‬التدريبات‭ ‬المجتمعية‭ ‬وتعزيز‭ ‬منصات‭ ‬الاتصالات‭ ‬في‭ ‬حالات‭ ‬الطوارئ‭ ‬التي‭ ‬تبقي‭ ‬السكان‭ ‬على‭ ‬اطلاع‭ ‬واستعداد‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬التسبب‭ ‬في‭ ‬إنذار‭ ‬لا‭ ‬مبرر‭ ‬له‭.‬

إن‭ ‬دمج‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬المتطورة‭ ‬في‭ ‬أنظمة‭ ‬المراقبة‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يمنع‭ ‬ويخفف‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬آثار‭ ‬الحوادث‭ ‬الصناعية‭. ‬ينبغي‭ ‬على‭ ‬البحرين‭ ‬أن‭ ‬تستثمر‭ ‬في‭ ‬تقنيات‭ ‬المراقبة‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحقيقي‭ ‬التي‭ ‬تكتشف‭ ‬الحالات‭ ‬الغريبة‭ ‬في‭ ‬العمليات‭ ‬الصناعية‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬مبكر‭. ‬إن‭ ‬استخدام‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬للتحليل‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتنبأ‭ ‬بالأعطال‭ ‬المحتملة‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تتصاعد‭ ‬إلى‭ ‬قضايا‭ ‬أكبر‭. ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬يمكن‭ ‬استخدام‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬الطائرات‭ ‬بدون‭ ‬طيار‭ (‬drone‭ ‬technology‭) ‬لتقييم‭ ‬الحوادث‭ ‬من‭ ‬مسافة‭ ‬آمنة،‭ ‬مما‭ ‬يسمح‭ ‬باتخاذ‭ ‬قرارات‭ ‬سريعة‭ ‬ومستنيرة‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تحد‭ ‬من‭ ‬الأضرار‭ ‬بشكل‭ ‬فعال‭.‬

يمكن‭ ‬للتعاون‭ ‬بين‭ ‬القطاعين‭ ‬العام‭ ‬والخاص‭ ‬أن‭ ‬يعزز‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬قدرات‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬الاستجابة‭ ‬للحوادث‭. ‬وينبغي‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬تدريبات‭ ‬الاستجابة‭ ‬لحالات‭ ‬الطوارئ‭ ‬المشتركة‭ ‬بين‭ ‬الهيئات‭ ‬الحكومية‭ ‬والشركات‭ ‬الكبرى‭ ‬منتظمة،‭ ‬مما‭ ‬يضمن‭ ‬أن‭ ‬جميع‭ ‬الأطراف‭ ‬ليسوا‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬دراية‭ ‬باستراتيجية‭ ‬الاستجابة‭ ‬المنسقة‭ ‬بل‭ ‬يتقنونها‭ ‬أيضًا‭. ‬ويمكن‭ ‬لهذه‭ ‬التمارين‭ ‬أن‭ ‬تساعد‭ ‬في‭ ‬تحديد‭ ‬الثغرات‭ ‬في‭ ‬البروتوكولات‭ ‬القائمة‭ ‬وتعزيز‭ ‬روح‭ ‬التعاون‭ ‬والاستعداد‭ ‬المتبادل‭ ‬الذي‭ ‬يتجاوز‭ ‬الحدود‭ ‬التنظيمية‭ ‬الفردية‭.‬

يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬حماية‭ ‬البيئة‭ ‬وضمان‭ ‬استدامة‭ ‬الموارد‭ ‬الطبيعية‭ ‬حجر‭ ‬الزاوية‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬استراتيجية‭ ‬لإدارة‭ ‬الحوادث‭. ‬يمكن‭ ‬للبحرين‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬رائدة‭ ‬في‭ ‬استراتيجيات‭ ‬حماية‭ ‬البيئة‭ ‬المتقدمة‭ ‬التي‭ ‬تتضمن‭ ‬تدابير‭ ‬الاحتواء‭ ‬السريع‭ ‬وتقنيات‭ ‬الحد‭ ‬الأدنى‭ ‬من‭ ‬التأثير‭. ‬إن‭ ‬تطوير‭ ‬حواجز‭ ‬سريعة‭ ‬الانتشار‭ ‬ومواد‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬احتواء‭ ‬وتخفيف‭ ‬آثار‭ ‬الانسكابات‭ ‬الكيميائية‭ ‬على‭ ‬الفور،‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬سيكون‭ ‬أمرا‭ ‬لا‭ ‬يقدر‭ ‬بثمن‭. ‬ستضمن‭ ‬عمليات‭ ‬التدقيق‭ ‬والتحديثات‭ ‬المنتظمة‭ ‬لهذه‭ ‬الاستراتيجيات‭ ‬أن‭ ‬تظل‭ ‬فعالة‭ ‬وذات‭ ‬صلة‭ ‬بالسياق‭.‬

في‭ ‬الختام،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬لأي‭ ‬دولة‭ ‬أن‭ ‬تمنع‭ ‬الحوادث‭ ‬الصناعية‭ ‬أو‭ ‬الحوادث‭ ‬الكبرى‭ ‬بشكل‭ ‬كامل،‭ ‬فإن‭ ‬النهج‭ ‬الذي‭ ‬تتبعه‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأحداث‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يشكل‭ ‬معيارًا‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬وعالمياً‭. ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬الاستعداد،‭ ‬والاستفادة‭ ‬من‭ ‬التكنولوجيا،‭ ‬وتعزيز‭ ‬التعاون،‭ ‬وإعطاء‭ ‬الأولوية‭ ‬للاستدامة،‭ ‬والالتزام‭ ‬بالشفافية،‭ ‬يمكن‭ ‬للبحرين‭ ‬أن‭ ‬تغير‭ ‬طريقة‭ ‬إدارة‭ ‬الحوادث‭ ‬الكبرى‭. ‬ولا‭ ‬تضمن‭ ‬هذه‭ ‬الاستراتيجيات‭ ‬سلامة‭ ‬ورفاهية‭ ‬مواطنيها‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬تضمن‭ ‬أيضًا‭ ‬مرونة‭ ‬اقتصادها‭ ‬وبيئتها‭. ‬لا‭ ‬يقتصر‭ ‬هذا‭ ‬المخطط‭ ‬الاستباقي‭ ‬على‭ ‬إدارة‭ ‬الحوادث‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬يتعلق‭ ‬ببناء‭ ‬مستقبل‭ ‬تظل‭ ‬فيه‭ ‬البحرين‭ ‬آمنة‭ ‬ومستدامة‭ ‬وفي‭ ‬الطليعة‭ ‬دائماً‭.‬

 

{ عضو‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬جمعية‭ ‬الإداريين‭ ‬البحرينية

ماجستير‭ ‬تنفيذي‭ ‬بالإدارة‭ ‬من‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ (‬EMBA‭)‬

عضو‭ ‬بمعهد‭ ‬المهندسين‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬البريطانية‭ (‬MIET‭)‬

عضو‭ ‬بجمعية‭ ‬المهندسين‭ ‬البحرينية

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا