العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

عالم يتغير

فوزية رشيد

بين الموقف من «حماس» والموقف من الشعب الفلسطيني وقضيته!

{‭ ‬لايزال‭ ‬العدوان‭ ‬الهمجي‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬يشكل‭ ‬بؤرة‭ ‬الأحداث‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬لأن‭ ‬المأساة‭ ‬الإنسانية‭ ‬مستمرة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬سقوط‭ ‬الضحايا‭ ‬تحت‭ ‬القصف‭ ‬أو‭ ‬بسبب‭ ‬التجويع‭ ‬أو‭ ‬بسبب‭ ‬تدهور‭ ‬كل‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصحية‭ ‬والبنية‭ ‬التحتية‭ ‬والتلاعب‭ ‬بإدخال‭ ‬المساعدات‭ ‬بحجة‭ ‬وقوعها‭ ‬أو‭ ‬وقوع‭ ‬بعضها‭ ‬في‭ ‬أيدي‭ ‬حماس‭!‬

هذا‭ ‬التوحش‭ ‬الصهيوني‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬والضفة‭ ‬الغربية‭ ‬وجرائم‭ ‬الحرب‭ ‬المسجلة‭ ‬بالصوت‭ ‬والصورة‭ ‬أمام‭ ‬شاشات‭ ‬العالم‭ ‬كلها‭ ‬وبسبب‭ ‬ذلك‭ ‬احتقان‭ ‬الشعوب‭ ‬التي‭ ‬ترى‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬تزايدا‭ ‬فيما‭ ‬يتركه‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬من‭ ‬مآس‭ ‬كارثية‭ ‬وممارسات‭ ‬نازية‭ ‬وفاشية‭ ‬فإن‭ ‬القصة‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬كما‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يطرحها‭ ‬البعض‭ ‬بأن‭ ‬الموقف‭ ‬السلبي‭ ‬من‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬والشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬هو‭ ‬بسبب‭ ‬الموقف‭ ‬من‭ ‬حماس‭!‬

{‭ ‬حماس‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬مجرد‭ ‬فصيل‭ ‬بين‭ ‬فصائل‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬المقاومة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬والمعروفة‭ ‬تاريخيا‭ ‬منذ‭ ‬بدء‭ ‬النضال‭ ‬الفلسطيني‭ ‬للاحتلال‭! ‬أما‭ ‬ربط‭ ‬الموقف‭ ‬من‭ ‬المآسي‭ ‬التي‭ ‬يحدثها‭ ‬هذا‭ ‬الاحتلال‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬75‭ ‬عاما‭ ‬بموقف‭ ‬البعض‭ ‬من‭ ‬حماس‭ ‬فيما‭ ‬المحتل‭ ‬لا‭ ‬يريد‭ ‬حلا‭ ‬للقضية‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬يدعي‭ ‬أن‭ ‬لديه‭ ‬رؤية‭ ‬للسلام‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭! ‬هذا‭ ‬الموقف‭ ‬بحجة‭ ‬حماس‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬تفكيك‭ ‬خيوطه‭ ‬والدخول‭ ‬في‭ ‬أسباب‭ ‬تواصل‭ ‬أزمة‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العربي‭ ‬والعالمي‭ ‬لتتضح‭ ‬الصورة‭ ‬الحقيقية‭ ‬لملابسات‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬وأسباب‭ ‬العراك‭ ‬والانقسام‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬حماس‭ ‬فصيلا‭ ‬مقاوما‭ ‬ومشروعا‭ ‬بين‭ ‬الفصائل‭ ‬الأخرى‭ ‬أم‭ ‬لا؟‭! ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬الاختلافات‭ ‬الأيديولوجية‭ ‬والفكرية‭ ‬والسياسية‭ ‬تعطي‭ ‬الحق‭ ‬للذي‭ ‬يرفض‭ ‬حماس‭ ‬مثلا‭ ‬أن‭ ‬يرفض‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬إلى‭ ‬المآسي‭ ‬الإنسانية‭ ‬والفادحة‭ ‬التي‭ ‬يعاني‭ ‬منها‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬تحت‭ ‬قبضة‭ ‬الاحتلال؟‭!‬

{‭ ‬لقد‭ ‬أثبت‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬عبر‭ ‬عقود‭ ‬وجوده‭ ‬وحكمه‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يمتلك‭ ‬رؤية‭ ‬حقيقية‭ ‬للسلام‭ ‬أو‭ ‬للتعاطي‭ ‬مع‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وبالتالي‭ ‬إعطاء‭ ‬الحقوق‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬فهو‭ ‬مجرد‭ ‬ادعاء‭ ‬للسلام‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬ابتلاع‭ ‬فلسطين‭ ‬بأكملها‭ ‬والدفع‭ ‬نحو‭ ‬تهجير‭ ‬شعبها‭! ‬فيما‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬كمثال‭ ‬تتطلع‭ ‬إلى‭ ‬سلام‭ ‬حقيقي‭ ‬بغية‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬استقرار‭ ‬المنطقة‭ ‬وما‭ ‬المبادرة‭ ‬العربية‭ ‬للسلام‭ ‬التي‭ ‬اتفق‭ ‬عليها‭ ‬العرب‭ ‬إلا‭ ‬مدخلا‭ ‬لذلك‭.‬

{‭ ‬على‭ ‬العقل‭ ‬العربي‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬السياسي‭ ‬أن‭ ‬يوضح‭ ‬موقفه‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬الاحتلال‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬فصائل‭ ‬المقاومة‭ ‬ككل‭ ‬لأن‭ ‬مقاومة‭ ‬المحتل‭ ‬هو‭ ‬أمر‭ ‬مشروع‭ ‬بحسب‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬نفسه‭! ‬أما‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬أحد‭ ‬الفصائل‭ ‬وهو‭ ‬هنا‭ ‬حماس‭ ‬لا‭ ‬يتفق‭ ‬الموقف‭ ‬العربي‭ ‬حوله‭ ‬أو‭ ‬حول‭ ‬منطلقاته‭ ‬الفكرية‭ ‬فذلك‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬مقاومته‭ ‬للمحتل‭ ‬غير‭ ‬مشروعة‭! ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬يخلط‭ ‬الوعي‭ ‬العربي‭ ‬بين‭ ‬حماس‭ ‬كفصيل‭ ‬مقاوم‭ ‬وكل‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬أو‭ ‬بينه‭ ‬وبين‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وأن‭ ‬يتم‭ ‬اتخاذ‭ ‬موقف‭ ‬عربي‭ ‬منهزم‭ ‬من‭ ‬الكوارث‭ ‬الراهنة‭ ‬التي‭ ‬حلت‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬تحل‭ ‬بالفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬لأن‭ ‬من‭ ‬قام‭ ‬بتحرك‭ ‬7‭ ‬أكتوبر‭ ‬هو‭ ‬حماس‭ ‬وليدفع‭ ‬الثمن‭ ‬كما‭ ‬يقول‭ ‬أصحاب‭ ‬هذا‭ ‬الموقف‭! ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يتساقط‭ ‬الشهداء‭ ‬بمعدل‭ ‬يومي‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬فيما‭ ‬حصار‭ ‬التجويع‭ ‬مستمر‭ ‬دون‭ ‬أية‭ ‬اعتبارات‭ ‬إنسانية‭ ‬أو‭ ‬حقوقية‭ ‬لأهل‭ ‬غزة‭ ‬وهم‭ ‬تحت‭ ‬نيران‭ ‬المحتل‭ ‬المتوحش‭ ‬وحتى‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشهر‭ ‬الفضيل‭!‬

{‭ ‬ومرارا‭ ‬قلنا‭ ‬ونقول‭ ‬إنه‭ ‬لابد‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬من‭ ‬توحيد‭ ‬الصفوف‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وتعزيز‭ ‬دور‭ ‬منظمة‭ ‬التحرير‭ ‬لينطق‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬برؤية‭ ‬توافقية‭ ‬واحدة‭ ‬وبلسان‭ ‬فلسطيني‭ ‬واحد‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬العقلية‭ ‬الصهيونية‭ ‬والاستعمارية‭ ‬الغربية‭ ‬التي‭ ‬أوجدت‭ ‬هذا‭ ‬الكيان‭ ‬ليكون‭ ‬منطلقا‭ ‬إلى‭ ‬خلخلة‭ ‬الأوضاع‭ ‬والأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬كامل‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭! ‬ولم‭ ‬يتغير‭ ‬شيء‭ ‬حول‭ ‬ذلك‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭! ‬والعالم‭ ‬اليوم‭ ‬يشهد‭ ‬على‭ ‬همجية‭ ‬المحتل‭ ‬الصهيوني‭ ‬فإن‭ ‬الساحتين‭ ‬الفلسطينية‭ ‬والعربية‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬منطلقات‭ ‬وتحركات‭ ‬جديدة‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬المكوث‭ ‬في‭ ‬بوتقة‭ ‬الخلافات‭ ‬والانقسامات‭ ‬الفلسطينية‭ ‬والعربية‭ ‬وعلى‭ ‬المستويات‭ ‬الأيديولوجية‭ ‬والسياسية‭ ‬والفكرية‭ ‬لأن‭ ‬الاختلافات‭ ‬ستبقى‭! ‬والأهم‭ ‬هو‭ ‬معالجتها‭ ‬برؤية‭ ‬عربية‭ ‬جديدة‭ ‬لكي‭ ‬تنتصر‭ ‬القضية‭ ‬على‭ ‬تحايلات‭ ‬وعدوان‭ ‬المحتل‭ ‬ولكي‭ ‬ينتصر‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬نضاله‭ ‬ضده،‭ ‬وحماس‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬مجرد‭ ‬فصيل‭ ‬في‭ ‬مقاومة‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬المستمر‭ ‬تاريخيا‭ ‬منذ‭ ‬1948‭! ‬والقضية‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬هي‭ ‬القضية‭ ‬الأولى‭ ‬لكل‭ ‬العرب‭ ‬كما‭ ‬يقولون‭!‬

إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا