عادة ما يرتبط معدن الألمنيوم بصناعة علب المرطبات وهياكل السيارات أكثر من صناعة السلع الفاخرة. ومع ذلك، فإن الألومنيوم هو البطل المجهول والمعدن المطاوع المشهور في عالم المجوهرات! إنه معدنٌ رائع ومتعدد الاستخدامات ويجب أن يكون حقا قطعةً أساسية في صندوق المجوهرات الخاص بك.
وإذا نظرنا إلى الوراء للبحث عن تاريخ اكتشاف الألمنيوم، فإن الأبحاث تشير إلى أنه معدن جديد نسبيا، وتم اكتشافه في العام 1825 من قبل الكيميائي الدنماركي هانز كريستيان. وكانت طرق الإنتاج والمعالجة معقدة للغاية لدرجة أنه لم يتم إنتاج الألمنيوم بنجاح على نطاق واسع حتى عام 1889، و كان يعتبر في ذلك الوقت أكثر ندرة وقيمة من الذهب!
الألمنيوم ليس معدنا طبيعيا. ويصنع بشكل أساسي من مادة خام تسمى البوكسيت والتي لا تتواجد إلا في مواقع محدودة على نطاق العالم. حيث يتم تسخين البوكسيت أولا إلى درجات حرارة عالية لإنتاج الألومينا، والذي يتحول بعد ذلك إلى الألمنيوم عن طريق التحليل الكهربائي. وتعتبر هذه العملية معقدة وتشكل العديد من المنتجات الثانوية الكيميائية، لذا يتم تنظيم الإنتاج واحتكاره من قبل الشركات الكبرى التي لديها الوسائل اللازمة لتنفيذ العملية برمتها من البداية إلى النهاية.
قد يكون استخدام الالمنيوم في صناعة الاكسسوارات ليس بالشي الجديد ولكنه اصبح مؤخراً إضافة رائعة لقطع المجوهرات الفاخرة. وصار يتشارك مع المعادن النفيسة الأخرى والاحجار الكريمة في تشكيل تصاميم راقية ذات تفاصيل مليئة بالحيوية والابتكار. فنرى بأن الالمنيوم بسبب خصائصه المطاوعة والقابلة للتلون يشكل على هيئة بتلات الزهور أو أجنحة الفراشات وغيرها من التفاصيل القابلة للحركة والقريبة من الاشكال الواقعية.
إنه معدن ذو قوة هائلة، لكنه خفيف للغاية وقابل للسحب. ويتم أكسدة الألومنيوم لصنع المجوهرات المعدنية الملونة. حيث إن هذه العملية تزيد من مقاومة التآكل وتسمح أيضا بامتصاص الأصباغ والتصاق الدهانات بتأثير مذهل.
الجانب السلبي الوحيد الذي يواجه معظم صائغي المجوهرات هو صعوبة لحام الألمنيوم دون استخدام معدات متخصصة والتي غالبا تكون غير متوفرة لدى الجميع. ويميل معظم المصممين إلى اختيار تقنيات التثبيت البارد التي تنتج بعض القطع المثيرة للاهتمام وغير العادية والمختلفة تماما عن المجوهرات التقليدية.
للألمنيوم ميزات عدة غير التي قمت بذكرها مسبقا ،ولعل اهم ميزه هي أنه قابل لإعادة التدوير بنسبة 100٪ مما يجعله معدنا مستداما. كما ويعد خياراً جيداً للذين يعانون من حساسية المعادن لخلوه من النيكل ، هذا بالإضافة إلى انه شبيه جداً في مظهره الخارجي بالفضة الإسترليني. ولكنه أقل تكلفة وأخف وزناً ولا يصدأ أو يتلف بسبب عدم احتوائه على الحديد. ويتفاعل ببطء مع الأكسجين لتكوين طبقة واقية من أكسيد الألومنيوم. لا يمكن رؤيته ولا يؤثر على شكله.
الشيء الرائع أيضاً في الألمنيوم هو أنه يمكنك صبغه تقريبا مثل القماش. فعندما تضع الألومنيوم في خزان بمحلول لوني ومحفز، يتغير لون الألومنيوم. وبما أنه ليس طلاءً، فإنه لا يتقشر. ولا يحتاج الألمنيوم إلى منظفات فاخرة أو عناية خاصة مثل المعادن الأخرى، فيمكنك غسله بصابون الاطباق وشطفه وتنشيفه بكل سهولة دون ان يتأثر منظره.
بعد كل هذه الميزات القيمة، هل ستكون المجوهرات المصنوعة من الألمنيوم المؤكسد إضافة جديدة إلى إطلالتك القادمة؟ شاركونا بآرائكم ونتطلع إلى مقترحاتكم للمواضيع القادمة والاجابة على تساؤلاتكم على البريد الالكتروني.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك