ضجة واسعة أثيرت بعد إعلان إصابة الأميرة الإنجليزية كيت بمرض السرطان وهي لا تزال في الأربعينات. ظاهرة تتمثل في التزايد الذي لوحظ في السنوات الأخيرة لعدد من ضحايا المرض الخبيث. في الفترة الاخيرة تحدث أكثر من باحث في هذه الظاهرة ووصفوها بالوباء بين من هم دون الخمسين. في السنوات الأخيرة زاد معدل الإصابة بالسرطان على مستوى العالم بنسبة 80 في المائة في هذه الفئة العمرية، وفقاً لدراسة كبيرة نشرتها عام 2023 مجلة «بي إم جي أونكولوجي» التي ركزت على أنواع السرطان الأكثر انتشاراً. ففي ثلاثة عقود، زاد عدد نسبة الوفيات نحو 28 في المائة. وسجل مرض السرطان انتشارا ملحوظا وخصوصاً بين الشباب لسرطانات الجهاز الهضمي (القولون والمريء والكبد) وبحسب جمعية السرطان الأميركية فإنه السبب الرئيسي للوفيات بالسرطان لدى الرجال دون الخمسين، والسبب الرئيسي الثاني للوفاة بين النساء من العمر نفسه، بعد سرطان الثدي.
وأحدثت بعض هذه الحالات صدمة لدى عامة الناس، منها مثلاً وفاة نجم فيلم «بلاك بانثر» الممثل شادويك بوسمان عن 43 عاماً بسبب إصابته بسرطان القولون والمستقيم عام 2020. ومع إعلان أميرة ويلز مرضها ذهب تفكير محبيها عن أسباب إصابتها، وهل اللقاحات المضادة لكوفيد وراء زيادة حالات السرطان، الأمر الذي نفاه معظم الباحثين والأطباء في تصريحات لهم للمحطات العالمية، مؤكدين أن هذه الظاهرة كانت موجودة قبل مدة طويلة من الجائحة. ولا يوجد أي سبب واضح لهذه الظاهرة، الأجيال الأخيرة كانت أكثر عرضة من أسلافها لعوامل الخطر المعروفة أن الأشخاص الأربعينيين حالياً بدأوا التدخين أو تناولوا الكحول أو تعرضوا للسمنة في سن أصغر من تلك الأجيال التي سبقتهم.
فمثلا «وباء السمنة» لم يكن موجودا قبل ثمانينيات القرن العشرين. وكذلك الاطعمة المعالجة والوجبات سريعة التحضير.
ركز العلماء على ضرورة الفحص المبكر ولذلك، خفضت الولايات المتحدة عام 2021 إلى سن 45 عاما الذي يوصى فيه بإجراء فحص سرطان القولون والمستقيم وسرطان الثدي ولمن لديهم تاريخ عائلي مع بداية سن الأربعين.
الأمر يحتاج منا إلى مزيد من الحرص والحذر، وعلى الشباب أن يدرك أن السرطان لا يصيب كبار السن فقط. حفظكم الله جميعا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك