في عالمنا الرقمي سريع التطور، تعتمد تفاعلاتنا اليومية بشكل كبير على البيانات والاتصال. ومع تبنينا لهذا العصر الرقمي، تتزايد حاجتنا إلى اتصالات (5G) السريعة والموثوقة، ليس فقط لتحسين الاتصالات ولكن لفتح الطريق للتقدم في التكنولوجيا مثل الذكاء الاصطناعي. تعتبر سرعة وموثوقية شبكات (5G) أمرا أساسيا لنمو تطبيقات الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية السحابية، مما يدفع بالابتكار عبر مختلف القطاعات.
قامت مؤخرًا شركةMedUX ، وهي شركة رائدة في مجال جودة التجربة (QoE) لشبكات الاتصالات، بإجراء دراسة مهمة بهدف الكشف عن جودة خدمة شبكات الجيل الخامس (5G) داخل الاتحاد الأوروبي. شملت الدراسة أداء وجودة شبكات (5G) في المدن الأوروبية الرئيسية بما في ذلك لندن (المملكة المتحدة) وبرلين وميونيخ (ألمانيا) وباريس (فرنسا) وبورتو ولشبونة (البرتغال) وروما وميلانو (إيطاليا) ومدريد وبرشلونة (إسبانيا).
يوفر التقرير نظرة عامة شاملة على جودة التجربة (QoE) الإجمالية، والتي تشمل خدمات متنوعة مثل التوفر وإمكانية الوصول (وقت الوصول إلى المحتوى) وسرعات التحميل والتنزيل ومعدلات نقل الملفات وأداء نظام أسماء النطاقات (DNS) وتصفح الويب والبث وتجارب وسائل التواصل الاجتماعي والألعاب، مستفيدة من أكثر من 200 مؤشر أداء باستخدام تقنية قياس الهاتف المحمول. بالإضافة إلى ذلك، تقدم الدراسة تحليلات قيمة حول كفاءة الشبكة وتجربة العملاء لمختلف مشغلي الشبكات.
في التقرير، برزت برلين كأفضل مدينة من حيث جودة التجربة (QoE) في أوروبا حيث حصلت على درجة 4.69 من أصل 5، تلتها برشلونة وباريس. تتميز برلين، عاصمة ألمانيا، بموثوقية شبكتها الملحوظة واستمراريتها وسرعات تصفح الويب العالية، حيث تتفوق على مدن أخرى بنسبة تتراوح بين 5 و25%. كما تتصدر كل من باريس وبرلين كأفضل وجهات للبث، حيث تتمتعان بنسبة موثوقية مثالية تبلغ 100% في جلسات البث وأسرع وقت للتشغيل حيث يبلغ 1.5 ثانية، مما يسمح للمواطنين بالاستمتاع بالخدمات بنسبة تصل إلى 20% أسرع من نظيراتها. في الوقت نفسه، بالنسبة إلى تغطية وسرعة شبكات الجيل الخامس الشاملة، حصلت مدينتا بورتو ولشبونة في البرتغال على أعلى الدرجات على التوالي. مع وجود نسبة تجاوز 90% للتسجيل التكنولوجي في بورتو ومتوسط سرعة تنزيل وتحميل تزيد على 537 ميجابت في الثانية و53 ميجابت في الثانية على التوالي في لشبونة، احتلت هاتان المدينتان المرتبة الأولى.
أما من حيث موثوقية الشبكة بشكل عام، فتحتل ميلان الصدارة بنسبة نجاح جلسات الإنترنت تصل إلى 99.91%، تليها برشلونة بنسبة 99.82%. على النقيض، جاءت لندن في المرتبة الأخيرة بين المدن الأوروبية.
سلطت بيانات MedUX الضوء على تباين الأداء بين شركات الاتصالات البريطانية ونظيراتها الأوروبية من حيث جودة شبكات الجيل الخامس. تأخرت الشركات البريطانية في السرعة وإمكانية الوصول واستجابة الشبكة، مما أدى إلى زمن تأخير أعلى. على الرغم من إطلاق المملكة المتحدة المبكر لشبكات الجيل الخامس في عام 2019، واجهت شركات الاتصالات العديد من التحديات منذ البداية. وكان قرار الحكومة البريطانية باستبعاد معدات هواوي لشبكات الجيل الخامس في صيف عام 2020 عاملاً رئيسيًا في تعطيل النشر الواسع للإنترنت عالي السرعة (5G).
وبالتالي، أدى ذلك إلى تأخير في نشر الشبكات وزيادة التكاليف، مما أثر في التغطية الشاملة وتوفر الخدمة وتجربة العميل بشكل عام حيث تم فرض حظر على المعدات بعد بدء عملية النشر الأولية. في المقابل، يظهر استطلاع أجرته شركة استشارات الاتصالات Strand Consult أن شركة هواوي تشكل 59% من شبكة الوصول اللاسلكي لشبكات الجيل الخامس (5G) في ألمانيا، مما يعكس نهجًا مختلفًا لنشر البنية التحتية في المنطقة.
تسلط مقارنة أداء شبكات الجيل الخامس (5G) عبر المدن الأوروبية الضوء على الإنجازات والتحديات على حد سواء. بينما تتصدر مدن مثل برلين وباريس توفير تجارب (5G) استثنائية، تواجه المملكة المتحدة صعوبة في مواكبة هذه المعايير، مما يوضح أثر القرارات السياسية على تطور قطاع الاتصالات. ومن المحتمل أن تكون الاضطرابات الناجمة عن النشر والتعقيدات المرتبطة بتنفيذ وترقية البنية التحتية للاتصالات قد أثرت في أداء قطاع الاتصالات في المملكة المتحدة. ومع تقدمنا، يجب على صانعي السياسات وأصحاب الصناعة العمل معًا لمواجهة هذه القضايا، وضمان الوصول العادل إلى خدمات الجيل الخامس عالية الجودة، وتعزيز الابتكار في المجال الرقمي.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك