القراء الأعزاء
استقبلنا قبل أيام ضيفنا الكريم شهر رمضان المبارك، أعادنا الله واياكم عليه جميعاً في أفضل حال من الصحة والرزق والرضا، فالشهر كريم وينسحب كرمه على المسلمين جميعاً في جميع مناحي حياتهم، بما فيها وأهمها اكرام بطونهم وبطون ضيوفهم الذين تزداد وتيرة تواصلهم في شهر رمضان من باب صلة الرحم ووصل الأحبة والأصدقاء، لأنه أيضاً شهر التواصل الذي يحرص فيه الكل على زيارة الكل رغم قصر الشهر وضيق الوقت.
وقد لفت انتباهي في أول يوم منه اعلان جميل عُرض على قناة تلفزيون البحرين، لست متأكدة لأي شركة كان، قد يكون لشركة بتلكو والله أعلم، وقد كان سيناريو الإعلان عبارة عن مشاهد لعدد من أفراد العائلة، كلّ منهم جاء إلى بيت والدتهم محملاً بما يفيض عن الحاجة من الطلبات الغذائية التي طلبتها منه أو جاء بها من تلقاء نفسه كرامة للبيت وأهل البيت، وقد ردد الجميع تعليقاً على تحفظ الأم حول مبالغتهم في كمية الغرض الذي جاء به كلّ منهم بجملة واحدة بالعامية البحرينية هي: (يزيد ولا ينقص).
وتعتبر هذه الجملة من الأمثال الشعبية ضمن موروثنا الشعبي الجميل والتي نُرددها دائما دلالة على الحرص على عدم التقصير في اكرام الضيوف، وأحيانا في إكرام أهل البيت وتحقيق الكفاية لهم، فالمهم هو أن يصل الموعود بالكرم إلى أقصى حاجته ورضاه وربما أكثر حتى وان زاد ما يُقدّم إليه عن حاجته، والمهم هو ألا يكون قليلا بشكل ملموس.
وليزيد ولا ينقص صيغة أخرى فيُقال (يزيد ولا يقصر) وهي تستخدم لأغراض المواد الغذائية (الأكل) وللمقتنيات والهدايا وغيرها فهي ليست حكراً على الغذاء، ولكن الإعلان استخدمها لأغراض المواد الغذائية التي تتضاعف نسبة استخدامها في شهر رمضان أضعافا مضاعفة عن بقية أيام العام، فهو أراد أن يوجّه رسالة حول أهمية حفظ النعمة وعدم تبديدها في شهر الخير والكرم، لأن الله لا يُحبّ المسرفين.
ولسنا جميعاً بُراء من هذه المقولة، لأنها ثقافة نشأنا عليها، ومن المعلوم بأن الثقافة تنشأ عبر زمن طويل و تحتاج لتتغير إلى زمن مماثل إلا إذا وُجد من يشتغل على تسريع تغييرها، كالإعلان الذي مرّ مرور الكرام لأنني لم أشاهده مرة ثانية، ولا أعلم ما إذا أنه لم يُعاد أو أن التقصير من متابعتي.
وللمقال بقية بتفاصيل أكثر في الأسبوع القادم إن شاء الله تعالى
Hanadi_aljowder@hotmail.com
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك