القراء الأعزاء
كنت أعتزم اليوم الكتابة عن موضوع آخر، لكن وقعت عيني على التاريخ أمامي الذي كان يُشير إلى الثلاثين من مارس، هذا اليوم الذي يصادف يوم الأرض الفلسطيني الذي يُحييه الشعب الفلسطيني باعتباره عيدًا للأرض والدفاع عنها منذ عام 1976، والذي يحتفل فيه جميع المؤمنين بشرعية القضية الفلسطينية وبحقّ الشعب الفلسطيني في أرضه وبحقّه في الحرية والأمان والسلامة على أرضه وحقّه في التمسك بالبقاء فيها.
وأذكر في هذا الشأن حينما كان والدي رحمه الله على قيد الحياة، أنه كان حريصاً على كتابة كلمة في هذه المناسبة والمشاركة بها في الفعاليات التي تُنظّم لإحيائها، وكان دائماً يراجعها معي على أساس أنني أمتلك البلاغة في اللغة والتعبير-بحسب رأيه غفر الله له-، ولطالما كانت اللغة وسيلة لتحقيق التطلعات والمُراد إذا أحسن الإنسان توظيفها.
والآن يعود يوم الأرض هذا العام 2024 في ظل معاناة عظيمة يعايشها أبناء الشعب الفلسطيني في غزّة، جرّاء مخطط جديد يستهدف قطعة جديدة من أرض فلسطين العروبة بأسوأ جريمة من جرائم الإنسانية التي يجرّمها القانون الدولي الإنساني هي جريمة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتجويع والتهجير، في انتهاك صريح وصارخ للقوانين والقرارات الدولية، وفي ظل رفض دولي من شريحة عظمى من شعوب العالم، حيث تشهد منذ مدّة عدد من عواصم الدول الأوروبية والعربية وقفات شعبية حاشدة لنُصرة أهل غزة ووقف إطلاق النار فيها والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية للشعب الصامد الصابر الذي اتّخذ قراراً مخلصاً بالبقاء على أرضه حيّاً أو ميتاً والتي تزايدت وتيرتها مع يوم الأرض الفلسطيني.
ومن المعلوم أن ما يُمارس على الشعب الفلسطيني وأهل غزّة بالتحديد لا يُعد انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني فقط، بل يُشكل انتهاكاً صريحا للقوانين الدولية لحقوق الإنسان وضرباً بجميع المواثيق الدولية والبروتوكولات والتعليقات الأممية حولها عرض الحائط في خروج سافر عن الشرعة الدولية لحقوق الانسان والشرعية الدولية، الذي يجب على المجتمع الدولي على رأسه هيئة الأمم المتحدة اتخاذ إجراءات فورية لنصرة الشعب الفلسطيني في غزّة والحفاظ على مصداقية توجهاتها وقراراتها وإجراءاتها التي تتخذها بدوافع حماية حقوق الانسان وجرائم الإبادة كتلك التي اتُّخذت في مواجهة العراق مثلاً، لأن مأساة غزّة بحاجة إلى وقفة دولية منصفة وعادلة وحاسمة، باعتبارها جزءا من الأرض على وشك أن يتم انتزاعه ويستوجب بالضرورة التخلّي عن سياسة الكيل بمكيالين بشكل فوري.
وفي يوم الأرض وعود على المواضيع التي تناولتها في المقالين السابقين حول الاسراف في استهلاك وإهدار الطعام وأثره على الأمن الغذائي واستدامته أسأل الله أن يديم علينا جميعاً النعمة وأن يزيدنا من فضله، ولكن من الواجب أن أُذكّر بأن كل هذا الهدر في الطعام يقابله أناس في غزّة لم يعد بإمكانهم الحصول على كسرة خبز، لعل هذه الذكرى تكون درساً للعاقلين، فالاقتصاد الاقتصاد، واعتبروا يا أولي الألباب.
ودائماً وأبداً نسأل الله فرجاً ونصراً لإخواننا في غزّة ونصراً مظفراً تتبعه عودة لجميع الأراضي الفلسطينية قريباً بإذن الله تعالى ومشيئته، وليحيا شعب فلسطين الأبيّ.
Hanadi_aljowder@hotmail.com
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك