العدد : ١٧٠٥٠ - الأربعاء ٢٧ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٥٠ - الأربعاء ٢٧ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

نحو إنهاء الأفق المسدود في غزة!

بقلم: عبد الله السناوي

الجمعة ٢٦ أبريل ٢٠٢٤ - 02:00

استغلقت‭ ‬حرب‭ ‬غزة‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬أفق‭ ‬سياسي‭ ‬يفضي‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬والتجويع‭ ‬المنهجي‭ ‬لأهلها‭ ‬المحاصرين‭. ‬لا‭ ‬إسرائيل‭ ‬حسمت‭ ‬أيا‭ ‬من‭ ‬هدفيها،‭ ‬اجتثاث‭ ‬‮«‬حماس‮»‬‭ ‬واستعادة‭ ‬الرهائن‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أثمان‭ ‬سياسية‭.‬

ولا‭ ‬غزة‭ ‬أظهرت‭ ‬بوادر‭ ‬الاستسلام‭ ‬رغم‭ ‬ضراوة‭ ‬العدوان‭ ‬عليها‭. ‬عند‭ ‬الأفق‭ ‬المسدود‭ ‬بالنيران‭ ‬المشتعلة‭ ‬وتعطيل‭ ‬أية‭ ‬صفقة‭ ‬جديدة‭ ‬توقف‭ ‬الحرب‭ ‬يجرى‭ ‬خلالها‭ ‬تبادل‭ ‬الأسرى‭ ‬والرهائن‭ ‬تبدو‭ ‬المنطقة‭ ‬كلها‭ ‬‮«‬على‭ ‬شفا‭ ‬الانفجار‮»‬‭ .‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬تحذيرا‭ ‬مدويا‭ ‬لأمين‭ ‬عام‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬‮«‬أنطونيو‭ ‬جوتيرش‮»‬‭ ‬أمام‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭. ‬بنص‭ ‬تحذيره‭: ‬‮«‬الوضع‭ ‬هش‮»‬‭.‬

في‭ ‬الليلة‭ ‬نفسها،‭ ‬التي‭ ‬أطلق‭ ‬فيها‭ ‬تحذيره،‭ ‬استخدمت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬حق‭ ‬النقض‭ ‬‮«‬الفيتو‮»‬‭ ‬لإجهاض‭ ‬مشروع‭ ‬قرار‭ ‬قدمته‭ ‬الجزائر‭ ‬لإكساب‭ ‬دولة‭ ‬فلسطين‭ ‬العضوية‭ ‬الكاملة‭ ‬في‭ ‬المنظمة‭ ‬الدولية‭ .‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬تأكيدا‭ ‬عمليا،‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬ذهب‭ ‬إليه‭. ‬بنفس‭ ‬الليلة‭ ‬شنت‭ ‬إسرائيل‭ ‬هجوما،‭ ‬رمزيا‭ ‬ومحدودا،‭ ‬على‭ ‬‮«‬أصفهان‮»‬‭ ‬و«تبريز‮»‬‭ ‬ردا‭ ‬على‭ ‬هجوم‭ ‬إيراني‭ ‬بمئات‭ ‬المسيرات‭ ‬والصواريخ‭ ‬الباليستية‭.‬

عند‭ ‬انسداد‭ ‬الأفق‭ ‬السياسي‭ ‬بكتل‭ ‬النيران‭ ‬تأكدت‭ ‬معادلة‭ ‬ردع‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭. ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬إسرائيل‭ ‬محصنة‭ ‬من‭ ‬الهجوم‭ ‬عليها‭.. ‬ولا‭ ‬مطلقة‭ ‬السراح‭ ‬أن‭ ‬تفعل‭ ‬ما‭ ‬تشاء‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تشاء‭ ‬وبالكيفية‭ ‬التي‭ ‬تراها‭.‬

الحسابات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬خشية‭ ‬التورط‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬إقليمية‭ ‬واسعة‭ ‬وضعت‭ ‬حدودا‭ ‬للهجومين‭ ‬الإيراني‭ ‬والإسرائيلي‭. ‬وصف‭ ‬الأول‭ ‬على‭ ‬شبكة‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬بـ«مسرحية‭ ‬هزلية‮»‬‭.‬

ووصف‭ ‬الثاني‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬وزير‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬‮«‬إيتمار‭ ‬بن‭ ‬غفير‮»‬‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬مسخرة‮»‬‭. ‬في‭ ‬الوصفين‭ ‬المتعجلين‭ ‬قراءة‭ ‬تحكمها‭ ‬المواقف‭ ‬المسبقة‭ ‬لا‭ ‬الحسابات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬وتوازنات‭ ‬القوى‭ ‬المستجدة‭ ‬في‭ ‬الإقليم‭ ‬بعد‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬غزة‭.‬

ما‭ ‬جرى‭ ‬مشهد‭ ‬افتتاحي‭ ‬لما‭ ‬قد‭ ‬يحدث‭ ‬تاليا‭ ‬من‭ ‬انفجارات‭ ‬ومخاطر‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬توقف‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬وينفسح‭ ‬المجال‭ ‬لحل‭ ‬سياسي‭ ‬ينصف‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭. ‬الحرب‭ ‬الإقليمية‭ ‬قد‭ ‬تؤجل‭ ‬فترة‭ ‬أو‭ ‬أخرى‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تغادر‭ ‬أشباحها‭ ‬الإقليم‭ ‬المأزوم‭. ‬هذه‭ ‬حقيقة‭ ‬لا‭ ‬يصح‭ ‬التجهيل‭ ‬بها،‭ ‬أو‭ ‬استبعادها‭ ‬بالأماني‭ ‬المحلقة‭. ‬لست‭ ‬مرات‭ ‬في‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬سبعة‭ ‬أشهر‭ ‬استخدمت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬حق‭ ‬النقض‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬لإجهاض‭ ‬أي‭ ‬قرار‭ ‬دولي‭ ‬يتبنى‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬نار‭ ‬فوري‭ ‬ومستدام،‭ ‬أو‭ ‬إعطاء‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬شيئا‭ ‬من‭ ‬الأمل‭ ‬بترفيع‭ ‬تمثيلهم‭ ‬في‭ ‬المنظمة‭ ‬الدولية‭ ‬إلى‭ ‬العضوية‭ ‬الكاملة‭.‬

في‭ ‬جلسة‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن،‭ ‬التي‭ ‬واكبت‭ ‬العملية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬المحدودة‭ ‬و«الخجولة‮»‬‭ ‬بالأراضي‭ ‬الإيرانية،‭ ‬نفى‭ ‬وزير‭ ‬خارجيتها‭ ‬‮«‬يسرائيل‭ ‬كاتس‮»‬‭ ‬عن‭ ‬إيران‭ ‬شرعية‭ ‬وجودها‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬باعتبارها‭ ‬‮«‬دولة‭ ‬إرهابية‮»‬،‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬دولة‭ ‬كاملة‭ ‬العضوية‭ ‬للسبب‭ ‬نفسه‭! ‬‮«‬هذا‭ ‬مجلس‭ ‬إرهاب‭.. ‬لا‭ ‬مجلس‭ ‬أمن‮»‬‭ ‬كانت‭ ‬تلك‭ ‬إهانة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬وللأغلبية‭ ‬الساحقة‭ ‬التي‭ ‬صوتت‭ ‬لصالح‭ ‬منح‭ ‬فلسطين‭ ‬العضوية‭ ‬الكاملة‭ ‬وجرأة‭ ‬متناهية‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬متهمة‭ ‬أمام‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭ ‬بارتكاب‭ ‬جرائم‭ ‬إبادة‭ ‬جماعية‭.‬

عبر‭ ‬الانسداد‭ ‬السياسي‭ ‬عن‭ ‬نفسه‭ ‬بـ«الفيتو‮»‬‭ ‬الأمريكي‭. ‬ناقضت‭ ‬واشنطن‭ ‬خطابها‭ ‬المعلن‭ ‬بتبني‭ ‬‮«‬حل‭ ‬الدولتين‮»‬‭ ‬كمدخل‭ ‬لا‭ ‬بديل‭ ‬عنه‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬تسوية‭ ‬سياسية‭ ‬تقتضيها‭ ‬ضرورات‭ ‬خفض‭ ‬التصعيد‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭. ‬التصرفات‭ ‬ناقضت‭ ‬الادعاءات‭.‬بالتسويغ‭ ‬الأمريكي‭ ‬فإن‭ ‬إكساب‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬العضوية‭ ‬الكاملة‭ ‬يقوض‭ ‬مفاوضات‭ ‬صفقة‭ ‬تبادل‭ ‬الأسرى‭ ‬والرهائن،‭ ‬التي‭ ‬تفضي‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬المستدام‭! ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬تسويغا‭ ‬معوجا‭ ‬بأي‭ ‬منطق‭ ‬سياسي،‭ ‬أو‭ ‬شبه‭ ‬سياسي‭.‬

بتسويغ‭ ‬بريطاني،‭ ‬أكثر‭ ‬تمكنا‭ ‬في‭ ‬الصياغة‭ ‬تهربا‭ ‬من‭ ‬اتخاذ‭ ‬موقف‭ ‬تأخر‭ ‬وقته‭ ‬كثيرا،‭ ‬فإنه‭ ‬يتوجب‭ ‬تأجيل‭ ‬ترفيع‭ ‬التمثيل‭ ‬الفلسطيني‭ ‬إلى‭ ‬وقت‭ ‬موات‭! ‬الانكشاف‭ ‬كان‭ ‬فادحا،‭ ‬فلا‭ ‬جدية‭ ‬التزام‭ ‬بـ‮«‬حل‭ ‬الدولتين‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬يقره‭ ‬الخطاب‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬الدولي‭ ‬بالإجماع‭.‬

قد‭ ‬تجرى‭ ‬أحيانا‭ ‬إشارات‭ ‬لافتة‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬شرعية‭ ‬المستوطنات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬أو‭ ‬الانتهاكات‭ ‬المروعة،‭ ‬التي‭ ‬يرتكبها‭ ‬المستوطنون،‭ ‬أو‭ ‬إيصال‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬إلى‭ ‬غزة‭ ‬بصورة‭ ‬مستدامة‭ ‬وكافية‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تصحبها‭ ‬إجراءات‭ ‬تعاقب‭ ‬وتردع‭ ‬وتجعل‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭ ‬ممكنا‭. ‬بقوة‭ ‬الحقائق‭ ‬فإنه‭ ‬وهم‭ ‬من‭ ‬الأوهام‭ ‬التي‭ ‬تساقطت‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬غزة‭. ‬دون‭ ‬أية‭ ‬أوهام‭ ‬إضافية‭ ‬فإن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬طرف‭ ‬رئيسي‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬غزة‭. ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬بوسع‭ ‬إسرائيل‭ ‬تمديد‭ ‬العدوان‭ ‬لنحو‭ ‬سبعة‭ ‬أشهر،‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬توفر‭ ‬لها‭ ‬غطاءً‭ ‬عسكريا‭ ‬واستراتيجيا‭ ‬كاملا‭.‬

قد‭ ‬تتحفظ‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬كفاءة‭ ‬المستويين‭ ‬السياسي‭ ‬والعسكري‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬الحرب،‭ ‬لكن‭ ‬الأهداف‭ ‬واحدة‭ ‬والخلاف‭ ‬لا‭ ‬يتعدى‭ ‬التكتيك‭ ‬إلى‭ ‬الاستراتيجية‭. ‬بالقياس‭ ‬العسكري‭ ‬فإنها‭ ‬حرب‭ ‬غير‭ ‬متناظرة،‭ ‬جيش‭ ‬يقال‭ ‬عنه‭ ‬بالادعاء‭ ‬إنه‭ ‬أقوى‭ ‬جيش‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬يطلب‭ ‬الانتقام‭ ‬من‭ ‬مجموعات‭ ‬مقاومة‭ ‬محدودة‭ ‬التسليح‭ ‬حتى‭ ‬يستعيد‭ ‬قدرته‭ ‬على‭ ‬تخويف‭ ‬من‭ ‬حوله‭ ‬التي‭ ‬تقوضت‭ ‬في‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭.‬

أفلت‭ ‬‮«‬الانتقام‭ ‬الدموي‮»‬،‭ ‬بتعبير‭ ‬‮«‬جوتيريش‮»‬‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬قيد‭ ‬أخلاقي،‭ ‬أو‭ ‬سياسي‭ ‬وقانوني‭. ‬مضت‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬والتجويع‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬استهداف‭ ‬موظفي‭ ‬الإغاثات‭ ‬الدولية‭ ‬والأطقم‭ ‬الطبية‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬يتحرك‭ ‬في‭ ‬الشوارع،‭ ‬أو‭ ‬يختبئ‭ ‬في‭ ‬البيوت‭ ‬المهدمة‭.‬

مرات‭ ‬عديدة‭ ‬طلبت‭ ‬واشنطن‭ ‬إجراء‭ ‬تحقيق‭ ‬بشأن‭ ‬جريمة‭ ‬أو‭ ‬أخرى،‭ ‬ثم‭ ‬لا‭ ‬يحدث‭ ‬شيء،‭ ‬كأن‭ ‬إسرائيل‭ ‬دولة‭ ‬فوق‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭! ‬صمدت‭ ‬المقاومة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬توقع‭ ‬سابق،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬أمامها‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬تقاتل‭ ‬حتى‭ ‬النصر‭ ‬أو‭ ‬الاستشهاد،‭ ‬ثم‭ ‬كان‭ ‬الصمود‭ ‬الأسطوري‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬داعيا‭ ‬إلى‭ ‬إجهاض‭ ‬مشروع‭ ‬التهجير‭ ‬القسري‭ ‬بالتشبث‭ ‬حتى‭ ‬الموت‭ ‬بأراضيهم‭ ‬وعدم‭ ‬مغادرتها‭ ‬أو‭ ‬الانقلاب‭ ‬على‭ ‬المقاومة‭ ‬رغم‭ ‬الآلام،‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يطيقها‭ ‬بشر‭.‬

أكدت‭ ‬الحقائق‭ ‬نفسها،‭ ‬يستحيل‭ ‬تماما‭ ‬إلغاء‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬أو‭ ‬نفي‭ ‬شرعيتها،‭ ‬وحق‭ ‬شعبها‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬مصيره‭ ‬بنفسه‭. ‬تم‭ ‬لإحياء‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬من‭ ‬تحت‭ ‬الرماد،‭ ‬وأثبتت‭ ‬الحرب‭ ‬أن‭ ‬هزيمة‭ ‬إسرائيل‭ ‬ممكنة‭. ‬تغيرت‭ ‬معادلات‭ ‬الردع‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬كله‭.‬

إذا‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬هناك‭ ‬أفق‭ ‬سياسي‭ ‬يضع‭ ‬حدا‭ ‬للمعاناة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬فإن‭ ‬الإقليم‭ ‬كله،‭ ‬لا‭ ‬الأرض‭ ‬المحتلة‭ ‬وحدها،‭ ‬سوف‭ ‬يدخل‭ ‬في‭ ‬دوامات‭ ‬عنف‭ ‬وفوضى‭ ‬لا‭ ‬يسلم‭ ‬منها‭ ‬بلد‭ ‬أو‭ ‬نظام‭. ‬تمديد‭ ‬العدوان‭ ‬على‭ ‬غزة،‭ ‬يجعل‭ ‬الانزلاق‭ ‬إلى‭ ‬حرب‭ ‬إقليمية‭ ‬سيناريو‭ ‬محتملا‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يغادر‭ ‬المشهد‭ ‬المشتعل‭ ‬انفلاتا‭ ‬بالنيران‭ ‬في‭ ‬رفح،‭ ‬ينال‭ ‬من‭ ‬مليون‭ ‬ونصف‭ ‬المليون‭ ‬نازح،‭ ‬أو‭ ‬اجتياحا‭ ‬للجنوب‭ ‬اللبناني‭ ‬بذريعة‭ ‬تأمين‭ ‬الشمال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬وإعادة‭ ‬المستوطنين‭ ‬إلى‭ ‬بيوتهم‭.‬

لا‭ ‬يمكن‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر،‭ ‬ولا‭ ‬تلخيص‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬في‭ ‬معونات‭ ‬ومساعدات‭ ‬إنسانية‭ ‬يحتاجها‭ ‬أهالي‭ ‬غزة‭ ‬المحاصرين‭. ‬إنها‭ ‬قضية‭ ‬تحرر‭ ‬وطني‭ ‬أولا‭ ‬وأخيرا‭. ‬هذه‭ ‬حقيقة‭ ‬يفضي‭ ‬التجهيل‭ ‬بها‭ ‬إلى‭ ‬انفجار‭ ‬الإقليم‭ ‬كله،‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬اليوم‭ ‬فإنه‭ ‬حادث‭ ‬لا‭ ‬محالة‭.‬

{‭ ‬كاتب‭ ‬صحفي‭ ‬مصري

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا