العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

عالم يتغير

فوزية رشيد

الفيتو الأمريكي المعهود ووهم حل الدولتين!

{ الكل‭ ‬كان‭ ‬يتوقع‭ ‬‮«‬الفيتو‮»‬‭ ‬الأمريكي‭ ‬لأنه‭ ‬أصبح‭ ‬‮«‬فيتو‮«‬‭ ‬ينطق‭ ‬بلسان‭ ‬‮«‬الكيان‭ ‬الصهيوني‮»‬‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬باسم‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ضد‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬فلسطيني‭! ‬ولذلك‭ ‬التكرار‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬جاء‭ (‬ضد‭ ‬عضوية‭ ‬فلسطين‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الذي‭ ‬قدمته‭ ‬الجزائر‭ ‬بصفتها‭ ‬العضو‭ ‬الممثل‭ ‬للمجموعة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن،‭ ‬وجاء‭ ‬التصويت‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬18‭ ‬أبريل‭ ‬الحالي‭ (‬12‭ ‬دولة‭) ‬مع‭ ‬القرار،‭ ‬دولتان‭ ‬امتنعتا‭ ‬عن‭ ‬التصويت‭ ‬هما‭ ‬بريطانيا‭ ‬وسويسرا،‭ ‬فيما‭ ‬اعترضت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬على‭ ‬المشروع‭ ‬واستخدمت‭ ‬بذلك‭ ‬‮«‬الفيتو‮»‬‭! ‬واستخدمته‭ ‬لأنها‭ ‬تعرف‭ ‬أن‭ ‬العضوية‭ ‬الكاملة‭ ‬‮«‬لفلسطين‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‮»‬‭ ‬يفتح‭ ‬الباب‭ ‬أمام‭ ‬حل‭ ‬الدولتين،‭ ‬الذي‭ ‬تؤيده‭ ‬غالبية‭ ‬دولية‭ ‬بدليل‭ ‬اعتراف‭ (‬137‭ ‬دولة‭) ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬البالغ‭ ‬عددها‭ (‬193‭ ‬دولة‭) ‬اعترفت‭ ‬حتى‭ ‬اليوم‭ ‬بدولة‭ ‬فلسطين،‭ ‬وتزايدت‭ ‬المطالبة‭ ‬الدولية‭ ‬والشعبية‭ ‬العالمية‭ ‬بالوصول‭ ‬إلى‭ ‬حل‭ ‬عادل‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬أحداث‭ ‬غزة‭ ‬الكارثية‭ ‬خلال‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬الـ‭ ‬7‭ ‬أشهر،‭ ‬تحرك‭ ‬فيها‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬العالمي‭ ‬ضد‭ ‬جرائم‭ ‬الحرب‭ ‬والتطهير‭ ‬العرقي‭ ‬ومحاولات‭ ‬التهجير‭ ‬والقضاء‭ ‬على‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭! ‬

{ إن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وهي‭ ‬تمارس‭ (‬خدعة‭ ‬السلام‭ ‬وحل‭ ‬الدولتين‭) ‬في‭ ‬تصريحاتها‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬والسياسية،‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬تسويق‭ ‬نفسها‭ (‬خطابا‭) ‬على‭ ‬رعايتها‭ ‬لحل‭ ‬الدولتين،‭ ‬فيما‭ ‬كل‭ (‬مواقفها‭) ‬ضد‭ ‬حصول‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬حق‭ ‬مشروع‭ ‬له‭ ‬هو‭ ‬الواقع‭ ‬العملي‭ ‬لها‭! ‬وهي‭ ‬بذلك‭ ‬تقف‭ ‬على‭ ‬ذات‭ ‬الأرضية‭ ‬التي‭ ‬يقف‭ ‬عليها‭ ‬‮«‬المتطرفون‭ ‬الصهاينة‮»‬‭ ‬في‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني،‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يختلف‭ ‬‮«‬المعتدلون‭ ‬الصهاينة‮»‬‭ ‬عنهم‭ ‬في‭ ‬الموقف،‭ ‬برفض‭ ‬الحلول‭ ‬السلمية‭! ‬أو‭ ‬إعطاء‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬أي‭ ‬حق‭ ‬له،‭ ‬بل‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬تهجيره‭ ‬من‭ ‬أرضه،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ما‭ ‬يرتكبه‭ ‬من‭ ‬جرائم‭ ‬حرب‭ ‬وتطهير‭ ‬عرقي،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬أجندة‭ ‬التهجير،‭ ‬وحماية‭ ‬تطرف‭ ‬المستوطنين‭ ‬في‭ ‬‮«‬الضفة‭ ‬الغربية‮»‬‭ ‬الذين‭ ‬يقتلون‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬ويحرقون‭ ‬بيوتهم‭ ‬ومزارعهم‭!‬،‭ ‬فيما‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬تتخذ‭ (‬المواقف‭) ‬التي‭ ‬تساند‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬‮«‬الكيان‭ ‬الصهيوني‮»‬‭ ‬وفي‭ ‬ذات‭ ‬الوقت‭ ‬تطلق‭ ‬التصريحات‭ ‬الزائفة‭ ‬أو‭ ‬المموهة‭ ‬بأنها‭ ‬مع‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭ ‬حتى‭ ‬أصبح‭ ‬استخدام‭ ‬‮«‬الفيتو‮»‬‭ (‬لعبتها‭ ‬المعتادة‭) ‬في‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬يعمل‭ ‬أعضاء‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬على‭ ‬مشاريع‭ ‬أو‭ ‬قرارات‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬تعيد‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬من‭ ‬حقوقه‭! ‬

{ في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬ملّ‭ ‬فيه‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬التسلط‭ ‬الأمريكي‭ ‬وتحديداً‭ ‬الأنجلو‭ ‬ساكسوني،‭ ‬ومن‭ ‬ممارسات‭ ‬الاحتلال‭ ‬الصهيوني‭ ‬التي‭ ‬انكشفت‭ ‬أمام‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬فظائع‭ ‬وجرائم‭ ‬وكوارث،‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬التسلط‭ ‬الغربي‭ ‬الصهيوني‮»‬‭ ‬‮«‬والدجل‭ ‬الإعلامي‭ ‬والسياسي‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬تمارسه‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬على‭ ‬العالم،‭ ‬ينبئ‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬التطرف‭ ‬الصهيوني‮»‬‭ ‬ككل‭ ‬يساند‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬الكيان‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬احتلال‭ ‬فلسطين،‭ ‬ومع‭ ‬الحقوق‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وهو‭ ‬لسان‭ ‬حال‭ ‬أمريكا‭ ‬وبريطانيا‭ ‬تحديداً،‭ ‬وإن‭ ‬إدعى‭ ‬كل‭ ‬منهما‭ ‬العكس‭!‬

{ وعليه‭ ‬فإن‭ ‬تحذيرات‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬‮«‬أنطونيو‭ ‬جوتيريش‮»‬‭ ‬من‭ ‬انزلاق‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬إلى‭ ‬نزاع‭ ‬إقليمي‭ ‬شامل‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تتمكن‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬ومجلس‭ ‬الأمن‭ ‬من‭ ‬فرض‭ ‬أي‭ ‬قرار‭ ‬لها‭ ‬للحل‭ ‬السلمي،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬إيقاف‭ ‬العدوان‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬والضفة،‭ ‬أو‭ ‬ضد‭ ‬المستوطنين،‭ ‬أو‭ ‬ممارسات‭ ‬دولة‭ ‬الاحتلال،‭ ‬يوضح‭ ‬خواء‭ ‬هذه‭ ‬‮«‬المؤسسة‭ ‬الأممية‮»‬‭ ‬حين‭ ‬يصل‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭ ‬عتبة‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني،‭ ‬المحمي‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والغرب‭ ‬الاستعماري‭! ‬بما‭ ‬يوضح‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬ممارسات‭ ‬هذا‭ ‬الكيان،‭ ‬إنما‭ ‬يقع‭ ‬في‭ ‬صلب‭ ‬‮«‬التفكير‭ ‬الصهيوني‮»‬‭ ‬المسيطر‭ ‬على‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والغرب‭ ‬بشكل‭ ‬لم‭ ‬يسبق‭ ‬له‭ ‬مثيل،‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬العري‭ ‬‮«‬للنظام‭ ‬الدولي‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬يتم‭ ‬تحريكه‭ ‬وفق‭ ‬منظومة‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬الاستعمارية،‭ ‬وما‭ (‬الكيان‭ ‬إلا‭ ‬أداتها‭ ‬المنغرسة‭ ‬كسكين‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭)!‬

{ المشهد‭ ‬السياسي‭ ‬الدولي‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬تدني‭ (‬اللغة‭ ‬السياسية‭ ‬والدبلوماسية‭) ‬لأن‭ ‬ما‭ ‬يتم‭ ‬ترويجه‭ ‬سياسيا‭ ‬وإعلاميا‭ ‬داخل‭ ‬في‭ ‬الضحك‭ ‬على‭ ‬الذقون‭! (‬إلى‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬يحقق‭ ‬‮«‬الكيان‭ ‬الغاصب‮»‬‭ ‬أهداف‭ ‬تطرف‭ ‬الايديولوجي‭ ‬الصهيوني‭)! ‬ويصفي‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭! ‬ويحقق‭ ‬هدفه‭ ‬الأكثر‭ ‬دموية‭ ‬في‭ (‬الدولة‭ ‬اليهودية‭ ‬الخالصة‭) ‬ومشروعه‭ ‬التوسعي،‭ ‬وقتل‭ ‬البقرات‭ ‬الحمراء‭ ‬‮«‬السمان‮»‬‭ ‬لهدم‭ ‬الأقصى‭! ‬وإقامة‭ ‬‮«‬الهيكل‭ ‬المزعوم‮»‬‭ ‬لخروج‭ ‬‮«‬الدجال‭ ‬المسيخ‮»‬‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬قاله‭ ‬ويقوله‭ ‬المسؤولون‭ ‬الصهاينة‭ ‬وصرح‭ ‬به‭ ‬رئيس‭ ‬وزراء‭ ‬سابق‭!‬،‭ ‬فيما‭ ‬العالم‭ ‬تمتلئ‭ ‬فضائياته‭ ‬وإعلامه‭ ‬بالحديث‭ ‬عن‭ ‬‮«‬حل‭ ‬الدولتين‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬تحوّل‭ ‬مع‭ ‬بلع‭ ‬الأرض‭ ‬الفلسطينية‭ ‬والفيتو‭ ‬الأمريكي‭ ‬المتكرر‭ ‬إلى‭ ‬مجرد‭ (‬خديعة‭ ‬سياسية‭) ‬تتم‭ ‬ممارستها‭ ‬على‭ ‬العقول،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬حياء‭! ‬إنها‭ ‬‮«‬المهزلة‭ ‬الدولية‮»‬‭ ‬بجدارة‭ ‬واستحقاق،‭ ‬والغريب‭ ‬أن‭ ‬العرب‭ ‬يشاركون‭ ‬فيها‭! ‬

إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا