العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

عالم يتغير

فوزية رشيد

نظام الدجال أو الدجل ومن هؤلاء؟!

{‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬إدارة‭ ‬الشر‭ ‬عالميا‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬مافيات‭ ‬عائلية‭ ‬أصبحت‭ ‬معروفة‭ ‬تكتسب‭ ‬قوتها‭ ‬وسطوتها‭ ‬مما‭ ‬تمتلكه‭ ‬من‭ ‬المال‭ ‬والذهب‭ ‬وتقدر‭ ‬بنصف‭ ‬ما‭ ‬يمتلكه‭ ‬العالم‭ ‬كله‭! ‬وتحتكر‭ ‬الهيمنة‭ ‬والإدارة‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬الشركات‭ ‬العالمية‭ ‬الكبرى‭ ‬ذات‭ ‬الاهتمام‭ ‬بصناعة‭ ‬السلاح‭ ‬والدواء،‭ ‬والتعامل‭ ‬مع‭ ‬المافيات‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬تتاجر‭ ‬بالبشر‭ ‬والمخدرات‭ ‬والحروب‭ ‬وتجعل‭ ‬من‭ ‬الدولار‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يساوي‭ ‬قيمته‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬الورق‭ ‬المطبوع‭ ‬به‭ ‬مهيمنا‭ ‬ماليا‭ ‬واقتصاديا‭ ‬وتجاريا‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬كله‭! ‬وتعطي‭ ‬القروض‭ ‬للدول‭ ‬الفقيرة‭ ‬أو‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬دفعها‭ ‬إجبارا‭ ‬إلى‭ ‬اعتماد‭ ‬الديون‭ ‬كوسيلة‭ ‬لتصريف‭ ‬مشاريعها‭ ‬واقتصادها‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي‭ ‬والبنك‭ ‬الدولي‭ ‬الخاضعين‭ ‬بدورهما‭ ‬لإدارة‭ ‬ذات‭ ‬المافيا‭ ‬العائلية‭! ‬وفيما‭ ‬هي‭ ‬تدين‭ ‬وتتحصل‭ ‬على‭ ‬الفوائد‭ ‬الفائقة‭ ‬فإنه‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬العجز‭ ‬عن‭ ‬سداد‭ ‬الديون‭ ‬تتدخل‭ ‬بـ‭(‬القاتل‭ ‬الاقتصادي‭) ‬التابع‭ ‬لها،‭ ‬وتستولي‭ ‬على‭ ‬السندات‭ ‬والأصول‭ ‬الأساسية‭ ‬والوطنية‭ ‬في‭ ‬البلد‭ ‬العاجز‭ ‬عن‭ ‬سداد‭ ‬ديونه‭! ‬هكذا‭ ‬هي‭ ‬تفقر‭ ‬الدول‭ ‬وتستولي‭ ‬على‭ ‬ثرواتها‭ ‬مقابل‭ ‬الديون‭ ‬بالدولار‭ ‬الذي‭ ‬في‭ ‬أساسه‭ ‬لا‭ ‬قيمة‭ ‬له‭! ‬إنما‭ ‬القيمة‭ ‬اكتسبها‭ ‬من‭ ‬قوة‭ ‬السيطرة‭ ‬والهيمنة‭ ‬التي‭ ‬تتمتع‭ ‬بها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬تحديدا‭!‬

{‭ ‬حين‭ ‬تكتمل‭ ‬الصورة‭ ‬بالتوجيه‭ ‬الإعلامي‭ ‬والمعلوماتي‭ ‬والتكنولوجي‭ ‬وتقنيات‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬ومراكز‭ ‬التوجيه‭ ‬في‭ ‬العوالم‭ ‬الافتراضية‭ ‬والسيطرة‭ ‬على‭ ‬مؤسسات‭ ‬ومراكز‭ ‬البحوث‭ ‬والدراسات‭ ‬وصناعة‭ ‬القرار‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العالمي‭! ‬فإنها‭ ‬في‭ ‬الطريق‭ ‬تكون‭ ‬قد‭ ‬اخترقت‭ ‬أيضا‭ ‬كل‭ ‬المؤسسات‭ ‬الأممية‭ ‬مثل‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬والصحة‭ ‬العالمية‭ ‬والمنظمات‭ ‬الحقوقية‭ ‬واخترقت‭ ‬النخب‭ ‬الفكرية‭ ‬والثقافية‭ ‬ومؤسسات‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬لينتج‭ ‬‮«‬الأخطبوط‭ ‬الشرير‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬يدير‭ ‬العالم‭ ‬وفق‭ ‬أجنداته‭ ‬ومشاريعه‭ ‬الاستعمارية‭! ‬وكل‭ ‬ذلك‭ ‬يندرج‭ ‬تحت‭ ‬مسمى‭ ‬النظام‭ ‬العالمي‭ ‬الذي‭ ‬يراه‭ ‬كثيرون‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬حقيقته‭ ‬نظام‭ ‬الدجال‭!‬

{‭ ‬نظام‭ ‬الدجال‭ ‬محوره‭ ‬الدجل‭ ‬والدولار‭ ‬وعلامته‭ ‬الشهيرة‭ ‬العين‭ ‬الواحدة‭ ‬والهرم‭ ‬غير‭ ‬المكتمل‭ ‬بانتظار‭ ‬اكتماله‭! ‬والواقع‭ ‬تحت‭ ‬سيطرة‭ ‬النخبة‭ ‬الشيطانية‭ ‬ذاتها‭ ‬أو‭ ‬عبدة‭ ‬الشيطان‭!‬

هم‭ ‬يدركون‭ ‬أن‭ ‬التحكم‭ ‬في‭ ‬الغذاء‭ ‬العالمي‭ ‬والاستهلاك‭ ‬بل‭ ‬التحكم‭ ‬في‭ ‬القيم‭ ‬هو‭ ‬الأساس‭ ‬للاستمرار‭ ‬فإن‭ ‬سقط‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬تكون‭ ‬كل‭ ‬النظم‭ ‬القائمة‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬طور‭ ‬الانهيار‭ ‬بدورها‭! ‬وهنا‭ ‬تأتي‭ ‬المجازفة‭ ‬الأخطر‭ ‬على‭ ‬البشرية‭ ‬لضمان‭ ‬التحكم‭ ‬والسيطرة‭ ‬والنهب‭ ‬عبر‭ ‬نشر‭ ‬الأوبئة‭ ‬والحروب‭ ‬البيولوجية‭ ‬وتلويث‭ ‬الأرض‭ ‬والبحر‭ ‬والجو‭ ‬وصناعة‭ ‬الأمراض‭ ‬والتحكم‭ ‬في‭ ‬مافيات‭ ‬الأدوية‭ ‬والعلماء‭ ‬المرتزقة،‭ ‬ونشر‭ ‬الإلحاد‭ ‬والكفر‭ ‬والزندقة‭ ‬والفجور‭ ‬والانحلال‭ ‬والمجون‭ ‬والشذوذ‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬تقنيات‭ ‬الثورة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬لتكون‭ ‬السطوة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬للفاسدين‭ ‬والتفاهة‭ ‬والغباء‭ ‬وبهم‭ ‬تتم‭ ‬سرقة‭ ‬ثروات‭ ‬الدول‭ ‬والأمم‭ ‬ونشر‭ ‬الظلم‭ ‬وجعل‭ ‬الإنسان‭ ‬بضاعة‭ ‬هامشية‭! ‬وحين‭ ‬يصبح‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬قابلا‭ ‬للاستهلاك‭ ‬والتجارة‭ ‬عبر‭ ‬الترويج‭ ‬للقيم‭ ‬الاستهلاكية‭ ‬فإن‭ ‬كل‭ ‬أشكال‭ ‬الخراب‭ ‬والفساد‭ ‬تكون‭ ‬هي‭ ‬العلاقة‭ ‬التجارية‭ ‬الباذخة‭ ‬للعصر‭ ‬والحضارة‭ ‬الراهنة‭!‬

{‭ ‬من‭ ‬هؤلاء؟‭! ‬من‭ ‬هم‭ ‬حتى‭ ‬يمتلكوا‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الجرأة‭ ‬التخريبية‭ ‬لكامل‭ ‬البشرية؟‭! ‬وحتى‭ ‬يعملوا‭ ‬بكل‭ ‬وقاحة‭ ‬على‭ ‬تغيير‭ ‬دين‭ ‬الله‭ ‬وتغيير‭ ‬الفطرة‭ ‬والهوية‭ ‬والجينات‭ ‬الإنسانية‭! ‬ويتدخلوا‭ ‬في‭ ‬مناهج‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬الدول،‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬القيم‭ ‬الأخلاقية‭ ‬للشعوب‭ ‬وكأن‭ ‬التلاعب‭ ‬بكل‭ ‬ذلك‭ ‬حق‭ ‬قائم‭ ‬على‭ ‬الاحتكار‭ ‬من‭ ‬جانبهم؟‭!‬

هل‭ ‬اكتسبوا‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬إفساد‭ ‬الأرض‭ ‬والبشر‭ ‬والحياة‭ ‬من‭ ‬منطق‭ ‬القوة‭ ‬أم‭ ‬من‭ ‬التبعية‭ ‬للدجال‭ ‬الذي‭ ‬يجسدون‭ ‬تعاليمه‭! ‬أم‭ ‬من‭ ‬التلاعب‭ ‬بالعلوم‭ ‬القديمة‭ ‬التي‭ ‬سرقوها‭ ‬من‭ ‬الحضارات‭ ‬الكبرى‭ ‬قبل‭ ‬آلاف‭ ‬السنين؟‭! ‬أم‭ ‬أنها‭ ‬سطوة‭ ‬المال‭ ‬والدجل‭ ‬على‭ ‬عقول‭ ‬الناس‭ ‬الذين‭ ‬ينقادون‭ ‬لهم‭ ‬كالقطيع؟‭!‬

{‭ ‬حين‭ ‬نصف‭ ‬النظام‭ ‬العالمي‭ ‬القائم‭ ‬اليوم‭ ‬أنه‭ ‬نظام‭ ‬الدجال‭ ‬فليس‭ ‬ذلك‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬بُعد‭ ‬ديني‭ ‬فقط‭ ‬وإنما‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬الدجال‭ ‬الذي‭ ‬يستمد‭ ‬قوته‭ ‬في‭ ‬النظام‭ ‬الراهن‭ ‬من‭ ‬الدجل‭ ‬حيث‭ ‬كتلة‭ ‬بشرية‭ ‬لا‭ ‬تتجاوز‭ ‬تعدادها‭ ‬الـ1%‭ ‬من‭ ‬التعداد‭ ‬السكاني‭ ‬العالمي‭ ‬تسيطر‭ ‬بالدجل‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬والبشرية‭ ‬بقوة‭ ‬الصناعة‭ ‬والمال‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬والآلة‭ ‬العسكرية‭ ‬والإعلام‭ ‬والاقتصاد‭ ‬الدولي‭ ‬والنقد‭ ‬الدولي‭ ‬والتجارة‭ ‬الدولية‭ ‬وكل‭ ‬المؤسسات‭ ‬الأممية‭ ‬ليتشكل‭ ‬عبر‭ ‬هذه‭ ‬الشبكة‭ ‬العالمية‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بالنظام‭ ‬الدولي‭ ‬الواقع‭ ‬تحت‭ ‬سيطرة‭ ‬الدجل‭ ‬أو‭ ‬الدجال‭! ‬وتسميته‭ ‬السياسية‭ ‬هو‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬الدولي‭! ‬فيما‭ ‬التسمية‭ ‬الدينية‭ ‬له‭ ‬نظام‭ ‬الدجال‭!‬

{‭ ‬وهكذا‭ ‬تتم‭ ‬إدارة‭ ‬العالم‭ ‬وأزماته‭ ‬وصراعاته‭ ‬ومصالحه‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬مصالح‭ ‬تلك‭ ‬النخبة‭ ‬العائلية‭ ‬الشريرة،‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬عنوانها‭ ‬الآخر‭ ‬الماسونية‭ ‬والجمعيات‭ ‬السرية‭ ‬أو‭ ‬الصهيونية‭ ‬العالمية‭ ‬التابعة‭ ‬لها‭ ‬فإن‭ ‬البشرية‭ ‬تدور‭ ‬في‭ ‬الأزمات‭ ‬التي‭ ‬يصنعها‭ ‬هؤلاء‭ ‬والتابعون‭ ‬لهم‭ ‬من‭ ‬الفاسدين‭ ‬والتافهين‭ ‬والأغبياء‭ ‬في‭ ‬العالم‭! ‬فهل‭ ‬أدركنا‭ ‬من‭ ‬هم‭ ‬هؤلاء؟‭! ‬منذ‭ ‬القِدم‭ ‬يُقال‭ ‬التشخيص‭ ‬الصحيح‭ ‬نصف‭ ‬العلاج‭! ‬ولابد‭ ‬ونحن‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬ندرك‭ ‬ما‭ ‬يفعله‭ ‬الدجل‭ ‬والدجال‭ ‬بنا‭ ‬كبشر‭!‬

إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا