العدد : ١٧٠٥٠ - الأربعاء ٢٧ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٥٠ - الأربعاء ٢٧ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

اليابان تعاني من آثار مشكلة بيئية عمرها 100 عام

بقلم: د. إسماعيل محمد المدني

السبت ٢٧ أبريل ٢٠٢٤ - 02:00

أمرتْ‭ ‬محكمة‭ ‬يابانية‭ ‬في‭ ‬مقاطعة‭ ‬نياجاتا‭ (‬Niigata‭) ‬في‭ ‬18‭ ‬أبريل‭ ‬2024‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬روزوناك‭ ‬القابضة‮»‬‭ (‬Resonac‭ ‬Holdings‭) ‬دفع‭ ‬مبلغ‭ ‬104‭ ‬ملايين‭ ‬ين‭ ‬ياباني،‭ ‬أو‭ ‬قرابة‭ ‬260‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬بحريني‭ ‬إلى‭ ‬26‭ ‬يابانيا‭ ‬من‭ ‬الذين‭ ‬تضرروا‭ ‬من‭ ‬حالة‭ ‬مرضية‭ ‬غامضة‭ ‬أُطلق‭ ‬عليها‭ ‬‮«‬مرض‭ ‬مينماتا‮»‬‭ (‬Minamata‭ ‬Disease‭)‬،‭ ‬وهم‭ ‬الذين‭ ‬عانوا‭ ‬من‭ ‬شدة‭ ‬آلامها،‭ ‬وقسوة‭ ‬تأثيرها‭ ‬في‭ ‬أجسامهم‭ ‬جسديًّا‭ ‬وعقليًّا‭ ‬ونفسيًّا‭. ‬وهذه‭ ‬ليست‭ ‬أول‭ ‬مرة،‭ ‬وليست‭ ‬الحالة‭ ‬الأولى،‭ ‬ولن‭ ‬تكون‭ ‬حتما‭ ‬الحالة‭ ‬الأخيرة‭ ‬التي‭ ‬تَحْكُم‭ ‬فيها‭ ‬المحكمة‭ ‬اليابانية‭ ‬للتعويض‭ ‬المالي‭ ‬للذين‭ ‬سقطوا‭ ‬في‭ ‬شباك‭ ‬هذا‭ ‬المرض‭ ‬الغريب‭.‬

وعندما‭ ‬نقرأ‭ ‬عن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأخبار‭ ‬نظن‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الحالات‭ ‬المرضية‭ ‬التي‭ ‬أصابت‭ ‬شريحة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬المجتمع‭ ‬الياباني‭ ‬حديثة‭ ‬العهد،‭ ‬وأنها‭ ‬قد‭ ‬وقعت‭ ‬قبل‭ ‬سنة،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬قبل‭ ‬عقد‭ ‬من‭ ‬الزمن،‭ ‬فلا‭ ‬نتصور‭ ‬أنها‭ ‬من‭ ‬الماضي‭ ‬الغابر‭ ‬البعيد،‭ ‬وأن‭ ‬خيوطها‭ ‬بدأت‭ ‬تنسج‭ ‬وتظهر‭ ‬فوق‭ ‬السطح‭ ‬قبل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مائة‭ ‬عام،‭ ‬أي‭ ‬منذ‭ ‬مطلع‭ ‬العشرينيات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬المنصرم‭.‬

فمثل‭ ‬هذه‭ ‬الحالات‭ ‬تؤكد‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬الأمراض‭ ‬التي‭ ‬يتعرض‭ ‬لها‭ ‬الإنسان‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬تموت،‭ ‬وتبقى‭ ‬حية‭ ‬تنبض‭ ‬بالحياة‭ ‬في‭ ‬المجتمعات‭ ‬البشرية،‭ ‬وقد‭ ‬تستمر‭ ‬فيها‭ ‬خالدة‭ ‬أبد‭ ‬الدهر‭. ‬

فمرض‭ ‬مينماتا‭ ‬يُقدم‭ ‬مثالاً‭ ‬حيا‭ ‬واقعيًّا‭ ‬على‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الحالات‭ ‬المرضية‭ ‬المستدامة‭ ‬التي‭ ‬تبقى‭ ‬جذورها‭ ‬قوية‭ ‬وصلبة‭ ‬ومتغلغلة‭ ‬في‭ ‬شرايين‭ ‬المجتمعات‭ ‬التي‭ ‬تُصاب‭ ‬بها‭.‬

فبذور‭ ‬هذا‭ ‬المرض‭ ‬الخبيث‭ ‬تم‭ ‬نشرها‭ ‬وزرعها‭ ‬في‭ ‬البيئة‭ ‬البحرية‭ ‬الساحلية‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬مينماتا‭ ‬قبل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬قرن‭ ‬عندما‭ ‬قام‭ ‬مصنع‭ ‬‮«‬شيسو‭ ‬للمواد‭ ‬الكيميائية‮»‬‭ ‬بصرف‭ ‬مخلفات‭ ‬سائلة‭ ‬إلى‭ ‬خليج‭ ‬مينماتا،‭ ‬وكانت‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬أخطر‭ ‬العناصر‭ ‬السامة‭ ‬التي‭ ‬يعرفها‭ ‬الإنسان‭ ‬الآن،‭ ‬وهو‭ ‬عنصر‭ ‬الزئبق،‭ ‬أو‭ ‬الزئبق‭ ‬غير‭ ‬العضوي‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يتحلل،‭ ‬وثابت‭ ‬ومستقر‭ ‬في‭ ‬مكونات‭ ‬البيئة‭. ‬ومع‭ ‬الأيام،‭ ‬ومع‭ ‬ازدياد‭ ‬الصرف‭ ‬الصناعي‭ ‬المحتوي‭ ‬على‭ ‬الزئبق،‭ ‬حدثت‭ ‬ظاهرة‭ ‬أخرى‭ ‬جديدة‭ ‬كانت‭ ‬غائبة‭ ‬عن‭ ‬علم‭ ‬الإنسان،‭ ‬وهي‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الزئبق‭ ‬غير‭ ‬العضوي‭ ‬تحول‭ ‬في‭ ‬التربة‭ ‬القاعية‭ ‬للبحر‭ ‬ومع‭ ‬وجود‭ ‬البكتيريا‭ ‬اللاهوائية‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬أخطر‭ ‬منه،‭ ‬وأشد‭ ‬وطأة‭ ‬وتنكيلاً‭ ‬بصحة‭ ‬الإنسان،‭ ‬وهو‭ ‬الزئبق‭ ‬العضوي،‭ ‬وبالتحديد‭ ‬ميثيل‭ ‬الزئبق‭. ‬ومن‭ ‬الخصائص‭ ‬غير‭ ‬المرغوبة‭ ‬والسلبية‭ ‬لهذا‭ ‬المركب‭ ‬العضوي‭ ‬الفلزي‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يتحلل‭ ‬ويبقى‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬عليه،‭ ‬ويبدأ‭ ‬في‭ ‬التراكم‭ ‬في‭ ‬التربة‭ ‬القاعية‭ ‬البحرية،‭ ‬وينتقل‭ ‬رويداً‭ ‬رويداً‭ ‬وفي‭ ‬سرية‭ ‬تامة‭ ‬إلى‭ ‬الكائنات‭ ‬النباتية‭ (‬الفيتوبلانكتون‭)‬،‭ ‬ثم‭ ‬إلى‭ ‬الكائنات‭ ‬الحيوانية‭ ‬الصغيرة‭ ‬الحجم‭ (‬الزوبلانكتون‭)‬،‭ ‬وبعدها‭ ‬عبر‭ ‬السلسلة‭ ‬الغذائية‭ ‬البحرية‭ ‬إلى‭ ‬الأسماك‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬يستهلكها‭ ‬الإنسان‭ ‬والحيوانات‭ ‬الأليفة‭ ‬كالقطط‭ ‬والكلاب‭. ‬وهذه‭ ‬العملية‭ ‬التراكمية‭ ‬وزيادة‭ ‬التركيز‭ ‬مع‭ ‬الوقت‭ ‬استغرقت‭ ‬قرابة‭ ‬ثلاثين‭ ‬عاماً‭ ‬حتى‭ ‬وصل‭ ‬تركيز‭ ‬الزئبق‭ ‬على‭ ‬مستويات‭ ‬مرتفعة‭ ‬في‭ ‬الأسماك‭ ‬بحيث‭ ‬تحول‭ ‬إلى‭ ‬سم‭ ‬قاتل‭ ‬عرَّض‭ ‬الإنسان‭ ‬والقطط‭ ‬والحيوانات‭ ‬الأخرى‭ ‬لأعراض‭ ‬مرضية‭ ‬كانت‭ ‬غريبة‭ ‬وفريدة‭ ‬من‭ ‬نوعها‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الزمن،‭ ‬وبالتحديد‭ ‬في‭ ‬مطلع‭ ‬الخمسينيات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬المنصرم،‭ ‬فأصابت‭ ‬بشكلٍ‭ ‬خاص‭ ‬الجهاز‭ ‬العصبي‭ ‬المركزي،‭ ‬والعظام،‭ ‬وضعف‭ ‬في‭ ‬البصر،‭ ‬وهوان‭ ‬في‭ ‬العضلات،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬الإصابة‭ ‬بالشلل،‭ ‬ثم‭ ‬الموت‭.‬

ومع‭ ‬الوقت‭ ‬أخذت‭ ‬الحالات‭ ‬الغامضة‭ ‬تزداد‭ ‬يوماً‭ ‬بعد‭ ‬يوم،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الذين‭ ‬قضوا‭ ‬نحبهم‭ ‬بسبب‭ ‬هذا‭ ‬المرض‭ ‬الغريب‭ ‬ارتفع‭ ‬بشكل‭ ‬مرعب‭ ‬ومخيف‭ ‬يدعو‭ ‬إلى‭ ‬القلق‭ ‬العميق‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬وباءٍ‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬أحد‭ ‬أي‭ ‬تفاصيل‭ ‬عنه،‭ ‬مما‭ ‬اضطر‭ ‬العلماء‭ ‬والأطباء‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬التخصصات‭ ‬إلى‭ ‬إعلان‭ ‬حالة‭ ‬الطوارئ‭ ‬البحثية‭ ‬وإجراء‭ ‬الدراسات‭ ‬المعمقة‭. ‬فشمر‭ ‬الجميع‭ ‬عن‭ ‬ساعديه‭ ‬لحل‭ ‬هذا‭ ‬اللغز‭ ‬المحير‭ ‬والعصيب،‭ ‬وفك‭ ‬أسراره‭ ‬وخيوطه‭. ‬وهذه‭ ‬العملية‭ ‬المضنية‭ ‬والمعقدة‭ ‬استغرقت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬حتى‭ ‬اكتشف‭ ‬العلماء‭ ‬أن‭ ‬المتهم‭ ‬هو‭ ‬تناول‭ ‬المأكولات‭ ‬البحرية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬ملوثة‭ ‬بالزئبق،‭ ‬وأن‭ ‬مصدر‭ ‬الزئبق‭ ‬هو‭ ‬مخلفات‭ ‬المصنع‭ ‬السائلة‭.‬

ولم‭ ‬ينته‭ ‬الوباء‭ ‬عند‭ ‬هذا‭ ‬الحد،‭ ‬وإنما‭ ‬اكتُشفت‭ ‬هذه‭ ‬الأعراض‭ ‬المرضية‭ ‬على‭ ‬المولودين‭ ‬حديثاً،‭ ‬حيث‭ ‬تأكد‭ ‬من‭ ‬الفحوصات‭ ‬التي‭ ‬أُجريت‭ ‬للأطفال‭ ‬أن‭ ‬أجسامهم‭ ‬ملوثة‭ ‬بالزئبق‭ ‬وبنسبة‭ ‬مرتفعة‭ ‬جداً،‭ ‬مما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الزئبق‭ ‬لا‭ ‬يتراكم‭ ‬في‭ ‬مكونات‭ ‬البيئة‭ ‬فقط،‭ ‬ولا‭ ‬ينتقل‭ ‬عبر‭ ‬السلسلة‭ ‬الغذائية‭ ‬البحرية‭ ‬فحسب،‭ ‬وإنما‭ ‬ينتقل‭ ‬من‭ ‬الأم‭ ‬إلى‭ ‬جنينها‭ ‬أثناء‭ ‬وجوده‭ ‬في‭ ‬رحم‭ ‬أمه‭. ‬أي‭ ‬أن‭ ‬للزئبق‭ ‬خاصية‭ ‬الانتقال‭ ‬المباشر‭ ‬بين‭ ‬الجيل‭ ‬الواحد،‭ ‬والأجيال‭ ‬المتلاحقة،‭ ‬ولذلك‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬المرض‭ ‬مازال‭ ‬حيا‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬الياباني،‭ ‬وترثه‭ ‬الأجيال‭ ‬أباً‭ ‬عن‭ ‬جد،‭ ‬فمازالت‭ ‬روحه‭ ‬تنبض‭ ‬بالحياة‭ ‬حتى‭ ‬بعد‭ ‬مضي‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬100‭ ‬عام‭ ‬على‭ ‬أول‭ ‬مشهد‭ ‬للكارثة‭ ‬البيئية‭ ‬الصحية‭ ‬العامة‭ ‬وأول‭ ‬خطوة‭ ‬زرعها‭ ‬الإنسان‭ ‬لنمو‭ ‬هذه‭ ‬الشجرة‭ ‬الخبيثة‭ ‬التي‭ ‬امتدت‭ ‬جذورها‭ ‬قوية‭ ‬ومتشابكة‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬المجتمع‭.‬

ونظراً‭ ‬إلى‭ ‬هول‭ ‬هذه‭ ‬الطامة‭ ‬الكبرى‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬الياباني‭ ‬خاصة،‭ ‬والمجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬عامة،‭ ‬فقد‭ ‬حدثت‭ ‬عدة‭ ‬أمور‭ ‬تؤكد‭ ‬شدة‭ ‬وطأتها‭ ‬وعمق‭ ‬تأثيرها‭ ‬وتغلغلها‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬حتى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا‭. ‬ومن‭ ‬هذه‭ ‬الأمور‭ ‬هو‭ ‬موافقة‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬معاهدة‭ ‬دولية‭ ‬مشتركة‭ ‬ومتخصصة‭ ‬للتصدي‭ ‬لهذا‭ ‬العنصر‭ ‬الخبيث‭ ‬تحت‭ ‬مسمى‭ ‬‮«‬معاهدة‭ ‬مينماتا‮»‬‭. ‬وتهدف‭ ‬هذه‭ ‬المعاهدة‭ ‬الدولية‭ ‬إلى‭ ‬إدارة‭ ‬هذا‭ ‬العنصر‭ ‬الخطير‭ ‬بأسلوب‭ ‬مستدام،‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬إنتاجه‭ ‬وتسويقه،‭ ‬وتنظيم‭ ‬وتقنين‭ ‬ولوجه‭ ‬إلى‭ ‬مكونات‭ ‬بيئتنا‭ ‬المختلفة‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬اليابان‭ ‬وبعض‭ ‬دول‭ ‬العلم‭ ‬تحيي‭ ‬يوماً‭ ‬واحداً‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬لتخليد‭ ‬ذكرى‭ ‬هذه‭ ‬الكارثة،‭ ‬وبنت‭ ‬اليابان‭ ‬نُصباً‭ ‬تذكارياً‭ ‬لضحايا‭ ‬هذا‭ ‬المرض‭ ‬القاتل‭. ‬كذلك‭ ‬اعتذر‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الياباني‭ ‬عدة‭ ‬مرات‭ ‬وفي‭ ‬مناسبات‭ ‬مختلفة‭ ‬عن‭ ‬وقوع‭ ‬هذه‭ ‬الكارثة‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬صنع‭ ‬الإنسان‭ ‬ومن‭ ‬صنع‭ ‬أيدينا،‭ ‬وتؤكد‭ ‬تقصيرنا‭ ‬وتجاهلنا‭ ‬لهموم‭ ‬بيئتنا،‭ ‬والتعدي‭ ‬باستمرار‭ ‬على‭ ‬حرماتها‭. ‬كذلك‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬تم‭ ‬تأليف‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الكتب‭ ‬والأفلام‭ ‬الوثائقية،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬فيلم‭ ‬من‭ ‬هوليود‭ ‬تم‭ ‬عرضه‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2020‭.‬

فهذه‭ ‬الكارثة‭ ‬التي‭ ‬وقعت‭ ‬قبل‭ ‬قرنٍ‭ ‬في‭ ‬اليابان،‭ ‬وما‭ ‬زالت‭ ‬تداعياتها‭ ‬قائمة‭ ‬ومستمرة‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬قد‭ ‬تحدث‭ ‬في‭ ‬أية‭ ‬دولة،‭ ‬فليس‭ ‬هناك‭ ‬أي‭ ‬مجتمع‭ ‬بمنأى‭ ‬عن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الحوادث‭ ‬المؤلمة،‭ ‬لأنها‭ ‬قد‭ ‬تقع‭ ‬بسبب‭ ‬ممارسة‭ ‬يحسبها‭ ‬البعض‭ ‬بسيطة‭ ‬جداً‭ ‬ويمكن‭ ‬تجاهلها‭ ‬وغض‭ ‬الطرف‭ ‬عنها،‭ ‬وهي‭ ‬السماح‭ ‬للملوثات‭ ‬في‭ ‬الانطلاق‭ ‬بحرية‭ ‬إلى‭ ‬عناصر‭ ‬بيئتنا،‭ ‬وإعطائها‭ ‬الفرصة‭ ‬الكافية‭ ‬لكي‭ ‬تنمو،‭ ‬وتترعرع‭ ‬ويرتفع‭ ‬تركيزها‭ ‬مع‭ ‬الزمن،‭ ‬وتتراكم‭ ‬وتتضخم‭ ‬في‭ ‬البيئة‭ ‬أولاً،‭ ‬ثم‭ ‬في‭ ‬السلسلة‭ ‬الغذائية‭ ‬ثانياً،‭ ‬حيث‭ ‬يكون‭ ‬الإنسان‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬هذا‭ ‬الهرم‭ ‬الغذائي،‭ ‬فيتسمم‭ ‬ويمرض،‭ ‬وقد‭ ‬يلقى‭ ‬نحبه‭ ‬فيُنقل‭ ‬إلى‭ ‬مثواه‭ ‬الأخير‭ ‬تحت‭ ‬الثرى‭.‬

ismail‭.‬almadany@gmail‭.‬com

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا